يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
21/9/2010
فلسطين
في رسالة وجهها إلى قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر بمناسبة انعقاد مؤتمر الأساقفة ورجال الدين الكاثوليك لدراسة أوضاع المسيحيين في المشرق العربي، وذلك بين 20 و 24 تشرين الأول/ أكتوبر القادم في روما، أوضح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية للحفاظ على التنوع الديني في فلسطين، تصطدم بممارسات الاحتلال التي تهدف إلى تهويد الأماكن المقدسة، واقتلاع المسيحيين والمسلمين من جذورهم في الأرض التي ولد عليها السيد المسيح. وتضمنت الرسالة شرحاً مفصلاً لأسباب هجرة الفلسطينيين المسيحيين القسرية من وطنهم، وذلك بسبب التضييق الإسرائيلي المفروض على سبل العيش وتعطيل عجلة السلام في المنطقة من خلال الاستيلاء على الأرض وتقطيع أوصالها وعزلها عن محيطها العربي المسيحي والإسلامي، وهو ما دفع المواطنين إلى البحث عن السلام والاستقرار في أراض بعيدة عن المشرق بسبب الممارسات الإسرائيلية. وأشاد الرئيس عباس بالدور المحوري الذي تقوم به الكنيسة، والمساهمة التي تقدمها مؤسسات الكنيسة في مجالات الصحة والتعليم والخدمة الإنسانية، وهو ما يعكس فاعلية ومواطنة الفلسطينيين المسيحيين في المجتمع الفلسطيني، وهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع. وأعرب الرئيس في رسالته للبابا، عن أمله في أن يتوج المؤتمر بقرارات ونتائج تخدم قضايا العدل والسلام في فلسطين المقدسة.
في تصريح صحافي، كشف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن الأيام العشرة القادمة ستكون حاسمة لمصير المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وتحدث أبو ردينة عن جهود كبيرة دولية وإقليمية تبذل الآن، إلا أنه لم يتم تحقيق أي اختراق في المفاوضات، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني ملتزم بعملية السلام شرط تجميد الاستيطان. من جهته قال السفير الأميركي في تل- أبيب، جيمس كانينغهام، أن الإدارة الأميركية تتخوّف من انفجار المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال الأيام القادم نتيجة للطريق المسدود الذي وصلت إليه بسبب مسألة تجميد البناء في المستوطنات. ونقل عن السفير الأميركي، أن قلق الإدارة الأميركية يعود إلى تمسك الطرفين بمواقفهما فيما يتعلق بقضية الاستيطان، موضحاً أن الإدارة الأميركية ستطرح اقتراحاً وسطاً في حال طلبت الأطراف المعنية ذلك، وهو ما لم يحدث إلى الآن. وأعرب السفير عن قلق الإدارة من نفاد الوقت المخصص للتوصل إلى اتفاق، كاشفاً النقاب عن قيام قانونيين أميركيين بالتعاون مع إسرائيل، بدراسة موضوع تجميد الاستيطان، مشيراً إلى أن إسرائيل طرحت أمامهم موضوع انتهاء صلاحية قرار التجميد في السادس والعشرين من الشهر الحالي، وهو ما أثار قلق الأميركيين من عدم اجتياز المفاوضات هذا الأسبوع.
أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بياناً دان فيه عملية اقتحام أجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية لمنزل النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، عن كتلة التغيير والإصلاح، عبد الرحمن زيدان واعتقاله، ثم إخلاء سبيله وتركه في الشارع بملابس النوم. وأوضح البيان أن قوة مشتركة من أجهزة الأمن والشرطة الفلسطينية تقدر بمئة عنصر، حاصرت منزل النائب في بلدة دير الغصون، شمالي مدينة طولكرم واقتحمته بشكل عنيف بعد تحطيم الباب الخارجي. وقد تم تفتيش المنزل مع تفتيش زوجة النائب وبناته، كما صادرت القوة جهازي الحاسوب المحمول للنائب وجهاز هاتف نقال إضافة إلى جميع الملفات والأوراق الموجودة بالمنزل، وتم قطع الأسلاك الهاتفية الأرضية. وعند اعتقال النائب زيدان تم تقييد يديه، واقتياده بملابس النوم، وبعد احتجازه لمدة عشرة دقائق، تم إطلاقه بعد الساعة الثانية فجراً، وترك في الشارع العام بملابس النوم. واعتبر المركز أن عملية اقتحام منزل النائب زيدان تشكل مخالفة للمادة 22 من قانون واجبات وحقوق أعضاء المجلس التشريعي، مشيراً إلى أن عملية الاعتقال تمت بسبب آراء النائب السياسية، رغم الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها.
عقدت فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة اجتماعاً لمناقشة الأوضاع السياسية المتعلقة بعملية المفاوضات المباشرة. وذكرت المصادر، أن الاجتماع عقد بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي للفصائل الفلسطينية. وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صالح ناصر أن الهدف من انعقاد هذا الاجتماع، الذي شاركت فيه الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح وحركة حماس، هو مناقشة آلية عملية التفاوض ومناقشة النتائج المترتبة عليها، ورفض الأسس التي قامت عليها والمطالبة بتصحيحها، إضافة إلى المطالبة بالعودة إلى الشعب لتوحيد أبناء الشعب الفلسطيني.
