مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
السفير الأميركي: بايدن وعد لبيد بعدم حصول إيران على سلاح نووي
تحقيقات الجيش الإسرائيلي: ثمة احتمال كبير أن تكون شيرين أبو عاقلة قُتلت عن طريق الخطأ بنيران جنود الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي اعتقل نحو 1500 فلسطيني منذ بدء شنّ عملية "كاسر الأمواج" في الضفة الغربية
تقرير: إسرائيل أجرت مع الولايات المتحدة تمريناً مشتركاً للدفاع الصاروخي
مقالات وتحليلات
نصر الله يتطرف ويتحدى أكثر فأكثر، ويتعين على إسرائيل تذكيره بـ"ثمن أي خطأ"
تحقيق الجيش الإسرائيلي: ثمة احتمال كبير أن تكون شيرين أبو عاقلة قُتلت برصاص أحد الجنود الإسرائيليين عن "طريق الخطأ"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Walla، 5/9/2022
السفير الأميركي: بايدن وعد لبيد بعدم حصول إيران على سلاح نووي

قال سفير الولايات المتحدة في إسرائيل توم نيدس إن الرئيس الأميركي جو بايدن وعد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بينهما مؤخراً، بعدم حصول إيران على سلاح نووي.

وأضاف نيدس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الاثنين)، أن واشنطن واعية بجميع المخاطر من طرف إيران، وأكد أن الولايات المتحدة لن تكبّل أيدي إسرائيل إلى الأبد في كل ما يتعلق بكبح هذه المخاطر.

وأوضح نيدس أن الصعوبات التي تمنع توقيع اتفاق نووي جديد في الوقت الحالي تكمن في رفض الولايات المتحدة ثلاثة مطالب إيرانية، هي: رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران، وشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، ووقف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الخروقات الإيرانية.

 

"هآرتس"، 6/9/2022
تحقيقات الجيش الإسرائيلي: ثمة احتمال كبير أن تكون شيرين أبو عاقلة قُتلت عن طريق الخطأ بنيران جنود الجيش الإسرائيلي

قال الجيش الإسرائيلي أمس (الاثنين) إن التحقيقات التي أجراها في قضية مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة دلت على أنه ليس بالإمكان التحديد، بشكل لا يقبل التأويل، السلاحَ الذي أُطلقت منه الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، ومع ذلك، ثمة احتمال كبير أن تكون تعرّضت، عن طريق الخطأ، لنيران جنود الجيش الإسرائيلي التي أُطلقت في اتجاه أشخاص ظنّ الجنود أنهم مسلحون فلسطينيون، وذلك خلال معركة قتالية في جنين، تعرّض خلالها الجنود لنيران عشوائية مكثفة عرّضت حياتهم للخطر. وشدد الجيش على أنه طوال مدة الحادثة، تم تصويب نيران الجنود في اتجاه "الإرهابيين" الذين أطلقوا النيران على الجنود.

ووردَ في استنتاجات التحقيقات أن هناك إمكانية أُخرى، وهي أن تكون أبو عاقلة أُصيبت بنيران مسلحين فلسطينيين.

وصدرت هذه الاستنتاجات بعد سلسلة من التحقيقات تولاها طاقم تحقيق خاص.

وتعقيباً عليها، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه منذ وقوع الحادث في أيار/مايو الماضي، بدأ الجيش يحقق بشكل مستفيض في ملابسات مقتل أبو عاقلة. ولهذه الغاية، عيّن فريقاً خاصاً برئاسة عميد. وأكد الناطق العسكري أن الجيش يُبدي أسفه لمقتل أبو عاقلة، وشدد على أن حرية الصحافة وحماية سلامة الصحافيين هما من دعائم الديمقراطية الإسرائيلية، والجيش ملتزم بها.

وأصدرت عائلة أبو عاقلة بياناً قالت فيه إنه يجب أن تشرع المحكمة الدولية في تحقيق لتقصّي وقائع عملية القتل. كما دعت العائلة الإدارة الأميركية إلى الشروع في تحقيق مستقل، كون شيرين مواطنة أميركية.

وقالت السلطة الفلسطينية إن إسرائيل تحاول التنصل من مسؤوليتها عن مقتل الصحافية. وأشار الناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إلى أن السلطة ستواصل متابعة القضية مع جميع الأطراف الدولية.

