يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
14/1/2010
فلسطين
لليوم الثالث على التوالي، تواصل القوات الإسرائيلية الحصار المشدّد الذي تفرضه على البلدة القديمة من مدينة القدس والمسجد الأقصى. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود تمركزت على متاريس وحواجز على بوابات القدس القديمة وأخذت تدقق في بطاقات المواطنين، حيث منعت المواطنين من دخول البلدة ومنعت التجار الذين لا يسكنون في أحياء البلدة من دخول متاجرهم ومراكز أعمالهم، كما منعت طلبة المدارس من الالتحاق بمدارسهم. وكان عشرات المصلين قد أدوا صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس القديمة تحت مراقبة قوات الشرطة الإسرائيلية، التي سيّرت دورياتها في الشوارع الرئيسية في المدينة. إضافة لذلك، أطلقت قوات الاحتلال منطاداً رادارياً استخبارياً في سماء مدينة القدس، كما حلقت طائرة مروحية على مدار الوقت في المنطقة لمراقبة المدينة، وذلك ضمن الإجراءات المشددة التي تنفذها قوات الاحتلال قبل افتتاح كنيس الخراب، الذي يعتبر أكبر كنيس يهودي داخل البلدة القديمة قريباً من المسجد الأقصى. وكانت المئات من اليهود والأجانب قد نظموا اليوم احتفالات صاخبة بمحاذاة البوابة الثلاثية المغلقة للمسجد الأقصى قرب القصور الإسلامية الأموية، مطلقين هتافات تدعو لطرد الفلسطينيين من القدس.
في حديث صحافي، كشف الباحث في مجال الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية ورئيس قسم نظم المعلومات الجغرافية والاستشعارية عن بعد، عيسى زبون عن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي في مدينة القدس المحتلة، مبيناً تأثير هذا المخطط على السكان الفلسطينيين في القدس، مشيراً إلى تصريح لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن تغيير في واقع القدس خلال الأشهر الست القادمة. وأضاف زبون، أن التغيير سينتج عن استكمال بناء جدار الفصل، الذي سيغير الوضع الديمغرافي الفلسطيني. وأوضح أن المقدسيين يمثلون اليوم 35% بينما يشكل اليهود 65%، أما بعد استكمال الجدار الفاصل، والذي سيؤدي إلى عزل 130 عربي خلفه، وزيادة في أعداد اليهود، فستصبح نسبة العرب 16% في مقابل 84% لليهود. وحذر زبون من خطورة هذا المخطط وتأثيره على المقدسيين، مؤكداً أن الهدف منه تفريغ البلدة القديمة من سكانها الأصليين ومحاصرة الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، لأنها أصبحت مكتظة بالسكان الفلسطينيين، وإحاطة المدينة بمستوطنات رئيسية في الشمال والجنوب. ولفت زبون إلى تأثير هذا التغيير على المرحلة النهائية من المفاوضات بعد أن يتغير واقع الأمر في مدينة القدس وتصبح الأغلبية السكانية لليهود وليست للفلسطينيين.
إسرائيل
انضم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك اليوم إلى منتقدي قرار بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس. وأوضح براك أن الحادث المؤسف الذي حصل خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن كان غير مقصود، إلا أنه كان بلا شك مضراً وغير ضروري. وشدّد براك في كلمة له خلال احتفال بأعياد الفصح اليهودية القادمة، على أهمية الصداقة الأميركية – الإسرائيلية. وأضاف براك، أنه على الرغم من مسؤولية الإسرائيليين عن مصيرهم، إلا أن صداقة الولايات المتحدة الأميركية مهمة لأمن وسلام المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الصداقة تلزم الإسرائيليين باحترام ومسؤولية متبادلين. وبالنسبة لعملية السلام، أعرب براك عن قناعته بضرورة استئناف محادثات السلام، وباستثمار الأفكار والجهود في سبيلها. بدوره اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو أن الإعلان عن قرار البناء كان مضراً ولم يكن يجب حدوثه. وأضاف نتنياهو أنه شكل لجنة للتحقيق في الظروف التي أدت إلى إعلان القرار لضمان عدم تكرار الحادث مرة ثانية.