يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
26/2/2009
فلسطين
انتهت الجلسة الأولى من جلسات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة بحضور الفصائل الفلسطينية كافة. وفي نهاية الجلسة عقد رؤساء وفود الفصائل والشخصيات المستقلة المشاركة مؤتمراً صحافياً تحدثوا خلاله عن مجريات الحوار وما تم الاتفاق عليه. وتلا أحمد قريع رئيس وفد حركة فتح البيان الصادر عن المتحاورين جاء فيه أن المجتمعين اتفقوا على تشكيل لجان الحوار الخمس وهي لجنة الحكومة ولجنة الأمن ولجنة منظمة التحرير الفلسطينية ولجنة الانتخابات ولجنة المصالحات الوطنية. كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة التوجيه العليا والبدء فوراً بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ووقف كل أشكال الملاحقة والانتهاك للحقوق والحريات الديمقراطية ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة.
اعتبر إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، أن الحوار الوطني هو وسيلة للإنقاذ الوطني وليس مجرد تكتيك سياسي. وقال إن الأولوية الآن هي تحقيق مصالحة وطنية حقيقية. وأضاف هنية أن حركة حماس تسعى لتحقيق ستة أهداف من هذا الحوار تتلخص بالتمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية والمحافظة على كرامة الشعب وصموده وتضحياته وتحقيق مرجعية سياسية عليا عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية جديدة، والوصول إلى حكومة فلسطينية وطنية غير مرتهنة للضغوط والشروط الخارجية، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية والحفاظ على حق الشعب في المقاومة. وقال هنية إن الأولوية بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي هي لإعادة الإعمار ورفع الحصار. وبالنسبة إلى العلاقة مع مصر، قال هنية إن هذه العلاقة هي خيار استراتيجي وليست مصلحة طارئة. وبخصوص التهدئة، أكد هنية أن المزايدات الحزبية الإسرائيلية هي التي تعيق إنجاز التهدئة وصفقة تبادل الأسرى.
أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً عن الآثار التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على الناحية التعليمية. وأشار التقرير إلى استهداف قوات الاحتلال للمؤسسات التعليمية من مدارس ورياض أطفال وجامعات ومبان تابعة لوزارة التربية والتعليم ما أدى إلى توقف العملية التعليمية. وجاء في التقرير أن القصف استهدف 226 مدرسة بين حكومية وخاصة إضافة إلى مدارس الأونروا، ونجم عن القصف دمار كلي في 8 مدارس منها، كما استهدف القصف 69 روضة أطفال وأربع جامعات. أما بالنسبة إلى الضحايا، فقد بلغ عدد التلاميذ الذين استشهدوا نتيجة القصف 220. وتحدث التقرير عن الآثار النفسية والاجتماعية على التلاميذ خاصة بعد تدمير المنازل والمدارس وفقدان التلاميذ لعدد من زملائهم وانتقال التلاميذ إلى مدارس أخرى بعد تدمير منازلهم. وتضمن التقرير عدة توصيات أهمها: فرض عقوبات على إسرائيل من قبل المجتمع الدولي لانتهاكها قواعد القانون الدولي الإنساني، وإلزام قوات الاحتلال التعويض وتحمل نفقات إعادة إعمار المؤسسات التعليمية المدمرة، وتأهيل التلاميذ نفسياً لتمكينهم من الخروج من الحالة النفسية التي عانوا منها خلال الحرب، وتقديم مساعدات عينية للتلاميذ خاصة للذين فقدوا منازلهم وأدواتهم الدراسية. كما أوصى التقرير بالعمل سريعاً لإعادة التلاميذ إلى مدارسهم الأصلية والقيام بأنشطة ترفيهية لهم ما يساعد على خفض مستوى الضغط النفسي لما بعد الصدمة لدى الأطفال في المدارس وإعادة بناء المدارس المدمرة والمتضررة.
ذكرت أنباء من قطاع غزة أن حريقاً كبيراً اندلع في مخازن البضائع بالقرب من معبر كرم أبو سالم في الجانب الإسرائيلي. وأوضح مسؤول لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة، رائد فتوح، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الجانب الفلسطيني عن وقوع الحريق في المخازن، مشيراً إلى أن هذه المخازن تضم بداخلها نحو 150 شاحنة بضائع لتجار من قطاع غزة. وأضاف فتوح أن سلطات الاحتلال فتحت تحقيقاً لمعرفة أسباب الحادث. ونفى فتوح ما أشيع عن نية إسرائيل تقديم تسهيلات تشمل إدخال أصناف جديدة من البضائع إلى القطاع، مؤكداً أن الأصناف المسموح بإدخالها لا زالت كما هي، وأشار إلى استمرار إغلاق المعابر من قبل سلطات الاحتلال.
خلال مؤتمر صحافي تحدث رئيس لجنة تقصي الحقائق الدولية المنتدبة من جامعة الدول العربية، جون دوغارد، عن مهمة اللجنة في قطاع غزة. وقال دوغارد إن اللجنة زارت المواقع والمصانع والمباني الحكومية التي تعرضت للقصف خلال العدوان كما التقت بالمسؤولين في حكومة حماس لاطلاعهم على ما تم واتصلت بالحكومة الإسرائيلية لطلب المعلومات موضحاً أن اللجنة لم تتلق رداً إسرائيلياً حتى الآن. وأضاف دوجراد أن اللجنة استمعت إلى العديد من الشهود وأسر ضحايا العدوان الإسرائيلي مشيراً إلى أن هذه الشهادات تكسر القلب. وأشار إلى اللجنة قد تسلم تقريرها للأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى خلال أسابيع.
ذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على الحدود الفلسطينية - المصرية جنوب رفح، ليصل عدد الغارات لهذا اليوم إلى ست غارات أدت إلى إصابة ستة مواطنين. وكانت الغارات السابقة استهدفت شرق معبر رفح ومنطقة الحدود، إضافة إلى قيام الزوارق الحربية الإسرائيلية بإطلاق أسلحة رشاشاتها باتجاه مراكب الصيادين في رفح وشمال غزة. في المقابل أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إطلاق قذيفتي أر بي جي باتجاه جيب عسكري إسرائيلي شرق منطقتي البريج والمغازي.
إسرائيل
في لقاء جمعه مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، إنه كرئيس للحكومة سيحترم كل الالتزامات الدولية التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية السابقة. وأضاف أنه بعد تشكيل الحكومة سيعيد تقييم سياسة إسرائيل الخارجية، وسوف تواصل الحكومة الجديدة عملية السلام مع الفلسطينيين لكن وفق طريقتها الخاصة. وكان ميتشل قد التقى برئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، إضافة إلى نتنياهو. وقد أكد هؤلاء لميتشل، أنه في حال تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، فإنها يجب أن تلتزم بشروط اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والتي تتضمن الاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقيات السابقة والتخلي عن الإرهاب.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن عوفر ديكل، المكلف بملف التفاوض مع المصريين، توجه إلى القاهرة لعقد محادثات حول قضية الجندي الإسرائيلي المختطف غلعاد شاليط. وكان ديكل قد تلقى دعوة من قبل مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان للاطلاع على مقترحات جديدة بهذا الخصوص تتعلق بمطالب حماس حول إتمام صفقة تبادل الأسرى. وتطالب حركة حماس بإطلاق مئات الأسرى من ضمنهم أشخاص نفذوا هجمات إرهابية داخل إسرائيل. وتعليقاً على الدعوة التي تلقاها عوفر لزياة القاهرة، قال مصدر في مكتب أولمرت أن على إسرائيل أن لا تفوت هذه الفرصة، رغم الثمن الكبير الذي قد تدفعه بالمقابل.
نشرت صحيفة أميركية مقالاً لزعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، تضمن رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية عبر لهجة أقل حدة في الخطاب السياسي. وجاء في مقال ليبرمان الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، والذي يعتبر من أعداء المفاوضات مع الفلسطينيين، أنه يؤيد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. ورفض ليبرمان ما يقال عن أن أفكاره تنتمي إلى اليمين المتطرف مشدداً على أنه يريد أن تبقى إسرائيل دولة صهيونية ويهودية وديمقراطية. وأضاف أنه لا يطلب من عرب إسرائيل المشاركة بالأحلام الصهيوينة، بل يطلب منهم أن يقبلوا بإسرائيل الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. واختتم ليبرمان بالقول إنه يسعى للتعاون مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبأن العلاقات الأميركية – الإسرائيلية ما زالت قوية.
ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسبانيا تقدمت بطلب إلى إسرائيل للتحقيق مع ستة مسؤولين كبار يشتبه بارتكابهم جرائم حرب في العملية التي استهدفت صلاح شحادة القيادي في حركة حماس عام 2002. وكشفت الإذاعة أن من بين المسؤولين الستة وزير الأمن الداخلي آفي ديختر ووزير الدفاع السابق بنيامين بن إليعيزر، ورئيس الأركان الأسبق موشيه يعالون ورئيس الأركان السابق دان حالوتس الذي كان حينها قائداً لسلاح الجو. يضاف إلى هؤلاء، رئيس مجلس الأمن القومي والسكرتير العسكري لوزير الدفاع آنذاك.