يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
19/2/2011
فلسطين
ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الولايات المتحدة الأميركية استخدمت حق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار تقدمت به المجموعة العربية لإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي أول تعليق فلسطيني رسمي، استغرب الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة الموقف الأميركي، واستخدام الولايات المتحدة لحق النقض ضد المشروع، واعتبر أبو ردينة أن الموقف الأميركي سيزيد من تعقيد الأمور في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه لا يخدم عملية السلام، بل يشجع إسرائيل على مواصلة الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام. من ناحيته قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن الدبلوماسية الفلسطينية حققت انتصاراً حقيقياً بعد تصويت 14 دولة في مجلس الأمن لصالح إصدار قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية واعتباره غير شرعي، وذلك على الرغم من استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض الفيتو. وأضاف أن القيادة الفلسطينية تعرضت لضغوط كبيرة على مدى اليومين الماضيين، مشدداً على أن الحرص على مصالح الشعب الفلسطيني كان أكبر من كل هذه الضغوط، وأن القرار بالذهاب إلى مجلس الأمن كان بالإجماع من قبل كل الفصائل الفلسطينية، وهو ما يؤكد حكمة القرار وصلابته. وأوضح الرئيس عباس، أن القيادة الفلسطينية لا تسعى إلى مقاطعة الإدارة الأميركية، وليس من مصلحتها مقاطعة أحد، لكنه أضاف، أن الفلسطينيين يريدون المحافظة على مصالحهم وحقوقهم المشروعة بموجب القانون الدولي. وقال عباس أن قرار التوجه إلى مجلس الأمن تم اتخاذه قبل ثلاثة أشهر، وتم التشاور بشأنه مع الإدارة الأميركية ومع الأطراف الدولية التي أعلنت مساندتها للتوجه الفلسطيني، مضيفاً أن الإدارة الأميركية أعلنت عن تحفظها وطالبت القيادة بالتراجع عنه. وجدّد عباس التأكيد على الموقف الفلسطيني القاضي بعدم العودة إلى المفاوضات إلا بعد وقف الاستيطان وتحديد مرجعيات عملية السلام، التي حددتها الإدارة الأميركية السابقة. من ناحيتها، دانت جامعة الدول العربية الموقف الأميركي باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار العربي – الفلسطيني. واعتبر الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية، السفير محمد صبيح، أن الخطوة الأميركية مستهجنة وغير مبررة وتشجع الإسرائيليين على انتهاك قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر الاستيطان والأعمال الأحادية الجانب غير شرعية. وقال صبيح، أن استخدام الفيتو يظهر مدى الإجحاف الذي تمارسه الولايات المتحدة بحق القضية الفلسطينية، متسائلاً كيف تتحدث واشنطن عن مساعيها لإحلال السلام وفي المقابل تدعم الاستيطان، وهو أمر يؤدي إلى تعذر تطبيق حل الدولتين، مشيراً إلى العجز الأميركي أمام مطالب إسرائيل. وشدّد صبيح على الرد على هذا الموقف بأسرع ما يمكن بالوحدة الوطنية الفلسطينية.
ذكرت مصادر فلسطينية أن السلطات المصرية أفرجت عن نحو 14 معتقلاً فلسطينياً كانوا معتقلين في السجون المصرية بعد اعتقالهم على الحدود الفلسطينية المصرية. وأوضح الناطق باسم تجمع أهالي المعتقلين الفلسطينيين في سجون مصر، عماد السيد أن السلطات المصرية أفرجت عن 14 معتقلاً فلسطينياً من سجني العقرب وبرج العرب في القاهرة، مشيراً إلى أن المفرج عنهم يسعون حالياً للعودة إلى قطاع غزة، ومضيفاً أن السلطات المصرية اعتقلتهم بسبب ما اعتبرته مخالفات في أوراقهم الثبوتية أو من عمال الأنفاق الحدودية. لكن السيد أشار إلى أن عشرات المعتقلين الفلسطينيين لا يزالون يقبعون في السجون المصرية، موضحاً أنهم تعرضوا للاعتقال والتعذيب على يد النظام السابق في مصر. وطالب أهالي المعتقلين السلطات المصرية بالإفراج عن المعتقلين فوراً، وتنفيذ قرارات الإفراج التي صدرت بحقهم في العهد السابق. كما طالبوا الحكومة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بتحمل مسؤوليتها تجاه أبنائهم والعمل لدى الجانب المصري للعمل على الإفراج عن المعتقلين.
خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح مركز زهر الحنون للمرأة والتراث الفلسطيني في مخيم اليرموك في دمشق، كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل أن الأيام القادمة ستكشف عن مبادرات جديدة ستقوم بها الحركة بالتشاور مع فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد الفيتو الأميركي ضد قرار مجلس الأمن الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين. واعتبر مشعل أن المستجدات والمتغيرات، إضافة إلى الفشل والمراوحة وما تعانيه فلسطين على كل الصعد، يفرض على الفلسطينيين مراجعة شاملة للوضع الفلسطيني تتجاوز العناوين الجزئية التي يحاول البعض أن يغرق الفلسطينيين بها. وأوضح أن حركة حماس وفصائل المقاومة والكثير من الشخصيات الفلسطينية تضع هذه المتغيرات نصب أعينها، وستبحث الخيارات، مشيراً إلى أن الشعب هو وحده صاحب القضية والشرعية والقرار والخيار. وأعرب مشعل عن الفرحة بثورتي تونس ومصر، معتبراً أن الثورة المصرية هي ثورة فريدة، ولعلها أعظم ثورة شعبية سلمية في التاريخ.
قال المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، أن الشارع الفلسطيني يلتف حول القيادة الفلسطينية في قرارها بالتوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان، مديناً الفيتو الأميركي على القرار الأممي الذين يدين الاستيطان. وأشار القواسمي إلى التهديدات الأميركية للسلطة الوطنية بقطع المعونات وقطع الخبز عن الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن رضاء الشعب الفلسطيني أهم من الرضوخ للإملاءات الأميركية، وأن الحرية والكرامة أغلى بكثير وأعز من المساعدات التي تقدمها للشعب الفلسطيني. وأوضح أن الولايات المتحدة الأميركية كانت تريد بعض الصفقات التافهة التي لا تؤدي إلى حل حقيقي لإقامة الدولة الفلسطينية، بل مجرد علاقات عامة ومفاوضات من دون مرجعيات واستصدار قرارات غير إلزامية لا تدين إسرائيل بشكل واضح.
بعد استخدامها حق النقض، الفيتو، ضد مشروع القرار الفلسطيني لإدانة الاستيطان الإسرائيلي، أصدرت القنصلية الأميركية في مدينة القدس، تحذيراً لمواطنيها وموظفيها من التنقل بحذر في مناطق السلطة الفلسطينية. وحمل البيان حظراً على أعضاء القنصلية ومساعاديها من السفر إلى أريحا في الضفة الغربية، كما منعت استخدام المعابر الحدودية التي يرتادها الفلسطينيون، كما يمنع البيان استخدام عدد من الطرق وذلك اعتباراً من اليوم السبت وحتى يوم الاثنين القادم. واعتبر مسؤول في القنصلية الأميركية، التحذير خطوة احترازية. يذكر أن بيان القنصلية الأميركية صدر وسط الغضب الفلسطيني الذي يسود الأراضي الفلسطينية بسبب الموقف الأميركي، حيث تظاهر مئات الفلسطينيين اليوم في مدن الضفة الغربية تنديداً بالقرار الأميركي.
إسرائيل
أعربت إسرائيل عن امتنانها العميق للولايات المتحدة الأميركية بعد استخدامها حق النقض، الفيتو، ضد المشروع الذي تقدمت به القيادة الفلسطينية لإدانة الاستيطان الإسرائيلي. وفي بيان صدر عن مكتبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتيناهو، أنه يقدر عميقاً قرار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، باستخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن. وأضاف البيان أن إسرائيل كانت مستعدة لاستئناف المفاوضات بقوة وللمضي في محادثات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، مشيراً إلى أن قرار الولايات المتحدة أثبت أن الطريق الوحيد للوصول إلى السلام هو عبر المفاوضات المباشرة وليس عبر قرارات المجتمع الدولي. وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت حق النقض ضد مسودة مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي، ما أدى إلى منع تبني القرار، فيما صوت الأعضاء الأربعة عشر في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار. إلا أن كون الولايات المتحدة أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، فهي تملك السلطة لوقف أي تحرك يقوم به مجلس الأمن.
قالت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية إلى هيئة الأمم المتحدة، سوزان رايس، أن استخدام الولايات المتحدة الأميركية لحق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي، والدعوة إلى تجميد البناء في المستوطنات، لا يجب اعتباره مصادقة على سياسة إسرائيل الاستيطانية، التي دانتها الولايات المتحدة تكراراً. وأضافت أن مشروع القرار الذي تم تقديمه لمجلس الأمن كان يحمل خطر التشدد في موقف الطرفين، وقد يؤدي إلى تشجيع الأطراف على عدم استئناف المفاوضات. وذكرت رايس، أن القرار من شأنه تقويض المساعي التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت رايس، أن المستوطنات أدت على مدى أربعة عقود إلى تقويض الوضع الأمني في إسرائيل وأعاقت عملية السلام في الشرق الأوسط. من ناحيته شكر مندوب إسرائيل إلى الأمم المتحدة، ميرون روبن، الولايات المتحدة، لاستخدامها الفيتو، داعياً القيادات الفلسطينية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من دون تأخير ومن دون شروط مسبقة. وأضاف، أن القرار ما كان يجب أن يقدم أصلاً، محذراً من أن محاولة الفلسطينيين للحصول على مصادقة على القرار كانت ستؤدي إلى الضرر بالمساعي التي تبذل لاستئناف المفاوضات.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن تهديدات حزب الله ضد اليهود في العالم انتقاماً لمقتل أحد قادته قبل ثلاث سنوات، وصلت إلى العاصمة الجورجية تبليسي. وأشارت المصادر، أن حضور الصلاة من قبل اليهود شهد تراجعاً بنسبة 70% بسبب الخوف من حصول هجمات. يذكر أن سبعة آلاف يهودي يعيشون في العاصمة تبليسي، والعديد منهم متدينون. وقد فضل معظمهم البقاء في المنزل للصلاة بعد أن أصدرت إسرائيل تحذيراً للإسرائيليين من السفر إلى جورجيا في الذكرى الثالثة لاغتيال عماد مغنية. ويوجد في العاصمة الجورجية كنسين، ومدرستين يهوديتين، إضافة إلى مركز، ولا توجد حراسة على أي من هذه المراكز. وأفادت التقارير أن السفارة الإسرائيلية في تبليسي تعمل كالمعتاد، على عكس ما حدث بالنسبة لعدد آخر من البعثات الدبلوماسية التي تم إغلاقها مؤخراً بسبب تهديدات حزب الله.