يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
28/10/2010
فلسطين
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مقر الرئاسة في رام الله، جدد الرئيس محمود عباس تأكيده على الموقف الفلسطيني والعربي المطالب بتجميد الاستيطان بشكل تام قبل العودة إلى المفاوضات المباشرة، وذلك للتأكد من رغبة الطرف الإسرائيلي بالتوصل إلى حل لجميع قضايا الحل النهائي. وأعرب الرئيس عباس عن رفضه بشكل مطلق ما تقوم به إسرائيل من عمليات بناء في القدس وفي غيرها من الأراضي الفلسطينية، بعد أن أصدرت عدداً كبيراً من أوامر البناء في المستوطنات. وأشار إلى أن المفاوضات تتركز حالياً على الوقف الكامل للاستيطان. ودان عباس الممارسات التي يقوم بها المستوطنون في أنحاء الضفة الغربية، من تدمير للمساجد والمدارس وتقطيع للأشجار، لافتاً إلى أن المستوطنين ينفذون اعتداءاتهم تحت بصر الجيش الإسرائيلي. وبالنسبة لكلام رئيس الحكومة الإسرائيلية حول الأعمال أحادية الجانب، أبدى الرئيس عباس استغرابه، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من يقوم بأعمال أحادية الطرف في كل مناسبة، وأبرزها عمليات الاستيطان. وبالنسبة إلى الذهاب إلى مجلس الأمن، قال عباس أن الجانب الفلسطيني قد يقوم بهذا الأجراء بعد عدة أشهر. وشدّد عباس على الالتزام الفلسطيني بعملية السلام والمفاوضات بالاعتماد على الشعب الفلسطيني وعلى المجتمع الدولي. وفيما يتعلق بالخيارات الفلسطينية، قال عباس إنها ستكون متتابعة، وأولها هو العودة إلى المفاوضات المباشرة في حال توقفت إسرائيل عن النشاطات الاستيطانية. أما الخيارات الأخرى، فأهمها الاتصال والتحدث مع الولايات المتحدة، والمطالبة بموقف أميركي حول مجمل القضايا ومنها الاعتراف بوجود الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967. وأشار عباس إلى سبعة خيارات، لكن لن يتم الذهاب إليها قبل استنفاد كل محاولات الخيار الأول. وبالنسبة إلى لقائه بأبي الغيط، قال عباس أن الطرفين تبادلا الرأي والمشورة بالنسبة للوضع الراهن، خاصة مسألة وقف الاستيطان. وفي شأن المصالحة الوطنية، قال عباس، أن هذا الملف أوكل إلى مصر بقرار من جامعة الدول العربية، مشيراً إلى الوثيقة المصرية التي وقعت عليها حركة فتح. من جهته قال أبو الغيط، أنه موفد من الرئيس حسني مبارك كي يعبر عن دعم مصر للرئيس عباس والشعب الفلسطيني. وأضاف أن مصر تدين الاستيطان وما يقوم به المستوطنون، وتؤيد الموقف الفلسطيني في كل الخطوات. وأوضح أن مصر لا زالت تقوم باتصالات مع الأميركيين والإسرائيليين لكن لحد الآن لم تحصل الاختراقات المطلوبة.
في حديث صحافي قال القيادي في حركة حماس، أيمن طه اليوم، أن لقاء المصالحة بين حركتي فتح وحماس سيتم في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد أن تجاوزت حركة فتح تحفظاتها على المكان بسبب الملاسنة التي حصلت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس السوري بشار الأسد في قمة سرت الليبية. وأضاف طه، أن اتصالات تجري لتحديد موعد اللقاء، مرجحاً انعقاد اللقاء خلال الأسبوع المقبل لبحث الملف الأمني. وبالنسبة للمبادرات التي طرحت لاستضافة اللقاء، قال طه، أن حركة حماس لم تبلغ بأي مبادرة من أي دولة بهذا الشأن. بدوره، اعتبر القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، أن تنفيذ المصالحة الوطنية يجب أن يبدأ بلجنة للإصلاح بين العائلات المتخاصمة فترة المواجهات التي أدت إلى مقتل العديد من المواطنين وتدمير منشآت. وأوضح أن هذه اللجنة، ستصبح هي المسؤولة عن المصالحة العائلية وستقوم اللجنة بدفع مبالغ مقابل الدية، مضيفاً أن تحقيق المصالحة سيحسن من علاقة حركة حماس مع مصر. وبالنسبة للاتصالات مع الدول الغربية، قال الزهار أن عدداً من الدول الغربية، كبريطانيا وفرنسا وأميركا وغيرها أصبحت تتفهم واقع حركة حماس وترغب بفتح علاقات معها.
أعلن الوزير وصفي قبها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قررت إبعاده بشكل غير قانوني عن بلدة برطعة الشرقية قرب جنين حيث ولد وترعرع. وأضاف أن ضابط استخبارات رافق قوة عسكرية اقتحمت منزله، أبلغه بأنه شخص غير مرغوب به في قرى الضفة الغربية الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، وأبلغه أنه ابتداء من الشهر القادم يحظر عليه دخول بلدته، وفي حال مخالفته لهذا القرار فإنه يعرض نفسه للمساءلة. وأشار الوزير قبها أن والديه الطاعنين في السن وأخوته وأخواته يسكنون في هذه القرية، كما أن منزله في القرية. وأكد قبها أنه سيلجأ إلى المحاكم في محاولة لإلغاء قرار الإبعاد الداخلي بحقه، معتبراً أنها سابقة خطرة أن يتم حرمان إنسان من دخول قريته التي يعيش فيها. وأشار قبها إلى أن قائد الوحدة التي اقتحمت منزله وجه رسائل تهديد لحركة حماس، مذكراً بأن يد الجيش الإسرائيلي طويلة وبإمكانها توجيه ضربات قاسية للحركة. يذكر أن قرية برطعة الشرقية تقع خلف جدار الفصل العنصري ويفصلها عن محافظة جنين حاجز عسكري. ويذكر أيضاً أن الوزير قضى أكثر من تسع سنوات في سجون الاحتلال.
ذكرت مصادر فلسطينية في غزة اليوم أن الزوارق الحربية الإسرائيلية فتحت نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه قوارب الصيد الفلسطينية. وقال شهود عيان أن الزوارق الحربية استهدفت قوارب الصيادين على مسافة قريبة من سواحل مدينة غزة وبشكل متقطع، ما أدّى إلى انسحاب الصيادين إلى منطقة قريبة من الشاطئ. من جهة ثانية، قصفت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على التخوم الشرقية لشمال قطاع غزة اليوم، أراض زراعية خالية شرق بلدتي جباليا وبيت حانون دون التبليغ عن وقوع إصابات. وقد أطلقت المدفعية الإسرائيلية نحو خمس قذائف مدفعية بشكل عشوائي تجاه الأراضي القريبة من الشريط الحدودي، ما أدّى إلى وقوع خسائر مادية.
خلال تسليمه مهام منصبه إلى خلفه، الجنرال أفيف كوخفي، وصف رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين، حركة حماس بأنها تمثل خطراً شديداً على مصير الدولة العبرية، مطالباً بتوجيه الضربات المتلاحقة ضد الحركة في الداخل والخارج. كما دعا إلى تبديد حماس في المرحلة المقبلة وبكل دقة. وأوضح أن إسرائيل تمكنت من إفراغ السلطة الفلسطينية من محتواها والسيطرة على أغلب قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الذين عادوا إلى الأراضي الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو. كما أشار إلى الخطر الشديد الذي تمثله حركة الجهاد التي تتمتع بسرية تامة وتعمل داخل إسرائيل بتكتم شديد وما زالت لغزاً يجب كشفه.
