مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل 4 شبان فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية والسلطة الفلسطينية تطالب واشنطن بالكف عن صمتها وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني
الليكود قدّم طلباً رسمياً إلى رئيس الدولة الإسرائيلية لتمديد مهلة تكليف نتنياهو بتأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة بـ14 يوماً
مدير مكتب قناة "الجزيرة" في إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية: الوقائع تثبت أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عمداً على شيرين أبو عاقلة
تقرير: مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة تعرب عن مخاوفها من احتمال نقل معدّات وأسلحة حسّاسة على متن رحلات شركة "معراج" الإيرانية مباشرة إلى حزب الله
مقالات وتحليلات
في الولايات المتحدة يتساءلون عمّن سيتولى القيادة في القدس، ويحددون نقاط الاحتكاك المحتملة
باعونا للإخوان اليهود؛ هذا لن يمرّ من دون مواجهة مباشرة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 9/12/2022
مقتل 4 شبان فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية والسلطة الفلسطينية تطالب واشنطن بالكف عن صمتها وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوة من الجيش في منطقة رام الله قامت بعد ظهر أمس (الخميس) بإطلاق النار من كمين صوب مجموعة من الشبان الفلسطينيين، بعد رصدهم وهم يلقون الحجارة وزجاجات الدهان في اتجاه سيارات مستوطنين إسرائيليين بالقرب من قرية عابود.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت لاحق مقتل أحد أفراد المجموعة، وهو الفتى ضياء محمد شفيق الريماوي (17 عاماً) وإصابة آخرَيْن بجروح خطِرة ومتوسطة.

وكانت قوة من الجيش الإسرائيلي قامت في ساعات الصباح الباكر أمس باقتحام في مخيم جنين للاجئين لاعتقال 3 مطلوبين، واندلعت مواجهات تخللها إطلاق نار أدى إلى مقتل 3 شبان فلسطينيين.

وأفاد بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن القوة نجحت في إلقاء القبض على المطلوبين الثلاثة، ولم تقع إصابات بين صفوف الجنود الإسرائيليين. وكشف البيان أن عملاء سرّيين شاركوا في العملية إلى جانب قوة الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشبان الفلسطينيين القتلى هم طارق الدمج وصدقي زكارنة وعطا شلبي.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس إن الحكومة الإسرائيلية تحاول إشعال المنطقة من خلال مواصلة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني. وندد البيان بمقتل الفلسطينيين الأربعة، وحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطِر.

وقال البيان: "إن التصعيد الإسرائيلي يدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتر وتفجُّر الأوضاع. وإن الحكومة الإسرائيلية تواصل ضرب قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي بعرض الحائط، من خلال استمرارها في مسلسل القتل اليومي الذي يتعرض له شعبنا، واستمرارها في التوسع الاستيطاني الذي يُعتبر، بجميع أشكاله، غير قانوني ولا شرعية له على الأرض الفلسطينية."

وطالب البيان الإدارة الأميركية بالتوقف عن صمتها تجاه الجرائم الإسرائيلية وتحويل أقوالها إلى أفعال. وقال إن القيادة الفلسطينية ستتخذ كل ما يلزم لحماية شعبها وحقوقه الوطنية الثابتة.

من جانبه، كرر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية مطلب السلطة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وذلك خلال لقاء عقده أمس مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز.

وقال اشتية في بيان صادر عن مكتبه إن المطلوب الآن هو توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني في ظل التصعيد الإسرائيلي وإرهاب الجيش والمستوطنين، وذلك من خلال فرق الأمم المتحدة الميدانية.

وأشار البيان إلى أن اشتية ناقش مع المبعوثة الأممية الحاجة إلى إطار سياسي يقود إلى خيار حل الدولتين وإنهاء الاحتلال ووقف تغوُّل إسرائيل ضد الحقوق الفلسطينية.

"يديعوت أحرونوت"، 9/12/2022
الليكود قدّم طلباً رسمياً إلى رئيس الدولة الإسرائيلية لتمديد مهلة تكليف نتنياهو بتأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة بـ14 يوماً

قدم حزب الليكود مساء أمس (الخميس) طلباً رسمياً إلى رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ لتمديد مهلة تكليف رئيس الحزب بنيامين نتنياهو بتأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة بـ14 يوماً، وذلك كي يتمكن من تمرير تشريعات في الكنيست تسمح بتنفيذ الاتفاقات الائتلافية التي توصل إليها مع شركائه قبل تنصيب الحكومة الجديدة.

وجاء في طلب تمديد مهلة التكليف أنه تم توقيع ملاحق أو رسائل تتعلق بتوزيع المناصب في الحكومة الجديدة مع جميع الأحزاب التي أوصت بتكليف نتنياهو بمهمة تأليف الحكومة، ومع ذلك، لا تزال هناك قضايا تتعلق بتوزيع المناصب لم يتم الاتفاق عليها بعد.

وتنتهي المهلة التي حصل عليها نتنياهو لتأليف الحكومة، وهي 28 يوماً، عند منتصف ليلة السبت-الأحد المقبلة.

وأعلن أمس أن الليكود أنهى المفاوضات الائتلافية مع شركائه الحريديم [اليهود المتشددون دينياً] من حزبيْ شاس ويهدوت هتوراه، ومع شركائه من تيار "الصهيونية الدينية" الذي يضم حزب الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، وحزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] برئاسة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، وحزب "نوعام" برئاسة عضو الكنيست آفي ماعوز.

كما أعلن أنه خلال المهلة الإضافية تعتزم كتل الائتلاف الحكومي الجديد تمرير مشروع قانون لإجراء تعديل على "قانون أساس: الحكومة" يقضي بأن وصمة العار لا تسري على عقوبة السجن مع وقف التنفيذ، وإنما على عقوبة السجن الفعلي فقط، الأمر الذي سيمكّن نتنياهو من تعيين رئيس حزب شاس أرييه درعي، الذي تمت إدانته بالفساد، في منصب وزاري رفيع.

كما يسعى الليكود لتمرير مشروع قانون يتعلق بتوسيع صلاحيات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التي طالب الأخير بها وتم الاتفاق بشأنها بينه وبين نتنياهو. كذلك سيسعى ائتلاف نتنياهو لتمرير مشروع قانون "فقرة التغلب" الذي يهدف إلى الالتفاف على المحكمة الإسرائيلية العليا ومنعها من شطب قوانين يسنّها الكنيست.

ومن المتوقع أن تصوت الهيئة العامة للكنيست يوم الإثنين المقبل على تعيين رئيس جديد للكنيست من الليكود. وبذلك سيفتح المجال أمام ائتلاف نتنياهو لإجراء جميع التعديلات القانونية المذكورة.

يُذكر أن هرتسوغ غير ملزم بتمديد مهلة نتنياهو لتأليف الحكومة، ويمكنه تحديد مدة أقصر من 14 يوماً، لكن معظم التوقعات تؤكد أن نتنياهو سيحصل على المهلة كاملة.

وأعلن أمس أن الائتلاف الحكومي الحالي يعارض تمديد المهلة.

وقال وزير العدل الإسرائيلي المنتهية ولايته جدعون ساعر في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إن تقديم تواقيع كتلة نتنياهو لتغيير رئيس الكنيست يدل على أن تأليف الحكومة قد انتهى، وأن طلب نتنياهو مهلة أُخرى هو للتضليل، والهدف منه تمرير قوانين شخصية وإشكالية بموجب مطالب شركائه قبل تأليف الحكومة، وشدّد على أنه ليس من أجل هذا الهدف مُنح رئيس الدولة صلاحية في القانون لتمديد المهلة.

وأكد ساعر أنه يتعيّن على رئيس الدولة أن يرفض طلب نتنياهو.

