يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
13/10/2009
فلسطين
في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح عدد من كليات الجامعة العربية الأميركية، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين مع السلام العادل والمفاوضات إنما ليس بأي ثمن، مشدّداً على شرط وقف الاستيطان بشكل كامل وخاصة في القدس قبل البدء بالمفاوضات. وأضاف أن الفلسطينيين يتعرضون إلى تجاذبات سياسية كبيرة وضخمة ويواجهون المخططات الإسرائيلية خاصة تلك الاستيطانية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال والمستوطنين بأن يحلوا محله بل سيبقى في أرضه متشبثاً بوطنه حتى يبني دولته المستقلة. وبالنسبة لتقرير غولدستون، قال عباس، إن الجانب الفلسطيني قدم مشروعاً وطنياً لم تقبل به الدول العظمى فكان الحل الأمثل التأجيل بدلاً من سحب القضية. واتهم عباس حركة حماس بأنها تخترع الأسباب والذرائع للتخلف عن الحوار والمصالحة، وهذه المرة كانت ذريعة تقرير غولدستون. وأضاف عباس أن الهم الأكبر هو استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقلاب الأسود الذي وقع في قطاع غزة وإنهاء إمارة الظلام التي تحاول حماس أن تبنيها على أنقاض الشعب. وأضاف أنه مع الوحدة الوطنية دون أي تحفظات لأن الوحدة الوطنية أهم من جميع التحفظات الفئوية أو التنظيمية، وأنه سيسير في المصالحة التي ترعاها مصر حتى اللحظة الأخيرة.
عقد أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد دحلان تناولا فيه الأوضاع الداخلية الفلسطينية. واتهم عبد ربه حركة حماس بالسعي لتنفيذ أجندة عربية وإقليمية مستغلة سيطرتها على قطاع غزة بالقوة، وهي لهذا تعرقل إنجاز المصالحة حتى لو أدى ذلك إلى الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أن المستفيد الأول من ممارسات حماس هو إسرائيل التي تجد من مصلحتها القول بأنه لا يوجد للفلسطينيين عنوان واحد يتحمل المسؤولية ويمكن التوصل معه إلى حل متوازن. وأكد عبد ربه أن الرئيس عباس اتخذ عدة خطوات بعد تأجيل التصويت على التقرير، بهدف إعادة طرحه على مجلس حقوق الإنسان في جنيف قريباً. من جهته اتهم دحلان حركة حماس باتباع سياسة ترمي إلى إفشال الحوار الوطني منذ زمن بعيد، مشيراً إلى تلاقي حملة حماس ضد الرئيس عباس والحملة الإسرائيلية ضده. وأضاف أن حماس استغلت تقرير غولدستون للإساءة إلى القيادة الفلسطينية والتحريض ضدها، مشككاً في أن تكون قيادة حماس قد قرأت التقرير. واتهم دحلان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بتدبير انقلاب سياسي ضد منظمة التحرير الفلسطينية بهدف تشكيل قيادة فلسطينية جديدة والسيطرة على المنظمة.
نعت حركة حماس، يوسف حمدان أبو زهري، شقيق االناطق باسم الحركة سامي أبو زهري بعد استشهاده في أحد السجون المصرية. واستنكرت الحركة في بيانها حادثة الوفاة معتبرة أنها حادثة قتل تحت التعذيب بحق أبو زهري، مطالبة المسؤولين المصريين بالتحقيق في الحادثة وكشف ملابساتها ومحاسبة من تسبب باستشهاد أبو زهري. وأضاف بيان حماس، أن أبو زهري، وهو شقيق الناطق الإعلامي ومرافقه الخاص، كان قد اعتقل في أحد السجون المصرية وتعرّض للتعذيب الجسدي ما أدى إلى نزيف داخلي طوال أسبوعين حتى توفي اليوم داخل السجن. وأوضح البيان، أن حماس طالبت أكثر من مرة بنقل الشهيد إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن دون جدوى رغم الاتصالات المتكررة بالمسؤولين المصريين. وطالبت الحركة منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية بتحمّل المسؤولية وفضح الجريمة والتحقيق وتقديم المسؤولين إلى العدالة، مطالبة بالإفراج فوراً عن المعتقلين السياسيين قبل أن يقضوا تحت التعذيب في السجون.
