يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
15/6/2009
فلسطين
أعلنت كتائب شهداء الأقصى، مجموعات عماد مغنية، مسؤوليتها عن إطلاق نار على سيارة مستوطنين شمال مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقالت الكتائب في بيانها إن مجموعاتها استهدفت السيارة قرب مستوطنة هار برخا، وذكرت أن قوات الاحتلال انتشرت بشكل واسع وبدأت عملية تمشيط في المنطقة. وأوضحت كتائب الأقصى أن عملية إطلاق النار تأتي رداً على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
في ختام زيارة إلى قطاع غزة استمرت عدة ساعات، عقد المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير مؤتمراً صحافياً تناول فيه آخر المستجدات. فبالنسبة للأوضاع في قطاع غزة، قال بلير إن على حركة حماس تغيير سياساتها كي يشهد القطاع تغييراً فعلياً على الأرض كما حدث في الضفة الغربية، على صعيد حرية الحركة وتحسين أداء الأمن وتوفير حياة أكثر ملائمة للناس، وأضاف أن اللجنة الرباعية تؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح أنه جاء إلى غزة للتعرف عن قرب على معاناة الناس واحتياجاتهم ومحاولة تخفيف هذه المعاناة. لكن بلير من ناحية ثانية، أعرب عن تفهمه لقلق الحكومة الإسرائيلية في موضوع الأمن، وقلق الشارع الإسرائيلي بشأن السلام وإطلاق غلعاد شاليط. ورأى أن خطاب نتنياهو خطوة إلى الأمام، خاصة فيما يتعلق بموافقته على إقامة دولة فلسطينية ولو بشكل مبدئي.
ترأس سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية، جلسة الحكومة الأسبوعية في رام الله، وتناول المجلس خطاب بنيامين نتنياهو فأكد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية وجّه ضربة جديدة للجهود المبذولة لإنقاذ عملية السلام، فخطابه لا يشكل أساساً لعملية السلام، ولا يلبي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية حسب الشرعية الدولية. وأضاف بيان مجلس الوزراء، أن نتنياهو قدم إشارات غامضة ومشروطة بالنسبة لحل الدولتين، فأفرغ الدولة من مضمونها، ومن عناصر الاستقلال والسيادة، وربطها بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وحوّلها إلى مجرد محمية أمنية إسرائيلية في أفضل الأحوال. وأشار البيان إلى أن نتنياهو لم يأت إلى ذكر خريطة الطريق. وأضاف أن هناك مرتكزات أساسية لا يمكن القفز عنها كمدخل للعملية السياسية وفي مقدمتها القدس واللاجئين والحدود. ودعا مجلس الوزراء العالمين العربي والإسلامي إلى رفض دعوات التطبيع التي أطلقها نتنياهو باسم السلام الاقتصادي، كما دعا القوى الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها وإنهاء الانقسام الداخلي وإعادة الوحدة والالتفاف حول برنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وتوجّه مجلس الوزراء إلى المجتمع الدولي لافتاً إلى أهمية وضع حد للتعنت الإسرائيلي والعمل على تطبيق حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
تعليقاً على اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح في عمّان، نفى محمد جهاد، القيادي في حركة فتح الأنباء التي تحدثت عن إقرار عقد المؤتمر السادس للحركة في شهر آب/ أغسطس القادم في مدينة بيت لحم، ووصف جهاد هذه الأنباء بالكاذبة والمزيفة. وكشف جهاد أن اجتماع اللجنة المركزية لم يشهد مصالحات، إنما كان بمثابة لقاء طبيعي ومميز بين الزملاء بعد فترة من البعد. مشيراً إلى أن الخلاف بين الرئيس محمود عباس وفاروق القدومي ما زال قائماً، وهو ليس خلافاً شخصياً بل هو خلاف على البرنامج السياسي. إلا أن جهاد لفت إلى بصيص أمل لعقد مؤتمر حركة فتح قريباً في حال توفرت النيات الحسنة.
بعد إعلان وفاة أحد معتقلي حركة حماس في أحد السجون التابعة للسلطة الفلسطينية، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق إن الأمر لن يمر بسهولة. وأضاف أن الحوار الوطني الفلسطيني لا معنى له ما لم تتوقف هذه الممارسات ويتم إطلاق جميع المختطفين. وقال إن الهدف من اللقاءات مع حركة فتح هو خروج المختطفين أحياء، لكن خروجهم أمواتاً لن يمر بسهولة، وسيكون له انعكاسات خطرة على الحوار. وحذر أبو مرزوق من عدم استئناف الحوار قبل وقف الممارسات من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
إسرائيل
قال الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس إن قبول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بحل الدولتين يعتبر خطوة كبيرة إلى الأمام، لكن لا يزال هناك طريق طويلة أمام عملية السلام. وأعرب غيبس عن اعتقاده بان الحكومة الإسرائيلية قد قامت بخطوة كبيرة عندما اعترفت لأول مرة بالحاجة إلى تحقيق حل على أساس الدولتين. وأضاف أن الرئيس أوباما يعتقد بأنه لا تزال هناك طريق طويلة ومليئة بالعراقيل لتحقيق السلام، لكنه مسرور بالتقدم الذي حصل. ورداً على سؤال حول قدرة نتنياهو على إقناع الفلسطينيين بخطته للسلام في الشرق الأوسط، قال غيبس إن العمل جار والمباحثات جارية مع جميع الأطراف حول كيفية تحريك عملية السلام قدماً، وحول إمكانية قيام دولتين يعيش فيها الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب في سلام وآمان.
خلال اتصال هاتفي وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعوة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لزيارة ألمانيا قريباً. وذكر بيان صادر عن الحكومة الألمانية أن ميركل رحبّت خلال الاتصال الهاتفي بخطاب نتنياهو الذي اعتبرته أول خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لتحقيق حل الدولتين. وأعربت ميركل عن أملها بعودة الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني إلى المفاوضات لحل باقي القضايا العالقة. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد رحبوا بخطاب نتنياهو وإعلانه القبول بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. لكن الوزراء أوضحوا، أن هذا الموقف ليس كافياً لرفع مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
أثنى وزير الدفاع إيهود براك على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووصفه بالخطوة المهمة جداً والتي ستؤدي خلال العامين القادمين إلى تقدم كبير في سبيل توقيع اتفاق سياسي. وأضاف براك أن خطاب نتنياهو يعكس حس المسؤولية والجدية والشجاعة لدى رئيس الحكومة. وقال براك إن نتنياهو أعلن أن الحكومة الجديدة تدخل عملية السلام بأعين مفتوحة، وخالية من الأوهام، ومصممة على التعاون مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والدول الكبرى في المنطقة من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وأكد براك أن الحكومة ستقدم المساعدة الممكنة بما فيها بناء الاقتصاد الفلسطيني والنهوض به من الأساس، وتأمين حرية الحركة للفلسطينيين. وأضاف براك أن الحكومة أعلنت قبولها بكل الاتفاقات الموقعة سابقاً، وسعيها لرؤية شعبين يعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن واحترام متبادل. وبمبدأ الدولتين، دولة إسرائيلية يهودية وديمقراطية، ودولة فلسطينية مسالمة ومنزوعة السلاح. يذكر أن براك يقوم حالياً بزيارة إلى فرنسا.