 

موقع إذاعة "كان" الإسرائيلية، 9/12/2022 https://www.kan.org.il/
مدير مكتب قناة "الجزيرة" في إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية: الوقائع تثبت أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عمداً على شيرين أبو عاقلة

قال مدير مكتب قناة "الجزيرة" في إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية وليد العمري إن الوقائع تثبت أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عمداً على مراسلة القناة شيرين أبو عاقلة، وعلى صحافيين آخرين في جنين، وهو ما أدى إلى استشهادها.

 وأوضح العمري في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" الإسرائيلية [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الخميس)، أنه في الأيام الأولى بعد مقتل أبو عاقلة تغيرت الرواية الإسرائيلية بهذا الشأن عدة مرات.

وأشار العمري إلى أنه وبقية زملائه يشعرون بالخوف بعد مقتل أبو عاقلة.

وكانت قناة "الجزيرة" القطرية أعلنت يوم الثلاثاء الماضي أنها قدمت إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي دعوى ضد الجيش الإسرائيلي في قضية مقتل أبو عاقلة. وأوضحت القناة أن التقرير الذي تم تسليمه إلى جانب الدعوى يؤكد عدم حصول أي اشتباك في المنطقة التي تواجدت فيها شيرين، ويقوّض نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي لتقصّي وقائع مقتلها.

"يسرائيل هيوم"، 9/12/2022
تقرير: مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة تعرب عن مخاوفها من احتمال نقل معدّات وأسلحة حسّاسة على متن رحلات شركة "معراج" الإيرانية مباشرة إلى حزب الله

أفاد تقرير بثته قناة التلفزة السعودية "العربية" أمس (الخميس) بأن رحلات ركاب شركة الطيران الإيرانية "معراج"، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بدأت تحلّق لأول مرة بطريقة مباشرة إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وأضافت القناة أنه في ضوء ذلك، أعربت مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن مخاوفها من احتمال نقل معدّات وأسلحة حسّاسة إلى حزب الله على متن تلك الرحلات.

وأكدت هذه المصادر الأمنية الإسرائيلية نفسها أنه في حال استخدام إيران بالفعل شركة "معراج" للقيام بعمليات نقل أسلحة، فإن ذلك يضع لبنان في مواجهة تهديد آخر، لكون وضعه سيصبح مثل الوضع في سورية.

وأشيرَ في التقرير إلى أنه منذ عدة أعوام تجري عمليات نقل أجهزة ومعدات عسكرية لمصلحة حزب الله، عبر رحلات جوية من إيران إلى سورية، ومن هناك إلى لبنان، وقد تم نقلها حتى الآن في مجموعة متنوعة من الطرق البرية والجوية، وفي بعض الأحيان البحرية أيضاً، ونتيجةً للهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، تجد الأطراف المعنية صعوبة في تنفيذ عمليات النقل جواً.

كما أشيرَ إلى أن طائرات شركة "معراج" تهبط في مطار دمشق الدولي في سورية الذي تعرّض لهجمات عدة مرات من طرف إسرائيل، بحسب تقارير أجنبية. وتقوم شركتا "ماهان إير" و "إيران إير" بتشغيل رحلات منتظمة بين إيران ولبنان، ولكن بسبب الرغبة في تسليح حزب الله كل الوقت، ربما يتم استخدام شركة "معراج" لنقل معدات عسكرية خطِرة مباشرة إلى لبنان.

وأكد التقرير أنه في مثل هذا السيناريو، من المتوقع أن يتأثر التشغيل اليومي للمطار الدولي الوحيد في لبنان، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الضرر للاقتصاد اللبناني الذي هو الآن في مستوى متدنٍّ غير مسبوق. وبالإضافة إلى ذلك، قد يواجه لبنان عقوبات دولية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 9/12/2022
في الولايات المتحدة يتساءلون عمّن سيتولى القيادة في القدس، ويحددون نقاط الاحتكاك المحتملة
عاموس هرئيل - محلل عسكري

 

  • مفاجأة ممزوجة بالقلق – هكذا تنظر واشنطن إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية وصورة الحكومة الجديدة الآخذة في التشكل في إسرائيل. وبحسب تقارير، تدخلت إدارة بايدن بصورة خارجة عن المألوف في مهمة تأليف الحكومة في البلد، ووضعت أمام بنيامين نتنياهو خطاً أحمر-فيتو مهذباً ضد إعطاء رئيس الصهيونية الدينية عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش حقيبة الدفاع. لكن حتى الآن، ليس واضحاً البتة ما إذا كان هذا يشكل إنذاراً حقيقياً، وهل كان نتنياهو يفكر فعلاً في إعطاء الرمز الأكثر يمينيةً في حكومته وزارة مركزية؟ أم أنه استخدم التسريب بصورة مدروسة لاستبعاد الفكرة ودفع سموتريتش في الاتجاه الذي يريده، أي حقيبة المال، حيث جرى دفن أكثر من مسيرة سياسية في إسرائيل.
  • الجو في واشنطن مختلط. في الجبهة الداخلية، الديمقراطيون تنفسوا الصعداء بعد الانتخابات النصفية في الشهر الماضي وارتاحوا أكثر بعد إعادة الانتخابات لمقعد مجلس الشيوخ في جورجيا، الأمر الذي ضمن لهم هذا الأسبوع أغلبية (51:49) في مجلس الشيوخ، بعد الإنجاز المحدود الذي حققه الجمهوريون في مجلس النواب. هذه الانتخابات شكلت مصدراً أساسياً للقلق في الإدارة الأميركية، والآن، في إمكانها التفرغ لجدول أعمالها المركزي في السياسة الخارجية؛ وللمنافسة مع الصين، وأزمة المناخ، وإفشال الحرب الروسية في أوكرانيا. أما الشرق الأوسط، فهو لا يحتل المكان الأول في أجندتها.
  • ومع ذلك، وعلى الرغم من كون بنيامين نتنياهو السياسي الإسرائيلي الذي يعرفه الأميركيون جيداً (وهذه المعرفة مستمرة منذ 4 عقود)، فإنهم يتساءلون عمّا ستكون عليه نسخته الجديدة. الأسئلة الي طُرحت هذا الأسبوع في القدس طُرحت أيضاً في واشنطن: لماذا يضع نتنياهو نفسه في تصرُّف سموتريتش وبن غفير؟ هل لأن ليس لديه خيار آخر، وهو مرتبط بهما من أجل وقف الإجراءات القضائية ضده؟ أم أن ما يجري محسوب جداً، ويعتمد بصورة مقصودة على الفوضى في المناطق، أو على فكرة أنه من الممكن السيطرة على كل خطواتهما؟
  • هذا الأسبوع، وخلال مؤتمر اللوبي اليهودي جاي-ستريت، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الإدارة الأميركية لن تبلور موقفها من الحكومة الجديدة في إسرائيل بحسب الأشخاص فيها، بل وفقاً لأعمالها وسياساتها. ناطقون أميركيون آخرون شددوا على تصريحات نتنياهو الأخيرة في مقابلة مع الإعلام الأميركي بأنه هو الذي سيمسك بدفة القيادة، بعد أن سألوه، هل سيكون القبطان أم الطيار المساعد في الحكومة الجديدة. الأميركيون يعترفون بشرعية نتائج الانتخابات الديمقراطية التي جرت في إسرائيل. لكن على ما يبدو، كثيرون يستغربون عملية التطبيع السريعة التي مرّ بها بن غفير، تلميذ مئير كهانا، والذي كان يُعتبر، حتى في إسرائيل، ظاهرة هامشية ومتطرفة، إلى أن قرر نتنياهو، لاعتباراته الخاصة، مساعدته على الصعود سياسياً في الجولات الانتخابية السابقة.
  • إن مجال الاحتكاك المحتمل المركزي بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو الجديدة هو في المناطق، وبصورة محددة في مطالب سموتريتش التي جرى الكشف عن جزء منها في الاتفاقات الائتلافية بين الكتلتين. يطرح سموتريتش ورفاقه بعض المطالب التي يمكن أن تثير تخوّف الأميركيين، بالإضافة إلى خطر أن يحاول شريكه بن غفير إحداث زلزال في الحرم القدسي (إمكانية وعد نتنياهو بلجمها قبل حدوثها). وأكثر ما يشغل الأميركيين محاولات المستوطنين شرعنة وضع أكثر من 70 بؤرة استيطانية، والمبادرة إلى تحرُّك حكومي عنيف ضد البناء الفلسطيني في المنطقة ج. ففي رأي المستوطنين، البناء الفلسطيني يخلق وقائع على الأرض من خلال استغلال المال الأميركي والأوروبي. ولا يشعر الأميركيون بالحماسة حيال إعطاء وزير من طرف سموتريش في وزارة الدفاع جهاز منسّق الأنشطة في المناطق. وعلى عكس ذلك، أشادت واشنطن بعمل منسّق الأنشطة في المناطق، وبعمل قيادة المنطقة الوسطى، اللذين ساهما في حالات كثيرة في تهدئة الوضع في الأعوام الأخيرة.
  • هذا الأسبوع، زار رئيس الأركان المقبل اللواء هرتسي هليفي واشنطن، حيث التقى نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي. ويمكن الافتراض أن النقاش تناول الفلسطينيين وإيران. في الأعوام الأخيرة، توطدت علاقة الجيش الإسرائيلي بالجيش الأميركي، بالإضافة إلى تحسُّن العلاقات بين الأجهزة الاستخباراتية للبلدين. وفي إسرائيل، يشيرون إلى التأثير الإيجابي الناتج من انتقال العلاقة بالجيش الإسرائيلي من القيادة الأوروبية إلى القيادة المركزية (سنتكوم) الأميركية منذ أكثر من سنة.
  • لكن قبل كل شيء، إذا كانوا يتحدثون في واشنطن عن الوضع في إسرائيل-وكما ذكرنا، هذا ليس أولوية بالنسبة إليهم-فإن ذلك يتعلق بالتخوف من حدوث تطورات غير متوقعة، وخصوصاً في الساحة الفلسطينية.
"هآرتس"، 8/12/2022
باعونا للإخوان اليهود؛ هذا لن يمرّ من دون مواجهة مباشرة
أوري مسغاف - صحافي

 

  • أتوقع أن تتم التضحية بآفي ماعوز قريباً. هذه طريقة نتنياهو. سيصدر عنه بيان يشير إلى أنه يتنازل عن مضامين التعليم الخارجي لمنع اليسار المتطرف من إلحاق الأذى بالحكومة القومية-اليهودية، بعد أن وصلت إليه وإلى أفراد عائلته تهديدات بالقتل. وبعدها، سيتم تعويضه بإعطائه مقعداً في لجنة اختيار القضاة، وبإقامة إدارة أخرى لتقوية القيَم الذكورية والهوموفوبيا. لا يجب الاكتفاء بذلك. الصراع اليوم ليس على إبعاد حزب "نوعام" وإقامة "مسيرة الفخر" [مسيرة المثليين] في القدس. الصراع هو على الدولة التي تعلن عصابة نتنياهو الحرب عليها، وعلى مؤسساتها. ويبدو أنها بدأت ترد.
  • نحن لا ندعو إلى "تمرّد"، بل إلى دفاع الديمقراطية عن نفسها. لأنه ليس فقط من حق دولة القانون الديمقراطية الدفاع عن نفسها، بل هذا واجبها. الصدمة الأولى للمعركة بعد نتائج الانتخابات ذهب، ومعه نغمة الهجرة. نصف الشعب لا يستطيع الهجرة من "وطنه" في يوم واحد، ولا يوجد سبب لذلك أيضاً، وخصوصاً أنه يتحمل أغلبية عبء الضرائب، والإنتاج، والناتج القومي، والخدمة العسكرية والقومية.
  • الشكوى السريعة والخائفة التي تقدمت بها دمى نتنياهو الرئيسية بشأن "التحريض" ضد صحيفة "هآرتس" والصحافي رافيف دروكر تعكس بالأساس حالة من الهلع في ساحة رئيس الحكومة المقبل. الهلع في مكانه. الرغبة الحقيقية والمكشوفة هي تشويش خط الأزمة الحقيقي: احتجاج رؤساء السلطات المحلية.
  • كرمل شاما-هكوهين من رامات غان، تسفيكا بروت من بات يام، وحاييم بيباس من موديعين، ليسوا من اليسار، إنهم من الليكود. إلا أنهم، وعلى عكس نتنياهو المعزول والمحصّن، يعرفون الشارع والجمهور الواسع الذي يخدمونه (وبالتعميم: محلي، طبقة وسطى، علماني، محافظ). ومع بداية سنة انتخابات السلطات المحلية، لا رغبة لديهم في ربط مستقبلهم السياسي وحياة السكان في مناطقهم بما يريده المعسكر الحريدي-القومي المتدين الذي ربط نتنياهو مصيره به. أما بالنسبة إلى رؤساء البلديات من الوسط-اليسار، فمن المعروف أنهم لم يقوموا بذلك. وتعزيز صلاحيات السلطات المحلية سيؤدي بالأساس إلى تفكيك الدولة إلى بنى شبه كونفيدرالية؛ يبدو أنه لا توجد طريقة واضحة للاستمرار في إدارة تل أبيب والقدس ورامات غان وبني براك تحت سقف واحد.
  • محاولة وصف لبيد بأنه محرّض خطِر بسبب دعوته رؤساء السلطات المحلية إلى المعارضة مثيرة للسخرية. في كل الأحوال، لبيد يمثل قيَم الوسط، والبرجوازية، والإجماع. في هذه الحقول، لا ينمو معارضون للنظام عادة. مَن يخرج للاحتجاج، يصل عادة من المينستريم-كرئيس نقابة المحامين آفي حيمي [رئيس مكتب المحامين الذي دعا إلى رفض تغيير طريقة انتخاب رئيسة محكمة العدل العليا] في خطابه "هنغاريا" المذهل والمفاجئ، أو رئيس هيئة الأركان الحالي كوخافي، أو مَن سيخلفه هليفي، اللذان عارضا بشدة اخضاع قوى "حرس الحدود" لسيطرة بن غفير والإدارة المدنية لسموتريتش.
  • الحملة المقبلة التي ستُطلقها مجموعة نتنياهو ستكون الكفر بهيئة الأركان وقيادة الشرطة. سيتم التعامل معهم على أن هؤلاء يحضرون لانقلاب عسكري لخدمة النخب، ويرغبون في أموال التقاعد، ويطعنون بالجنود وأفراد الشرطة. المحاولة ستكون لبثّ التفرقة بين الجنرالات ومفتشي الشرطة من جهة، وبين المقاتلين وأفراد الشرطة من جهة أُخرى، وأيضاً لبثّ التفرقة ما بين الجنرالات والمفتشين العامين المعزولين، وبين الأهالي و"أبنائنا جميعاً" الذين يقاتلون الإرهاب في الضفة، ومن أجل السيادة في النقب وأيديهم مكبلة، إذ يزعجهم القضاة ونشطاء اليسار. بن غفير يعمل منذ الآن في هذه الوظيفة بدوام كامل.
  • للمرة الأولى، يقيم نتنياهو حكومة بالمناصفة مع الحريديم والصهيونية الدينية. فهم يشكلون سوياً 32 مقعداً، كحجم "الليكود" بالضبط. الاتفاقيات الائتلافية تعكس استعباداً كاملاً للإخوان اليهود. الحريديم طالبوا بزيادة المساعدات والدعم، ووقف تعليم العلوم، وتمويل حكومي كامل للمدارس التعليمية الدينية الكسولة، وإعفاء كامل من الخدمة العسكرية.
  • الصهيونية الدينية طالبت بجيش خاص في الضفة، وقيادة الشرطة على جانبيْ الخط الأخضر ومسؤولية كاملة من وزارة الأمن على حياة المستوطنين والفلسطينيين. نتنياهو يبيعهم الدولة ومستقبل مواطنيها، بهدف تطبيق خطته للسيطرة على النظام القضائي والإعلام الحر. هذا لن يتم من دون صدام مباشر، وهذا جيد.