يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
16/12/2010
فلسطين
في مقابلة صحافية، قال الأكاديمي الإسرائيلي البريطاني، آفي شلايم، الذي يزور السعودية حالياً لإلقاء محاضرة في مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية، أن مبادرة السلام العربية هي السبيل الأمثل لحل الصراع. وقال شلايم أن السعوديين أبدوا استعدادهم الاعتراف بإسرائيل في مقابل قيام الدولة الفلسطينية في حدود العام 1967. وأشار شلايم إلى غياب خطاب العنف والتنديد بإسرائيل بين السعوديين الذين التقاهم، لافتاً إلى أن السعوديين يرغبون بحل هذه المشكلة. وندد بتعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بسبب رفضه تحقيق مطلب واشنطن بخصوص تجميد الاستيطان والسماح باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو الشرط الذي يتمسك به الرئيس محمود عباس. ولفت شلايم إلى فشل الرئيس الأميركي، باراك أوباما مع نتنياهو بشأن الاستيطان، بعد لقائه ثلاث مرات به، معتبراً أن أوباما بدأ يفقد صدقيته في العالم العربي. يشار إلى أن شلايم يعتبر من المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين يشككون بعدة نواحي من التأريخ الإسرائيلي التقليدي، وبشكل خاص ما يتعلق منه بنزوح الفلسطينيين في العام 1948.
اعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الأميركي، والقاضي باستخدام حق النقض، الفيتو ضد أي قرار يصدر عن مجلس الأمن يدعم قيام الدولة الفلسطينية، بأنه قرار فظ ومنحاز بالمطلق لإسرائيل والاحتلال. وأضافت اللجنة في بيان أصدرته بالمناسبة، أن القرار الأميركي يشجع إسرائيل على مواصلة سياساتها المعادية للسلام تحت حماية مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، ويساهم في إضعاف الدبلوماسية الأميركية وقدرتها المتآكلة على لعب دور الراعي لعملية السلام. وأشار بيان اللجنة، إلى أن قرار مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يحمل الرقم 1743، يضعف من صدقية الولايات المتحدة ويضعها في مواجهة العالم، وهو سيدفع بالحكومة الإسرائيلية نحو المزيد من التعنت والرفض لتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وشدد البيان على أن حماية الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، يدخل من بوابة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على جميع الأراضي التي احتلت في العام 1967، وفي مقدمتها القدس الشرقية. وحذر البيان، من أن كل تأخير بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، يعني فتح المنطقة على احتمالات كارثية لا يمكن التكهن بأبعادها وتداعياتها. من جهته، اعتبر المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، نمر حماد، قرار مجلس الشيوخ الأميركي، بأنه تغليب للمصالح الداخلية الأميركية على القانون الدولي والشرعية الدولية. وأعرب حماد عن أسفه لصدور هذا القرار مشيراً إلى أنه يضع الولايات المتحدة منفردة في الوقوف إلى جانب التوسع الإسرائيلي ونكران حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وحذر حماد من أن الانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل سيؤدي إلى زيادة العداء للسياسة الأميركية في المنطقة.
تعليقاً على قرار لجنة المتابعة العربية التي اجتمعت أمس في القاهرة، برفض استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل قبل وقف كامل لكافة النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والالتزام بمرجعية واضحة لعملية السلام، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب مصطفى البرغوثي أن قرار اللجنة هو النتيجة الطبيعية للسياسة الإسرائيلية المبنية على الاستيطان والتوسع والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. ودعا البرغوثي إلى تطوير الموقف عبر دعوة العالم إلى الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية المستقلة وحدودها على جميع الأراضي عام 1967 وعاصمتها القدس، كما فعلت الأرجنتين والبرازيل. واعتبر أن هذا هو الاختبار الحقيقي للدول التي تقول أنها تدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وتعارض مواصلة أطول احتلال في التاريخ الحديث. واعتبر أن الرد على الاستيطان الإسرائيلي في القدس يكون في اعتراف العالم فوراً بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وفرض مقاطعة وعقوبات على إسرائيل. ودعا البرغوثي أيضاً إلى التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعدم المراهنة فقط على مجلس الأمن. من ناحية ثانية، رحب البرغوثي بقرار النرويج رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في أوسلو إلى سفارة، مشيراً إلى أن هذا القرار هو في إطار تعاظم التأييد الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
في حديث صحافي، قال عضو كتلة حركة حماس البرلمانية، إسماعيل الأشقر، أن الحركة لن تغلق الباب في وجه الحوار مع حركة فتح، حتى في حال فشل لقاء المصالحة القادم الذي من المتوقع عقده في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي. واعتبر الأشقر أن إنهاء الانقسام ضرورة وطنية وشرعية، مؤكداً أن حماس لن تغلق الباب سواء فشلت جولة الحوار أو نجحت، لأن الحركة تجد الحوار الداخلي ضرورة ولا يمكن التخلي عنه. لكن الأشقر أعرب عن أمله في أن تكون الجولة القادمة مع حركة فتح، هي الأخيرة، وأن تنتهي الجولة بالموافقة على ملاحظات حماس على الورقة المصرية، داعياً حركة فتح إلى اتخاذ موقف وطني يعزز الشراكة السياسية والأمنية والتداول السلمي للسلطة. ولفت إلى أن الحركة جاهزة لاختصار لقاءات المصالحة على الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن حركته معنية بلقاءات حقيقية تؤدي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني.
