يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
14/6/2009
فلسطين
بعد اجتماعات دامت يومين في عمّان، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح عقد المؤتمر السادس للحركة في الرابع من شهر آب/ أغسطس القادم. وكان الرئيس محمود عباس قد شارك في الاجتماعات التي عقدت على مدار يومين وحضرها أيضاً رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي. وأعلن قيادي في حركة فتح أن الخلافات الداخلية في حركة فتح قد انتهت بعد المصالحات التي جرت نتيجة اجتماعات اللجنة طوال اليومين. وأضاف المصدر أن أعضاء اللجنة اتفقوا على إعادة ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي. وكانت أصوات في اللجنة المركزية قد طالبت بتأجيل المؤتمر السادس لأيام قليلة، وهو ما تمت الموافقة عليه بالإجماع، بعد أن طلبت القيادة المصرية من الرئيس محمود عباس تأجيل المؤتمر حتى تتم المصالحة الوطنية في السابع من شهر تموز/يوليو القادم في القاهرة.
بعد الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم وجاء خالياً من أي التزام بحل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، توالت ردود الأفعال الفلسطينية المستنكرة، وجاء أبرزها على لسان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، الذي اعتبر أن الخطاب يعطل أي إمكانية للتقدم نحو تسوية، وهو خطاب لا قيمة له ويجب أن يرد عليه بحزم، ووصف عبد ربه نتنياهو بالنصاب والمحتال والكذاب، وبأنه يخترع حيلاً لتعطيل السلام. أما صائب عريقات، فقال إن نتنياهو قال صراحة في خطابه إنه لا حاجة للمفاوضات. ودعا عريقات العالم العربي إلى اتخاذ موقف واضح وسحب مبادرة السلام العربية، مؤكداَ أنه سيتعين على نتنياهو الانتظار ألف سنة قبل أن يجد فلسطينياً واحداً يكون مستعداً لقبول ما قاله نتنياهو الليلة.
أصدرت حركة حماس بياناً تعليقاً على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. واعتبر البيان أن خطاب نتنياهو عنصري ويتنكر لحق الشعب الفلسطيني في أرضه، بينما يطلب من هذا الشعب الاعتراف بأرض فلسطين كدولة يهودية. فكل ما قدمه نتنياهو هو دولة بلا هوية ولا سيادة ولا قدس ولا حق عودة ولا جيش ولا سلاح. وأضاف البيان، أن نتنياهو يصر على بقاء المستوطنات ويعرض على العرب سلاماً اقتصادياً مقابل التطبيع والاعتراف بإسرائيل. واعتبر البيان أن الخطاب زاد من الكراهية والبغض للعدو الإسرائيلي، وهو رسالة إلى كل من يراهن على التسوية. وأكد بيان حركة حماس، أن خطاب نتنياهو لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا تمسكاً بأرضه والقدس وحق العودة وعدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي.
المستوطنون يعتدون على عائلات فلسطينية في القدس. وأفادت مصادر المواطنين أن عشرات المستوطنين يرافقهم أفراد من شركات خاصة تتولى الحماية، اعتدوا على أفراد من عائلة القراعين في منطقة سلوان ما أدى إلى إصابة عشرة مواطنين بينهم رجل مسن في السبعين من عمره أصيب بجروح متوسطة إضافة إلى سيدتين وطفلين. وذكر المواطنون أن الحادث بدأ عندما أقدم مستوطنون على الاعتداء على أطفال من أفراد العائلة كانوا يلهون أمام منزلهم، ما أدى إلى حصول اشتباك بالأيدي بين أفراد العائلة والمستوطنين. وعاد المستوطنون لمواصلة اعتداءاتهم على المواطنين في سلوان.
