يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
29/9/2010
فلسطين
في مقابلة تلفزيونية، كشف وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أنه يستبعد عودة الجانب الفلسطيني إلى المفاوضات بسبب رفض إسرائيل الاستجابة للجهود الدولية حول مسألة الاستيطان، معرباً عن تشاؤمه بالنسبة لموضوع المفاوضات على الرغم من الجهود الدولية التي تبذل. إلا أن أبو الغيط عاد وربط القرار النهائي فيما يتعلق بالمفاوضات باجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الاثنين القادم، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع سيكون حاسماً بالنسبة للمفاوضات التي توقفت قبل أن تبدأ. وأوضح أبو الغيط أن الخيارات العربية ستبحث مع الإدارة الأميركية بعد القمة العربية الطارئة التي ستعقد في مدينة سرت في ليبيا حول إمكانية التوجه إلى مجلس الأمن. وتناول أبو الغيط ملف المصالحة الفلسطينية، فطالب بضرورة تحقيقها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القضية الفلسطينية، مضيفاً أنه في حال لم يتصالح الفلسطينيون، فإن القضية سوف تضيع. وكان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، قد التقى اليوم بالقنصل الأميركي العام وبممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، ودعا بعد لقائه بهما كل على حدا، دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان بما فيها عمليات الاستيطان في مدينة القدس، وذلك بهدف إعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحقها. وأشار عريقات إلى أن قرار الحكومة الإسرائيلية باستمرار الاستيطان يعني قراراً إسرائيلياً بوقف المفاوضات، مؤكداً أن السلام والاستيطان متوازيان لا يلتقيان.
خلافاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلي، عن عملية السيطرة من دون مواجهات، على سفينة أيرين التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة وعلى متنها متضامنين يهود، كشفت مصادر إسرائيلية أن قوات البحرية الإسرائيلية استخدمت العنف غير المبرر بحق ركاب السفينة. وأضافت المصادر أن الجنود استخدموا العنف من دون مبرر، موضحة أن أحد نشطاء السلام الإسرائيليين، الذي كان على متن السفينة، تعرض لصدمة كهربائية وتم جره إلى السفينة العسكرية حيث تم تقييده مع شقيقه. ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، عن راكب آخر، وهو أحد الناجين من المحرقة قوله أن جنود البحرية الإسرائيلية اعتدوا على ركاب السفينة بالضرب، معتبراً أن ذلك ليس أخلاقياً، مشيراً إلى أنه يقارن بين ما عاناه خلال المحرقة وبين ما يعانيه الأطفال الفلسطينيون المحاصرون. وأضاف راكب آخر، وهو طيار عسكري إسرائيلي، ومن أبرز الشخصيات المشاركة في السفينة، أنه لا يجد كلمات تصف ما تعرضوا له خلال عملية السيطرة على السفينة، مشيراً إلى فارق كبير بين ما يقوله الناطق باسم الجيش وبين ما حدث بالفعل.
تقدمت الباكستان، باسم منظمة المؤتمر الإسلامي، بمشروع قرار إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يدين إسرائيل حول متابعة تقرير اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق حول الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلى قطاع غزة في نهاية شهر أيار/ مايو الماضي، والذي أسفر عن مقتل ستة مواطنين أتراك. وقد تبنى المجلس القرار الذي يدين إسرائيل بموافقة 30 دولة في مقابل اعتراض دولة واحدة هي الولايات المتحدة الأميركية، وامتناع 15 دولة أخرى عن التصويت، هي دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، إضافة إلى اليابان والكاميرون وزامبيا ومولدافيا.
كشفت مصادر فلسطينية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منح الإدارة الأميركية مزيداً من الوقت بهدف التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول تجميد الاستيطان الذي انتهى في السادس والعشرين من هذا الشهر. وأوضحت المصادر أن الرئيس عباس قرر إعطاء المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، فرصة أخرى للتحدث مع الإسرائيليين والتوصل معهم إلى اتفاق حول تجميد الاستيطان يسمح باستئناف المفاوضات. وكان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، ورئيس الوفد الإسرائيلي، إسحق مولخو قد عادا يوم أمس من واشنطن بعد إجراء مباحثات مع الجانب الأميركي حول قرار التجميد. وذكرت المصادر أن الأميركيين عرضوا عدة صيغ للتجميد على الجانب الفلسطيني الذي لم يوافق على أي منها. ومن هذه الصيغ، السماح للإسرائيليين ببناء عامودي في المستوطنات، أو السماح بالبناء في الكتل الاستيطانية الكبرى. وكان ميتشل قد وصل يوم أمس بدوره إلى المنطقة لإجراء لقاءات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حول الموضوع.