بعد لقائها بالمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، في بروكسل شددت كاثرين آشتون، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على ضرورة تحرك الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بشكل عاجل لمناقشة القضايا الجوهرية في الصراع وصولاً إلى حل الدولتين. ودعت آشتون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى العمل معاً من أجل التوصل إلى تفاهمات تحدث تقدماً في عملية السلام. واعتبرت أن التقدم أمر ضروري لإخراج عملية السلام من مأزقها، مطالبة الأطراف الأخذ في الاعتبار في أية محادثات مستقبلية، الهواجس المشروعة لأمن إسرائيل والتطلعات الوطنية المشروعة للفلسطينيين. وأشارت إلى قناعة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأن المفاوضات وحدها هي الكفيلة بتأمين حل للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، موضحة أن التفاوض بدعم من المجتمع الدولي هو الطريق الأساسي للحل، لافتة إلى أهمية التعاون بين اللجنة الرباعية الدولية والأطراف العربية في إطار مبادرة السلام العربية.
إسرائيل
في حديث إلى الإذاعة الإسرائيلية، قال أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي السابق، جيورا إيلاند، أن سياسة التدمير الواسع هي أفضل طريقة لردع حزب الله. لكن إيلاند أشار إلى أن الجبهة الأمامية الإسرائيلية ستصاب بضرر كبير في حال وقوع المواجهة بين الطرفين. وأوضح إيلاند أن الطريقة الوحيدة لمنع الحرب القادمة، ولربحها في حال وقوعها، هي أن يكون واضحاً للجميع أن أي حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل، ستكون حرباً بين إسرائيل والدولة اللبنانية، وستؤدي إلى تدمير لبنان. وبما أن حزب الله والسوريين والإيرانيين، لا مصلحة لهم بذلك، فإنها الطريقة الوحيدة لإيجاد قوة ردع فاعلة. لكن إيلاند حذر من أن حزب الله يملك ترسانة من آلاف الصواريخ التي ستؤدي إلى أضرار كبيرة في إسرائيل في حال وقوع الحرب. وقال إيلاند، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي السابق، لرئيسي الحكومة، أريئيل شارون، وإيهود أولمرت، أن إسرائيل لا تعلم كيف تتغلب على حزب الله.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية اعترضت جسماً مشبوهاً بالقرب من الجزء الجنوبي من البحر الميت قرب مفاعل ديمونا. وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن الجسم المشبوه هو الأرجح بالوناً كان يطير في الأجواء الإسرائيلية، وقد قررت الطائرات الحربية الإسرائيلية اعتراض هذا الجسم وإسقاطه.
أنهى الجيش الإسرائيلي واحدة من أكبر المناورات التي تمت خلال السنوات الأخيرة، وقد اشتركت في المناورة قوتان مقاتلتان. وقد تم تنفيذ هذه المناورة الضخمة في منطقة مرتفعات الجولان على الحدود مع لبنان، التي تعتبر منطقة مهمة جداً في ضوء التطورات الأخيرة، بما فيها الانفجار الغامض الذي حصل على شاطئ مدينة صيدا. وقد شارك آلاف الجنود ومئات الآليات العسكرية في المناورة التي تضمنت نموذجاً للمعارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وأوضح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، أن المناورات المكثفة والتكنولوجيا الجديدة التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي ستزيد من قدرات الجيش القتالية في أرض المعركة. وأضاف أنه أصبح من الممكن إصابة عدد أكبر من الأهداف خلال فترة قصيرة من الوقت. وتعتبر المناورة ختام عملية التدريب التي استمرت على مدى 13 أسبوعاً.