مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
غادر يائير لبيد إسرائيل مساء الإثنين-الثلاثاء في طريقه إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمة باسم إسرائيل، كما سيعقد على هامش الجمعية سلسلة لقاءات، بينها اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيكون هذا أول اجتماع يعقده أردوغان مع رئيس حكومة إسرائيلية منذ اجتماعه مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت قبل 13 عاماً.
كما من المفترض أن يلتقي لبيد يوم الأربعاء زعماء المنظمات اليهودية من كل التيارات. بعدها سيلتقي رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس التي تولت منصبها قبل أسبوعين. ولا يبدو أن لبيد سيجتمع بالرئيس الأميركي جو بايدن بسبب اضطراره إلى العودة إلى إسرائيل لحضور زفاف ابنه.
وعُلم أن الخطاب الذي سيُلقيه لبيد في الأمم المتحدة كتبه بنفسه، وسيتطرق إلى التهديد الإيراني، وسيستغرق ما بين 15 و20 دقيقة. وسيشكل مناسبة لرئيس الحكومة كي يُظهر للجمهور قدراته السياسية والخطابية.
صرّح رئيس الحكومة يائير لبيد مساء اليوم (الاثنين) بأن استخراج الغاز من منصة كاريش سيبدأ من دون تأخير، وفي اللحظة التي يصبح هذا ممكناً، ولا علاقة له بالمفاوضات مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. وقال: "تعتقد إسرائيل أنه من الممكن، ويجب التوصل إلى اتفاق على الخط البحري بين إسرائيل ولبنان بصورة تخدم مصالح مواطني البلدين." وتابع: "الاتفاق سيساهم في الكثير، وسيساعد على الاستقرار الإقليمي." وأعرب لبيد عن شكره للموفد الأميركي الخاص على "عمله الجاد من أجل التوصل إلى اتفاق."
وكانت الاتصالات بين إسرائيل ولبنان وصلت إلى مرحلة حاسمة. وينتظر الطرفان الآن الصيغة النهائية للاتفاق الذي يعمل على بلورته الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين، والتي من المفترض أن تصل في الأيام المقبلة. مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قال هذا المساء: "ثمة فرصة جيدة في إنجازنا الاتفاق قريباً." وكان رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون صرّح في وقت سابق بأن المفاوضات وصلت إلى "مراحلها النهائية".
ولا يعرف المستوى السياسي في إسرائيل متى ستبدأ أعمال استخراج الغاز من منصة كاريش، التي تأجلت في هذه الأثناء إلى منتصف تشرين الأول/أكتوبر المقبل على الأقل. أما فيما يتعلق بتهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قال مصدر إسرائيلي في الأسبوع الماضي: "نحن بالتأكيد نُبقي أعيننا وآذاننا مفتوحة. أيّ هجوم على هذه المنصة أو تلك سيؤدي إلى هجوم من جانبنا."
على صعيد آخر، أجرت صحيفة "معاريف" (20/9/2022) مقابلة مع اللواء في الاحتياط عاموس يادلين، سألته فيها عن التنازلات التي قدمتها إسرائيل في هذا الموضوع، فقال: "لقد تنازلت إسرائيل عن عدة نقاط لمساعدة اللبنانيين على الخروج من الوضع الصعب الذي هم فيه. إسرائيل أبدت مرونة على صعيد الحدود البحرية، ونحن لا نريد أن يتحول لبنان إلى غزة." وشدّد يادلين على الدور الذي يلعبه حزب الله في المفاوضات، فقال: "من المهم أن ندرك أن مَن يعرقل إنهاء الموضوع هو نصر الله. وهذا دليل واضح على مَن يحكم لبنان فعلاً، سياسياً وعسكرياً، ونصر الله قادر على الدفع إلى مكان لا يريده الإسرائيليون ولا اللبنانيون." وأضاف يادلين: "اليوم قبلت إسرائيل بالخط اللبناني"، وأشار إلى نقطتين مهمتين بالنسبة إلى إسرائيل في المفاوضات: "منطقة المياه الإقليمية في رأس الناقورة، والمنطقة الموجودة جنوبي حقل قانا التي نطالب بتعويض مالي عنها. نحن مصرون على هاتين النقطتين. لذا، في رأيي يجب إعطاء الأميركيين مهلة أيام، وربما أسابيع، لكن ليس أكثر من ذلك."
