مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
وزراء الاتحاد الأوروبي قرروا استئناف الاجتماعات الدورية مع إسرائيل بعد توقفها 10 أعوام
الجيش الإسرائيلي يُسقط حوامة تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان
انتخاب ميراف ميخائيلي رئيسة لحزب العمل
تقرير: صادرات السلاح الإسرائيلي إلى المغرب، من بيغاسوس إلى المسيّرات الانتحارية
مقالات وتحليلات
من أجل التوصل إلى تسوية بحرية يجب تحذير لبنان من مغبة خطوات نصر الله
قمة المصالح في طهران
طهران تعزز الضغط بهدف لجم خطوات لبلورة منظومة دفاع إقليمي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 18/7/2022
وزراء الاتحاد الأوروبي قرروا استئناف الاجتماعات الدورية مع إسرائيل بعد توقفها 10 أعوام

قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم (الاثنين) استئناف الحوار الإسرائيلي – الأوروبي ضمن إطار "مجلس الشراكة"، بعد توقف دام 10 أعوام. والمقصود اجتماعات رفيعة المستوى ودائمة بين إسرائيل والاتحاد كانت تُعقد سنوياً وتوقفت في سنة 2013 بسبب التوترات السياسية بين الطرفين، على خلفية القضية الفلسطينية. وبعد اتخاذ القرار، تنتظر إسرائيل تحديد موعد للاجتماع الذي يمكن أن يجري قبل الانتخابات.

يشكل هذا القرار تقدماً مهماً في إعادة الحرارة إلى العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وهو يشكل إنجازاً شخصياً لرئيس الحكومة يائير لبيد الذي عمل خلال السنة الماضية من أجل استئناف النقاشات بشأن العلاقات الملبدة مع الاتحاد خلال فترة حكومة بنيامين نتنياهو. قبل عام تحديداً، ومع تولّي يائير لبيد وزارة الخارجية، دُعيَ لبيد إلى حضور اجتماع وزراء الخارجية الذي شارك فيه 26 وزيراً للخارجية في الاتحاد الأوروبي، وخلال الاجتماع، دعا لبيد نظراءه الأوروبيين إلى استئناف الحوار المباشر مع إسرائيل.

 توقيت قرار وزراء الخارجية في الاتحاد في ذروة معركة انتخابية في إسرائيل، من شأنه أن يساعد الحملة الانتخابية التي يقوم بها لبيد وحزبه "يوجد مستقبل"، وأن يعزز صورته كسياسي حقق إنجازات، هذا بالإضافة إلى زيارة بايدن في الأسبوع الماضي. في المقابل، في تقدير أطراف إسرائيلية أن الاتحاد الأوروبي سيبقى على موقفه المتشدد إزاء إسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسيوضح معارضته لتوظيف استثمارات أوروبية خارج الخط الأخضر.

اتفاقات الشراكة التي وقّعتها إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي في سنة 1995 هي اتفاقات إطار تنظّم العلاقات بين الطرفين، وقد شملت اجتماعات سنوية لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد مع نظرائهم الإسرائيليين من أجل الدفع قدماً بالشراكة بين إسرائيل والاتحاد في موضوعات التجارة والسياسة الخارجية. اللقاء الأخير جرى في تموز/يوليو 2012، بعده ألغت إسرائيل الاجتماع المقرر في سنة 2013، بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي التمييز بين إسرائيل وبين المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وقراره عدم تطبيق الاتفاقات بين الاتحاد الأوروبي وبين إسرائيل على المستوطنات الواقعة خارج الخط الأخضر.

 

"معاريف"، 18/7/2022
الجيش الإسرائيلي يُسقط حوامة تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان

أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين) أن الجيش أسقط حوامة تخطت الأراضي اللبنانية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وهي تابعة لحزب الله على الأرجح.

وذكر الناطق أنه جرى العثور على الحوامة في منطقة عمل اللواء 300، وكانت وحدة الرقابة الجوية تلاحقها منذ إطلاقها، وأضاف الناطق أن الجيش سيبذل كل ما في وسعه لمنع أي انتهاك للسيادة الإسرائيلية.

"هآرتس"، 18/7/2022
انتخاب ميراف ميخائيلي رئيسة لحزب العمل

انتُخبت ميراف ميخائيلي رئيسة لحزب العمل لولاية جديدة، بعد فوزها على الأمين العام للحزب عيران حرموني. وحصلت ميخائيلي على 82.48% من الأصوات، بينما حصل حرموني على 16.16% من الأصوات. شارك في الانتخابات قرابة 15 ألف عضو في الحزب، وجرت عملية الاقتراع من خلال الإنترنت، إلى جانب 4 صناديق للاقتراع الحضوري.

يؤشر فوز ميخائيلي بالرئاسة إلى تغيير في التوجه، مقارنة بالانتخابات الداخلية للحزب في الأعوام الأخيرة، إذ إن الرؤساء الحاليين للحزب، في أغلبيتهم، لم يُعَد انتخابهم، أو استقالوا قبل الانتخابات. كما أن الدعم الكبير لميخائيلي له تأثير أيضاً في قرارها الامتناع من التوحد مع حزب ميرتس في المرحلة الحالية. ورأوا في الحزب أن التأييد الذي حصلت عليه ميخائيلي هو بمثابة دعم لهذا القرار.

"هآرتس"، 19/7/2022
تقرير: صادرات السلاح الإسرائيلي إلى المغرب، من بيغاسوس إلى المسيّرات الانتحارية

وصل رئيس الأركان اللواء أفيف كوخافي يوم الاثنين إلى المغرب في زيارة هي الأولى لرئيس أركان إسرائيلي إلى هذه الدولة منذ تطبيع العلاقات بينهما في سنة 2020.

طوال عشرات الأعوام، كان هناك علاقات أمنية سرية بين الدولتين، وكان في إمكان السياح الإسرائيليين زيارة المغرب بحُرية. توطدت العلاقات بعد اتفاقات أوسلو، وانقطعت مع نشوب الانتفاضة الثانية، وعادت واستؤنفت في نهاية سنة 2020، عندما كان المغرب الدولة الرابعة التي انضمت إلى اتفاقات أبراهام. منذ ذلك الحين، افتُتحت رحلات مباشرة بين الدولتين، وقام وزير الخارجية آنذاك يائير لبيد ووزير الدفاع بزيارة المغرب.

لإسرائيل والمغرب تاريخ طويل من التعاون الأمني والاستخباراتي. إذ شغّل الموساد مكتباً له في الرباط، وبعد حرب الأيام الستة (1967)، إسرائيل باعت المغرب فائض السلاح الذي كان لدى الجيش من إنتاج فرنسي، في الأساس دبابات ومدافع، وزار مستشارون عسكريون المغرب لمساعدته ضد "جبهة البوليساريو" التي كانت تحارب من أجل استقلال الصحراء الغربية.

وفيما يلي بعض أنواع السلاح الذي باعته إسرائيل للمغرب في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى المسيّرات والأسلحة السيبرانية الهجومية.

في سنة 2014، اشترى المغرب 3 طائرات من دون طيار من طراز هارون، ومن إنتاج الصناعة الجوية، بقيمة 50 مليون دولار. وهذه الطائرة من دون طيار وُضعت في السوق للمرة الأولى في سنة 2000، وهي قادرة على البقاء في الجو 45 ساعة، والتحليق على علو 35 ألف قدم.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، تحدث حاييم لفينسون عن بيع الصناعة الجوية مسيّرات من طراز "هاروب" للمغرب. وبعكس المسيّرات غير المزودة بالسلاح، المُعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية والرصد أو الهجوم، ثم العودة إلى قواعدها، فإن مسيّرة هاروب تُعتبر "سلاحاً متجولاً" (Loitering munition)، أو مسيّرة انتحارية. ونجاح المسيّرة في مهمتها معناه تدمير الهدف وتدميرها هي أيضاً. وإذا لم يحدث ذلك، فتعود إلى قواعدها.

في شباط/فبراير هذه السنة، ذكرت الصناعة الجوية أنها ستزود المغرب بمنظومة باراك –MX، وهي منظومة مضادات جوية ضد أنواع مختلفة من التهديدات الجوية، من طوافات وطائرات، مروراً بالمسيّرات، ووصولاً إلى صواريخ كروز. وقد أعربت دول الخليج عن اهتمامها بالحصول على هذه المنظومة ضمن إطار حلف الدفاع الجوي مع إسرائيل.

هذه المنظومة جرى تطويرها في الأساس كي تُركَّب على السفن، واستُخدمت في اعتراض مسيّرات حزب الله التي أُطلقت في اتجاه منصة كاريش قبل أسبوعين، لكنها ملائمة أيضاً للاستخدام الأرضي. والصفقة التي تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات جرى التوصل إليها خلال زيارة وزير الدفاع بني غانتس إلى المغرب، حيث جرى الاتفاق أيضاً على بيع المغرب رادارات "ألتا" ومنظومات دفاعية ضد الحوامات من إنتاج سكاي - لوك. بالإضافة إلى ذلك، جرت بلورة مشروع لتحسين طائرات أف 5 القديمة التابعة لسلاح الجو المغربي.

بيغاسوس

برنامج التجسس الذي طورته شركة NSO Group الإسرائيلية تحول إلى رمز إشكالي للصناعة السيبرانية الهجومية الإسرائيلية. برامج التجسس التي تباع فقط إلى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الرسمية، بموافقة شعبة الرقابة على الصادرات الأمنية في وزارة الدفاع، تسمح بالجمع عن بُعد لكل المعلومات الموجودة في الهاتف الخليوي للضحية، بما في ذلك الصور والمراسلات واستخدام الكاميرا والمايكروفون عن بُعد، من دون معرفة الضحية، والتجسس عليه.

وكانت الولايات المتحدة وضعت شركة NSO على لائحة الشركات "التي تهدد المصالح الأميركية"، بعد أن اكتشفت شركة آبل في العام الماضي أن هواتف خليوية لموظفين في الخارجية الأميركية في أفريقيا تعرضت للتجسس بواسطة بيغاسوس.