تعليقاً على بيان حركة حماس، نفى الناطق باسم وزارة الداخلية المصرية، اللواء حمدي عبد الكريم، أن تكون وفاة يوسف أبو زهري، شقيق الناطق باسم الحركة، قد حدثت بسبب التعذيب. وقال عبد الكريم إن أبو زهري توفي نتيجة هبوط في القلب وهي وفاة طبيعية، مضيفاً أن أبو زهري كان يعاني أمراضاً في القلب والكلى والكبد وتوفي نتيجة مضاعفات المرض في سجنه الذي يبعد قرابة 100 كلم شمال غرب القاهرة، مؤكداً أنه تم نقل أبو زهري إلى المستشفى في آخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي للعلاج.
أعلن نمر حمّاد، المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، أن الدول العربية الست الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وافقت على الدعوة لعقد اجتماع استثنائي للمجلس يوم الخميس المقبل للبحث في تقرير غولدستون. وأضاف حمّاد، أن عدداً من الدول إضافة إلى الدول العربية الست، وافق على عقد الاجتماع، ومن بين هذه الدول الصين. وأشار إلى أن حجم المشاركة يؤكد توفر العدد المطلوب من الأصوات للدعوة لعقد الاجتماع الاستثنائي.
إسرائيل
أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون خلال زيارتها إلى موسكو، أنه لم يحن الوقت بعد لفرض عقوبات جديدة ضد إيران، إلا أن الولايات المتحدة قد تدرس إمكانية إجراءات أكثر شدة إذا لم تؤت الجهود السياسية ثمارها. وأضافت أن مسألة تطبيق عقوبات فورية ضد إيران ليست ما يريده الطرفان، مشيرة إلى أنه وبكل وضوح، يفضل الطرفان أن تعمل إيران مع المجتمع الدولي. وكانت زيارة كلينتون، وهي الأولى لموسكو منذ توليها وزارة الخارجية، تهدف إلى قياس مدى رغبة روسيا بالانضمام إلى الولايات المتحدة في تطبيق عقوبات ضد إيران. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن أن تهديد إيران بعقوبات جديدة سيعطي نتيجة عكسية. مشككاً في إمكانية نجاح سياسة فرض العقوبات على إيران.
لا زالت قضية إلغاء مشاركة إسرائيل في المناورة العسكرية المشتركة في تركيا تتفاعل، واليوم طالب نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، أنقرة بالتعقل بعد التوتر الذي ساد بين البلدين على خلفية إلغاء المناورة الجوية الدولية التي تنظمها تركيا. ونصح شالوم الأتراك بأن يدركوا أن العلاقة بين تركيا وإسرائيل تصب في المصلحة التركية كما في المصلحة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تدهور العلاقات بين البلدين في الأيام الأخيرة أمر يدعو إلى الأسف. وكان مسؤولون إسرائيليون قد أبدوا تخوفهم بعد إلغاء المناورة، من نوايا تركية بالابتعاد عن إسرائيل. يذكر أن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أعلن أنه لا توجد دوافع سياسية وراء القرار الذي اتخذته تركيا.
انتقد النائب العربي في الكنيست، جمال زحالقة، السلطات الإسرائيلية على خلفية تشكيل وحدات من الشرطة السرية لمراقبة المواطنين العرب في إسرائيل. وأضاف أن هذه الوحدات ستثير موجة من الاستفزازات، لأنه سيتم اتهام المواطنين العرب بإساءة التصرف. ودعا زحالقة الذي كان يتحدث أمام الكنيست، وزير الأمن العام وقائد الشرطة إلى حل هذه الوحدة السرية ومعاملة المواطنين العرب أسوة بباقي المواطنين في إسرائيل. وكان عدد من أعضاء الكنيست العرب قد أثار هذه المسألة في جلسة الكنيست، فهاجم النائب طلب الصانع قائد الشرطة دايفيد كوهين بعد تصريحاته التي قال فيها إنه كان من الصعب على قوات الشرطة أن تعمل في مدينة أم الفحم وفي إحدى الضواحي العربية لمدينة الرملة. وقال الصانع مذكراً كوهين، أن مدينتي أم الفحم والرملة هما جزء من دولة إسرائيل، وبأن المواطنين فيهما لا يطالبون بالاستقلال ولا يهددون السيادة الإسرائيلية، بل هم يناضلون من أجل الحصول على حقوق مدنية متساوية وعلى العدالة الاجتماعية.