شهد ليل الإثنين -الثلاثاء وقوع مواجهات في نابلس بين القوى الأمنية الفلسطينية وبين مسلحين فلسطينيين، سببها اعتقال أحد كبار قادة الذراع العسكرية في "حماس" في منطقة نابلس، مصعب اشتية، والذي كان يُعتبر من الأصدقاء المقربين من إبراهيم النابلسي الذي قتله الجيش الإسرائيلي في الشهر الماضي. وتحدثت وسائل الإعلام المحلية عن مقتل فلسطيني خلال المواجهات.
كما حدثت خلال الليل عمليات إطلاق نار على مبنى المقاطعة التابع للسلطة الفلسطينية، احتجاجاً على الاعتقال، وتظاهر في نابلس مئات الفلسطينيين واشتبكوا مع عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
جاء هذا الاعتقال في أعقاب الضغط الذي مارسته إسرائيل على الأجهزة، وكلام يائير لبيد بعد مقتل الرائد بار فيلح، والذي قال فيه: "إذا لم تفرض السلطة النظام، فلن نتردد في التحرك." وهذا ما قاله وزير الدفاع بني غانتس عندما طلب من السلطة محاربة "الإرهاب" وليس الكلام ضده فقط، وذلك للحؤول دون تصعيد أمني.
بدأت أمس وزيرة الاقتصاد والصناعة أورنا بربيفاي بإجراء مفاوضات مع وزير الصناعة والتجارة في البحرين زايد بن رشيد آل زياني من أجل التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة. وخلال المحادثات، قالت الوزيرة الإسرائيلية لنظيرها البحريني إنها على يقين "من أن هذا الاتفاق سيشكل مدماكاً إضافياً في توطيد اتفاقات أبراهام، والدفع قدماً بالأهداف التي اتُّفق عليها في مؤتمر النقب. كما سيساهم الاتفاق في تعزيز العلاقات بين البحرين وإسرائيل بصورة كبيرة، وسيزيل الحواجز ويوسّع نطاق التعاون الاقتصادي، ويساعد في بناء جسور أُخرى بين الدولتين."
وخلال زيارتها، اجتمعت الوزيرة بوزير الاقتصاد والمال الشيخ سلمان بن خليفة، وبحثا في أهمية العلاقات بين الدولتين والاحتمالات لمواجهة التحديات الدولية التي تواجهها الدولتان.
وبالاستناد إلى أرقام إدارة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد والصناعة منذ اتفاقات أبراهام المبرمة قبل عامين، ازداد حجم التجارة بين إسرائيل والبحرين باطّراد خلال سنة، ووصل إلى نحو 5-7 ملايين دولار. كما وصل التصدير الإسرائيلي إلى البحرين إلى نحو 4 ملايين دولار. بينما بلغ حجم التصدير من البحرين إلى إسرائيل ما يتراوح بين 3-5 ملايين دولار. وفي تقدير إدارة التجارة الخارجية، أن اتفاق التجارة الجاري العمل عليه سيزيد في حجم التجارة بين البلدين.
- ينوي رئيس الحكومة يائير لبيد استغلال وجوده في نيويورك في الأسبوع المقبل، بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية السنوية للأمم المتحدة، كي يجتمع بزعماء ورؤساء العالم. ويعمل مكتبه ووزارة الخارجية على تحضير اجتماع محتمل له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومع العاهل الأردني الملك عبد الله، ومع زعماء عرب آخرين.
- من المتوقع أن يغيب زعيم بارز ومهم عن قائمة الاجتماعات التي يجري التحضير لها، هو محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، والشخصية المركزية التي يمكنها أن تساعد في تهدئة الأرض في الضفة الغربية، وتوطيد التنسيق الأمني مع إسرائيل وتقديم أفق سياسي، وهو أيضاً الزعيم الذي بذل لبيد كل جهده للتهرب منه. على ما يبدو، يفترض لبيد أن حزام الصداقة العربي، الذي تشارك فيه مصر والأردن ودولة الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، يمكنه أن يطفئ النار التي تهدد بالاشتعال في الضفة.
