يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
16/4/2009
فلسطين
خلال مهرجان جماهيري في مدينة نابلس بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أعلنت حركة فتح رسمياً ترشيح أمين سرها، مروان البرغوثي، الذي اعتقلته إسرائيل منذ سبع سنوات، لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح عن إقليم نابلس. جاء ذلك على لسان أمين سر حركة فتح في نابلس هيثم الحلبي، الذي أكد الإعلان قريباً عن موعد ومكان انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح خلال اجتماع يعقد برئاسة محمود عباس. الجدير ذكره أن المؤتمر المزمع عقده هو الأول لحركة فتح منذ عشرين عاماً. وقدرت مصادر الحركة عدد الأعضاء الذين يعتزمون حضور المؤتمر بألف وخمسمئة عنصر.
تلبية لدعوة النفير العام التي وجهت أمس إلى المواطنين، لبى آلاف الفلسطينيين من القدس ومن داخل الخط الأخضر النداء للدفاع عن المسجد الأقصى. ونجح المواطنون في إحباط مسيرة المتطرفين اليهود التي كانوا يعتزمون القيام بها اليوم لاقتحام المسجد الأقصى، وذلك على الرغم من احتشاد المجموعات المتطرفة بالآلاف في باحات المسجد وعند بوابات البلدة القديمة للقدس تحت حراسة رجال الشرطة والجنود الإسرائيليين. ورأى حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية لشؤون القدس، والشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، إن حملة "شد الظهر" التي أطلقها المتطرفون اليهود لاقتحام المسجد الأقصى تحوّلت إلى حملة "كسر الظهر" بعد نجاح المواطنين في ردّهم على أعقابهم. إضافة إلى ذلك تراجعت قوات الشرطة الإسرائيلية عن قرارها السماح للمتطرفين بتنظيم مسيرتهم لخشيتها من تحوّل الأمر إلى مواجهات واسعة النطاق. كما منعت قوات الشرطة المواطنين الفلسطينيين تحت سن الخمسين من الوصول إلى المسجد الأقصى. وكان مئات من المواطنين الفلسطينيين تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر رغم القيود المشددة حيث اعتصموا هناك بمشاركة عدد من الشخصيات الرسمية والدينية على رأسها مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وحاتم عبد القادر، وكمال الخطيب وغيرهم. أما اللافت فكان قيام رجال الشرطة الإسرائيليين بارتداء زي المتدينين اليهود وتأدية صلاة خاصة نيابة عن المستوطنين الذين منعوا من الوصول إلى باب الأسباط لإقامة شعائرهم.
بمناسبة يوم الأسير والذكرى السنوية الخامسة لاغتيال عبد العزيز الرنتيسي أصدرت حركة حماس بياناً تعهدت فيه بالثبات على خيار المقاومة والجهاد والوفاء لدماء الشهداء. كما أكد البيان أن قضية الأسرى ستبقى على سلم أولويات الحركة، وأن جميع الخيارات مفتوحة أمام كتائب عز الدين القسام وفصائل المقاومة لتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، خاصة وأن المجتمع الدولي لا يبالي بنداءات الفلسطينيين لرفع المعاناة والظلم عن الأسرى. وبالنسبة إلى صفقة التبادل مع الإسرائيليين، رحب البيان بكل الجهود المبذولة لإتمام الصفقة إنما وفق الشروط المعلنة، محذراً الحكومة الإسرائيلية من أن إطلاق شاليط لا يتحقق بارتكاب الحماقات وإنما بالاستجابة لشروط المقاومة. كما دعت الحركة في بيانها السلطة الفلسطينية في رام الله إلى وقف حملة الاعتقالات بحق أنصارها وإغلاق ملف الاعتقال السياسي تماماً. كما طالبت الجميع بالعمل الجاد من أجل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني بعيداً عن أية أجندات من شأنها تعكير أجواء الحوار.