أثمر اجتماع لجنتي المصالحة بين حركتي فتح وحماس في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، اتفاقاً على إنهاء ملف الاعتقال السياسي، وسوف يتم تبادل قوائم المعتقلين تمهيداً للإفراج عنهم. وتحدّث رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد عن الاجتماع فقال إن مبدأ الاعتقال السياسي مرفوض، وأن حركة فتح ليست مسؤولة عن الاعتقالات التي هي من اختصاص الحكومة. وأضاف أن الحركة ستعمل بالتنسيق مع الرئيس محمود عباس لمعالجة هذا الموضوع. أما ممثل حركة حماس محمود عبد الرازق، فأوضح أن اجتماعات لاحقة ستعقد لمتابعة ملف الاعتقال السياسي، وقد تم اعتماد الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان كي تقوم بإصدار تقارير شهرية للمجلس التشريعي والرئيس محمود عباس حول الاعتقال السياسي. وفي غزة، قال القيادي في حركة فتح، إبراهيم أبو النجا بعد الاجتماع، إن فتح وحماس اتفقتا على الوقف التام والشامل للحملات الإعلامية عبر جميع وسائل الإعلام إضافة إلى إنهاء ملف الاعتقال السياسي. وشكرت حركتا فتح وحماس الدور المصري في اجتماعات المصالحة، وأشارا إلى أن اجتماعات اللجنة ستبقى في حالة انعقاد دائم وصولاً لتوقيع الاتفاق النهائي في السابع من شهر تموز/ يوليو القادم في القاهرة.
إسرائيل
ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خطابه المنتظر من جامعة بار إيلان حدّد فيه موقفه من عملية السلام والمفاوضات مع الفلسطينيين. ودعا نتنياهو جيرانه الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات بشكل فوري ومن دون شروط، فإسرائيل ملتزمة بالاتفاقيات الدولية وتتوقع من الأطراف الآخرين أن يفوا بالتزاماتهم أيضاً. وحدّد نتنياهو شروطه للقبول بدولة فلسطينية، فقال إنه لا يستطيع الاعتراف بدولة فلسطينية قبل أن تأخذ إسرائيل الضمانات بأن هذه الدولة ستكون خالية من السلاح. وأضاف أن القدس يجب أن تبقى عاصمة موحدة لإسرائيل. وفيما أعلن نتنياهو أنه لن يتم بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات الحالية في الضفة الغربية، إلا أنه اشتراط مراعاة عامل النمو الطبيعي في هذه المستوطنات. واشترط نتنياهو على الفلسطينيين القبول بيهودية دولة إسرائيل، وأوضح أنه عندما يعترف الفلسطينيون بيهودية الدولة، ستكون إسرائيل على استعداد للتوصل إلى تسوية حقيقية ونهائية. وأكد أن إسرائيل لن تتفاوض مع إرهابيين يتمنون القضاء عليها. وقال إن على الفلسطينيين أن يختاروا بين التوصل إلى سلام أو حركة حماس. ورفض نتنياهو عودة اللاجئين، وقال أنه يؤيد حلاً إنسانياً لقضيتهم، لكن شرط أن لا يتم ذلك في إسرائيل.
وجّه أعضاء في اليمين واليسار الإسرائيلي انتقادات للخطاب الذي ألقاه بنيامين نتنياهو، وحدّد فيه مبادئ السياسة الخارجية الإسرائيلية الجديدة. وقالت مصادر في حزب البيت اليهودي إنه سيعيد النظر في انضمامه إلى الائتلاف الحكومي بعد الخطاب الخطر الذي ألقاه نتنياهو. أما النائب عن حزب الليكود، داني داندون، فقال إنه لسوء الحظ، خضع نتنياهو لضغوط الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأضاف أن عدداً كافياً من المواطنين الإسرائيليين قد ماتوا نتيجة التنازلات من جانب واحد. أما النائب آرييه إلداد فكان الأقسى في انتقاداته، خاصة عندما قال بأن نتنياهو فقد اليوم قيادة المعسكر الوطني لأنه لم يتجاوز فقط الخطوط الحمراء للوعود التي قطعها خلال الانتخابات، بل حقيقة الأمر أنه تحّول في سياسته.
رحّب البيت الأبيض بدعوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإنشاء دولة فلسطينية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الرئيس باراك أوباما رحّب بخطاب بنيامين نتنياهو، مجدّداً التزام أوباما بحل الدولتين، واحدة يهودية وثانية للفلسطينيين. واعتبر أوباما أن الخطاب يشكل خطوة مهمة للأمام، مؤكداَ أن قيام دولة فلسطينية سيشكل ضمانة لأمن إسرائيل والدولة الفلسطينية. وأضاف أن الرئيس أوباما سيواصل العمل مع جميع الأطراف، إسرائيل والسلدطة الفلسطينية، والدول العربية وأعضاء اللجنة الرباعية للاطلاع على مدى التزام هذه الأطراف بالواجبات والمسؤوليات الضرورية للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على أساس حل الدولتين، والتوصل إلى سلام شامل في المنطقة.