تسبب بيع برنامج بيغاسوس التجسسي للمغرب بمشكلة دبلوماسية مع فرنسا، بعد أن اتضح أن من بين أهداف الهجوم وزراء في حكومة إيمانويل ماكرون. وكشفت تقارير سابقة أن بيغاسوس استُخدم ضد صحافيين وناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 19/7/2022
من أجل التوصل إلى تسوية بحرية يجب تحذير لبنان من مغبة خطوات نصر الله
يتسحاق لفانون - سفير سابق
  • في الأيام الأخيرة، رفع حسن نصر الله لهجته بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. والظاهر أنه يعرقل، عن قصد، كل عملية للتوصل إلى حل، وأطلق تهديداً واضحاً: إما أن يحصل لبنان على كل حقوقه في الغاز والنفط، وإما أن تنشب حرب. يجب على إسرائيل أن ترد عليه باللغة التي يفهمها، وبأسلوبه.
  • بالنسبة إلى نصر الله، "الحقوق الكاملة للبنان" معناها انتقال كل حقل قانا إلى لبنان، وعدم حصول إسرائيل على مقابل لتنازُلها عن الجزء الصغير من الحقل الواقع ضمن مياهها. وممنوع على إسرائيل استخراج الغاز من حقل كاريش في أيلول/سبتمبر المقبل، قبل أن يجري الاتفاق على حل لقضايا الحدود بصورة كاملة. إذا لم يحدث ذلك، يطرح نصر الله خيار الحرب.
  • يسمح نصر الله لنفسه بإطلاق التهديدات علناً، لأن في مواجهته حكومة لبنانية ضعيفة، ولأن إسرائيل والولايات المتحدة لم تضعا مسألة ترسيم الحدود بين أولويات جدول أعمالهما. وبمعقولية كبيرة، يمكن القول إن الصوت هو صوت نصر الله، لكن التهديدات هي تهديدات إيران. فالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية خامنئي بدأ يُبدي اهتماماً بمسألة ترسيم الحدود البحرية. ويدرك نصر الله أنه لا يستطيع المبادرة إلى شن حرب من دون موافقة طهران. وإيران تستغل الوضع للضغط على الولايات المتحدة، من خلال نصر الله، في المسألة النووية.
  • ... في المرحلة الراهنة، للولايات المتحدة دور حاسم: يجب أن توضح لكل مَن يريد أن يسمع في لبنان، وعلى رأسهم نصر الله، أن عليهم التوصل سريعاً إلى تسوية مع إسرائيل، وأنه يوجد حل مقبول من الدولتين. إذا اختار نصر الله الحرب، فيجب عليه أن يعرف أنها ستكون حرب إبادة. بالنسبة إلى إسرائيل، في إمكانها سحب البساط من تحت أقدام نصر الله وإيران، والإعلان أنها تقبل الصيغة التي يكون فيها حقل كاريش كله لإسرائيل وقانا كله للبنان، من دون تعويضات، ومن دون تبادُل أراضٍ مقابل الجزء الذي سيحصل عليه لبنان. التنازل الإسرائيلي عن الجزء الصغير من حقل قانا هو ضئيل. المزج بين الدبلوماسية النشطة وبين توضيح الثمن الباهظ الذي سيدفعه لبنان وحزب الله، إذا شنّ نصر الله الحرب، يمكنه أن يقرّبنا من التسوية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 19/7/2022
قمة المصالح في طهران
سمدار بيري - مراسلة الشؤون العربية
  • قبيل انعقاد القمة المفاجئة اليوم في طهران بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيمين الإيراني والتركي، أعلن زعيم القوات الكردية في سورية بصورة قاطعة: "طلبنا تدخلاً أميركياً لمنع العملية التركية المخطط لها." الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوضح منذ أسابيع "قريباً جداً سننفّذ عملية واسعة ضد القوات الكردية في سورية." ووفقاً لكلامه، هذه المرة "العملية الكبيرة" لن تشمل فقط قوات برية، بل في الأساس طائرات ستنفّذ هجمات من الجو.
  • يحلم أردوغان بسورية مقسّمة: جزء مكون من دمشق وضواحيها، يكون تابعاً لسلطة الرئيس بشار الأسد. وجزء آخر، في الأساس الموانىء البحرية، للروس، والقوات الإيرانية التي تخطط لزيادة وجودها بالاتفاق مع الروس وتحسين مواقعها للقيام بعمليات ضد إسرائيل. بحسب أردوغان، الجزء الشمالي - الشرقي من سورية ينتقل إلى السيطرة التركية، بعد طرد القوات الكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردي من هناك. هل هذا مجرد حلم؟ طبعاً، يمكن أن يكون كذلك. لكن مَن يعرف أردوغان جيداً يدرك حجم تصميمه وعدم القدرة على التنبؤ بردات فعله. هو يصل إلى إيران في وقت واحد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبحث مع مضيفهما الإيراني في الوضع بداخل سورية.
  • في هذه القمة لا توجد ذرة من الإجماع في الآراء بين المشاركين فيها. بوتين الذي يزعج نفسه للمرة الأولى ويذهب إلى إيران للقاء إبراهيم رئيسي، ويترك ليوم واحد الحرب ضد أوكرانيا، يريد الحصول على مئات المسيّرات الإيرانية من أجل توسيع ساحات القتال. وتختلف الآراء بين مَن يقول، كما يدّعي الأميركيون، أنه حصل على هذه المسيّرات، وبين مَن يقول إنها ستصل قريباً إلى روسيا. وإيران التي تعاني جرّاء وضع اقتصادي سيئ جداً تسعى للحصول في المقابل على مساعدة اقتصادية من روسيا، وأيضاً تركيا، يسرّها الانضمام إلى اتفاقات اقتصادية.
  • هناك موضوع آخر سيُطرح في الاجتماعات الثنائية بين أردوغان والرئيسين الإيراني والروسي - كلٌّ على انفراد - هو القرار التركي بشأن إعادة مليون نازح سوري إلى سورية. مَن سيهتم بهم؟ هل يخطط النظام في سورية للانتقام من مواطنيه الذين فروا؟ هذا الأمر لا يهم أردوغان.
  • تدور قمة طهران وراء أبواب مغلقة، وبعيداً عن وسائل الإعلام، وستُستخدم الكاميرات للحظات قليلة. طبعاً، سيجري البحث في زيارة جو بايدن إلى إسرائيل وبيت لحم، وفي الأساس إلى السعودية. يجب ألّا ننسى أن هناك تفاهماً بين روسيا وإسرائيل، بحيث كل طرف "يعرف كيف يقرأ الطرف الثاني"، وهناك اتفاقات واضحة تتعلق بحجم نشاط طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في سورية، وبعدم المسّ بالقوات الروسية.
  • تركيا العدوة الصريحة للرئيس بشار الأسد، لديها اتفاق سلام قديم - جديد مع إسرائيل - ليس من الواضح ما إذا كان أردوغان سيتحدث مع إبراهيم رئيسي عن إرسال عملاء إيرانيين إلى تركيا بهدف خطف إسرائيليين، أو اغتيالهم.
  • يمكن الافتراض أننا لن نحصل على كلمة علنية واحدة عن إسرائيل. هم سيتحدثون عنها في القاعة المغلقة بين الزعماء الثلاثة من دون أن يتفقوا. ويمكننا التخمين أن البيان المشترك قد وُضع مسبقاً، وهو يتحدث عن اتفاقات. وفي الواقع، أردوغان وبوتين ورئيسي لا يبحثون عن تجسير المواقف المتعارضة بينهم. والتزود بالمسيّرات جرى الاتفاق عليه في محادثات سرية، مسيّرات "تجسُّس" ومسيّرات "انتحارية" متطورة تصدّر إلى حزب الله، وإلى روسيا. الناطقون بلسان الكرملين يكتفون بـ"عدم الرد". وزير الخارجية الإيرانية يصر على أنها "إشاعات أميركية لا أساس لها، وكل ما تنقله إسرائيل في هذا الشأن هو كذب مطلق."

 

"مباط عال"، العدد 1621، 18/7/2022
طهران تعزز الضغط بهدف لجم خطوات لبلورة منظومة دفاع إقليمي
تامير هايمن - مدير معهد دراسات الأمن القومي - وسيما شاين - مسؤولة وحدة أبحاث إيران في المعهد
  • تسارع الحديث في الأسابيع الأخيرة عن ترتيبات إقليمية دفاعية مقابل الصواريخ والمسيّرات التابعة لإيران وأذرعها، وبصورة خاصة في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي بايدن إلى إسرائيل والسعودية. الموضوع الذي يناقَش منذ أشهر طويلة في لقاءات سرية، بدأ يخرج إلى العلن شيئاً فشيئاً. في هذا الإطار، تم الكشف عن لقاء فريد عُقد في مصر في آذار/مارس الأخير، بين رؤساء هيئات أركان دول عربية (بينهم السعودية) وإسرائيل، وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جوهان كيربي، قبل زيارة بايدن، أن الإدارة الأميركية تدير حواراً مع جهات في الإقليم بشأن تعاوُن وطيد أكثر في مجال الدفاع الجوي، مقابل التهديدات القادمة من طرف إيران. وحتى أن وزير الدفاع بني غانتس قال إنه أجرى حوارات كثيرة مع البنتاغون والإدارة الأميركية، بهدف تقوية التعاون بين إسرائيل ودول المنطقة، وأقرّ بأن هذه الخطط بدأت بالعمل. ومثالاً لذلك، ذكر وزير الدفاع حدثاً وقع في بداية العام - إسقاط مسيّرتين إيرانيتين فوق الأراضي العراقية على يد قوات أميركية، كانتا في طريقهما إلى إسرائيل.
  • قضية الدفاع في مواجهة الضربات الجوية من إيران برزت بقوة في أعقاب عشرات الهجمات، بالصواريخ والمسيّرات، والتي نُفّذت ضد أهداف عسكرية وبنى استراتيجية حيوية في المنطقة، بيد إيران وأذرعها خلال الأعوام الأخيرة. الهجمة الأبرز حدثت في أيلول/سبتمبر 2019، والتي استهدفت منشآت تابعة لشركة النفط "أرامكو" في السعودية. وتم القيام بهجوم إضافي هذا العام بواسطة مسيّرة، على مواقع نفطية سعودية، بيد الحوثيين في اليمن. هذا، إلى جانب هجوم إضافي من اليمن ضد مطار أبو ظبي، وعشرات الهجمات على مواقع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق.
  • وفي ضوء هذه التطورات والحوارات بشأن الموضوع، ازداد التهديد الإيراني من جانب جهات عسكرية وجهات مقربة من المرشد الأعلى خامنئي. فمستشاره السياسي علي أكبر ولايتي، الذي كان وزيراً للخارجية أعواماً طويلة، وضع معادلة واضحة من خلال قوله إنه "كلما تقربت دول الخليج أكثر من إسرائيل، كلما ابتعدت عن إيران." أما المتحدث باسم الجيش الإيراني، فحذّر الولايات المتحدة وإسرائيل، موضحاً أنهما تعرفان ثمن استعمال كلمة "قوة" ضد إيران؛ ومن خلال تطرُّقه إلى زيارة بايدن، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنه ما دام هدف واشنطن الأساسي هو تقوية أمن وتفوق الـ"الدولة المزيفة" المسماة إسرائيل، فإن شعوب ودول المنطقة لن تنعم بالاستقرار.
  • في العام الأخير أيضاً، برزت قضية تهريب السلاح في البحر وحرية الملاحة. فأعلنت واشنطن في الآونة الأخيرة إقامة قوة العمليات المتعددة 153، التي ستركز على مضيق باب المندب في البحر الأحمر وخليج عُمان وشمال بحر العرب. وفي تصريح مشترك في ختام زيارة بايدن، اعترفت واشنطن بأن التعاون ما بين الأسطول السعودي وقوة العمليات 153 سيتم من خلال مركز التعاون الإقليمي في قيادة الأسطول الخامس المتمركز في البحرين.
  • وفي هذا السياق، حذّر قائد سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني دول الخليج من إقامة علاقات مع إسرائيل، وأوضح أن هذه الخطوة ستضرّ بالأمن في المنطقة كلها. وفي المقابل، أعلن الجيش الإيراني في الأيام الأخيرة إقامة وحدة مسيّرات جديدة في المحيط الهندي. ولم يتم إعلان تفاصيل تتعلق بعدد السفن في هذه القوة، باستثناء الإعلان أن كل سفينة ستحمل 50 مسيّرة، جزء منها لجمع المعلومات الاستخباراتية، وآخر للهجوم.
  • جزء من الردود الإيرانية شدد على أن تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي من الممكن أن يكون موجهاً ضد جهات عربية وإسلامية، ليست إيرانية. بذلك، تحرج إيران أنظمة في المنطقة من خلال التوجه إلى الجمهور في دولهم واستغلال حقيقة أن أجزاء واسعة من هذا الجمهور لا ترى التقرب من إسرائيل بالطريقة ذاتها التي تنظر الأنظمة إليها.
  • انضمام إسرائيل إلى القيادة المركزية الأميركية – سنتكوم - في أيلول/ سبتمبر، شكل نقطة تحوُّل مهمة في دمج إسرائيل في المنطقة، بوساطة أميركية. ومنذ هذا الإعلان، تم إجراء بعض التدريبات البحرية المشتركة الواسعة التي شاركت فيها إسرائيل، كما التقى وزير الدفاع غانتس قائد الأسطول الخامس خلال زيارته إلى البحرين. هذه الخطوات المهمة، تفسح المجال للاستمرار في التعاون الإقليمي. ومن المهم التذكير بأن مسؤولية سنتكوم هي الدفاع عن جنوده في الأساس، وأيضاً محاربة الإرهاب. ومكونات الدفاع هذه التابعة لسنتكوم تعمل منذ الآن، والحديث المبالغ فيه بشأن التعاون مع إسرائيل من شأنه أن يضر بحُرية عمل هذه القوة.
  • هذا بالإضافة إلى أنه يجب الشك في نية وقدرة جميع الأطراف، في هذه المرحلة على الأقل، بإقامة منظومة دفاع مشترك تربط بين الأطراف التي تقوم بالاعتراض وتنقل المعلومات الاستخباراتية من الرادارات والأقمار الصناعية في الوقت الحقيقي. ولهذا، يُضاف الاختلاف في المنظومات ذاتها: إسرائيل تستعمل منظومات دفاع - قبة حديدية، والعصا السحرية وأموراً أُخرى- من انتاج محلي. هذا مقابل دول المنطقة التي تفعّل منظومات متعددة، منها منظومات أميركية وروسية وصينية. هذا بالإضافة إلى أن دول الخليج تعيش تهديداً مباشراً إيرانياً؛ فبناها التحتية النفطية مكشوفة أمام التهديد الإيراني، ومسارات الملاحة تسيطر عليها إيران، ومن الواضح أنها لن تخاطر بعلاقات علنية مع إسرائيل.
  • لذلك، وبعد موجة الحديث العلني المبالَغ فيها عن منظومة دفاع إقليمي مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول المنطقة، جاء الرد خلال زيارة بايدن في الخليج: المستشار السياسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش أعلن أن دولته لا تدعم أي حلف إقليمي موجّه ضد دولة في الإقليم، وبالتأكيد ليس ضد إيران التي تعمل على بناء جسور معها، وحتى تعيين سفير إماراتي في طهران. كما صرّح وزير الخارجية السعودي بأنه خلال القمة المشتركة مع الرئيس الأميركي، لم تُطرح أي إمكانية لتعاون عسكري أو تقني مع إسرائيل.
  • هذه التطورات والتصريحات تعكس جيداً الوضع المعقد حيال إيران في المنطقة: فمن جهة، هناك شعور بالتهديد من إيران وأذرعها. إذ إن جاهزية إيران لتفعيل الصواريخ والمسيّرات أثبتت نجاعتها وقدرتها على الردع، كما أن تحذيرات المسؤولين الإيرانيين الموجهة إلى الدول الخليجية كانت واضحة وصارخة. ومن جهة أُخرى، حتى عندما تعرضت هذه الدول إلى الهجوم امتنعت من الرد واكتفت بالاحتجاجات، التي دلت بالأساس على الإحباط والغضب من عدم رد واشنطن. لذلك، جاء قرار إيران منح الأولوية لترميم العلاقات مع جيرانها على أرض خصبة. فجرت سلسلة لقاءات على مستويات رفيعة المستوى بين مسؤولين إيرانيين وإماراتيين، كما جرت 5 جولات من الحوار بين إيران والسعودية. ومن الواضح لجميع الأطراف أن المصالح متضاربة، ولن تتغير، لكن إيران ودول الخليج سوياً تفضل الوصول إلى تفاهمات على استمرار المواجهات والتصعيد.
  • الرسالة المركزية التي مرّرتها إيران إلى جاراتها في الخليج كانت واضحة وحادة، وتضمنت تهديداً واضحاً بالرد إذا تبين أن التعاون العسكري مع إسرائيل يتقدم. الضغط العسكري الإيراني، المباشر وغير المباشر، يستند بالأساس إلى منظومة الصواريخ الباليستية الدقيقة التي قامت إيران ببنائها في الأعوام العشرة الأخيرة، بالإضافة إلى منظومات المسيّرات. الإمكانات المطروحة للرد على إيران من خلال خطوات إقليمية مشتركة للتعامل مع تفوق إيران على جيرانها وأمام المنظومة الأميركية في المنطقة، دفعت إيران إلى الرد بتهديدات عدوانية. لذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن يكون هناك تحضيرات إيرانية خفية لخطوات ملموسة توضح جدية نياتها.
  • وفي نهاية زيارة الرئيس بايدن في المنطقة: هل تم تعزيز الردع الإسرائيلي ضد إيران أم إضعافه؟ وهل موجة الحديث عن منظومة إقليمية، كان هناك شكوك أصلاً في احتمالات إقامتها اليوم، ساعدت على الدفع قدماً بالفكرة، أم أبعدتها؟ يبدو أنه من الأفضل العودة إلى طرق العمل القديمة التي تركزت على تطوير المصالح الأمنية المشتركة ما بين إسرائيل ودول المنطقة، تحت الرادار.
  • وعلى الهامش - فإن الحديث في إسرائيل، الذي يتم من خلاله طرح القضية الفلسطينية على أنها لم تعد مهمة لدول المنطقة، ولم تعد بالتالي تؤجل التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، يقوي من "سردية الخيانة" التي تنشرها السلطة الفلسطينية وتنتقد بها دول "اتفاقيات أبراهام". هذه السردية تنتشر بين الجماهير في دول المنطقة، ومن المؤكد أنها لا تساهم في خلق الأجواء التي تسمح بنقل العلاقات مع إسرائيل إلى المستوى العلني.