[اقرأ تقريراً مفصلاً في مقالات وتحليلات]

"يديعوت أحرونوت"، 6/9/2022
الجيش الإسرائيلي اعتقل نحو 1500 فلسطيني منذ بدء شنّ عملية "كاسر الأمواج" في الضفة الغربية

أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أن الجيش كثّف في المدة الأخيرة، وبشكل ملحوظ، نشاطاته لإحباط عمليات "إرهابية"، وأشار إلى اعتقال نحو 1500 مطلوب وإحباط مئات العمليات ضمن الحملة العسكرية التي شرع الجيش في شنّها في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، والتي أُطلق عليها اسم "كاسر الأمواج".

وجاءت أقوال كوخافي هذه في إطار مؤتمر لهيئة الأركان العامة عُقد أمس (الاثنين)، وقال فيها أيضاً: "في ضوء الزيادة الكبيرة في حجم الهجمات في يهودا والسامرة، خرج الجيش الإسرائيلي قبل عدة أشهر إلى عملية ’كاسر الأمواج’، وزاد في نشاطاته لمكافحة الإرهاب بصورة كبيرة. وحتى الآن، أسفرت العملية عن اعتقال نحو 1500 مطلوب وإحباط مئات العمليات الإرهابية."

وأضاف كوخافي أن جزءاً من ازدياد عدد العمليات "الإرهابية" يعود إلى عدم قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على فرض سيطرتها على بعض المناطق في يهودا والسامرة، فأصبحت تلك المناطق مرتعاً خصباً لتنامي "الإرهاب". وفي هذا السياق، أكد كوخافي أن المهمة الملقاة على عاتق الجيش هي إحباط "الإرهاب"، ومن أجل تحقيق هذه المهمة، سيصل الجيش إلى كل مدينة وحيّ وزقاق وبيت وقبو. وأكد أن الجيش على أهبة الاستعداد لتكثيف نشاطاته، إذا اقتضت الضرورة.

 

"معاريف"، 6/9/2022
تقرير: إسرائيل أجرت مع الولايات المتحدة تمريناً مشتركاً للدفاع الصاروخي

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان صادر عنها أمس (الاثنين) أنها أجرت مع الولايات المتحدة مؤخراً تمريناً مشتركاً للدفاع الصاروخي.

وقال البيان إن التمرين المشترك نفّذته منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، جنباً إلى جنب مع وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية وقيادة الدفاع الجوي الإسرائيلية وقوة مهمات الدفاع الجوي والصاروخي الأميركية.

وأشار البيان إلى أن التمرين انطلق في مختبر شركة "إلبيت" الإسرائيلية في أواخر تموز/يوليو الماضي، وركز على حماية دولة إسرائيل من التهديدات الباليستية، وخلال تدريبات المحاكاة، قامت القوات الإسرائيلية بتشغيل منظومات الدفاع الجوية "حيتس" و"مقلاع داود" و"القبة الحديدية"، بينما قامت القوات الأميركية بتشغيل منظومات "باتريوت" و"إيجيس" و"ثاد".

وقال رئيس منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية موشيه باتل: "يمثل هذا التمرين خطوة أُخرى في تعاوننا المكثف مع قوات الدفاع الجوي والصاروخي الأميركية. إن الجمع بين الأنظمة المختلفة يحسّن كثيراً استعداد قواتنا لمواجهة التهديدات المتطورة على عدة جبهات في وقت واحد."

ومن جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس: "إن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة تزداد قوة في مواجهة التهديدات والتحديات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، من أجل الحفاظ على أمننا واستقرارنا الإقليمي." وأضاف: "بعد زيارتي إلى مقرّ القيادة المركزية الأميركية مؤخراً، أرحّب بالتعاون الجديد بين القيادة المركزية وقوات الجيش الإسرائيلي. إن الجمع بين القوات وتبادُل المعرفة وتعزيز الدفاع الجوي في الشرق الأوسط، هو رسالة لأعدائنا ولشركائنا، نحن أقوياء معاً، ونحن مستعدون للوقوف معاً في مواجهة أي تحدٍّ من الجو والبر والبحر، ومن الساحة الإلكترونية."