تواصلت اعتداءات اليهود المتطرفين في مدينة القدس، وذكرت مصادر في المدينة، أن مجموعات من هؤلاء برفقة عناصر من اليمين الإسرائيلي، تجولت صباح اليوم في باحات المسجد الأقصى، بعد أن قامت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابة المغاربة، أحد بوابات المسجد الأقصى، بإدخال المجموعات اليهودية إلى داخل باحات المسجد الأقصى. وأعرب حراس المسجد عن خشيتهم من قيام المجموعات المتطرفة بأداء شعائر تلمودية خاصة بعيد المظلة داخل المسجد. يذكر أن الجماعات اليهودية كانت قد دعت أعضائها إلى المشاركة في عملية اجتياح للمسجد الأقصى لأداء شعائر وطقوس خاصة بالعيد. وإضافة لاعتداءات اليهود المتطرفين، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى مستهدفة أحياء وادي حلوة والبستان وبطن الهوى ومنطقة بئر أيوب وعين اللوزة. يذكر أن منطقة وادي حلوة مغلقة منذ ستة أيام بالتزامن مع الاحتفالات اليهودية بعيد المظلة. وأوضحت المصادر الفلسطينية، أن حملة الاعتقالات ركزت على عائلة الشهيد سامر سرحان الذي استشهد هذا الشهر على أيدي المستوطنين. وأسفرت حملة الاعتقالات عن اعتقال عدد كبير من الفتيان والشبان من بينهم عدد من عائلة الشهيد سرحان، حيث ذكرت العائلة أن الجنود الإسرائيليين اعتدوا على الشبان مستخدمين الغاز قبل اعتقالهم. وقدّرت المصادر عدد المعتقلين من بلدة سلوان ومحيطها بنحو 37 مواطناً تم اعتقالهم خلال الساعات الأخيرة.
إسرائيل
في زيارة غير معلنة، تصل يوم غد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، فيما يبدو أنه محاولة اللحظات الأخيرة لإنقاذ المفاوضات المباشرة التي انطلقت مؤخراً. وستصل آشتون بعد إجراء مشاورات مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون في واشنطن، ومن المقرر أن تلتقي برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة. وقالت آشتون أنها ستتباحث مع كل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس في محاولة لحث الطرفين على إيجاد طريقة مقنعة لمواصلة المفاوضات. وكان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل قد التقى اليوم برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو في القدس. وبعد اللقاء قال نتنياهو أنه وحكومته ملتزمان بالتوصل إلى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، مشيراً إلى عقبات وشكوك كثيرة في طريق السلام. وأضاف نتنياهو أن الجميع يدرك ذلك، إلا أن السلام لن يتحقق ما لم تكن هناك محاولة لتحقيقه. وذكرت مصادر إسرائيلية أن ميتشل بحث مع نتنياهو في اقتراح بإعطاء ضمانات أميركية لإسرائيل حول القضايا الرئيسية في مفاوضات الوضع النهائي، في مقابل تمديد قرار تجميد الاستيطان بضعة أشهر إضافية. وأضافت المصادر، أن نتنياهو أعرب عن تحفظه على هذا الاقتراح، مشيراً إلى أن إسرائيل تلتزم بتحقيق سلام يحافظ على أمن إسرائيل ومصالحها الحيوية، آملاً مواصلة المفاوضات التي بدأها مع الرئيس محمود عباس للتوصل إلى اتفاق خلال عام.
رداً على الانتقادات التي أثيرت حول خطاب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ليبرمان في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أنه طالما لم يتم تحقيق تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، فلا شيء يمنعه من الإدلاء برأيه الخاص. ورد ليبرمان بشكل خاص على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود براك، التي اعتبر فيها أن كلام ليبرمان أمام الجمعية العامة لا يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية، قائلاً أن براك صرح الأسبوع الماضي بأنه يجب تقسيم القدس في إي اتفاقية سلام محتملة مع الفلسطينيين. وأضاف ليبرمان، أن أحداً لم يحتج على تصريحات براك بالقول أن هذه التصريحات لا تعكس وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية. وشدد ليبرمان على أن وجهة نظره واضحة، وثابتة ومعروفة للجميع، وهي لا تتناقض مع الموقف الأساسي للحكومة. وكان براك قد قال بالأمس أن تصريحات ليبرمان لا تعكس موقف الحكومة ولا موقف حزب العمل. ودعا وزير الأقليات عن حزب العمل، أفيشاي برايفمان، نتنياهو إلى طرد ليبرمان من الحكومة.
أبرزت المصادر الإسرائيلية ما أعلنه رئيس البرنامج النووي الإيراني، علي أكبر صالحي حول أول مفاعل نووي لإنتاج الطاقة الذي سيكون جاهزاً لتوليد الطاقة الكهربائية في شهر كانون الثاني/ يناير القادم، أي بعد شهرين من الموعد المقرر سابقاً. وأوضح صالحي أن عملية وضع الوقود في مفاعل بوشهر، الذي بنته روسيا، سيتم استكمالها في الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم. وأضاف أنه بعد ذلك بشهر أو شهرين سيتم ربط الطاقة التي يولدها المفاعل بشبكة الكهرباء، مشيراً إلى أن سبب التأخير في عمل المفاعل يعود إلى شدة حرارة الطقس، وإلى دوافع أمنية أيضاً، مضيفاً أن عملية تزويد المفاعل بالوقود كانت تتم ليلاً. ولم تذكر إيران أي سبب آخر للتأخير، فيما اعترف مسؤولون أن فيروساً معيناً ضرب أجهزة الكومبيوتر، حيث أشار أحد المسؤولين إلى إصابة نحو 30 ألف جهاز كومبيوتر بهذا الفيروس. وقال محللون أن هذا الفيروس قد تم تصميمه لاستهداف المفاعلات النووية الإيرانية، وفيما نفى مسؤولون إيرانيون أن يكون مفاعل بوشهر بين المفاعلات التي استهدفها الفيروس، قالوا أن بعض أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالعاملين في المفاعل قد أصيبت بالفيروس. وتقول إيران أنها بحاجة إلى مفاعل بوشهر الذي يتم بناؤه منذ السبعينيات في القرن الماضي، والذي أكملت روسيا عملية البناء مؤخراً، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء.