يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
19/3/2010
فلسطين
في ختام اجتماع اللجنة الرباعية اليوم في موسكو، عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون مؤتمراً صحافياً طالب فيه باسم اللجنة الرباعية، الحكومة الإسرائيلية بتجميد كل الأنشطة الاستيطانية بما فيها تلك المرتبطة بالنمو الديمغرافي الطبيعي، كما طالب بإزالة كل الحواجز التي أقيمت منذ شهر آذار/ مارس 2001 وبالامتناع عن القيام بأعمال هدم وطرد من القدس الشرقية. وأعربت اللجنة في البيان الذي أصدرته عن قلقها البالغ من التدهور المستمر للأوضاع في قطاع غزة وبشكل خاص ما يتعلق بالوضع الإنساني وحقوق الإنسان للسكان المدنيين. كما أعربت عن أملها بالتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط، خلال 24 شهراً من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، على أن تضع هذه التسوية حداً للاحتلال الذي بدأ في عام 1967 وأن تؤدي إلى ولادة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة تعيش بأمان إلى جانب إسرائيل وباقي جيرانها. يذكر أن اجتماع اللجنة الرباعية ضم كلاً من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي – مون.
ذكرت مصادر فلسطينية أن مواجهات عنيفة اندلعت اليوم بين مئات الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال في مخيم شعفاط شمال مدينة القدس، وذلك بعد صلاة الجمعة عندما هاجم مئات الشبان الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم، وبالمقابل استدعت القوات الإسرائيلية قوات كبيرة عمدت إلى سد المدخل الرئيسي له. وأدت المواجهات إلى وقوع إصابات عديدة بالرصاص المطاطي وعشرات حالات الاختناق في صفوف المحتجين. كما اعتقلت قوات الاحتلال 15 شاباً بعد التجائهم إلى أحد الأبنية قرب الحاجز، وقد أصيبوا جميعهم بجروح بسبب تعرضهم لضرب عنيف من قبل وقة المستعربين والوحدات الخاصة التي حاصرتهم داخل المبنى. وكان مواجهات مماثلة اندلعت في عدة أحياء في القدس، منها واد الجوز ورأس العمود ومخيم قلنديا ومخيم العيسوية أدت إلى وقوع عدد من الإصابات. أما بالنسبة للمسجد الأقصى، فقد منعت قوات الاحتلال من هم دون الخمسين من دخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وبالرغم من ذلك تمكن مئات المواطنين من الصلاة في المسجد. وكانت محكمة إسرائيلية قد أصدرت قراراً بإبعاد ستة من شبان حي باب حطة والواد في البلدة القديمة لمدة 12 يوماً، وكانت المحكمة قد أصدرت يوم أمس قراراً مماثلاً بإبعاد 15 شاباً عن منازلهم في حي الجالية الإفريقية في البلدة القديمة.
في كلمة له اليوم عبر إحدى المحطات التلفزيونية، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل الدول العربية إلى إعادة النظر في سياسة المفاوضات مع إسرائيل، مطالباً مؤتمر القمة العربية التي ستنعقد في ليبيا إلى اتخاذ قرار عربي حر يضع الأمور في نصابها الصحيح. وأوضح مشعل أن العرب أعطوا التسوية فرصة كافية وقد حان الوقت لإعادة النظر في الخيارات العربية وللتفكير في المخرج بينما تواصل القوات الإسرائيلية استهداف المسجد الأقصى والمقدسات. وشدّد مشعل على ضرورة التوصل إلى المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام داعياً إلى استعادة الوحدة والتمسك بالحقوق للدفاع عن القدس والمقدسات وتناسي الخلافات، مضيفاً أن حركة حماس جاهزة للقاء جميع القوى من أجل القدس وفلسطين. وأكد مشعل على خيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين في وجودهم وأرضهم وتاريخهم.
دعا رئيس هيئة علماء فلسطين الشيخ حامد البيتاوي الشعب الفلسطيني وخاصة أبناء الضفة الغربية، كما دعا العرب والحكام والشعوب العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، لافتاً إلى رد الفعل الضعيف على المستويين الشعبي والرسمي الفلسطيني والعربي. وطالب البيتاوي الفلسطينيين بإعلان انتفاضة جديدة على غرار انتفاضة عام 2000 التي اندلعت بسبب زيارة أريئيل شارون إلى المسجد الأقصى. وأضاف البيتاوي أن العدو الإسرائيلي لا يفهم لغة المفاوضات ولذلك فعلى الشعوب والأمة الاتجاه إلى خيار المقاومة، مطالباً السلطة الوطنية الفلسطينية بالتوقف عن التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي. ودعا البيتاوي الأنظمة العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بقطع هذه العلاقات وطرد السفراء اليهود من العواصم العربية وإنهاء كل أشكال التطبيع السياسي والعسكري والأمني مع إسرائيل.
عادت الطائرات الإسرائيلية اليوم إلى قصف عدد من الأهداف في قطاع غزة، حيث شنّت هذه الطائرات غارة استهدفت فجراً ورشة للحدادة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل إضافة إلى إلحاق أضرار مادية في المنازل المجاورة دون الإبلاغ عن إصابات. كما أغارت الطائرات على منطقة دير البلح وسط القطاع، وخمس غارات أخرى على الشريط الحدودي في رفح جنوب القطاع ما أدى إلى إصابة اثنين من المواطنين وصفت إصابتهما بالطفيفة، إضافة إلى الإغارة على منطقة زراعية في خان يونس جنوب القطاع.
إسرائيل
كشفت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن بنيامين نتنياهو وافق على اتخاذ خطوات حسن نية تجاه الفلسطينيين، لكن ليس في مدينة القدس. ومن بين الخطوات المقترحة، فإن رئيس الحكومة قد يوافق على إطلاق معتقلي حركة فتح كبادرة حسن نية تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية. وكان نتنياهو قد كرر أن سياسة حكومته في مدينة القدس لا تختلف عن سياسات الحكومات الإسرائيلية السابقة. وكانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت أن إسرائيل ترغب بإبداء مرونة تجاه الولايات المتحدة الأميركية بعد الأزمة التي نشبت بين الدولتين خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إلى إسرائيل في بداية هذا الشهر. لكن المصادر أشارت إلى أن إسرائيل لن تتنازل في القضايا التي تعتبرها جوهرية. يذكر أن قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميد عمليات البناء في المستوطنات لمدة عشرة أشهر لم يشمل القدس. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد أعلنت اليوم أن الضغط على إسرائيل قد انتهى، وأن إسرائيل مستعدة للمفاوضات الآن، كما أعربت عن اعتقادها بأن بعض العناصر في الحكومة الإسرائيلية كانت تعمل ضد مصلحة الحكومة، موضحة بأن الولايات المتحدة لا تتدخل في السياسة الإسرائيلية.
أظهر استطلاع للرأي العام في إسرائيل أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن حزب الليكود الذي يرأسه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيخسر لصالح حزب كاديما في حال جرت الانتخابات اليوم. وحسب الاستطلاع فإن تراجع حزب الليكود يعود إلى العلاقات المتوترة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب مواصلة إسرائيل لسياسة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. وأشار الاستطلاع إلى أن غالبية 64% تشعر بأن سياسة الائتلاف الحكومي الحالي لا تمثل رغباتهم. وبالمقابل أظهر الاستطلاع أن حزب كاديما سيحصل على 32 مقعداً في الكنيست بدلاً من 28 مقعداً حالياً، وذلك في حال أجريت الانتخابات الآن. أما بالنسبة لحزب العمل برئاسة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك، فقد بيّن الاستطلاع أن الحزب سيحصل فقط على 8 مقاعد في الكنيست في مقابل 13 مقعداً حالياً.
رداً على بيان اللجنة الرباعية الذي دعا إلى إطلاق المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وطالب الحكومة الإسرائيلية بتجميد كافة الأنشطة الاستيطانية، وبالتراجع عن قرارات الهدم والطرد، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أن السلام لا يمكن أن يتحقق بشكل اصطناعي ومن دون جدول زمني غير واقعي. وأوضح ليبرمان أن السلام يصنع عن طريق الأفعال وليس عن طريق القوة، مشيراً إلى أن اللجنة الرباعية تجاهلت المحاولات الإسرائيلية التي تمت خلال 16 سنة، فيما أعطت الفلسطينيين انطباعاً أن بإمكانهم تحقيق مطالبهم عبر مواصلة رفض المفاوضات المباشرة تحت ذرائع واهية. وأضاف ليبرمان أن الحكومة الإسرائيلية قدمت عدة تنازلات والآن جاء دور الفلسطينيين لإثبات رغبتهم في دخول المفاوضات. وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس قد رحب ببيان اللجنة، واصفاً إياه بالمهم جداً.