ويأتي هذا التمرين في إطار التعاون التقليدي بين القوات المسلحة في البلدين من أجل تحسين مستوى كفاءة الجنود، من حيث التكتيكات والتقنيات والإجراءات وتعزيز التنسيق بين القوات.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
موقع "N12"، 3/9/2022
نصر الله يتطرف ويتحدى أكثر فأكثر، ويتعين على إسرائيل تذكيره بـ"ثمن أي خطأ"
عاموس يادلين - لواء احتياط والرئيس السابق لـ - أودي أفينطال - خبير في شؤون الاستراتيجيا والسياسات

سقف الحرب - تتغذى أيضاً من ردود إسرائيل التي تبدو مرتدعة ومكبوحة: مرّ الأول من أيلول/سبتمبر، وبعد نهاية المفاوضات ونزاع العمل ما بين المعلمين ووزارة المال، يتربص بنا الآن النزاع على الغاز والحدود البحرية ما بين إسرائيل ولبنان، والمفاوضات لتسويته. أيلول/سبتمبر، هو تاريخ بدء الحفريات في حقل "كاريش"، وفي سياقه، حدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموعد: إما انتهاء المفاوضات، بحسب شروطه، وإما ضرب البنى الإسرائيلية للطاقة. هل من الواضح لنصر الله أن جدول المواعيد قد تغير؟ وأن إسرائيل منشغلة بالانتخابات والاتفاق النووي الذي يتم العمل عليه مع إيران، وأن عليه أن ينتظر، بصبر، على الشجرة التي صعد إليها؟ أو سيزيد في حدة تهديداته، أو يقرّر تنفيذها ويخاطر بتصعيد غير مسيطَر عليه؟