- حسابات لبيد الانتخابية مفهومة، لكنها غير مقبولة. ووفقاً لها، لقاء عباس يشكل ضرراً سياسياً، بالتأكيد بالنسبة إلى رئيس حكومة رفع شعار "استحالة" إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، فكم بالأحرى السعي لحل سياسي يعتمد على حل الدولتين. علاوة على ذلك، ما الفائدة من الاجتماع بزعيم فلسطيني من المنتظر أن يسمع منه انتقادات حادة ضد إسرائيل وسياسة حكومته، وأن يقدم أرقاماً تقشعر لها الأبدان بشأن عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، ويطالب باعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية مستقلة؟ لبيد مثل بنيامين نتنياهو، مقتنع بأن الوضع القائم يمكن أن يستمر إلى الأبد، وأن في إمكان الجيش الإسرائيلي قمع الانتفاضات الشعبية دائماً، وأيضاً مواجهة انهيار السلطة الفلسطينية بصورة كاملة. الظاهر أنه يعتقد أنه يكفي إلقاء خطاب ناري وتهديدات عدائية من أجل ضمان الهدوء.
- من الأجدى تذكير لبيد بأن هذه الصداقات العربية التي تتم الاستعانة بها دائماً من أجل تهدئة الوضع على الأرض، تؤيد حل الدولتين، وتتخوف من اندلاع انتفاضة في المناطق يمكن أن تنزلق أيضاً إلى أراضيهم وتؤجج مواطنيهم، وهي تعتبر النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني تهديداً إقليمياً. الملك الأردني عبد الله والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليسا مستعدين لتحمُّل مسؤولية مواجهة إسرائيلية-فلسطينية، والاجتماع بهما لا يمكن أن يشكل بديلاً من مفاوضات مباشرة وحقيقية بين رئيس الحكومة وبين الرئيس الفلسطيني.
- الامتناع من الاجتماع بعباس يُلحق ضرراً مباشراً بأمن إسرائيل وبمواطنيها، وليس هناك أي حجة سياسية يمكن أن تبرر مقاطعة الرئيس الفلسطيني، وخصوصاً بعد اجتماع وزير الدفاع بني غانتس به. إنها فرصة للبيد لوضع خط يُفرّق بينه وبين اليمين القومي، وأيضاً تقديم أفق سياسي للمواطنين الإسرائيليين.
- الانشقاق في القائمة المشتركة يشغل الخطاب الإسرائيلي كثيراً، لكن ليس لأسباب صحيحة تتعلق بالجانب السياسي الملموس للمعركة الانتخابية المقبلة، وبالمسألة غير المهمة، ما هي الكتل السياسية التي ستخدمها هذه الخطوة، ومَن سيربح ومَن سيخسر. الإجابة عن هذه المسألة هي من باب التخمين الخالص، ومعالجتها من خلال هذا البعد السياسي الضيق يضيّع الأهمية الكبيرة وراء هذا التطور.
- يجب أن نفهم شيئاً أساسياً حيال الظاهرة السياسية التي يُطلق عليها اسم القائمة المشتركة. فقد أقيمت في سنة 2015 من خلال وحدة تاريخية بين كل الأحزاب العربية، هذه الخطوة شجعتها المبادرة التي قدمها حزب إسرائيل بيتنا برفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست العشرين، وهو ما خلق تهديداً ملموساً لحجم التمثيل العربي في الكنيست، وفي ضوء تخوّف جزء من الأحزاب العربية (بالأساس حزب التجمع الديمقراطي /بلد) من عدم تمكُّنه من اجتياز نسبة الحسم.
- لكن إنشاء القائمة المشتركة لم يعكس فقط خطوة محدودة، بل عكس تبنّي السياسة العربية استراتيجيا جديدة، في أساسها السعي نحو الدفع قدماً بقضايا اقتصادية-اجتماعية ملتهبة تهمّ المجتمع العربي. وذلك من خلال رؤية القواسم المشتركة في هذا الشأن مع المجتمع اليهودي، وأيضاً بالاعتماد على الاستراتيجيا الرسمية التي سعت، كجزء من سياستها النيوليبرالية، نحو تشجيع الاندماج الاقتصادي للمواطنين العرب. بهذه الطريقة، أصبحت الاستراتيجيا الاجتماعية-الاقتصادية صلة الوصل التي ربطت بين جميع مكونات القائمة المشتركة وخلقت بينهم قاسماً أيديولوجياً مشتركاً. وكانت ردة فعل الجمهور العربي على ذلك إيجابية، وتُرجمت بأحجام تأييد كبيرة وصلت إلى 13 مقعداً في انتخابات سنة 2015.
- ما جرى تالياً لم يكن أقل إثارة للدهشة: في العامين الماضيين، حاولت القائمة العربية الموحدة (راعام)، بزعامة منصور عباس، الدفع بالاستراتيجيا الاجتماعية-الاقتصادية للقائمة المشتركة خطوة إلى الأمام، وتحويلها إلى سياسة معلنة، والتغاضي عن اهتمام السياسة العربية بموضوع الهوية القومية للفلسطينيين.
- وشكّل هذا خلفية الانشقاق في القائمة المشتركة عشية انتخابات الكنيست في آذار/مارس 2021، فقد خرجت راعام من القائمة وانطلقت في طريق جديدة، وتحولت إلى أول حزب عربي يشارك في ائتلاف حكومي صهيوني، ويعترف بدولة إسرائيل كدولة يهودية. وكانت النتيجة مُربحة بالنسبة إلى القطاع العربي: عشرات ملايين الشيكلات (معظمها لا يزال على الورق) تدفقت كجزء من الخطة الخمسية لحكومة بينت-لبيد (أضيفت إلى 15 مليار شيكل من الخطة الخمسية التي أقرّتها حكومة نتنياهو في سنة 2016).
- هذا الواقع فاقم خطوط التماس بين القائمة المشتركة التي استمرت في التمسك بأيديولوجيا مزدوجة تستند إلى أجندة اجتماعية-اقتصادية، إلى جانب أجندة وطنية-قومية، وبين راعام التي تمسكت بأجندة أحادية تعتمد على قضايا اقتصادية – اجتماعية فقط.
- على هذه الخلفية، يجب أن نفهم ونحلل الانشقاق الحالي في القائمة المشتركة في الأسبوع الماضي. الانفصال بين حزب بلد القومي وبين حزبيْ حداش وتعل يدل على تحوُّل نموذج منصور عباس البراغماتي النفعي إلى مبدأ يحدد السياسة العربية. يحاول أيمن عودة وأحمد الطيبي، متأخرين قليلاً، سدّ الفجوة التي نشأت بين القائمة المشتركة وبين راعام، التي تواصل تحديد السياسة العربية من خلال المزج بين مبادئ الاعتدال وبين مقاربة تفضل الدفع بقضايا اجتماعية مدنية على حساب موضوعات الهوية القومية.
- السبيل إلى ذلك من خلال إزالة العائق الذي يشكله حزب بلد المتماهي مع سياسة الهوية القومية العربية، ومع المطالبة بتحوُّل إسرائيل إلى دولة لكل مواطنيها. من هذه الزاوية، ما يجري هو انتصار كبير للمشروع الصهيوني الذي يحمل السياسة العربية في إسرائيل على الدخول في عالم البراغماتية والنفعية. وهذه أخبار جيدة لليسار ولليمين الإسرائيلييْن، الحريصيْن على المحافظة على المبدأ الصهيوني الحديدي القديم الذي يرسم الخط الفاصل بين الاستعداد للتعاون مع السياسة العربية في الدفع قدماً بالاندماج الاقتصادي، وبين عدم الاعتماد عليها بشأن كل ما له علاقة بصوغ الأجندة القومية وتحديدها.
- الحر الشديد بدأ ينخفض، لكن الغليان لا يزال مستمراً: أمنياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً. يأتي خريف 2022 في ظل أزمة المناخ العالمية، وبعد أزمة وجودية عالمية عقب سنوات الكورونا القاتلة، ومع مزيد من عدم اليقين. بعد 43 يوماً، ستجري الانتخابات، والتعادل بين الكتل قد يستمر ويهدد بإجراء انتخابات سادسة.
