يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
8/3/2010
فلسطين
تصاعدت اعتداءات المستوطنين في مناطق الضفة الغربية، وخاصة ضد سكان قرى جنوب نابلس. وأفاد شهود عيان أن الاعتداءات شملت مهاجمة منازل واعتداء على المواطنين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم. وقد عمد الجنود إلى إحراق جرافة في قرية عوريف، كما وضعوا مسامير مدببة في طريق الجرارات الزراعية التي تقوم بحراثة الأراضي القريبة من المستوطنات المقامة على أراضي قرية قريوت، ما أدى إلى إعطاب عدد من إطارات المركبات التي تقوم بحراثة الأرض. وفي محافظة سلفيت، اعتدى المستوطنون على أهالي بلدة قراوة بني حسان مستقدمين جرافات بهدف تنفيذ مخطط استيطاني جديد فوق أراضي البلدة، وقد جلبوا مواد بناء وقاموا بالعمل تحت حماية الجنود الإسرائيليين. يذكر أن أربع مستوطنات تحيط بالبدة وتحاصرها من جميع الاتجاهات، حيث يتم سرقة المياه والأراضي، كما يمنع المستوطنون أهالي البلدة من الوصول إلى أراضيهم.
رغم قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان، أعلن وزير البيئة الإسرائيلي غلعاد أردان أن السلطات الإسرائيلية أعطت اليوم الضوء الأخضر لبناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار الواقعة غرب بيت لحم في الضفة الغربية. واستنكرت السلطة الوطنية الفلسطينية قرار الحكومة الإسرائيلية معتبرة أنه يشكل استهتاراً بالجهود الأميركية المبذولة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال الوزير أردان، محاولاً الحد من تأثير القرار الإسرائيلي الجديد، أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن يعرفان بأن المهم في الأمر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مستعد لبدء مفاوضات مباشرة في أي لحظة. يذكر أن القرار الإسرائيلي يتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة.
في حديث صحافي، كشف رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى، ناجح بكيرات، عن مخطط إسرائيلي لضم المصلى المرواني إلى قائمة الآثار اليهودية، على غرار قرار ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح. وأوضح بكيرات أن السلطات الإسرائيلية بدأت فعلاً بإجراءات استباقية لضم المصلى المرواني المجاور للمسجد الأقصى، عبر عمليات تحذير المصلين من دخوله، مشيراً إلى تصدعات وتشققات تهدد المصلى بالانهيار، وأن القوات الإسرائيلية تعمد إلى تخويف المواطنين وإبعادهم عن المصلى بهذه الحجة. وأوضح بكيرات أن الحفريات التي تقوم بها إسرائيل من جانب واحد تتعارض مع قانون لاهاي واتفاقية جنيف. ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية ترصد مبلغ 380 ألف دولار يومياً لتهويد القدس، بينما لم ترصد الأنظمة العربية للقدس عشرة دولارات. وطالب بكيرات بخطة خماسية اقتصادية وسياسية وإجتماعية لإنقاذ القدس من مخطط التهويد، ولمساعدة أهالي القدس على الصمود ومواجهة الاستيطان.
ذكرت مصادر فلسطينية في الخليل أن مستوطناً اعتدى بالضرب المبرح على طفلين فلسطينيين يبلغ الأول 11 والثاني 12 عاماً بحجة محاولتهما الاعتداء عليه. وقد استدعى المستوطن قوات الشرطة الإسرائيلية التي اقتحمت منزل الطفلين من عائلة أبو عيشه في حي تل إرميدة وسط مدينة الخليل وقامت باعتقالهما. وقد استنكر نادي الأسير في الخليل هذه العملية مشيراً إلى أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت منذ بداية هذا العام العشرات من الأطفال وطلبة المدارس. يذكر في هذا الإطار أن محكمة عسكرية إسرائيلية في محكمة عوفر كانت قد أصدرت قراراً بإطلاق سراح الطفل الحسن المحتسب والذي يبلغ 12 عاماً بكفالة والده، بعد اعتقاله لمدة خمسة أيام بتهمة إلقاء الحجارة على الجيش الإسرائيلي.
أعلن رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير هشام يوسف عن لقاء بسفراء وممثلي 80 دولة أجنبية معتمدة في مصر، حيث تم إبلاغهم بالقرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب، كما أعربت مصادر الجامعة عن القلق الشديد بسبب الإجراءات الأمنية التي تتخذها بعض الدول الغربية بحق رعايا عدد من الدول العربية، مطالبة بوفقها حالاً. وأوضح يوسف أن جامعة الدول العربية أعربت عن هواجسها من احتمالات فشل المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي من المفترض أن تكون برعاية الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف يوسف، أن الممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس وتغيير الطبيعة الديمغرافية لسكانها، هي ممارسات تهدد عملية السلام كما تهدد الأمن في المنطقة.
إسرائيل
أكدت مصادر السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأميركية اليوم، أن الولايات المتحدة بدأت اليوم وساطتها في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. فقد أعلنت الولايات المتحدة اليوم أن إسرائيل والفلسطينيين وافقوا رسمياً على مفاوضات سلام غير مباشرة برعاية المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل. وكان ميتشل الذي يزور المنطقة حالياً، أعرب عن سروره بقبول الطرفين للمقترح الأميركي، وعن سعادته بالزيارات التي سيقوم بها بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية خلال الأسابيع القادمة. وأضاف ميتشل أن المناقشات بدأت حول بنية ونطاق هذه المحادثات، معلناً عودته إلى المنطقة الأسبوع القادم لاستكمال المباحثات، معرباً عن أمله بأن تؤدي هذه المحادثات إلى مفاوضات مباشرة في أقرب وقت ممكن. لكن ميتشل طالب الطرفين بالانتباه وتجنّب القيام بأي ممارسات أو الإدلاء بأي تصريحات قد تؤدي إلى انهيار المحادثات.
قلل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك اليوم من مستوى الخطر الإيراني. وأوضح براك خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في الكنيست، أن النظام الإيراني قد يشكل خطراً في المستقبل، إلا أنه في الوقت الحالي لا حاجة للمبالغة في هذا الأمر، مشيراً أن إسرائيل تعمل لمنع إيران من التحوّل إلى خطر يهدد إسرائيل. وبالنسبة للمفاوضات غيرالمباشرة مع الفلسطينيين، رحب براك بالضوء الأخضر الفلسطيني لاستئنافها، موضحاً أنه يفضل التفاوض مع الفلسطينيين بشكل مباشر. إلا أن براك أضاف أنه في ظل الظروف الحالية، فإنه حتى المفاوضات غير المباشرة برعاية أميركية كانت أمراً مستبعداً.
قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم، الموافقة على طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي - مون، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، بدخول قطاع غزة. وذكرت الوزارة في بيانها، أن الطرفين أبديا رغبتهما بمراقبة الجهود التي تبذل على الصعيد الإنساني في قطاع غزة. وكانت السلطات الإسرائيلية ترفض السماح لكبار المسؤولين بزيارة غزة، بحجة أن هذه الزيارات ستساعد في تقوية حركة حماس وإعطاء الشرعية لنظامها. وذكرت المتحدثة باسم آشتون، أن العمل مستمر مع السلطات الإسرائيلية لإنجاز البرنامج النهائي للزيارة. ومن المتوقع أن تصل آشتون إلى المنطقة الأسبوع القادم، فيما يصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة في نهاية الشهر، على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر القمة العربية التي ستعقد في ليبيا. ويشارك الأمين العام أيضاً في التاسع عشر من الشهر الحالي، في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في موسكو، والتي اعتبرها بان كي – مون فرصة جيدة للمساعدة في إنجاح المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.