إسرائيل
في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية اليوم، انتقدت سفيرة إسرائيل السابقة إلى الأمم المتحدة، غابرييلا شاليف، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على خلفية الخطاب الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، والذي اقترح ليبرمان فيه إجراء تبادل سكاني مع الدولة الفلسطينية القادمة. وقالت شاليف أنها أصيبت بخيبة أمل وبدهشة من خطاب ليبرمان غير الدبلوماسي، خاصة عندما قال أن إنجاز السلام مع الفلسطينيين قد يحتاج إلى عقود. ولفتت شاليف إلى أن كلمة ليبرمان كانت بمثابة تناقض مع البيانات التي صدرت عنها وعن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وأضافت شاليف أن الولايات المتحدة لم تقرر حجب حق استخدام الفيتو ضد إي قرار معاد لإسرائيل يتخذه مجلس الأمن، مشيرة إلى أن مسؤولين كبار في الأمم المتحدة والبيت الأبيض قد أكدوا لها أن لا صحة للتقارير التي ذكرت أن الولايات المتحدة تدرس تحرك كهذا. يذكر أن شاليف تركت منصبها في الأمم المتحدة في نهاية شهر آب/ أغسطس بعد أن قضت سنتين في نيويورك.
في مقابلة مع صحيفة الحياة، قال الرئيس السوري بشار الأسد، أن إسرائيل ليست قادرة أو مستعدة لتحقيق السلام. ورداً على سؤال إذا ما كان تغير العلاقات بين تركيا وإسرائيل يزعج سورية، قال الأسد أن سورية ليست مهتمة بالأمر لأن الحكومة الإسرائيلية تحاول إقناع العالم بأن تركيا لا يمكن أن تواصل وساطتها في عملية السلام بين البلدين. وحسب التقرير، قال الأسد أن الهجوم على سفينة مرمرة في نهاية شهر أيار/ مايو الماضي والذي أدّى إلى مقتل تسعة أتراك، قد ألحق الضرر بالعلاقات بين إسرائيل وتركيا، كما ألحق ضرراً بالدور التركي في عملية السلام. واعتبر الأسد أن إسرائيل ليست شريكاً في السلام، ولهذا فهو لا يمكن أن يلعب دوراً في عملية السلام. واتهم الأسد إسرائيل بالعمل ضد السلام بين البلدين عدة مرات في الماضي. وكان الرئيس الأسد قد قال في بداية هذا الشهر، أن بعض الدول تطرح أفكاراً حول عملية السلام، لكن هذه الأفكار تمهيدية، مشيراً إلى أنه لا يعرف إذا كانت هذه الأفكار ستؤدي إلى دفع عملية السلام، لكنه أشار إلى أن الأجواء ليست إيجابية.
التقى رئيس الكنيست روفين ريفلين مع نظيره الفرنسي، جيرارد لارشر، في باريس وناقش معه الدور الأوروبي في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال خلال اللقاء أن المستوطنات هي مجرد حجة يتخذها الفلسطينيون لعدم استئناف المفاوضات. مضيفاً أن أوروبا تساعد الفلسطينيين في ذلك. وقال أن مئات الآلاف من الإسرائيليين يقيمون في المستوطنات، وهم لا يشكلون عقبة في وجه السلام. وأضاف مخاطباً نظيره الفرنسي، أنهم لا يستيطعون إنكار واقع أن رسالة بوش اعترفت بعدد من هذه المستوطنات. وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس يدخل المفاوضات كواجب، وليس بإمكانه إقناع شعبه بقبول التسوية، لافتاً إلى أن السلام يتطلب مصالح مشتركة. وأضاف أن شعب إسرائيل يريد سلاماً ولا يريد أوهاماً، مطالباً ببذل الجهود للعيش سوياً بدلاً من تقسيم الأرض. وقال ريفلين أن المحادثات يجب أن تسعى أولاً إلى حل مسألة حق العودة، مشيراً إلى أن الإسرائيليين استوعبوا أربعة ملايين لاجئ يهودي من أوروبا والدول العربية، بينما قضية اللاجئين الفلسطينيين لا زالت مستمرة منذ خمسة أجيال، ويطالب الفلسطينيون بعودة اللاجئين بطريقة تؤدي إلى تدمير إسرائيل. وأضاف أن عباس لا يعمل على إقناع شعبه بإيجاد تسوية لهذه القضية.