  • منذ ثلاثة أشهر، نصر الله يهدد إسرائيل قبيل بدء استخراج الغاز المتوقع من حقل "كاريش". ويحذر بأنه جاهز للمخاطرة بحرب، في حال بدأت إسرائيل باستخراج الغاز قبل أن ينال لبنان حقوقه ويحصل على مطالبه الكاملة في المفاوضات على الحدود البحرية. نصر الله يهدد بأنه في حالة كهذه، لن يكتفي بضرب "كاريش"، بل سيمنع استخراج الغاز "من كل الحقول في فلسطين"، بحسب قوله.
  • إن اللهجة التي يتحدث فيها نصر الله غير مسبوقة، من حيث وتيرة التصريحات وحدّتها، على الأقل منذ حرب لبنان الثانية [2006]، ويبدو أنها تتطرف أكثر. وبعد أسابيع قليلة من بدء هذه اللهجة، فإنه دعمها بالأعمال: ففي حدثين منفصلين، أطلق حزب الله أربع مسيّرات غير مسلحة في اتجاه المياه الاقتصادية الإسرائيلية، تحمّل المسؤولية علناً، وهدد بعمليات إضافية.
  • الطريقة العدوانية التي يتبناها نصر الله، والثقة بالنفس التي يبثها، جزء من اتجاه يتعزز في الأعوام الأخيرة، وفي إطاره، يضع نصر الله إسرائيل أمام معادلات جديدة، وفي أغلب الأحيان، لديه الجهوزية لاستعمال القوة بهدف تثبيتها:
  • لا لطائرات من دون طيار في سماء لبنان؛
  • لا لضرب سلاح الجو في الأراضي اللبنانية كردٍّ على قذائف فلسطينية إلى إسرائيل؛
  • لا لقتل رجاله في الضربات الإسرائيلية في سورية؛
  • لا لاستخراج الغاز من المياه الاقتصادية السيادية لإسرائيل.
  • ميدانياً، لا يتردد حزب الله في تعزيز وجوده العسكري العلني في الجنوب اللبناني، وخرق قرار مجلس الأمن 1701، وخلق احتكاك دائم بإسرائيل على طول "الخط الأزرق". هذا بالإضافة إلى أنه أقام على الحدود أكثر من 20 نقطة مراقبة وجمع معلومات بصورة "جمعية بيئية"، وفي الأغلب، يديرها ناشطو وحدة النخبة "الرضوان". كما أن حزب الله يقوم بتدريبات على إطلاق النار في الجنوب اللبناني خلال النهار وفي ضوء الشمس، ويبادر إلى تظاهرات واستفزازات للجنود على الجدار، ويحاول إلحاق الضرر بهم، ويعزز اعتداءاته على جولات قوات الطوارئ الدولية [اليونيفيل]، التي من المفترض أن تحفظ الحدود وترسل التقارير عن استفزازات الحزب.
  • يبدو أن ثقة نصر الله بقدراته على المضي حتى النهاية - والمخاطرة بتصعيد مع إسرائيل تحت
  • أولاً، إسرائيل امتنعت من الرد على إطلاق حزب الله مسيّرات، واكتفت بإسقاطها.
  • ثانياً، هي تستمر في المفاوضات على الحدود البحرية، في ظل تهديدات الحزب باستعمال القوة ضدها، في حال لم تعجبه مواقفها خلال المفاوضات. وبذلك، تبدو متلهفة لإنهاء المفاوضات، بهدف إلغاء احتمال الحرب، إذ تبدو في الخلفية تسريبات ورسائل تفيد بأنها جاهزة لتقديم تنازلات كريمة في المفاوضات.
  • ثالثاً، في الوقت الذي يتحدث نصر الله عن احتمال الحرب، يتحدث مسؤولون إسرائيليون عن "أيام معركة"، بدلاً من تحذيره من أن السير على الحافة من الممكن أن ينتهي بالسقوط إلى الهاوية، وبحرب واسعة لم يرَ لها مثيلاً، كما حدث في سنة 2006.
  • رابعاً، إسرائيل لا توضح بالشكل اللازم استراتيجيا، فيما يخص موقفها وخطواتها، لوضع المفاوضات وبدء استخراج الغاز.
  • من الممكن أن ينتهي هذا الوضع ما بين حزب الله وإسرائيل باشتباك قوي جداً، حتى ولو كان الطرفان لا يريدانه، إذ يقدّر كل طرف أن الطرف الآخر غير معنيّ بحرب، وهو ما يُنتج وضعاً تكون الحسابات فيه مغلوطة، فيقوم أحدهما بخطوة أكبر من قدرة المنافس على الاحتواء. وفي الظرف الحالي، هذا الوضع يميز حزب الله بالأساس، الذي يقدّر بشكل مغلوط تصميم إسرائيل والجيش على حماية الطاقة القومية - الاستراتيجية في مناطقها السيادية. نصر الله انجرّ وراء تصريحاته، وسيكون من الصعب عليه فهم تصميم حكومات إسرائيل أمام التهديدات الأمنية، كما أن هامش المناورة قليل لدى الحكومات الانتقالية في مقابل التحديات والاستفزازات قبيل الانتخابات.
  • ولتقليل خطر تصرُّف خاطئ من طرف حزب الله، على إسرائيل أن توضح للحزب والجماهير في إسرائيل ولبنان أنها:
  • لن ترتدع عن الضخ من "كاريش" في الموعد المحدد، ومن دون علاقة بالمفاوضات. من المهم التوضيح أن الضخ يحدث في المنطقة الإسرائيلية، بحسب المواقف اللبنانية في المفاوضات. يجب إقرار الموعد المحدّث للبدء، والوقوف عليه.
  • إسرائيل لن تخوض مفاوضات تحت التهديد، ومن المؤكد أنها لن تخوضها "تحت النار". وضرب حزب الله لمواقع إسرائيلية سيؤدي إلى وقف المحادثات.
  • الردّ على أي عدوان من طرف حزب الله سيكون قاسياً وغير متوقّع، كما أن مضيّه حتى النهاية سيكون رهاناً غير مسؤول على مصير لبنان والطائفة الشيعية.
  • تبادُل إطلاق النار، من الممكن أن يتحول بسهولة إلى حرب شاملة، ولا يجب الاكتفاء بـ"أيام معركة".
  • ما دام حزب الله مستمراً في تهديداته ويطبّقها، على سكان البلدات والقرى في الجنوب اللبناني الحذر والابتعاد عن البنى العسكرية التابعة له، والتي أُنشئت في مناطق مدنية.
  • من المتوقع ألا تنتهي المفاوضات على الحدود البحرية قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة [يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2022]. فعلى الرغم من الرسائل المتفائلة للمبعوث الأميركي (الذي خرج في آب/أغسطس إلى إجازة خاصة)، فإن احتمالات استكمال المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، والتي تُدار منذ عامين، لا تزال منخفضة. وهذا بسبب الخلاف السياسي، ومن الممكن أيضاً بسبب الخلاف القانوني بشأن صلاحية حكومة انتقالية لتوقيع اتفاق حدود، من دون مصادقة الكنيست بأغلبية نسبية.
  • على المستوى العملاني، إن احتواءً إسرائيلياً إضافياً فقط، سيغذّي ثقة نصر الله بنفسه ويضع إسرائيل أمام تحدٍّ متزايد. في هذه الظروف، من المهم التحضير لعمليات تزعزع ثقة نصر الله بقدرته على توقُّع القرارات الإسرائيلية والخطوات.
  • في نهاية الأمر، الوضوح الاستراتيجي من جهة، وزعزعة شعور القوة لدى نصر الله من جهة ثانية، من الممكن أن يدفعاه إلى التنازل عن المسار التصعيدي الذي انتهجه. هذا المسار يمكن أن يؤدي إلى حرب وخراب غير مسبوق في لبنان، الموجود أصلاً على حافة الهاوية، سياسياً واقتصادياً.

 

"هآرتس"، 5/9/2022
تحقيق الجيش الإسرائيلي: ثمة احتمال كبير أن تكون شيرين أبو عاقلة قُتلت برصاص أحد الجنود الإسرائيليين عن "طريق الخطأ"
يانيف كوفوفيتش - صحافي
  • نشر الجيش الإسرائيلي اليوم، (الاثنين 5/9)، نتائج التحقيق في ظروف مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في جنين، فأشار إلى أن هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون قد قُتلت برصاص جندي شخّصها بالـ"خطأ" كمسلح فلسطيني. وحتى الآن، لا يلغي الجيش احتمال أن تكون الصحافية قد قُتلت برصاص فلسطيني، لكنه يعترف بأن احتمال أن تكون قُتلت برصاص أحد الجنود أكبر.
  • وأضاف الجيش أنه يبدو أن الجندي أطلق النار بشكل دقيق في اتجاه أبو عاقلة بالـ"خطأ"، في الوقت الذي كان تحت النار، مضيفاً أنه لم تكن لديه نية قتل الصحافية. أما النائبة العسكرية الرئيسية اللواء يفعات تومر- يروشالمي، التي اطّلعت على نتائج التحقيق، فقررت عدم فتح تحقيق جنائي داخل الشرطة العسكرية لتقصّي وقائع القضية.
  • هذا الحدث وقع يوم 11 أيار/مايو الماضي، عندما دخلت قوات من وحدة "دوفدفان" إلى مخيم جنين للاجئين، بهدف اعتقال مطلوبيْن اثنيْن. القوة الأولى حاصرت المنازل التي اشتُبه بوجود المطلوبَيْن بداخلها، وعندما بدأ مسلحون فلسطينيون بإطلاق النار على الجنود، دخلت إلى المخيم قوة إضافية في خمس مركبات محصّنة ضد الرصاص. نجحت القوات في اعتقال أحد المطلوبَيْن، أما الثاني، فيبدو أنه لم يكن موجوداً في المكان. بعدها، ومع خروج القوات من المخيم وسط إطلاق نار كثيف، علم الجيش بمقتل أبو عاقلة.
  • كجزء من التحقيق، حلّل الجيش كافة المعلومات التي كانت بحيازته بشأن الحدث - ومن ضمنها تحديد المواقع في الأجهزة الخليوية، وفيديوهات، ومقاطع صوتية، بالإضافة إلى المعلومات التي وردت في الأخبار - ونجح في تحديد الموقع الذي كانت فيه أبو عاقلة عندما أصيبت. وبحسب النتائج، خلال عمل القوات في المخيم، تم فتح النار من المنطقة التي تواجدت فيها الصحافية في اتجاه الجنود، الذين كانوا داخل مركبات محصّنة. أحدهم، كما يبدو، ردّ بإطلاق نار دقيق عن بُعد 200 متر في اتجاه أبو عاقلة، من خلال عدسة تلسكوبية، معتقداً أنها أحد المسلحين.
  • "لا يمكن التحديد بدقة مَن الذي أصابها" - أوضح ضابط كبير في حديث مع المراسلين، مضيفاً أنه "يجب القول إن المنطقة التي نعتقد أنها أصيبت منها، كان فيها جنود الجيش، وأيضاً فلسطينيون. الاحتمال الأعلى أن مَن أطلق الرصاص بالخطأ هو جندي في الجيش عندما كان تحت النار. تم إطلاق النار وهم لا يزالون داخل الـ "دود" [مركبة محصّنة]، وردوا بإطلاق النار على عدد غير قليل من المواقع التي اعتقدوا أن فيها مسلحين يطلقون النار عليهم. يمكن أن تكون شيرين قد قُتلت نتيجة إطلاق نار كهذا بالخطأ."
  • وبحسب التحقيق العسكري، وعلى الرغم من إطلاق النار الدقيق، فإن أياً من الجنود لم يقصد إصابة الصحافية. ويجب الإشارة إلى أن أبو عاقلة كانت ترتدي الخوذة، وملابس كُتب عليها "PRESS"، وتحمل كاميرا. وصف الجيش الوضع الذي كان فيه الجندي الذي أطلق النار خلال تبادُل إطلاق النار، وقال "إن المنطقة صعبة، إطلاق نار من الشبابيك، من الأسقف، والجنود كانوا تحت الخطر مع إطلاق نار دقيق، في وقت كان إطلاق النار في اتجاههم عشوائياً." وأضاف "يبدو أن الجندي أطلق النار على أبو عاقلة من خرم داخل المركبة المحصّنة التي كان فيها، في الوقت الذي وقفت أبو عاقلة وراء شجرة، وحتى اللحظة، لا يستطيع الجندي القول، بيقين، أنه هو مَن أطلق النار عليها لأنه اعتقد أنه يطلق النار على أحد المسلحين."
  • وبحسب ما أشار الضابط المسؤول، "أطلق [الجندي] النار إلى المنطقة التي حددها"، مضيفاً "في المجمل، قام بإطلاق 20 رصاصة، 10 منها إلى المنطقة التي تواجدت فيها شيرين."
  • أمّا الناطق بلسان الجيش فقال إنه "منذ الحدث المؤسف، قام الجيش بالتحقيق في أسباب وفاة أبو عاقلة بشكل مهني. لذلك، عيّن رئيس هيئة الأركان لجنة خاصة برئاسة اللواء مني ليبرتي بهدف التحقيق في هذا الحدث. اللجنة شُكِّلت من ضباط في الجيش وخبراء ذوي صلة بالموضوع. الاستخلاصات الأولية من التحقيق البيني تم عرضها على رئيس هيئة الأركان مباشرة بعد الحدث، وبحسبها، لا يمكن الحسم بخصوص مصدر إطلاق النار الذي قتل أبو عاقلة. وفي أعقاب ذلك، أصدر رئيس هيئة الأركان أوامره بالاستمرار في التحقيق في الحادث وتوسيع الأدوات المهنية المستعملة، بهدف استنفاد التحقيق حتى نهايته والوصول إلى الحقيقة."
  • وأضاف أنه "بحسب كل التحقيقات التي أُجريت، لا يمكن الحسم نهائياً على يد مَن قُتلت أبو عاقلة، لكن يوجد احتمال كبير أن تكون قد أُصيبت بالخطأ من رصاص الجيش، الذي أطلق في اتجاه مَن تم تشخيصهم على أنهم مسلحون فلسطينيون، في أثناء المعركة التي تخللها إطلاق نار كثيف في اتجاه الجنود، من دون تفرقة وفي ظل وجود خطر على الحياة. هذا بالإضافة إلى أنه يجب التوضيح والتشديد على أن إطلاق النار من طرف الجيش طوال الحدث، كان الهدف منه إصابة "مخربين" أطلقوا النار على قواتنا. إمكانية أُخرى هي أن تكون أبو عاقلة أُصيبت برصاص مسلحين فلسطينيين أُطلق على المنطقة التي كانت موجودة فيها." وقالوا في الجيش إنه "في إطار التحقيق، كما في كل تحقيق عملاني كهذا، تم بحث قواعد إطلاق النار وكيف تم تطبيقها، ولم يكن هناك أيّ خلل. رئيس هيئة الأركان حصل على نتائج التحقيق، ولخّص بأن التحقيق الذي تم إجراؤه أساسي وشامل، وأن طواقم التحقيق قلبت كل شيء، بهدف الوصول إلى الحقيقة. وأن الجيش يأسف لموت الصحافية. كما أن حرية الصحافة والحفاظ على أمن الصحافيين من ركائز الديمقراطية الإسرائيلية، والجيش ملتزم بها."

عائلة أبو عاقلة: مجرمو الحرب الإسرائيليون

لا يستطيعون التحقيق في جرائمهم!

  • من جانبها، قالت عائلة أبو عاقلة إن "نشر نتائج التحقيق على أيدي الجيش ودولة إسرائيل يهدف إلى إخفاء الحقيقة والامتناع من تحمُّل مسؤولية موتها." وأضافت العائلة أنه منذ أكثر من أربعة أشهر يعرفون أن مَن أطلق النار على أبو عاقلة هو جندي إسرائيلي. وهذا بسبب عدة تقارير تم نشرها في وسائل إعلام دولية ووصلت إلى النتيجة ذاتها. وقالت إنه "على الرغم من ذلك، وكما هو متوقّع، فإن إسرائيل رفضت تحمُّل المسؤولية"، مضيفةً أن "العائلة غير متفاجئة بالنتيجة لأنه من الواضح لكل إنسان أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يستطيعون التحقيق في جرائمهم."
  • وعادت عائلة أبو عاقلة وتوجهت إلى أعضاء الكونغرس، ومؤسسات حقوق الإنسان، والصحافيين، والمجتمع الواسع، لتشكيل ضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، بهدف اتخاذ خطوات جدية ضد إسرائيل. وقالت العائلة: "لأن إسرائيل غير قادرة على الاعتراف بمسؤوليتها عن الحادث، نطالب بمحاكمة كاملة في المحكمة الدولية." وأضافت أنها "لن تتوقف عن جهودها للوصول إلى العدالة من أجل شيرين."
  • حتى الآن، كرر الجيش نتائج التحقيق البيني، التي تم نشرها بعد أيام من مقتل أبو عاقلة، وبحسبه، لا يمكن الحسم بخصوص مصدر إطلاق النار الذي أصابها؛ هل هم مسلحون فلسطينيون "أطلقوا النار بشكل عشوائي وغير دقيق في اتجاه المركبات العسكرية، وهو الاتجاه ذاته الذي تواجدت فيه المراسلة"، أو أن جندياً أطلق النار من داخل خرم في المركبة في اتجاه مشتبَه فيه وقف إلى جانبها.
  • الولايات المتحدة قدّرت أيضاً بعد فحص الرصاصة أنه لا يمكن الحسم بصورة نهائية بخصوص السلاح الذي تم إطلاق النار منه. وزارة الخارجية في واشنطن قالت إن الرصاصة التي حصلت عليها فيها الكثير من الأضرار. وأشارت الولايات المتحدة إلى أنه من المرجح أن تكون الرصاصة قد أُطلقت من منطقة وجود الجيش، لكنها أوضحت أنه "لا يوجد سبب يدعو إلى التفكير في أن إطلاق النار كان مقصوداً، إنما نتيجة حادثة مؤلمة." وعلى مدار شهرين، رفضت السلطة الفلسطينية السماح لجهات خارجية بفحص الرصاصة، ووافقت فقط بعد تفعيل ضغوط عليها من إدارة بايدن.
  • وسائل الإعلام الدولية غطّت مقتل أبو عاقلة بشكل واسع، كما غطّت المواجهات التي جرت بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية التي هاجمت الجنازة. وأدت الحادثة إلى سلسلة إدانات حادة للجيش والسياسة الإسرائيلية في الضفة. كذلك وجّهت إدارة بايدن انتقادات إلى إسرائيل وطلبت تفسيرات بشأن مقتل المراسلة التي كانت تحمل الجنسية الأميركية أيضاً.
  • منذ مقتل أبو عاقلة، حمّل الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي المسؤولية، واتهموا إسرائيل باغتيال الصحافية. وقال النائب العام أكرم الخطيب بعد الحادثة إن الجنود أطلقوا النار مباشرة في اتجاه أبو عاقلة، من دون وجود مسلحين فلسطينيين في المنطقة. أما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعائلة أبو عاقلة، فرفضا خلاصة الفحص الأميركي بشأن الموضوع. وأشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن إسرائيل مسؤولة عن إطلاق النار الذي تسبّب بقتل أبو عاقلة. كذلك شبكة CNN التي قامت بتحقيقها الخاص، بالإضافة إلى "نيويورك تايمز"، وصلتا إلى النتائج ذاتها.