- في وسائل الإعلام، يدور جدل بشأن ما إذا كان انشقاق "حداش" [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وتعل [الحركة العربية للتغيير] عن بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] سيؤدي إلى زيادة عدد المقاعد التي سيحصل عليها بنيامين نتنياهو، أم أنه سيخدم اليسار-الوسط، وسيوقظ الناخبين العرب النائمين أو اليائسين، ويزيد في قوة الأحزاب العربية غير المتشددة، وطرد بلد من الكنيست، ويساهم في كبح جماح اليمين والمتطرفين، ويزيد في اندماج العرب في المجتمع الإسرائيلي، والمشاركة في السلطة، والتوصل إلى نوع من إجماع وطني لا ثنائي القومية.
- لكن في هذه الأثناء، تواصل قواتنا أعمال القتل، واعتقال مشتبه فيهم وهدم منازلهم، ومطالبة السلطة الفلسطينية الضعيفة وأبو مازن بالعودة إلى السيطرة على شمال الضفة، وإذا لم يجرِ ذلك، فإن "الجيش الإسرائيلي سيشن عملية عسكرية واسعة"، كما هدد المراسل العسكري نير دبوري في القناة 12، قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الإصابات، وثمة شك في أنها ستحل المشكلة.
- حلقة الدماء والكراهية لن تتوقف، لأنه لم يحاول أحد إيقافها. لا يوجد حزب يطرح مثل هذا الهدف في حملته، أو في برنامجه الأيديولوجي. أيديولوجيا نتنياهو تقوم على استعادة عائلته السلطة، وعلى وعود وأكاذيب وتهديدات وتملُّق وترهيب، والتخلص من تهديد المحاكمة، وهذا كل شيء. غانتس الذي اجتمع مرتين بأبو مازن، يتحدث، كحد أقصى، عن الانفصال عن الفلسطينيين، وعن إعطائهم "أقل من دولة" في المستقبل.
- غانتس مشغول بمحاربة أعداء لا حصر لهم في المناطق، حيث يزداد غليان الشباب الفلسطينيين الذين ليس لديهم ما يخسرونه، بينما يدفع الإيرانيون بالسلاح والمال إلى الجهاد الإسلامي و"حماس" ويطالبون بنتائج؛ في الشمال يهدّد نصر الله، باسم إيران، اتفاق الغاز البحري مع الحكومة اللبنانية، وهناك بالطبع التهديد الإيراني نفسه والاتفاق النووي الآخذ في الابتعاد. يبدو لبيد رئيساً جيداً للحكومة في ظروف صعبة، لكنه يتجاهل تماماً السؤال والحاجة (الموجودان منذ عدة أعوام) إلى أن يضع أهدافاً ومبادئ مع شركائه في الحملة الانتخابية، وعلى رأسها وقف دائرة الدماء والاحتلال، والتوصل إلى تفاهمات مع الفلسطينيين. ليس لحزب "يوجد مستقبل" أيديولوجيا صالحة.
- المؤرخ البروفيسور يغآل عيلام وصف "أنصار الوسط بأنهم يحملون هوية اليمين"، وكأنهم يريدون البقاء من دون هوية واضحة، ومن دون هوية حقيقية." لبيد وغانتس، إن الجميع يعرف أنه في نهاية المعركة الانتخابية يجب عليكما بذل جهد سياسي، لذا، عليكما عدم الخوف من ردود نتنياهو الحاقدة. يتعين عليكما تقديم هوية واضحة، وتبنّي مبادئ وأهداف-على رأسها المضي قدماً نحو حل المشكلة الفلسطينية. يجب اعتبار هذا الهدف، علناً، كهدف له الأولوية، والسعي لإجراء استفتاء عام بشأن الموضوع.
- صحيح أن الأغلبية الإسرائيلية المشوشة تمنح نتنياهو أغلبية 46%، وتعتبره الشخص الأكثر ملاءمة لتولّي رئاسة الحكومة، لكن 65% يطالبون بفرض التعليم الأساسي على الحريديم، بعد أن وعد بنيامين نتنياهو المؤسسات التعليمية الحريدية بالمليارات، من دون تطبيق التعليم الأساسي. أعتقد أن الأغلبية في الاستفتاء ستكون ضد حلقة الدم والعنف التي لا تنتهي.