يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
17/10/2009
فلسطين
رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الربط بين تأجيل التصويت على تقرير غولدستون والتوقيع على المصالحة الوطنية. وقال عضو اللجنة المركزية في الجبهة، كايد الغول إنه من الخطأ الربط بين الأمرين، مشدداً على أولوية المصالحة الوطنية لإنهاء الانقسام وتوحيد قوى الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ومخططاته. وأضاف الغول، أن المماطلة في هذه الظروف تعني مزيداً من هدر الوقت واستمرار الانقسام بين الفلسطينيين، قد يؤدي إلى مواصلة عملية التأجيل. وطالب الغول بالعودة إلى التركيز على موضوع المصالحة الوطنية بعد أن تم التصويت لصالح تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان، لافتاً الأطراف التي تدعو إلى التأجيل لضرورة الإقلاع عن هذا الموقف وتوقيع اتفاق المصالحة في أسرع وقت ممكن.
قال القيادي في حركة حماس، مشير المصري، إن المهم في موضوع المصالحة الوطنية ليس التوقيع على الورقة المصرية بل آليات تطبيقها على أرض الواقع، خاصة وأن التجربة بالنسبة لاتفاقيات سابقة لم تكن مشجعة، إذ سرعان ما انهارت كما حدث بالنسبة لاتفاق مكة. وأضاف المصري، أن المسؤولين المصريين يدركون أن حركة حماس قدمت كل المرونة المطلوبة لإنجاح المصالحة الوطنية والتوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام. وأوضح المصري، أن وفد الحركة الذي سيتوجه إلى القاهرة سيبلغ المسؤولين في مصر عن بعض التحفظات على الورقة المصرية، مشيراً إلى بعض التعديلات المطلوبة عليها، لأنها تمثل الحقوق والثوابت الفلسطينية وفي مقدمها خيار المقاومة. ولفت المصري، إلى اتفاقاً فلسطينياً قريباً سيعلن بالنسبة لإجراء الانتخابات. وأعرب المصري عن أمله بأن تصل المصالحة الوطنية إلى مستوى الشراكة في صنع القرار السياسي الفلسطيني.
أعد معهد العالم العربي للبحوث والتنمية استطلاعاً للرأي العام حول الأوضاع الفلسطينية. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 64% من الذين تم استطلاعهم، سيصوتون للرئيس الفلسطيني محمود عباس في حال إجراء انتخابات رئاسية حسب نظام التمثيل النسبي، بينما قال 36% أنهم سيصوتون لرئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية. وأعربت النسبة الأكبر، 89% عن تأييدها لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال شهر كانون الثاني/يناير 2010. وقال 88% أن على حركتي فتح وحماس اللجوء إلى الانتخابات لتسوية النزاعات وإنهاء الانقسام. أما بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فرأى 81% أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فيما رأى 17% عكس ذلك. وقال 43% أن على حماس الانضمام إليها. وأظهر الاستطلاع أن سكان الضفة الغربية يشعرون بالأمان أكثر من سكان غزة، فيما عارض 56% فرض الحجاب على طالبات الثانوية في قطاع غزة.
كشف تقرير أعده قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية معلومات جديدة بالنسبة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية. وأظهر التقرير تورط عدد من الجمعيات الأميركية المعفاة من الضرائب بشكل مباشر في عمليات تمويل الاستيطان والاستيلاء على عقارات المواطنين المقدسيين في البلدة القديمة وأحيائها. وخلص التقرير إلى أن إسرائيل تنفذ سياسة خطرة للغاية من خلال إقامة المستوطنات في الضفة الغربية وخاصة في مدينة القدس. وكشف التقرير أن قسماً من أموال المنظمات الأميركية يستغل في الاستيلاء على عقارات المقدسيين ثم طردهم منها وهو ما حدث مؤخراً في عملية الاستيلاء على عقاري عائلتي الغاوي وحنون، وأكثر من سبعين عقاراً في البلدة القديمة من القدس وقرابة أربعين عقاراً في سلوان. وأضاف التقرير أن مليونيراً أميركياً من أصل يهودي يقف على رأس الجمعيات الأميركية التي تموّل مشاريع الاستيطان الإسرائيلي.
في كلمة له خلال افتتاح أعمال الدورة الأولى للمجلس الثوري لحركة فتح في مقر الرئاسة في رام الله، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ارتياحه لتبني مجلس حقوق الإنسان تقرير غولدستون، مؤكداً أنه يشكل إنصافاً لضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني كله. وكشف عباس أنه حذر حركة حماس قبل الحرب الإسرائيلية على غزة بواسطة قيادات في السلطة من إمكانية قيام إسرائيل بشن عدوان على القطاع، مشيراً إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد نقل تحذيرات السلطة إلى قيادات حماس. وبالنسبة لعملية التصويت، قال عباس إن النتيجة جاءت لصالح التقرير بسبب الجهود الجبارة التي بذلتها السلطة الوطنية منذ تشكيل لجنة تقصي الحقائق، مشيراً إلى متابعة تنفيذ آليات القرار في المؤسسات الدولية. وأضاف عباس، أن اللجنة المركزية لحركة فتح هي في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات والنهوض بكافة الأطر التنظيمية كي تكون قادرة على مجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. وجدد عباس الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات قبل وقف الاستيطان الإسرائيلي. وفيما خص المصالحة الوطنية، قال عباس إن حركة فتح قبلت الورقة المصرية من دون أي تحفظ، مشيراً بالمقابل إلى عدم ذهاب حماس إلى القاهرة.
إسرائيل
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن على إسرائيل الاستعداد لحرب طويلة ضد تقرير الأمم المتحدة، واصفاً إياه باللعين. وأضاف نتنياهو أن الحرب على التقرير الذي اتهم إسرائيل وحركة حماس بارتكاب جرائم حرب، يجب أن تكون قانونية وسياسية، مؤكداً أن إسرائيل ستتخذ الإجراءات المناسبة ضده، وموضحاً أن التقرير جزء من ظاهرة واسعة أخذت بالانتشار في الغرب وفي مؤسسات الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة عادت إلى الأيام السوداء عندما ساوت بين الصهيونية والعنصرية. ومن المتوقع أن تطالب إسرائيل كلاً من روسيا والصين والهند بتوضيحات حول تصويتهم إلى جانب القرار. وقد أعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني آيالون عن خيبة أمل إسرائيلية جراء الموقف الذي اتخذته هذه الدول، قائلاً إن على هذه الدول أن تتصرف وفق اعتبارات أكبر، خاصة وأن التقرير غير محترف ومزور وينفي حق الدفاع عن النفس عن الدول الديمقراطية، وسيؤدي هذا إلى إلحاق الأذى بالدول المذكورة.
في رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طالب كل من رئيس الحكومة البريطانية، غوردون براون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إسرائيل والفلسطينيين بضرورة ضبط النفس، رغم أن التقرير الصادر عن الأمم المتحدة يعتبر قضية حساسة بالنسبة للطرفين. وأكد براون وساركوزي في رسالتهما على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كما أبديا قناعتهما بأن السلام سيضمن أمن إسرائيل بشكل أفضل. وحثت الرسالة، نتنياهو على إجراء تحقيق مستقل وشفاف حول الأحداث في قطاع غزة، وتسهيل القيود المفروضة على القطاع، بما فيها فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية ووقف النشاطات الاستيطانية في الأراضي المحتلة، واستئناف المفاوضات على أساس النقاط التي اقترحها الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه أمام الأمم المتحدة. يذكر أن رسالة براون وساركوزي تأتي بعد رفض، بريطانيا وفرنسا المشاركة في التصويت على تقرير غولدستون في جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.