يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
19/5/2009
فلسطين
أعلنت تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة سلام فياض، وقد أدت اليمين الدستورية في مقر الرئاسة في رام الله أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وضمت التشكيلة عشرين وزيراً بينهم سبعة وزراء من الحكومة المستقيلة على رأسهم رياض المالكي الذي احتفظ بوزارة الخارجية. وخلت الحكومة الجديدة من حقيبتي الأسرى والرياضة والشباب فيما تم إلغاء وزارة الإعلام واستبدالها بمجلس أعلى.
قررت كتلة فتح البرلمانية عدم المشاركة في حكومة سلام فياض الجديدة، فيما قالت مصادر في الكتلة إنها لن تدعم هذه الحكومة ولن تمنحها الثقة لأن تشكيلها بهذه الطريقة هو غير قانوني. ولم يتم التشاور مع قيادات الحركة بخصوص التشكيلة الجديدة. كما أعلنت ثلاث نقابات رئيسية أيضاً معارضتها لهذه الحكومة، وقد أصدرت نقابات اتحاد المعلمين والعاملين في الوظيفة العمومية والمهن الصحية بياناً مشتركاً وصفت فيه الحكومة الجديدة بأنها مولود مشوه لا يحظى باتفاق جماهيري أو فصائلي. وهددت هذه النقابات بمقاطعة الحكومة وعدم التعاون معها. وأضافت مصادر النقابات بأنها لا تشعر بالارتياح لطريقة تشكيل الحكومة التي أعادت بعض الوزراء الفاشلين وغير الملتزمين بالبرنامج الوطني ولا يتمتعون بالنزاهة المطلوبة.
ذكرت مصادر رسمية في مدينة نابلس أن مجموعة من المستوطنين هاجمت عدداً من المزارعين الفلسطينيين أثناء عملهم في الحقول فاعتدت عليهم وهددت بحرق الأراضي، في قرى تل وصره وجيب قرب مستعمرتي قدوميم وجلعاد. وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في المنطقة، أن المزارعين اشتبكوا بالأيدي مع المهاجمين الذين حاولوا طردهم من أراضيهم، ما أدى إلى إصابة عدد من المزارعين بجروح ورضوض مختلفة، خاصة وأن المستعمرين استخدموا الأسلحة الرشاشة والهروات في الاعتداء. وكانت قرى مادما وبورين وعصيرة القبلية قد شهدت اعتداءات مماثلة خلال الأشهر الماضية. كما أفيد عن قيام مستوطنين متطرفين في مدينة الخليل بمهاجمة المواطنين والمتسوقين الفلسطينيين في المدينة. وذكرت المصادر أن المستوطنين أقدموا على سكب مواد كيماوية حارقة على المارة، إلا أن سياجاً مقاماً في المنطقة حال دون وقوع إصابات بين المواطنين.
دانت حركة حماس إعلان تشكيل حكومة جديدة في الضفة الغربية. وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة، فوزي برهوم إن تشكيل الحكومة يعتبر بمثابة تخريب متعمد لعملية الحوار الوطني الفلسطيني وتهديد واضح لمستقبله، وإمعان في الفوضى السياسية والقانونية والدستورية من قبل الرئيس محمود عباس. واعتبر برهوم أن قيام أبو مازن بتشكيل هذه الحكومة هو تجاهل للمطلب الوطني الفلسطيني، وخطوة استباقية تهدف إلى نسف المكاسب التي تحققت من جولات الحوار. وأكد برهوم، أن حركة حماس تنظر إلى هذه الحكومة باعتبارها غير قانونية وغير شرعية ولهذا لن تعترف بها أو تتعامل معها. ورأى برهوم، أن خطوة أبو مازن جاءت لكسب الرضا الأميركي والإسرائيلي على حساب التوافق الوطني الفلسطيني قبل ذهابه إلى واشنطن.
اعترفت مصادر إسرائيلية بسقوط صاروخين على مستعمرة سديروت. وأوضحت المصادر أن الصاروخين سقطا في ساحة أحد المنازل دون تسجيل إصابات مباشرة، إلا أن الشرطة ذكرت أن حالة من الهلع أصابت سكان المستعمرة، إضافة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالمنزل. من جهتها حذرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من التحليق المكثف لطائرات أف 16 الإسرائيلية في سماء قطاع غزة. ودعت أجنحة المقاومة الفلسطينية إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر تحسباً لأي عملية اغتيال أو قصف قد تنفذها هذه الطائرات. ولاحقاً، أعلنت مصادر أمنية في قطاع غزة، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت بصاروخ واحد على الأقل المنطقة الحدودية جنوب رفح دون الإفادة عن وقوع إصابات.
إسرائيل
في ختام زيارة دامت ثلاثة أيام إلى واشنطن، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استعداده البدء بمحادثات سلام فورية مع السلطة الوطنية الفلسطينية. وحول لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما، قال نتنياهو إنهما يعملان سوية لتحريك عملية السلام ويبحثان الوسائل اللازمة لإدخال دول عربية أخرى في العملية. وكان نتنياهو قد التقى السناتور الديمقراطي جون كيري الذي قال عقب الاجتماع إنه أكد لنتنياهو أهمية التحرك خاصة فيما يتعلق بملف الاستيطان، لكنه أضاف أن الأمر يجب ألا يقتصر على تحرك من جانب واحد، إذ يتعين على العرب أيضاً أن ينضموا إلى خريطة الطريق الإقليمية للسلام. ورد نتنياهو بالانتقال إلى الملف الإيراني، مؤكداً لكيري أن التهديد الإيراني هو جزء مهم في أي معادلة للمفاوضات. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل وجيرانها يدركون مدى خطر إيران عليهم.
تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعدم مهاجمة إيران قبل نهاية العام. وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تعيق خطط واشنطن بالنسبة للحوار مع طهران حول ملفها النووي. وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وعد بإعادة تقييم لمحاولات الحوار مع الجمهورية الإسلامية خلال ثلاثة أشهر. وقرر الطرفان تشكيل فريق استراتيجي مشترك لتنسيق الخطوات حول الملف الإيراني. من جهة ثانية، عبّر مسؤول إسرائيلي في حديث إلى القناة العاشرة عن قلق إسرائيلي من عدم اعتراف الرئيس أوباما بفشل محاولته للحوار مع إيران بعد نهاية الفترة المحددة دون جدوى، وفي هذه الحالة ستجد إسرائيل نفسها بمفردها في مواجهة الخطر الإيراني ما سيجبرها على اتخاذ قرار صعب.
في تقرير إلى لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست، أعرب رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشين بيت، يوفال ديسكين، عن تخوفه من فوز حركة حماس في حال إجراء انتخابات فلسطينية. وقال ديسكين في تقرير حول مختلف الأمور المتعلقة بالتهدئة الهشة مع حركة حماس والتهديدات الإرهابية والخطر الإيراني، إنه فيما لو قررت السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات عامة، فمن المرجح فوز حماس بها. وحذر ديسكين من عدم احتمال وجود فرص لقيام مفاوضات سلام مجدية ما دامت حركة حماس تسيطر على قطاع غزة. وأضاف، أن حماس لن تتخلى عن سيادتها على القطاع، فيما لن تتخلى السلطة الفلسطينية عن سلطتها في الضفة الغربية، وعليه، فإن تشكيل حكومة وحدة وطنية لن يتم إلا تحت ضغط دولي كبير. وأوصى ديسكين في تقريره بالتراجع عن إسناد مسؤوليات أمنية كاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية في الوقت الحالي. وأشاد ديسكين بالجهود المصرية الكبيرة لوقف عمليات التهريب إلى قطاع غزة.