ذكرت مصادر فلسطينية أن أجهزة الأمن المصرية شددت إجراءاتها الأمنية على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، كما فرضت إجراءات صارمة في مواجهة العمل في الأنفاق. ونقلت المصادر عن عمال فلسطينيين في هذه الأنفاق، أنهم شاهدوا قوات أمنية مؤلفة من جنود ومركبات عسكرية مصفحة تنتشر على طول الحدود مع القطاع، إضافة إلى اعتلاء الجنود المصريين لأسطح البنايات المرتفعة التي تقع في الجانب المصري من الحدود. وأضافت المصادر، إلى أن القوات المصرية نفذت انتشاراً أمنياً أيضاً في البساتين وأسطح البنايات والمنازل الواقعة قرب تجمعات الأنفاق. وذكر المسؤولون عن الأنفاق أن القوات المصرية تنفذ عمليات بحث وتمشيط واسعة، وأشاروا إلى تراجع العمل في أنفاق التهريب بصورة واضحة خلال اليومين الماضيين، حتى أن العديد منهم اضطر لوقف العمل في الأنفاق بشكل موقت. وأضافت مصادر مسؤولي الأنفاق، أن قوات الأمن المصرية تمكنت من العثور على عدد من هذه الأنفاق وقامت بإغلاقها ومصادرة البضائع التي كان يتم تهريبها.
إسرائيل
في كلمته أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست، قال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أن الجيش يستعد لمواجهة أية أعمال عنف قد تحدث في حال انهيار المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. وحذر أشكنازي من اندلاع أعمال عنف قد تصل إلى شن هجمات إرهابية، لكنه على الرغم من هذا التحذير، توقع أشكنازي أن لا يصل التصعيد في حال حدوثه إلى مستوى العنف الذي شهدته الانتفاضة الثانية. وأوضح أن الفلسطينيين ينتظرون تحقيق تقدم في المفاوضات، بينما يلتزم المستوطنون بقرار تجميد الاستيطان، وهم يتوقعون أن ينتهي مفعول هذا القرار. وأشار إلى أن بعض العناصر، بما فيها الجماعات المتطرفة التابعة لإيران، تحاول إفشال المفاوضات، مضيفاً أن الجيش عند هذا الحد، يحاول منع المواجهات بين اليهود والفلسطينيين في الضفة الغربية، مع اقتراب موسم قطاف الزيتون. وأعلن أشكنازي أن غادي أيزنكوت سيبقى على رأس قيادة المنطقة الشمالية لعام آخر، وذلك للاستفادة من خبراته وإمكانياته. وقال أشكنازي أنه يعمل بتنسيق تام مع رئيس الأركان الجديد يوآف غالانت خلال هذه الفترة الانتقالية بينهما، مضيفاً أنه سيترك منصبه في شهر شباط/ فبراير القادم كما كان مقرراً.
أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن أمله في أن لا يؤدي انتهاء مهلة تجميد البناء في المستوطنات إلى قرار فلسطيني بالانسحاب من محادثات السلام التي انطلقت مؤخراً، مضيفاً أن هذه المفاوضات كانت تجري لمدة 17 عاماً من دون أن تؤثر عمليات البناء الاستيطاني في الضفة الغربية فيها بأية حال، مشيراً إلى أن إسرائيل قدمت تنازلاً لمدة عشرة أشهر، عبر قرار تجميد البناء في المستوطنات، معرباً عن أسفه لأن الفلسطينيين دخلوا المفاوضات بعد تسعة أشهر من اتخاذ القرار. ورداً على سؤال حول إمكانية إجراء استفتاء حول اتفاق السلام مع الفلسطينيين، قال نتنياهو أنه يدرس جميع الاحتمالات ومن بينها إجراء استفتاء شعبي حول أي اتفاقية سلام محتملة مع الفلسطينيين. وكانت اللجنة الرباعية قد دعت إسرائيل إلى تمديد قرار التجميد الذي ينتهي في السادس والعشرين من هذا الشهر، مشيرة إلى أن قرار التجميد كان له تأثير إيجابي، خاصة وأن الطرفين يسعيان إلى تحقيق اتفاق سلام خلال العام القادم.
وجّهت مجموعة من الخبراء المستقلين التابعين لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة انتقادات لكل من إسرائيل وحركة حماس حول التحقيقات التي أجريت بعد عملية الرصاص المسكوب في قطاع غزة. وأعلنت اللجنة أن الطرفين فشلا في إجراء تحقيقات جدية بشأن جرائم الحرب خلال الحرب في غزة العام الماضي. وذكرت اللجنة أن إسرائيل أجرت تحقيقات مع مسؤولين غير بارزين، كما أن التحقيقات لم تتطابق مع المعايير الحيادية. ورفض مسؤولون في بعثة إسرائيل إلى المجلس التابع للأمم المتحدة في جنيف التعليق على تقرير اللجنة. وأضافت اللجنة، أن التحقيقات التي أجرتها حركة حماس لم تظهر جهوداً جدية لمواجهة التهم التي وجهتها لجنة القاضي الجنوب أفريقي، ريتشارد غولدستون، ضد الحركة. يذكر أن اللجنة التي نشرت هذا التقرير مؤلفة من خبراء ثلاثة عينهم مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة.