يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
10/3/2010
فلسطين
بعد لقائهما في مقر الرئاسة في رام الله، عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، دعا خلاله الحكومة الإسرائيلية إلى عدم تفويت الفرصة لتحقيق السلام، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لصناعة السلام. واعتبر الرئيس عباس، قرارات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة نسفاً للثقة وضربة قاسمة للجهد الذي بذل خلال الأشهر الماضية لإطلاق المفاوضات غير المباشرة. ولفت عباس إلى أن قرار الموافقة على المفاوضات اتخذ بصعوبة بالغة في لجنة المتابعة العربية، وجاء لدعم الجهود الأميركية في عملية السلام. وفيما أكد عباس التزام السلطة الوطنية الفلسطينية بالسلام الشامل والعادل على المسارات كافة، بما فيها المسارين السوري واللبناني، أكد من ناحية ثانية أن الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية وخاصة في القدس، تهدد المفاوضات، داعياً إسرائيل إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف الاستيطان وإعطاء فرصة لإنجاح الجهود الأميركية. من جهته اعتبر بايدن أن، قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء وحدات سكنية في القدس الشرقية، يقوّض الثقة ببدء المفاوضات غير المباشرة، كما أكد أنه لا بديل عن حل الدولتين في أي خطة سلام شاملة، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية ستعمل على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافياً.
افتتحت اليوم جلسات محاكمة النائب العربي في الكنيست، محمد بركة بتهمة الاعتداء على قوات الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس. وقد وصل مع بركة إلى مقر المحكمة في تل أبيب، عدد من أعضاء الكنيست في كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إضافة إلى عدد من المناصرين وعلى رأسهم زعيم الحركة الإسلامية في الداخل، الشيخ رائد صلاح. وقد تظاهر العشرات من منظمة عدالة الإسرائيلية أمام محكمة الصلح الإسرائيلية، مطالبين بوقف محاكمة بركة، على أساس أنها محاكمة سياسية ولا مبرر لتقديم عضو في الكنيست للمحاكمة. واعتبر بركة في تصريح له قبل دخوله إلى المحكمة، أن ملاحقته هي سياسية وأن الأمر سيتضح في النهاية، مشيراً إلى أنه لا مبرر لمحاكمته لأنه لم يعتد على الشرطة الإسرائيلية. ولاحقاً، أوضح بركة أنه رفض الاستماع إلى لائحة الاتهام التي وجهتها المحكمة لأنها تحتوي على أربع قضايا مختلفة وبأزمنة مختلفة، وبشكل مشترك.
خلال افتتاحه للمرحلة الأولى من مشروع الطريق إلى القدس في قطاع غزة، وصف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية القرار العربي باستئناف المفاوضات بالقرار الخاطئ الذي شجع الإسرائيليين على تصعيد وتيرة الاستيطان وتسريعها في الضفة الغربية بهدف تكريس الاستيطان في القدس والضفة الغربية. وأضاف هنية أن قرار بناء الوحدات الاستيطانية الذي تزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن إلى المنطقة، يدل على وجود غطاء أميركي لمواصلة الاستيطان. وطالب هنية الأشقاء العرب ومسؤولي السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الاستفادة من هذه التجربة، والتوقف عن الهرولة لإجراء مفاوضات عبثية مع القوات الإسرائيلية، داعياً إلى استعادة الوحدة الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
ذكرت مصادر فلسطينية أن السلطات الإسرائيلية طلبت من السلطة الوطنية الفلسطينية إلغاء احتفال لإفتتاح ميدان في مدينة البيرة في الضفة الغربية، تحت اسم الشهيدة دلال المغربي. وأوضحت المصادر أن السلطة الفلسطينية التي تلقت رسالة إسرائيلية بهذا الشأن، رفضت الطلب مؤكدة بأن دلال المغربي تعتبر من الرموز الفلسطينية ولا يمكن القبول بالطلب الإسرائيلي. يذكر أن القرار الفلسطيني بإطلاق اسم الشهيدة دلال المغربي على ميدان في البيرة كان قد أثار غضباً إسرائيلياً كبيراً، وقد اتهمت إسرائيل السلطة الوطنية بممارسة التحريض ضدها. وكانت الشهيدة دلال المغربي قد قادت عملية فدائية على الطريق الساحلي عام 1978، قتل خلالها 37 إسرائيلياً.
فاز مصوران صحافيات فلسطينيان بجائزتين رفيعتي المستوى عن عملهما خلال العام 2009. وقد أعلنت المنظمة الدولية للصحافيين ومقرها العاصمة السويدية، ستوكهولم، عن فوز الصحافي الفلسطيني ناصر الشيوخي بالجائزة الثانية على المستوى العالمي عن أفضل صورة خبرية عامة، بينما فاز الصحافي خليل أبو حمزة بالمرتبة الثانية لأفضل صورة للحدث الإخباري. وقد تقدم الصحافيان على عشرات الصحافيين الدوليين بعد اجتيازهم المراحل التمهيدية التي شارك فيها المئات من الصحافيين الذين رشحتهم وكالات ومؤسسات إعلامية ومنظمات وطنية.
إسرائيل
دان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند اليوم قرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية، معتبراً أنها تعزز مواقف الذين يقولون إن إسرائيل غير جدية بالنسبة للسلام. ووصف ميليباند القرار بأنه سيئ وتوقيته خاطئ، موضحاً أن بريطانيا وحلفاءها في الاتحاد الأوروبي يستنكرون القرار الذي من شأنه تقويض الثقة المتبادلة. وأضاف ميليباند أن المفاوضات غير المباشرة التي أطلقت مؤخراً هي فرصة مهمة للتقدم نحو اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكد ميليباند أن السلام الحقيقي يتطلب شجاعة والتزاماً وتسوية من الطرفين، مشيراً إلى أن هذه الأمور لا تظهر فقط عبر الكلام، بل عبر الأفعال. وطالب ميليباند قيادات الطرفين بلجم كل من يحاول عرقلة الأوضاع في هذه اللحظة الحاسمة. وكانت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، قد انتقدت أيضاً القرار الإسرائيلي، داعية إسرائيل إلى إلغائه. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يعتبر المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، وبأنها تقوّض الجهود المبذولة لإطلاق مفاوضات السلام، وتشكل عقبة في طريق السلام وتحقيق حل الدولتين.
في خطوة قد تؤدي إلى توتر العلاقات مع إسرائيل، طالب البرلمان الأوروبي اليوم دوله البالغ عددها 27، بمراقبة التحقيقات التي يجريها الفلسطينيون والإسرائيليون حول ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. كما دعا البرلمان، إسرائيل إلى فتح المعابر مع قطاع غزة فوراً، معتبراً أن الحصار يزيد من الأزمة الإنسانية هناك. وأصدر البرلمان الأوروبي قراراً أيد فيه نتائج تحقيق اللجنة التي شكلتها الأمم المتحدة برئاسة القاضي الجنوب أفريقي، ريتشارد غولدستون التي خلصت إلى ارتكاب الطرفين لجرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية خلال الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بين كانون أول/ ديسمبر 2008 وكانون الثاني/ يناير 2009. وانتقدت إسرائيل بشدة قرار البرلمان الأوروبي، الذي يعطي الاتحاد الأوروبي دوراً غير مسبوق في تقييم التحقيقات الإسرائيلية في ارتكاب جرائم حرب، فيما أعرب المجلس اليهودي الأوروبي عن استيائه لتمرير البرلمان الأوروبي لهذا القرار.
أصدر وزير التربية، جدعون سعار قراراً اليوم بفتح القدس الشرقية أمام الرحلات المدرسية. وبناء على طلبه وافق المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون على السماح للطلاب بالتجول في المواقع الأثرية التي كانت مغلقة لاعتبارات أمنية. وكان الوزير سعار قد فرض عند توليه منصبه، على كل طالب ينتمي إلى النظام التعليمي للدولة، زيارة القدس ثلاث مرات على الأقل خلال دراسته. وقد وضع الوزير تمويلاً لرحلات مدرسية إضافية، عبر إنشاء مشروع الصعود إلى القدس، مشدّداً على أهمية هذه الرحلات لتعليم التاريخ الوطني للطلاب. يذكر أن هذه الرحلات كانت تقتصر على زيارة القدس الغربية، أما في القسم الشرقي من المدينة، فكان يُسمح للطلاب فقط بزيارة حائط البراق وأنفاقه والبلدة القديمة. لكن الوزير سعار تمكن من إقناع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بالسماح للطلاب بدخول المواقع الشرقية. وأعرب سعار عن ثقته بأن التعرف إلى القدس سيساهم في تعميق انتماء الأجيال القادمة إلى عاصمة الشعب اليهودي الأبدية.