يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
18/2/2009
فلسطين
خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن فصائل منظمة التحرير ستذهب إلى الحوار الفلسطيني بقلوب مفتوحة متمنياً أن يتم البدء بالحوار بأقصى سرعة ممكنة للوصول إلى حكومة فلسطينية وانتخابات تشريعية ورئاسية والإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة. وكرر عباس مطالبته الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان وإقامة الحواجز في الضفة الغربية التي باتت غير مقبولة من قبل المواطنين، قبل الحديث عن استئناف المفاوضات.
رداً على قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي ربط التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة بإطلاق الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، أكد القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن فشل مساعي التهدئة مع الفصائل الفلسطينية. وأضاف أن الحركة ترفض ربط اتفاق التهدئة بقضية غلعاد شاليط، وتشدّد على أن التهدئة يجب أن تشمل فتح المعابر ورفع الحصار ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني. من ناحية ثانية، اعتبر رضوان أن رفض الاحتلال الإسرائيلي اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه مصر مع الفصائل الفلسطينية يشكل ضربة ورفضاً للجهود المصرية. وطالب بإيجاد بديل عربي رداً على الرفض الإسرائيلي يقوم على فتح معبر رفح بشكل كامل.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة جيوس قضاء قلقيلية وفرضت منعاً للتجول وقامت بعملية مداهمة واسعة للمنازل حيث اعتلى الجنود أسطح بعض المنازل وحولوها إلى نقاط مراقبة، كما عمدت قوات الاحتلال إلى تجميع عدد كبير من سكان البلدة في مدرسة البلدة التي تحوّلت لمركز تحقيق واستجواب للشبان. ومساء انسحبت القوات الإسرائيلية من البلدة بعد احتلالها لمدة 15 ساعة، وبعد أن اعتقلت 17 مواطناً وخلفت وراءها أضراراً كبيرة في الممتلكات.
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على منطقة الشريط الحدودي جنوب قطاع غزة واستهدفت سبعة أنفاق في تلك المنطقة إضافة إلى موقع تابع لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وأدت الغارات إلى وفاة مسنة تبلغ من العمر سبعين عاماً. من جهة ثانية أصيب مزارع فلسطيني بطلقات نارية في أنحاء متفرقة من جسده نتيجة إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق بلدة عبسان جنوب قطاع غزة. وقد تمت عملية إطلاق النار أثناء وجود بعض المتضامنين الأجانب في المنطقة.
ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، بالرفض الإسرائيلي للتهدئة مع الفصائل الفلسطينية. ووصف الموقف الإسرائيلي بأنه مراوغة ومحاولة للحصول على مطالب دون تقديم تنازلات. وقال موسى في حديت للصحافيين إنه لا يجوز على الإطلاق الربط بين التهدئة والإفراج عن الجندي الأسير. وتتطرق موسى إلى موضوع المصالحة الفلسطينية، فرأى أن فرصها في تزايد وأن نوافذ الأمل في هذا الموضوع باتت مفتوحة، وطالب بأن يبدأ الحوار بين الفلسطينيين في القاهرة كي تتحرك الأمور إلى الأمام.
إسرائيل
بعد اجتماع لأربع ساعات متواصلة، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي اجتمع برئاسة إيهود أولمرت عدم الموافقة على فتح المعابر مع قطاع غزة إلا إذا وافقت حركة حماس على إطلاق الجندي الإسرائيلي المختطف غلعاد شاليط. وقال وزير الداخلية الإسرائيلي، مئير شطريت، في حديث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الحكومة قررت عدم قبول المبادرة المصرية للتهدئة والتي تدعو لفتح المعابر مع قطاع غزة دون إطلاق غلعاد شاليط. وكان المجلس المصغر قد عقد جلسة خاصة أيضاً لمناقشة إمكانية إتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس يتم بموجبها الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق الجندي غلعاد شاليط.
حذر وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، من حل يقوم على مفهوم الدول الثلاث بدلاً من الدولتين. وشرح ديختر فكرته قائلاً إنه قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة كان حل الدولتين لشعبين مقبولاً أما الآن فالأمور تتجه إلى ثلاث دول لشعبين. دولة في رام الله وأخرى في غزة في مقابل إسرائيل. وحذر ديختر من الخطر الكبير الذي يمثله هذا الطرح، مشدّداً على ضرورة أن يكون الإسرائيليون صارمين لتجنب هذا الأمر. واتهم ديختر الإيرانيين بدعم حركة حماس وحزب الله ما أدى إلى تغيير للواقع في منطقة الشرق الأوسط. وقال ديختر إن على إسرائيل ألا تقبل بوجود عدو يمتلك أسلحة في قطاع غزة، واعترف أن هذا الأمر قد لا يتم في شهر بل قد يأخذ سنوات. لكن بجميع الأحول، حسب ديختر، فإن إسرائيل لن تقبل أن يقوم كيان مسلح بين إسرائيل ومصر.
خلال خطاب أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، اعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس أن الموافقة على الانسحاب الأحادي من قطاع غزة في عام 2005 كان خطأ. واعتبر أنه كان يجب على الإسرائيليين التصرف بطريقة مختلفة. وفي وقت لاحق، أصدر مكتب بيرس بياناً توضيحياً حول التصريحات جاء فيه أن الرئيس لم يقصد أنه كان ضد قرار الانسحاب، بل ضد الطريقة التي تمت بها العملية والافتقار إلى التنسيق السياسي والأمني اللازم مع الجانب الفلسطيني في ذلك الوقت. من جهة ثانية تطرق بيرس في خطابه إلى المشاورات التي من المقرر أن يجريها قبل اختيار أحد المرشحين لتشكيل الحكومة، فقال إن إسرائيل تواجه تحديات جديدة وواقعاً جديداً، وأن على رئيس الحكومة الجديدة أن يتعامل مع هذه المخاطر والعقبات. وأضاف بيرس أنه بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن المسألة لم تعد فقط من سيرئس الحكومة، أو من هم الوزراء، بل كيف ستكون سياسات إسرائيل المقبلة.