يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
10/6/2009
فلسطين
عقب اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل إن الولايات المتحدة لن تدير ظهرها لتطلعات الشعب الفلسطيني للعيش بكرامة وإقامة دولة مستقلة، وأكد أن الحل الوحيد للطرفين هو إقامة الدولتين والالتزام بخطة خريطة الطريق. وأعاد ميتشل التأكيد للرئيس عباس التزام الجانب الأميركي التزاماً كاملاً بالتوصل إلى حل شامل في منطقة الشرق الأوسط، وإصرارها على التعجيل في عودة المفاوضات والتوصل إلى حل مبكر يؤدي إلى تحقيق دولتين فلسطينية وإسرائيلية. في الجانب الفلسطيني، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن الرئيس عباس قدم خلال اجتماعه بميتشل قائمة بالوحدات الاستيطانية التي تنوي السلطات الإسرائيلية تنفيذها، وخارطة بالمنازل التي تنوي هدمها في القدس، وسياسة الإغلاق والحواجز في الضفة الغربية، إضافة إلى وثائق حول الوضع الاقتصادي في قطاع غزة.
دعت اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود البرلمانيين العرب إلى زيارة قطاع غزة وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. الدعوة جاءت على لسان رئيس اللجنة، حمدي شعت الذي طالب البرلمانيين العرب الاقتداء بنظرائهم الأوروبيين الذين زاروا القطاع واطلعوا على حجم الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. ولفت شعت إلى الأثر الكبير الذي ستشكله زيارة البرلمانيين العرب خاصة في دعم صمود المواطنين الفلسطينيين في غزة. من جهة ثانية، وفي إطار محاولات كسر الحصار عن قطاع غزة، تم الإعلان عن إطلاق سفينة عكسية تكسر الحصار انطلاقاً من قطاع غزة باتجاه العالم الخارجي قريباً وذلك في إطار فعاليات تم تنظيمها لتشجيع الحوار الوطني وكسر الحصار.
اعتبر الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم أن نجاح الحوار الوطني الفلسطيني مرتبط بنجاح محاولات مصر الضغط على قيادة حركة فتح لإنهاء ملف الاعتقال السياسي. وقال برهوم إن الإجراءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تعكس رداً فورياً من قبل حركة فتح على الجهود المصرية ولا تبشر بقرب التوصل إلى اتفاق. وأضاف برهوم أن حركة حماس طالبت مصر بإنهاء الممارسات في الضفة الغربية تمهيداً لاستمرار الحوار، وأشار إلى أن مصر وعدت بتحقيق ذلك.
أعلن أحمد قريع، مفوض التعبئة والتنظيم، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح، أن اللجنة المركزية ستعقد اجتماعاً قريباً في العاصمة الأردنية، عمّان لاتخاذ قرار بشأن المؤتمر العام السادس للحركة. وقال قريع أن الاجتماع سيتم تنظيمه قبل نهاية هذا الأسبوع وسيكون بمشاركة كامل أعضاء اللجنة المركزية وبرئاسة الرئيس محمود عباس. في الإطار نفسه، كشف عضو المجلس الثوري لحركة فتح، مروان عبد الحميد، أن فاروق القدومي سيلتقي الرئيس أبو مازن خلال لقاء عمّان في محاولة لتهيئة أجواء المصالحة بينهما. وأضاف عبد الحميد أن التوافق على حضور جميع أعضاء اللجنة المركزية للاجتماع يعتبر إنجازاً، مشيراً إلى استمرار الخلاف حول مكان عقد المؤتمر العام للحركة. وتوقع عبد الحميد أن تكون أجواء اجتماعات اللجنة المركزية إيجابية، خاصة في ظل الإجماع على البرنامج السياسي للحركة والقضايا المتعلقة بالمفاوضات والمقاومة.
وجّه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، نداء للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية في مدينة القدس. وقال حنا خلال زيارته لخيمة الاعتصام في الشيخ جراح، أن الوضع في القدس كارثي بسبب الإجراءات الإسرائيلية، وحذر من ضياع القدس يوماً بعد يوم، في ظل المشروع الإسرائيلي الذي ينفذ ليلاً ونهاراً، مشدّداً على أن الصورة قاتمة والوضع مأساوي. وشدّد حنا على أهمية المسيحيين في فلسطين بوصفهم جزءاً أساسياً من مكونات الشعب الفلسطيني والأمة العربية. ووجّه المطران حنا نداء لإنهاء الانقسام في الداخل الفلسطيني وتوحيد الصفوف والتوحد من أجل إنقاذ القدس من المجزرة التاريخية والحضارية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل
عقد المجلس الوزاري الأمني – السياسي الإسرائيلي جلسة للبحث في الضغوط الدولية لفتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ولمناقشة عدد من القضايا الأمنية. ووافقت الحكومة خلال الاجتماع على قرار يقضي برد الجيش الإسرائيلي على أي هجوم يتعرض له من قطاع غزة. وقد جاء قرار الحكومة بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي أربعة مسلحين فلسطينيين قبل أيام أثناء محاولتهم التسلل إلى داخل إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي في حينها أن المسلحين كانوا ينوون خطف جنود إسرائيليين في حال تمكنهم من الدخول إلى إسرائيل. وطلب المجلس من المسؤولين عن ملف الجندي المختطف غلعاد شاليط، بذل كل الجهود الممكنة لإطلاقه. وبعد انتهاء الاجتماع الوزاري، أصدر مكتب رئيس الحكومة بياناً حمّل فيه حركة حماس مسؤولية أي تحرك ضد إسرائيل عبر الحدود مع قطاع غزة. وأضاف البيان أن إسرائيل تدرس إمكانية تخفيف القيود عن المواطنين الفلسطينيين في غزة مع الحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل.
خلال لقاء مع طلبة المدارس في الكنيست، دعا وزير الدفاع إيهود براك، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الإعلان عن تبني خريطة الطريق والقبول بمبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما حول السلام في الشرق الأوسط. وأضاف براك أن حزب العمل دخل الائتلاف الحكومي بناء على تفاهم يقضي بالتزام نتنياهو بالاتفاقيات السابقة والأخذ على عاتقه مهمة تحريك عملية السلام. وأعرب براك عن أمله في أن يعلن نتنياهو عن مواقف تسمح بمواصلة مبادرة الرئيس أوباما في خطابه المتوقع يوم الأحد القادم، والذي سيعلن خلاله عن السياسة التي ستتبعها إسرائيل. وطالب نتنياهو بأن يعلن في خطابه القبول بحل الدولتين الذي تؤيده الولايات المتحدة الأميركية.
طالب وزير الدولة الإسرائيلي يوسي بيليد في رسالة مؤلفة من 11 صفحة سلمها شخصياً إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بفرض عقوبات إسرائيلية على الولايات المتحدة الأميركية تشمل إعادة النظر في المشتريات الإسرائيلية المدنية والعسكرية وشراء تجهيزات حساسة ترفض واشنطن توزيعها عالمياً. واقترح بيليد في رسالته بإمكان اتخاذ خطوات للتعويض عن التغيير الحاصل في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل التي تحولت إلى عدائية. ومن بين هذه الخطوات، السماح لدول تنافس الولايات المتحدة بالتدخل في عملية السلام والحصول على امتيازات لقواتها العسكرية ووكالات استخباراتها في إسرائيل، وشراء طائرات إيرباص الفرنسية بدلاً من طائرات بوينغ الأميركية. واعتبر بيليد أن إسرائيل بإمكانها أيضاً التدخل في انتخابات الكونغرس الأميركي، بهدف إضعاف الرئيس أوباما والضغط على اليهود لعدم المساهمة في حملات المرشحين الديمقراطيين في الكونغرس في محاولة للضغط على أوباما كي يصبح مؤيداً لإسرائيل. وبرر بيليد ما ورد في رسالته بأن ردود الفعل التقليدية تجاه السياسة الأميركية الجديدة لم تعد مقبولة ولا بد من الاتجاه إلى خطوات أخرى.