يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
4/3/2011
فلسطين
أقدمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين على تدمير مساحات واسعة من أشجار الزيتون في قرية قصرة جنوب شرقي نابلس. وأوضحت مصادر فلسطينية أن حقول الزيتون التي تعرضت لهذه العملية تمت زراعتها قبل أسابيع في أراض قريبة من إحدى البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي القرية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، أن المستوطنين اقتلعوا نحو 500 شتلة زيتون. وكان المستوطنون قد أعادوا بناء بؤرة استيطانية قريبة من حقول الزيتون في قصرة بعد أن أخلاها الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع. من ناحية ثانية أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قراراً بإخلاء منزلين لعائلتين فلسطينيتين في بيت حنينا شمال القدس، وتسليم الأرض التي يقعان عليها إلى أحد اليهود بحجة ملكيته للأرض، حيث تزعم المحكمة الإسرائيلية، أن الجامعة العبرية تملك جزءاً من قطعة الأرض، في حين ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، قد صادقت على بناء العشرات من الوحدات الاستيطانية في الأرض المستهدفة. وأعلنت العائلتان الفلسطينيتان أنهما ستستأنفان قرار المحكمة الإسرائيلية. وفي بلدة سلوان، أصيب أفراد إحدى العائلات الفلسطينية بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل غازية من نوع جديد وسام باتجاه منزل العائلة، وقد تم نقل ربة المنزل إلى المستشفى بعد أن وصفت حالتها بالخطرة. وأوضح عضو لجنة الدفاع عن سلوان، فخري أبو دياب، أن القنابل الجديدة، تتصف بكبر حجمها وقوة تأثيرها بحيث تؤدي إلى حالات غثيان واحمرار في العيون وحروق وإغماء وضيق في التنفس، فيما ذكر السكان في سلوان أن قوات الاحتلال تطلق القنابل الغازية والسامة بشكل هستيري وعشوائي باتجاه منازل المواطنين ما يؤدي إلى إصابات بأعداد كبيرة خاصة بين الأطفال والكبار في السن. وأعربت مصادر لجنة الدفاع عن سلوان عن خشيتها من أن تقدم سلطات الاحتلال على تنفيذ مخطط أكبر مستغلة حالة انشغال العالم العربي بالتطورات الحاصلة، مشيرة إلى أن من بين المخططات، احتمال إطلاق يد المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة في البلدة، إضافة إلى محاولة هدم وإزالة حي البستان بشكل كامل وتشريد أهله، الذين يزيد عددهم عن ألف وخمسمئة مواطن.
أعلن الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، أن حركة حماس تعد مبادرة لإصلاح مكونات البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية. وأوضح أن الحركة تعد لمبادرة وطنية شاملة لا يوجد فيها أية عراقيل تعطي ذريعة لرفضها، مشيراً إلى أن المبادرة تخضع للصياغة الأخيرة قبل عرضها على الفصائل الفلسطينية. ولفت أبو زهري إلى أن الظروف الراهنة تفرض على الجميع استعادة اللحمة الوطنية. يذكر أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، كان قد ذكر أن الورقة المصرية لم يعد لها موقع للمصالحة، مشيراً إلى أن التعامل معها قد تغير بسبب الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك. وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الخية قد طالب خلال مسيرة دعت إليها الحركة بعد صلاة الجمعة في غزة، إلى إنهاء الاحتلال والانقسام الفلسطيني والحصار المفروض على غزة وفتح معبر رفح البري. وأشار الحية إلى أنه لإنهاء الانقسام لا بد من قيادة يثق بها الشعب الفلسطيني، وتكون أمينة على حقوقه وثوابته ومقدراته وعلى القدس والأسرى والشهداء واللاجئين، مطالباً الإدارة الأميركية بالاعتراف بإرادة الشعب الفلسطيني، والقيادة المصرية بفتح معبر رفح البري. أما بالنسبة للانتخابات، فقال الحية أنها يجب أن تكون على قاعدة إرادة الشعب وليس على قاعدة أي شرط من الشروط الخارجية، مؤكداً أن صناديق الاقتراع لا تخيف حركة حماس. وتعليقاً على ما يجري في الدول العربية، قال الحية أن حماس مع إرادة الجماهير الثائرة ومع تحقيق مطالبهم، وأن على حكام البلاد العربية والإسلامية حفظ الدرس والمسارعة إلى تحقيق إرادة الشعوب.
استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية سيارة فلسطينية وسط قطاع غزة. وذكرت مصادر في قطاع غزة أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً على الأقل، باتجاه إحدى السيارات المدنية في مخيم النصيرات. وذكرت المصادر الطبية أن عملية القصف لم تسفر عن وقوع إصابات في المكان المستهدف، إلا أن صوت الانفجار سمع من أماكن بعيدة في المنطقة. وأشارت المصادر إلى تحليق الطيران الإسرائيلي بشكل مكثف في كافة أجواء القطاع.
في بيان صادر اليوم، قال المتحدث باسم حركة فتح، أحمد عساف، أن المطلوب من حركة حماس إنهاء الانقسام الذي تسببت به والتوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي وقعت عليها حركة فتح، أو القبول بالاحتكام إلى الشعب عبر الانتخابات التي دعا إليها الرئيس محمود عباس. واتهم عساف حركة حماس بإجهاض جميع المبادرات التي تقدمت بها حركة فتح والأحزاب الوطنية والشخصيات المستقلة والقوى الإقليمية بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. كما حمل عساف حركة حماس المسؤولية الكاملة عن الحالة المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، مؤكداً فشل مشروع حماس، ومشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة هو الذي يدفع الثمن.
ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في تقريره الأسبوعي، أن ثلاثة مواطنين استشهدوا في قطاع غزة، كما أصيب نحو 55 آخرين في أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية، وذلك خلال الأسبوع الماضي. وتحدث التقرير عن تصعيد لأعمال العنف من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت عشرات المباني السكنية وحظائر للماشية في عدة مناطق من الضفة الغربية، إضافة إلى تدمير أكثر من 200 شجرة زيتون. وسجل التقرير إصابة 33 مواطناً، من بينهم تسعة أطفال، خلال مواجهات في منطقة سلوان في مدينة القدس المحتلة. أما عمليات الهدم، فذكر التقرير أن السلطات الإسرائيلية هدمت 98 مبنى في القدس الشرقية ما أدى إلى تهجير 174 شخصاً، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعتبر ارتفاعاً حاداً في عمليات الهدم مقارنة بأرقام العام 2010، التي سجلت 56 عملية هدم وتهجير 129 شخصاً. وأشار التقرير إلى إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق الحزام الناقل في معبر المنطار، والذي يستخدم لنقل حبوب القمح والحصي وأعلاف الماشية بصورة دائمة، فيما تم تحويل عملية نقل هذه المواد إلى معبر كرم أبو سالم.
إسرائيل
توقعت مصادر إسرائيلية أن يقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مبادرة جديدة للسلام خلال الأسابيع القادمة، وذلك في محاولة لكسر الجمود الذي تعاني منه عملية السلام في المنطقة، وانتشال إسرائيل من حالة العزلة الدولية التي تعاني منها. وكان نتنياهو قد حذر مؤخراً خلال اجتماعات مغلقة من أن طرح فكرة الدولة ثنائية القومية، سيكون بمثابة الكارثة بالنسبة لإسرائيل. ولهذا كان من الضروري التحرك للقيام بخطوات سياسية جديدة تبعد هذا الخطر عن إسرائيل. وكان رئيس الحكومة قد تعرض مؤخراً لضغط دولي كبير بسبب سياسات إسرائيل. وأشارت المصادر إلى الموقف الأوروبي الواضح ضد إسرائيل خلال التصويت في مجلس الأمن الدولي حول قضية الاستيطان، والضجة التي رافقت استخدام الولايات المتحدة للفيتو، والمكالمة الهاتفية بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ونتنياهو الأسبوع الماضي، والتي شكلت صدمة لرئيس الحكومة. إضافة إلى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية أن الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، يعملون معاً لوضع تصور لاتفاقية خلال الاجتماع القادم للجنة الرباعية في باريس خلال أسبوع. وحسب المسودة التي يتم تداولها بين الأطراف، فإن اللجنة الرباعية سوف تعلن عن قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967 مع بعض عمليات تبادل الأراضي، فيما تم ذكر القدس الشرقية في مسودات أخرى، كعاصمة للدولة الفلسطينية.
قال وزير الخارجية السويدي، كارل بلدت، والذي يعتبر من أكثر وزراء الخارجية الأوروبيين انتقاداً لإسرائيل، أن على إسرائيل التركيز على كيفية تحقيق السلام مع الشعوب العربية وليس مع الحكام في الدول العربية، بدلاً من التركيز على قوة إسرائيل. وأشار بلدت، معترفاً بأن التوصل إلى سلام مع الشعوب هو أصعب من توقيع الاتفاقيات مع الحكام، إلى أنه في ضوء الأوضاع الجديدة، إذا لم يتم إرساء سلام ثابت، فإن القوة على الأرض لن تجدي نفعاً بأي حال من الأحوال. وذكر بلدت، أن الشعب المصري لم يتقبل اتفاقية السلام تماماً خلال ثلاثين عاماً مضت، وأن وسائل الإعلام في مصر معادية لإسرائيل، مشيراً إلى أن السبب يعود إلى المشكلة الفلسطينية، لافتاً إلى أنه في العالم العربي، تعتبر القضية الفلسطينية، جوهرية ورمزية. يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو كان قد ذكر في خطاب له أمام الكنيست خلال الثورة المصرية، وقبل سقوط الرئيس حسني مبارك، أن استقرار المنطقة ومستقبلها، والحفاظ على سلام دائم، خاصة في الأوقات غير المستقرة، يكون بزيادة قوة دولة إسرائيل.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن معظم وزراء حزب الليكود أعربوا مؤخراً عن معارضتهم لللقيود المفروضة على عمليات البناء في الضفة الغربية من قبل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وقد تخطى عدد من وزراء الليكود تعليمات نتنياهو عندما سمحوا لزعماء المستوطنين باستخدام شعاراتهم في مواجهة تقييد عمليات البناء، وذلك خلال حملة لمجلس المستوطنات تهدف إلى الضغط على نتنياهو. وأعلن عدد من الوزراء عن مواقفهم خلال محادثات مع زعماء المستوطنين. وشدد الوزير، إسرائيل كاتز، على ضرورة استئناف عمليات البناء فوراً، فيما أكد نائب رئيس الحكومة، سيلفان شالوم، أن الوقت قد حان لاستئناف البناء على المستوى العملي. أما وزير المالية، يوفال ستينتز فقال أن تجميد الاستيطان، قد انتهى وأنه يجب استئناف البناء. وينوي مجلس المستوطنات استخدام شعارات معادية خلال حملة تهدف إلى الضغط على نتنياهو للسماح بالبناء. وكان رئيس الحكومة قد شدد في بداية الأسبوع أن الضغط الأميركي، والموقف الإسرائيلي في العالم، لا يسمحان لإسرائيل البدء بعمليات بناء بشكل مفرط في الضفة الغربية. ورداً على نتنياهو، أعلن وزراء الليكود أن نتنياهو أصبح يشكل أقلية داخل حزبه.