يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
28/9/2010
فلسطين
في اعتداء جديد على مدينة القدس، تجمع آلاف اليهود في ساحة البراق ثم أقدموا على اختراق شوارع وأسواق البلدة القديمة من المدينة حاملين الأعلام الإسرائيلية بينما كانوا يرقصون بشكل صاخب في باحة باب العمود، مطلقين هتافات تدعو لطرد الفلسطينيين. وخلال ذلك قام المتطرفون بالاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم والمحال التجارية ما اضطر عشرات التجار إلى إغلاق محالهم خشية من الاعتداءات. في المقابل، أغلقت قوات الاحتلال حي وادي حلوة في بلدة سلوان، وهو الحي الأقرب إلى منطقة باب المغاربة وإلى المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، منفذة حملات دهم واسعة النطاق لمنازل المواطنين أسفرت عن اعتقال عدد من الشبان والفتيان على خلفية المشاركة في المواجهات الأخيرة في البلدة. يذكر أن اليوم شهد صباحاً مواجهات عنيفة بين المواطنين في حي وادي حلوة من جهة والجماعات اليهودية المتطرفة وقوات الاحتلال من جهة ثانية. وذكر المواطنون أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من دخول المنطقة لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين أو نقلهم إلى المستشفيات، وإضافة لذلك منعت قوات الاحتلال وسائل الإعلام والصحافيين من دخول منطقة وادي حلوة.
بعد اعتقال دام ثمانية أيام، أصدرت محكمة عوفر قراراً بالإفراج عن الطفل كرم خالد دعنا البالغ من العمر 13 عاماً والذي تم اعتقاله من أمام مدرسته. وحسب المحامين، فإن المحكمة أفرجت عن الطفل بعد تغريمه مبلغ 2000 شيكل، وبعد جلسة استمرت ساعة متواصلة بسبب اعتراض النيابة العسكرية بشدة على قرار الإفراج. لكن قرار الإفراج اقترن بقرار آخر غريب قضى بإبعاد الطفل عن عائلته حتى انتهاء الإجراءات القانونية ضده، فالإفراج كان بكفالة لحين المحاكمة القادمة. واعتبر رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدوره فارس، أن محاكمة الطفل دعنا لا تمثل أي شرعية قانونية ولا تستند إلى أي معايير دولية، كما أنها تشكل خرقاً للمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تمنع اعتقال القاصرين وتقديمهم للمحاكمة. وأضاف فارس أن محاكمة الطفل دعنا تشكل وصمة عار على جبين المحاكم الإسرائيلية، مطالباً المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الطفل بالتدخل لوقف هذه المحاكمة الهزلية.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي السفينة أيرين التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه، وعلى متنها نشطاء يهود ينقلون مساعدات رمزية للشعب الفلسطيني، وتم اقتياد السفينة إلى ميناء أسدود. وكان مسؤول في الحملة الدولية لمواجهة الحصار قد أعلن أن البحرية الإسرائيلية طلبت من الناشطين على متن المركب التوجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. من جهته قال منسق الحملة الدولية، ومنسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا أن المتضامنين أبلغوه وهم على بعد عشرين ميلاً من شاطىء غزة أنهم تلقوا اتصالاً من البحرية الإسرائيلية يأمرهم بالتوجه إلى أسدود. وكان عشرات الفلسطينيين قد تجمعوا على شاطئ بحر غزة بانتظار المتضامنين اليهود. من جهتها حملت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، قوات الاحتلال المسؤولية عن حياة المتضامنين، وطالبت المجتمع الدولي والجهات المعنية وأحرار العالم، التدخل السريع لحماية السفينة السلمية وطاقمها وتأمين وصولهم إلى غزة. يذكر أن الرحلة والمساعدات التي تحملها السفينة تم تمويلها من فروع منظمة يهود أوروبيون من أجل سلام عادل.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن السلطة الفلسطينية أمهلت الإدارة الأميركية وإسرائيل مدة أسبوع لإيجاد حل لمسألة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، كي تحدد موقفها بشأن استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين. ونقلت المصادر الإسرائيلية عن نبيل شعث، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، أن المفاوضات لن تتوقف في ظل القرار الإسرائيلي بعدم تمديد التجميد، مضيفاً أن الجانب الفلسطيني أمهل الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل مدة أسبوع لإيجاد حل. يشار إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، بدأ زيارته إلى المنطقة لإجراء مباحثات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث مسألة الاستيطان وترطيب الأجواء وعدم إفشال الجهود الأميركية في عملية السلام.
كشف رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد من دمشق، على هامش أعمال البرلمان العربي الذي بدأ أعماله اليوم، أن أبواب المصالحة الوطنية فتحت على مصراعيها. وأضاف أن حركة فتح وحركة حماس اتفقتا خلال المباحثات التي دارت بينهما، على ثلاث نقاط من النقاط الأربع الخلافية، والتي تتضمنها الورقة المصرية. وبالنسبة للنقطة العالقة، قال الأحمد أنه سيتم البحث بشأنها بين الحركتين في الاجتماع الذي سيعقد في دمشق الأسبوع القادم، في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، موضحاً أن النقطة تتعلق بمسألة الأمن الداخلي وإعادة تشكيل وبناء الأجهزة الأمنية. وأشار الأحمد، إلى أنه بعد الاتفاق على النقطة العالقة، سيتم التوجه إلى القاهرة للتوقيع على الورقتين معاً، لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي. من جهته، رحب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، بالحراك الإيجابي في ملف المصالحة، مؤكداً استعداد حكومته لبذل كل الجهود للوصول إلى مصالحة قوية وحقيقية، مشيراً إلى أن المصالحة هي الممر الحقيقي والوحيد لتوحيد الشعب الفلسطيني.
إسرائيل
أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بياناً أوضح فيه أن مضمون الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يتم التنسيق بشأنه مع رئيس الحكومة. وأضاف مكتب نتنياهو، أن رئيس الحكومة هو من يرئس المفاوضات باسم دولة إسرائيل، وبأن القضايا المتعلقة بعملية السلام سيتم مناقشتها واتخاذ القرارات بشأنها على طاولة المفاوضات فقط، وليس في أي مكان آخر. ورداً على خطاب ليبرمان، أصدر حزب العمل بياناً ذكر فيه أن كل الجهود يجب أن تبذل بهدف إحراز تقدم في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام مع جيران إسرائيل. وكان ليبرمان قد ذكر في خطابه أن التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين، قد يستغرق عقوداً. وأضاف ليبرمان أن المبدأ الرئيسي في الاتفاق حول قضايا الوضع النهائي يجب أن يكون تبادل المناطق المسكونة بدلاً من مبدأ الأرض مقابل السلام. وأضاف موضحاً، أنه لا يتحدث عن تبادل سكاني، بل عن نقل الحدود لتعكس بشكل أفضل الحقائق الديموغرافية. ووجهت المعارضة عبر حزب كاديما انتقاداً قاسياً لليبرمان، فقال أحد أعضاء الكنيست عن كاديما، أن تصريحات ليبرمان تتناقض مع السياسة المعلنة للحكومة، فيما وصف عضو آخر ليبرمان بأنه شخص لا يمكن كبحه، مضيفاً أن إسرائيل لديها رئيسي حكومة، وأن الشعب لا يعرف من يصدق منهما.
كشفت مصادر إسرائيلية أن المحكمة الإسرائيلية العليا قد تسمح لمجموعات من المستوطنين بالانتقال إلى عشرات المنازل في ضاحية الشيخ جراح في القدس الشرقية. وكانت المحكمة قد رفضت استئنافاً قدمه فلسطينيون بحجة ملكيتهم لهذه المنازل، معتبرة أن المستوطنين اثبتوا ملكيتهم لهذه المنازل. وفي حال تم تطبيق القرار فإن ذلك سيعني أن المستوطنين سيكون باستطاعتهم إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية التي تسكن المنطقة. كما سيكون بإمكان المستوطنين إعداد خطط للبناء في المنطقة. وكان المسؤول عن حركة الاستيطان في القدس الشرقية قد أعلن أنه خلال يومين أو ثلاثة سيتم إخلاء عدد من العائلات من المنازل، وستنتقل العائلات اليهودية إليها. وأضاف أنه بصدد تقديم مشروع لبناء عشرات الوحدات السكنية في الشيخ جراح. يذكر أن الشيخ جراح تشهد مواجهات مستمرة بين المستوطنين الذين يعتبرون أن أحد الحاخامات القدامى مدفون في المنطقة، وبين الفلسطينيين. وكانت المحكمة قد سمحت في العام الماضي لمجموعات من اليهود بالاستيلاء على منازل قالوا أنهم اضطروا لإخلائها في العام 1948، متيحة بذلك طرد العائلات الفلسطينية من المنازل لصالح المجموعات اليهودية.
في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن حكومته مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل. وأوضح المعلم أن المحادثات ستستأنف في حال وجدت سورية شريكاً إسرائيلياً يلتزم بمرجعيات عملية السلام، وفي حال كان هذا الشريك يملك الإرادة السياسية لتحقيق السلام. وأضاف المعلم، أنه في حال استئناف المفاوضات، فهي ستستكمل من النقطة التي توقفت عندها بعد الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات التركية، مشيراً إلى أن المفاوضات ستتم بوساطة تركية. وقال المعلم أن محادثات السلام ستتضمن قراراً حول مرتفعات الجولان. وجدد المعلم الموقف السوري القائل بأن مرتفعات الجولان ليست قابلة للتفاوض، مضيفاً أن الاعتراف بضرورة إعادة المرتفعات بشكل كامل، هو الأساس الذي يجب أن تنطلق منه ترتيبات عملية السلام.