مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غالانت: عملية "درع وسهم" مستمرة حتى إشعار آخر ونتنياهو يدّعي أن حركة الجهاد الإسلامي تعرضت لأقوى ضربة عسكرية منذ تأسيسها
إسرائيل تعلن تصفية قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" واستمرار إطلاق الرشقات الصاروخية من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل ووسطها
إصابة جندية إسرائيلية خلال اقتحام قوة من الجيش الإسرائيلي مدينة طوباس في الضفة الغربية
رئيس كينيا يقوم بزيارة إلى إسرائيل تهدف إلى رفع مستوى العلاقات بين البلدين
تقرير: صندوق النقد الدولي: خطة التعديلات القضائية لحكومة نتنياهو تمثل خطراً كبيراً على الاقتصاد الإسرائيلي
مقالات وتحليلات
أسئلة موجهة إلى رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي
العملية في غزة كلّفت الجهاد الإسلامي ثمناً كبيراً - لكنها لم تكسر أي معادلة
لحن مكرّر في سيمفونية لا تنتهي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 11/5/2023
غالانت: عملية "درع وسهم" مستمرة حتى إشعار آخر ونتنياهو يدّعي أن حركة الجهاد الإسلامي تعرضت لأقوى ضربة عسكرية منذ تأسيسها

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن تطوير قدرات قتالية واستخباراتية حديثة يتيح لإسرائيل إمكان المساس بقادة المنظمات "الإرهابية" في كل زمان ومكان.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أمس (الأربعاء)، أن الرسالة التي تبعث بها إسرائيل إلى قادة هذه المنظمات واضحة، وفحواها "إننا نراكم في كل مكان، ولا مأمن لكم، وسوف نختار المكان والوقت المناسبين لاستهدافكم."

وأكد رئيس الحكومة أن الجيش الإسرائيلي يواصل شنّ هجمات قوية ضد الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وأن هذه الحركة تعرضت خلال عملية "درع وسهم"، التي يقوم الجيش الإسرائيلي بشنها ضد قطاع غزة، لأقوى ضربة عسكرية منذ تأسيسها. كما أثنى على أداء قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر جهاز الأمن العام ["الشاباك"] خلال العملية.

ودعا نتنياهو المواطنين إلى مواصلة الانصياع لأوامر قيادة الجبهة الداخلية.

بدوره، قال وزير الدفاع يوآف غالانت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أمس، إن عملية "درع وسهم" مستمرة حتى إشعار آخر.

وأكد غالانت أن إسرائيل حققت إنجازات عسكرية كبيرة منذ بدء العملية. كما أكد أن اسرائيل لن تتردد في تنفيذ عمليات مماثلة في جبهات أُخرى إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.

وأشار غالانت إلى أنه حتى مساء أمس، تم إطلاق نحو 400 صاروخ في اتجاه إسرائيل، وزعم أن ربعها سقط في قطاع غزة، وسقط جزء كبير منها في مناطق مفتوحة، وتم اعتراض بعضها.

وشدّد غالانت على أن المعركة لم تنتهِ، وأن إسرائيل مستعدة لإطالة أمدها.

 

"يديعوت أحرونوت"، 11/5/2023
إسرائيل تعلن تصفية قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" واستمرار إطلاق الرشقات الصاروخية من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل ووسطها

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الجيش قام أمس (الأربعاء) بتصفية قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وعضو المجلس العسكري لهذه الحركة علي حسن غالي.

وأضاف البيان أن مقاتلات سلاح الجو قامت فجر أمس بقصف المنزل الذي تواجد فيه علي غالي في مدينة خانيونس.

وبحسب تقارير محلية، قُتل أيضاً شخصان آخران كانا يتواجدان معه.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إن علي غالي كان مسؤولاً عن إطلاق القذائف الصاروخية نحو اسرائيل وضالعاً في إطلاق الرشقات الصاروخية خلال معظم العمليات العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في القطاع في الأعوام القليلة الماضية.

من ناحية أُخرى، أطلق ناشطون من قطاع غزة أمس رشقات صاروخية في اتجاه جنوب إسرائيل ووسطها، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عدة مواقع إطلاق صواريخ تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في القطاع الساحلي. وتم إطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه تل أبيب والمنطقة المحيطة بها، من دون التسبب بوقوع إصابات أو أضرار.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عن الناطق بلسانه في وقت سابق أمس، إنه نفّذ غارة بطائرة مسيّرة ضد ناشطين في الجهاد الإسلامي كانوا في مركبة كانت متجهة إلى موقع إطلاق صواريخ بالقرب من خانيونس في جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر فلسطينية إن ضربات أمس أدت إلى رفع حصيلة القتلى الفلسطينيين في العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت فجر أول أمس (الثلاثاء) إلى 20 شخصاً.

وفي وقت سابق أمس، أمرت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي سكان جميع البلدات القريبة من منطقة الحدود مع غزة بالبقاء في الملاجئ وسط مخاوف من إطلاق الصواريخ.

"معاريف"، 11/5/2023
إصابة جندية إسرائيلية خلال اقتحام قوة من الجيش الإسرائيلي مدينة طوباس في الضفة الغربية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن جندية إسرائيلية أصيبت بجروح خطِرة خلال اشتباك مسلح مع ناشطين فلسطينيين وقع في مدينة طوباس في الضفة الغربية أمس (الأربعاء).

وأضاف البيان أن الجندية أصيبت بشظايا رصاص في رأسها في أثناء عملية اعتقال مطلوب فلسطيني في طوباس، وذلك حين أقدم مسلحون فلسطينيون على إطلاق النار في اتجاه جنود الجيش الإسرائيلي الذين قاموا باقتحام المدينة.

"يديعوت أحرونوت"، 11/5/2023
رئيس كينيا يقوم بزيارة إلى إسرائيل تهدف إلى رفع مستوى العلاقات بين البلدين

وصل رئيس كينيا ويليام روتو الليلة قبل الماضية إلى إسرائيل في أول زيارة له كرئيس، وتم استقباله في إطار مراسم رسمية أقيمت في مقر رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ في القدس، بحضور السفير الإسرائيلي في كينيا.

وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الدولة إن الرئيسين عقدا اجتماعاً ناقشا خلاله العلاقات بين البلدين والتعاون في مجالات الزراعة والتجارة والتربية والتعليم والأمن.

وقال هرتسوغ في مستهل الاجتماع إن هذه الزيارة تُعتبر نقطة تحوّل مهمة في تطوير العلاقات بين البلدين.

وقال روتو، الذي غيّر سياسة تصويت كينيا في الأمم المتحدة وأمر بالتصويت عبر التنسيق الكامل مع إسرائيل، إن العلاقات بين كينيا وإسرائيل قوية ومتبادلة ومثمرة، ويوجد بين البلدين تاريخ طويل الأمد. وأضاف أنه يتطلع إلى رفع مستوى العلاقات بين الدولتين من خلال هذه الزيارة.

وقام روتو أمس (الأربعاء) بزيارة إلى متحف المحرقة "ياد فاشيم" وحائط المبكى [البُراق] في القدس، وغرس شجرة في إحدى غابات دائرة أراضي إسرائيل. وبعد ذلك اجتمع برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية إيلي كوهين، ووزير السياحة حاييم كاتس، ووزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان.

وخلال الاجتماع مع نتنياهو، أشاد رئيس الحكومة بالتزام رئيس كينيا بتطوير العلاقات، والعمل على تقوية الاستقرار في المنطقة. وفي مستهل الاجتماع، الذي حضره وزيرا الخارجية والزراعة الكينيان، جرى توقيع إعلان نوايا مشترك للبلدين، يهدف إلى تقوية التعاون في مجالات السياحة وحماية البيئة، كما دعا روتو نتنياهو إلى زيارة كينيا.

موقع Walla، 11/5/2023
تقرير: صندوق النقد الدولي: خطة التعديلات القضائية لحكومة نتنياهو تمثل خطراً كبيراً على الاقتصاد الإسرائيلي

قال صندوق النقد الدولي أمس (الأربعاء) إن التعديلات القضائية المقترحة ضمن خطة الحكومة الإسرائيلية تمثل خطراً كبيراً على الاقتصاد قد يؤدي إلى تفاقُم الأوضاع المالية وإعاقة الاستثمار والاستهلاك والنمو في المدى الطويل.

وذكر الصندوق في بيان صدر في ختام مهمة فريقه في إسرائيل، أنه لا يمكن الحدّ من عدم اليقين المحيط بالتعديلات إلا من خلال حل سياسي دائم يكون واضحاً ومفهوماً جيداً محلياً وخارجياً.

وأشار البيان إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية طرحت خطة تعديلات شاملة قد تحدّ من سلطة المحكمة العليا، ومن قدرتها على إصدار أحكام بحق أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، كما أنها تمنح الوزراء مزيداً من الصلاحيات بشأن تعيين القضاة. كما أشار إلى أن هذه الخطة أثارت احتجاجات داخلية، بالإضافة إلى إثارتها قلق حلفاء إسرائيل في العالم الغربي بسبب احتمال أن تضعف سيادة القانون.

وقال بيان صندوق النقد الدولي: "في ظل غياب حل سياسي مستدام، قد يؤدي استمرار حالة عدم اليقين إلى زيادة كبيرة في تكلفة مخاطر الاقتصاد، وإلى تفاقُم الوضع المالي، وعرقلة الاستثمار والاستهلاك، مع تداعيات محتملة على النمو في المدى الطويل أيضاً. وكما هي حال أي بلد، فإن الحفاظ على قوة سيادة القانون سيكون مهماً للنجاح الاقتصادي."

وأفاد البيان أيضاً بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل سينخفض إلى 2.5% سنة 2023، مقارنةً بـ6.5% سنة 2022.

ويأتي موقف صندوق النقد الدولي هذا بعد أن خفّضت وكالة "موديز"، الشهر الماضي، توقعات التصنيف الائتماني السيادي لإسرائيل، من إيجابي إلى مستقر.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 11/5/2023
أسئلة موجهة إلى رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي
روغل ألبير - محلل سياسي
  • فيما يلي بعض الأسئلة الموجهة إلى رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي:
  • ما هدف العملية التي تقودها في غزة؟ يمكن الافتراض أن هدفها ليس قتل مواطنين أبرياء من غزة؟ ومع ذلك، فقد أصدرت الأوامر بقتلهم. لأنك كنت تعلم بصورة أكيدة بأنهم سيتعرضون للأذى. هذه مسؤوليتك. لقد قُتلوا لأنهم كانوا أبناء ونساء وجيران زعماء الجهاد الإسلامي الثلاثة في غزة. الجيش الإسرائيلي تحت قيادتك اغتال الثلاثة. ما هي الفائدة الاستراتيجية التي جنتها إسرائيل من هذه العملية؟ هل أصبح الجهاد الإسلامي من بعدها أكثر ارتداعاً؟ في أثناء كتابة هذه السطور، أطلق التنظيم أكثر من 300 صاروخ على إسرائيل، والحبل على الجرار، وطبعاً، هذا يعني أنه لم يرتدع. في رأيك، هل سيوقف الجهاد الإسلامي نشاطه بعد اغتيال القادة الثلاثة؟ أنت تعلم بأن هذا لن يحدث.
  • هل سيخاف قادة التنظيم من القيام بمهماتهم خوفاً على حياتهم؟ أنت تعلم جيداً بأن هذا ليس صحيحاً. القادة الذين اغتيلوا سيحلّ محلهم آخرون. ومَن سيحل محلهم سيكون له الأهداف وأساليب العمل عينها. والحال هذه، من أجل ماذا فعلت ذلك؟ من أجل مَن قتلت هؤلاء المواطنين وأولادهم ونساءهم وجيرانهم؟ ولماذا هذا جيد؟ علاوةً على ذلك، كيف يمكن أن يكون ضميرك مرتاحاً؟ فأنت تعرف أنك لم تحقق الهدوء، وأنت تعلم بأنك لم تمنع التصعيد. وأنت تعلم بأنك لم ترسل أي "رسالة" إلى إيران. فهي ستواصل طريقها. وسائل الإعلام الرئيسية، وفي طليعتها نشرات الأخبار في التلفزيونات، تكاد تفقد وعيها إعجاباً بالقدرات الاستخباراتية والعملانية التي أظهرها الجيش تحت قيادتك. والمعلقون المثيرون للشفقة من شدة إعجابهم، هم فقط مَن وصلتهم الرسالة.
  • لقد اقترحت على غالانت هذه العملية. هل مرّت في ذهنك، ولو لثانية، فكرة أنها غير مفيدة؟ وليس لها سبب جيد، وأن كل هذا الموت والدم والدمار لن يغيّر شيئاً، وبالتالي لا لزوم لها؟ ألا تشعر بأنك مثل الذبابة التي تصطدم ألف مرة بالنافذة المغلقة؟ ألم تلاحظ المحاكاة، والأسلوب الذي يكرر نفسه، ألم تشعر بالكذب؟ أكيد أنت تعرف، فلماذا والحال هذه، تفعل ما تفعله؟ أنت تتصرف كإنسان آلي من دون تفكير. كيف تبرر لنفسك كل المعاناة والمال اللذين تحصدهما هذه الجولات؟ أرسلت طيارين لقتل الأولاد خلال نومهم- من أجل ماذا؟ من أجل عملية بين سلسلة لا تنتهي من العمليات؟
  • قد يكون هناك الكثير من الأسباب السياسية الجيدة للقيام بهذه العملية - تحسين وضع نتنياهو في استطلاعات الرأي، وتحسين علاقته بإيتمار بن غفير، وإزالة تهديد فرط الحكومة، وتوحيد الشعب حول الوضع الأمني، وتحويل الانتباه عن الانقلاب القضائي، وإعطاء الطيارين الاحتياطيين ما ينشغلون به غير الاحتجاج، وتحويل الانتباه عن الهوة الاقتصادية الآخذة في الاتساع. لكن يجب أن نسألك: ما هو السبب الجيد، العسكري والمهني والاستراتيجي، الذي لديك؟ آمل أن تلاحقك أرواح الذي قتلتهم في غزة حتى آخر يوم في حياتك. مع الأسف، يبدو أن هذا لن يحدث لأنك لست من هذا النوع.
"إسرائيل اليوم"، 10/5/2023
العملية في غزة كلّفت الجهاد الإسلامي ثمناً كبيراً - لكنها لم تكسر أي معادلة
يوآف ليمور - صحافي ومحلل عسكري
  • تلخيص سريع لحملة "درع وسهم" يشير إلى ثلاثة استخلاصات أولية: أولاً: "الجهاد الإسلامي" تلقى ضربة قاسية مرة أُخرى، بعد اغتيال قياداته والضرر الذي لحِق بمنظوماته العملياتية وبنى تصنيع الأسلحة الخاصة به؛ ثانياً: لم ينجح التنظيم في تدفيع إسرائيل الثمن، لا في غلاف غزة، ولا عبر إطلاق القذائف إلى العمق؛ وثالثاً: "حماس" بقيت خارج الجولة القتالية ومنعت توسُّعها عملياً، وذلك بعد أن تركت "الجهاد الإسلامي" يتعامل لوحده مع نتائج النار التي أشعلها، وبذلك سمحت بإنهاء الجولة القتالية سريعاً نسبياً.
  • هذه هي المرة الثالثة التي تسجل فيها إسرائيل إنجازاً ثلاثياً كهذا. المرة الأولى كانت خلال حملة "الحزام الأسود" في تشرين الثاني/نوفمبر [2019]، والتي بدأت باغتيال القائد في التنظيم بهاء أبو العطا؛ والثانية كانت حملة "بزوغ الفجر" في آب/أغسطس 2022، حين اغتالت إسرائيل تيسير الجعبري وخالد منصور، من قيادات الجهاد الإسلامي في شمال القطاع وجنوبه؛ والثالثة كانت هذا الأسبوع، خلال الحملة التي بدأت باغتيال القيادات في التنظيم خليل البهتيني وجهاد غانم وطارق عز الدين. في جميع الحالات، حاول التنظيم الانتقام من إسرائيل وفشل، والأسوأ بالنسبة إليه - أنه لم ينجح في ضمّ "حماس" إلى المعركة، أو توسيع القتال إلى جبهات مختلفة.

عدم تجنُّب المواجهة

  • هذا النجاح يطرح بعض العبر. العبرة الأولى، أنه لا يجب على إسرائيل الركض نحو المواجهة في غزة، ولكن عليها ألا ترتدع عنها - بالتأكيد حين يقف أمامها تنظيم صغير كـ"الجهاد الإسلامي". لقد أراد التنظيم الربط ما بين غزة والضفة، بحيث يُترجَم فوراً سقوط كل "قتيل" في الضفة إلى إطلاق نار انتقامي من غزة، وإسرائيل وضعت أمامه لافتة تحذير واضحة بشأن الثمن الذي سيدفعه إن لم يتراجع عن ذلك.
  • في الوقت نفسه، استنفدت إسرائيل بنك الأهداف لدى التنظيم، من حيث القيادات التي يمكن اغتيالها وأهداف أُخرى (من مواقع تصنيع أسلحة، وصولاً إلى منصات إطلاق صواريخ)، كما كانت إصاباتها "دقيقة" لتضمن عدم إصابة نشطاء "حماس" أو مواطنين (باستثناء الضربة الافتتاحية)، كي لا تجرّ التنظيم الكبير في القطاع إلى القتال، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد.

لاعب مركزي

  • ثانياً، إسرائيل تعتمد بشكل كلّي تقريباً على سلاح الجو، الذي تصدّر العناوين خلال الفترة الماضية لأسباب مختلفة كلياً. ففي نمط القتال الحالي الذي يفضّل فيه الامتناع من شن عمليات برية (وطبعاً في الهجمات ضمن إطار المعركة بين الحروب)، فإن سلاح الجو هو الذراع العملياتية الوحيدة في الهجوم، واللاعب المركزي والأساسي في الدفاع (إلى جانب الدفاع الجسدي على السياج الحدودي وانصياع المواطنين والجمهور). وبالأرقام، إن حملة "درع وسهم"، حتى الأمس، تبدو كالتالي: تقريباً96% نجاح في اعتراض القذائف من غزة، واستهداف أكثر من 100 هدف تابع للجهاد الإسلامي بواسطة 130 سلاحاً من أنواع مختلفة، مع مستويات دقة عالية جداً.
  • ثالثاً، على الرغم من التصريحات العدوانية، فإن "حماس" غير معنية الآن بمعركة، أو للدقة: هي غير معنية بأن يجرها "الجهاد الإسلامي" إلى معركة. "حماس" ستقوم بذلك (إذا قامت به أصلاً) لأسبابها، وفي الوقت الملائم لها. وبالمناسبة، يمكن أن يحدث هذا خلال الأيام القريبة، بالتزامن مع "يوم القدس"، إذا شعر التنظيم بأنه قادر على تجميع الغضب في الشارع الفلسطيني والعالم الإسلامي حول المسجد الأقصى. وإذا استطاعت إسرائيل إحباط هذا الأمر بنجاح كما قامت بذلك العام الماضي، فإن "حماس" ستفضّل الحفاظ على غزة هادئة، تعمل ومنتظمة، وستحفظ نفسها في حالة بناء القوة، وليس فحص الأضرار.

تقوية العلاقات مع الأردن

  • رابعاً، مصر كانت ولا تزال الوسيط الفاعل الأساسي حيال غزة. صحيح أن الأموال التي تدخل إلى القطاع هي قطرية بالأساس (الجهاد الإسلامي مموَّل من إيران)، ولكن خلال الأزمات، تدار الحوارات من القاهرة. على إسرائيل الحفاظ على هذا المحور - الذي يشكل أيضاً مصلحة للفلسطينيين عموماً، وللفصائل في غزة بصورة خاصة - والعمل في المقابل على تقوية العلاقات، التي ضعفت مؤخراً، مع الأردن ودول الخليج، وطبعاً مع واشنطن، إذ سيكون هناك حاجة إلى شرعية دولية لعملية واسعة في غزة.
  • خامساً، لم يتغير أي شيء أساسي خلال الأسبوع الماضي. مَن يثرثر في الجانب الإسرائيلي بشأن تغيير المعادلة - عليه أن يعود إلى البداية: فخلال الأعوام الثلاثة ونصف الماضية، هذه هي المرة الثالثة التي تكرر فيها إسرائيل العملية عينها، مفهوم انصياع "الجهاد الإسلامي" للردع قصير ويحتاج إلى تقوية دائمة. من دون أفق لحل أساسي لمشكلة غزة (وللموضوع الفلسطيني بصورة عامة)، ستستمر إسرائيل في إدارة الوضع حيال غزة في معركة كل هدفها جولات قتالية قصيرة بقدر الممكن، بهدف الوصول إلى أطول فترة هدوء ممكنة بينهما. على الحكومة أن تشرح هذه الحقيقة لسكان غلاف غزة، قبل أن ينهضوا بعد عدة أسابيع أو أيام على صوت صافرات الإنذار المقبلة.

 

الموقع الإلكتروني للمعهد، 10/5/2023
لحن مكرّر في سيمفونية لا تنتهي
كوبي ميخائيل - باحث في معهد دراسات الأمن القومي
  • على افتراض أن الإعلان المصري بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ، يمكن اعتبار الجولة الأخيرة فصلاً آخر من سيمفونية لا تنتهي. مرة أُخرى، اضطرت إسرائيل إلى الاعتماد على الخيار الأقل سوءاً من بين خيارات سيئة مطروحة أمامها، والالتزام بسياسة الاحتواء والحل التي تعتمد على "حماس" كالعنوان المسؤول في قطاع غزة، والتي تدير المنطقة وحياة السكان الذين يعيشون فيها، وتفرض قوانين اللعبة، وتلجم الجهاد الإسلامي وتمنعه من تصعيد خطِر. وبذلك تضمن إسرائيل مصالحها الحيوية، وتفرض استمرار فصل قطاع غزة عن الساحات الأُخرى.
  • وبينما المواجهة مع "حماس" محفوفة بالكوابح والقيود بسبب الحاجة إلى الحفاظ على "حماس" كعنوان مسؤول وكابح، وخصوصاً الامتناع من حدوث معركة عسكرية واسعة النطاق لأنها لا يمكن أن تؤدي إلى بلورة واقع بديل أفضل لإسرائيل، فإنه في المواجهة مع الجهاد الإسلامي الفلسطيني تكون يد إسرائيل حرة أكثر. فالجهاد الإسلامي هو تنظيم "إرهابي" متطرف، جوهره الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وبعكس "حماس"، الجهاد الإسلامي متحرر من الالتزامات حيال السكان المدنيين، ولا يطمح إلى السيطرة على الأرض أو السكان، ولا يرى نفسه بديلاً من السلطة الفلسطينية. ونظراً إلى أن الجهاد الإسلامي لا يمكن أن يكون عنواناً مسؤولاً بالنسبة إلى إسرائيل، فهي تجد نفسها قادرة على توجيه ضربة قوية وفتاكة جداً إليه، وهذا فعلاً ما جرى سابقاً عدة مرات، كما في عملية "الحزام الأسود"، و"بزوغ الفجر"، والعملية الأخيرة "درع وسهم".
  • في نهاية كل جولة، يصل الطرفان إلى الوضع النهائي المفضل لهما. الجهاد يثبت قدراته على الرد بقوة، وخارج الأطر العادية، في المناطق المحاذية لقطاع غزة، و"حماس" تُظهر تضامنها وتكرر رسالة وحدة الساحات وتوحيد الصفوف في الوقت الذي تحافظ على مكانتها ونفوذها في قطاع غزة، وتثبت مرة أُخرى قدرتها على كبح الجهاد الإسلامي وتحديد حجم الرد، أما إسرائيل فتستطيع التباهي بعملية عسكرية باهرة وناجحة، ومن خلالها تمكنت من إثبات قدرات استخباراتية وعملانية باهرة بإلحاق الضرر الكبير بالجهاد الإسلامي، فالكلّ دخل في جولة قصيرة بدأت في التوقيت الذي اختارته هي لضمان عنصر المفاجأة. ويقود الجوقة المصريون الوسطاء الذين لا بديل منهم، ويعززون مكانتهم الإقليمية في نظر اللاعبين في المنطقة وحيال المجتمع الدولي، من خلال مساهمتهم السريعة في مهمة الوساطة والتهدئة، وفي معظم الأحيان ينجحون في إنهاء الجولات بسرعة نسبية. وكالعادة، الكلمة الأخيرة تكون للتنظيمات الفلسطينية التي تطلق صلية الصواريخ الأخيرة قبل الموعد المحدد لوقف إطلاق النار.
  • مع كل الأسف والإحباط اللذين تثيرهما هذه السيمفونية التي لا تنتهي، سنسمع فصولاً منها في المستقبل المنظور، ولا يوجد بديل أفضل منها لدى إسرائيل، وحتى لو وجهت إسرائيل في الجولة المقبلة ضربة قاسية إلى "حماس" من أجل جباية ثمن أكبر مقابل سلوكها، بالأساس فيما يتعلق بتفعيل الجبهات الأُخرى وتصعيد الوضع الأمني فيها. التغيير في الوضع القائم يمكن أن يجري في حالتين: الحالة الأولى؛ توسُّع للمعركة العسكرية غير مرغوب فيه وغير مخطَّط له، بسبب رد عنيف من "حماس"، أو بسبب وقوع أضرار جسيمة في الأرواح؛ حينها، سيجد الطرفان نفسيهما في معركة واسعة لا يرغبان فيها، كما جرى في "الجرف الصامد" و"حارس الأسوار". والحالة الثانية تغيّر النموذج الذي تستخدمه إسرائيل بعد توصّلها إلى خلاصة تتعلق بفائدة استئناف العملية السياسية، تقوم على إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة كجزء من هندسة إقليمية واسعة النطاق تعتمد على اتفاقات أبراهام وتدخّل سعودي عميق، وكل هذا بدعم دولي، مع التشديد على الدعم الأميركي. أو عندما تستطيع إسرائيل، بالاستناد إلى الذريعة الملائمة والظروف، تفعيل عملية عسكرية مهمة، هدفها تدمير البنية التحتية العسكرية لـ"حماس"، بهدف السماح بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، بحماية الدول العربية وهندسة إقليمية واسعة تساهم في عملية إعادة إعمار واسعة النطاق لقطاع غزة والسلطة الفلسطينية.
  • في ظل الظروف السياسية القائمة في إسرائيل، وحدها حكومة وحدة وطنية قادرة على قيادة مثل هذا النوع من الخطوات. وفي ظل عدم وجود عملية سياسية، لا تغيير في النموذج، لذا نرى أن إسرائيل تنتهجه لأنه كما قلنا، البديل أسوأ بكثير. وما دام هذا هو النموذج القائم، سنبقى مع السيمفونية عينها، ويبقى الموسيقيون هم أنفسهم وقائد الأوركسترا نفسه، وستبقى كل جولة فصلاً آخر من سيمفونية لا تنتهي.