جامعة الدول العربية تنوي الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لدرس سبل مواجهة الممارسات الإسرائيلية في القدس. هذا ما أعلنه الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية، محمد صبيح. وذكر صبيح أن الأمين العام للجامعة عمرو موسى يجري مشاورات عربية لتحديد موعد للاجتماع. وأضاف صبيح أن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، تقدم بطلب بهذا الخصوص إلى الجامعة العربية، كما أن السلطة الفلسطينية قدمت إلى الجامعة ملفاً كاملاً عن الممارسات والإجراءات الخطرة وغير المسبوقة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في مدينة القدس من محاولات تهويد واستيطان وهدم للمنازل وسحب لهويات المواطنين المقدسيين. وطالب صبيح الدول الفاعلة بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ومواصلة عملية السلام وفق مؤتمر أنابوليس الذي حضره أكثر من خمسين دولة. وحذر من أن عدم قيام هذه الدول بدورها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، سيجعل الأمور أكثر صعوبة ما قد يؤدي إلى تجدد الصراع في المنطقة.
ذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات حربية إسرائيلية أغارت على منزل شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وبحسب المصادر فإن طائرات من طراز أف 16 أطلقت صاروخاً على الأقل على المنزل ما أدى إلى تدميره كلياً. ولم يؤد القصف إلى وقوع إصابات في صفوف المواطنين نظراً لخلو المنزل من السكان أثناء عملية القصف. وقالت المصادر إن الطائرات الإسرائيلية عاودت التحليق في أجواء المنطقة بعد ذلك.
إسرائيل
خلال لقائه بجورج ميتشل، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية تشترط على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل قبل استئناف المفاوضات حول حل يقوم على مبدأ الدولتين. وكان مصدر حكومي إسرائيلي توقع أن يطلب ميتشل من نتنياهو خلال لقائهما تحديد موقف إسرائيل بالنسبة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وسورية. ورأى المصدر أن قبول الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية يعتبر عاملاً حاسماً في تحريك الحوار السياسي. وكان ميتشل قد شدد خلال لقاءاته بالقادة الإسرائيليين على التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما بحل قائم على أساس مبدأ الدولتين، حيث تقوم دولة فلسطينية لتعيش بسلام مع جارتها الإسرائيلية منهية عقوداً من الصراع. وقال ميتشل، إن هذا هو هدف الإدارة الأميركية والذي ستسعى لتحقيقه بقوة خلال الأشهر القادمة.
طلب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك خلال اجتماعه بوفد نيابي أميركي مساعدة إسرائيل على تأمين التمويل اللازم لتطوير وصناعة منظومة الصواريخ البالستية الدفاعية من نوع سهم 3. وقدّم براك ملخصاً عن التجارب الناجحة التي أجريت على المنظومة الدفاعية لصواريخ سهم البالستية ولمنظومة القبة الحديدية. وأعرب مسؤولون عسكريون إسرائيليون عن ثقتهم بتفهم اللجنة النيابية الأميركية لضرورة متابعة تمويل وتطوير صاروخ سهم 3 الذين سيكون قادراً على اعتراض الصواريخ البعيدة المدى على ارتفاع عال جداً وبعيداً عن إسرائيل. من جهة ثانية، طالب براك من نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف عدم إقدام روسيا على تزويد سورية أو إيران بأسلحة متطورة، ولا سيما الصواريخ المضادة للطائرات.
في إطار لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، اجتمع جورج ميتشل مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. وكشفت مصادر في وزارة الخارجية، أن ليبرمان شرح لميتشل فشل الطريقة التقليدية التي كانت متبعة في عملية السلام من قبل الحكومات السابقة موضحاً أنها تركت عملية السلام أمام طريق مسدود، إضافة إلى تقديم الحكومات السابقة تنازلات أدت جميعها إلى مجموعة من النتائج الفاشلة. وعدد ليبرمان أمثلة لذلك، ما حدث خلال حرب لبنان الثانية، والهجوم على قطاع غزة، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وموريتانيا، وبقاء الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط في قبضة حركة حماس. ونقلت المصادر عن ليبرمان قوله لميتشل إن إسرائيل ترغب باستكشاف سبل جديدة مغايرة للمفاوضات.