يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
23/10/2009
فلسطين
ترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعاً للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله، حيث تمت مناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية والترتيبات الضرورية لإنجاح انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المقرر يوم غد السبت. وقدم الرئيس عباس شرحاً حول تطورات الحوار الوطني الفلسطيني والعملية السياسية، أمام الاجتماع الذي ضم أعضاء في اللجنتين التنفيذية والمركزية وقيادات من الفصائل الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية. وكان الرئيس عباس قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما، استعرضا خلاله القضايا المتعلقة بعملية السلام، حيث أكد أوباما التزامه الشخصي بقيام دولة فلسطين. كما تلقى اتصالاً من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تم خلاله مناقشة الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام.
أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل حر ومباشر وذلك يوم الأحد في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2010. وتضمن المرسوم الرئاسي دعوة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس إلى المشاركة في الانتخابات. يذكر أن إصدار المرسوم جاء عشية اجتماع المجلس المركزي في رام الله يوم غد حيث من المتوقع أن يقر المرسوم الرئاسي. وتوقع مراقبون في حال رفض حركة حماس إجراء الانتخابات في قطاع غزة، أن يصدر الرئيس عباس مرسوماً آخر يقضي بتمديد الحالة القائمة، لأن إجراء الانتخابات في الضفة من دون غزة سيعمل على تكريس حالة الانقسام والقطيعة في الوطن. وقالت مصادر مطلعة إن الرئيس نقل الكرة إلى ملعب لجنة الانتخابات المركزية التي ستتولى الآن مهمة إدارة الأزمة بكل تفاصيلها. وتخشى بعض المصادر أن يكون الإعلان عن موعد الانتخابات قد أعطى حركة حماس مزيداً من القوة للتمسك بمواقفها.
خلال لقاء جمع بين وفد من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، ووفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام للحركة رمضان عبد الله شلح، ناقش الطرفان في اجتماعهما التطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية وكيفية تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بشكل يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني. وأكد الطرفان تمسكهما بإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، وفي المقابل رفض المجتمعون أية خطوات انفرادية بعيدة عن التوافق الوطني. وفي هذا إشارة إلى إصدار مرسوم الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال شهر كانون الثاني/ يناير القادم.
ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أقدمت منذ بداية الأسبوع إلى إغلاق بوابة 408 العسكرية والواقعة في الجهة الغربية من قرية عكابا شمال مدينة طولكرم. وأضافت المصادر أن سلطات الاحتلال منعت المواطنين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية خاصة حالياً، في موسم قطف الزيتون. وتتذرع قوات الاحتلال بحجج لا أساس لها من الصحة. وكان الجيش الإسرائيلي كثف من تواجده العسكري والآلي بالقرب من الجدار الفاصل العنصري من دون ذكر الأسباب. أما إغلاق البوابة رقم 408 فجاء على حجة وجود جسم مشبوه بالقرب من الجدار، وقد منع المواطنون من الوصول إلى أراضيهم بعد انتظار دام ساعات طويلة، كما قام أحد الضباط الإسرائيليين بإطلاق عبارات نابية وشتم للمواطنين كوسيلة ترهيب لإجبار المواطنين على مغادة البوابة والابتعاد عن المكان.
تعليقاً على التصريحات التي أدلى بها السفير الأميركي السابق في إسرائيل، مارتن إنديك، حول قيام وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، بالطلب من الجانب الفلسطيني عدم توقيع أي اتفاق سلام نهائي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، نفى رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، خلال اجتماعه بالقنصل الأميركي العام، تصرحيات مارتن إنديك مؤكداً عدم صحة التصريحات مضيفاً أن المحادثات مع الإسرائيليين لم تغلق أياً من ملفات الوضع النهائي، إلا أنها قطعت شوطاً كبيراً. مشيراً إلى أنه في حال استمرار رفض الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان بما فيها مدينة القدس، فإن على أعضاء اللجنة الرباعية تحميل الإسرائيليين بشكل رسمي مسؤولية عرقلة وتدمير الجهود الدولية المذولة لإطلاق عملية السلام. وطالب عريقات، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية مواجهة الحلول الوسط لوقف الاستيطان، باعتبار أنه غير شرعي ويتعارض مع أحكام القانون الدولي.
إسرائيل
خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي – مون، اشتكى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان من أن واقعاً جديداً غير سوي أصبح سائداً الآن، حيث أن الدول التي لا تهتم بحقوق الإنسان لديها الغالبية في معظم المنتديات الدوية. وأشار إلى أن الساحة الدولية أصبحت زائفة وتتحرك انطلاقاً من دوافع متحيزة، لافتاً إلى ضرورة التحرك لإصلاح هذا الوضع. وذكر ليبرمان دولاً مثل كوبا وبنغلادش والباكستان والمملكة العربية السعودية، التي تبدو فاعلة في المنتديات الدولية لكنها ليست صارمة في مجال تطبيق حقوق الإنسان. وتمنى ليبرمان ألا تتم مناقشة تقرير غولدستون في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو في مجلس الأمن. وبالنسبة للمفاوضات مع الفلسطينيين، قال ليبرمان في محادثته مع كي مون، إن الفلسطينيين لا يمكن أن يعقدوا محادثات مع الإسرائيليين على الصعيد المحلي بينما يحاربونها على الصعيد الدولي.
خلال اجتماعه بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي – مون، طالب نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، سلفان شالوم المجتمع الدولي بإدانة مسودة الاتفاق النووي الذي تجري مناقشته حالياً مع إيران. وتأتي هذه المحادثات بعد أن قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسودة الاتفاق إلى إيران والدول الثلاث الكبرى. وقد أعطيت الدول الكبرى مهلة يومين فقط للمصادقة على خطة تخفيض المخزون الإيراني من اليورانيوم المنخفض التخصيب والذي يجد الغرب فيه تهديداً بامتلاك سلاح نووي. وقال سلفان شالوم إن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي، لأن في نية الإيرانيين أن يصبحوا دولة نووية كبرى. وتساءل عن معنى الاتفاق بالنسبة للدول العربية المعتدلة، ولماذ يتعين على هذه الدول إظهار اعتدالها، بينما تتلقى دولة إيران المتطرفة تشجيعاً من قبل المجتمع الدولي. وخلال الاجتماع، هاجم شالوم تقرير غولدستون مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة بعدم السماح بمناقشة التقرير في مجلس الأمن. وأجاب كي مون بأنه من الممكن أن يصل التقرير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، إنه من المبكر جداً الإعلان عن فشل جهوده الرامية إلى استئناف مفاوضات عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف أن الإدارة الأميركية جادة جداً في إنجاز عملية السلام، مشيراً إلى أن أي رئيس أميركي لم يتخذ إجراءات مبكرة في إدارته من أجل عملية السلام في المنطقة والتي أصبحت نزاعاتها عميقة وذات جذور تاريخية كما فعل الرئيس باراك أوباما الذي يبدي التزاماً بإنجاز عملية السلام. وجاء كلام ميتشل بعد أن تسلمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقريراً حول تطورات جهود السلام في الشرق الأوسط. وكان ميتشل قد أجرى لقاءات متعددة مع عدد من القادة الإسرائيليين والفلسطينيين في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين.