يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
1/3/2009
فلسطين
خلال ندوة سياسية نظمتها حركة فتح في طوباس تحت عنوان "الوضع الفلسطيني واقع وتحديات"، تحدث صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، عن التطورات الأخيرة فقال إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بلغ أعضاء اللجنة الرباعية بشكل رسمي أن منظمة التحرير الفلسطينية لن تتعامل مع أية حكومة إسرائيلية ترفض مبدأ الدولتين والاتفاقات الموقعة ووقف الاستيطان ورفع الحصار والإغلاق، كما أن المنظمة لن تجري أي مفاوضات سياسية مع حكومة من هذا النوع. ودعا عريقات إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني فوراً وتشكيل حكومة وحدة فلسطينية تلتزم بالشرعية الدولية والعربية والفلسطينية.
أعلن وزير التنمية الدولية البريطاني، دوغلاس ألكسندر، أن حكومته ستقدم 30 مليون جنيه استرليني مساهمة في إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات في قطاع غزة. وأوضح ألكسندر أن المساهمة البريطانية ستخصص لدعم المرحلة الأولى من إعادة البناء في قطاع غزة إضافة إلى إصلاح البنية التحتية الأساسية بما فيها شبكات المياه والمجاري والكهرباء، لافتاً إلى أنه على الرغم من انتهاء القتال منذ أكثر من ستة أسابيع إلا أن كثيراً من الناس لا يزالون يعيشون في منازل موقتة كما أن 90% من السكان بحاجة إلى معونات غذائية. ودعا ألكسندر، الذي زار غزة واطلع على أثار القصف والدمار، إلى تحسين العبور إلى القطاع وحث الإسرائيليين على تخفيف القيود المفروضة على المواد المسموح بإدخالها إلى القطاع خاصة وأن غزة بحاجة إلى المال والوقود ومواد البناء.
ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجزت سبعين شاباً من محافظة جنين في مستعمرة شافي شمرون. وفي تفاصيل الحادث، ذكر مواطنون أن الجنود الإسرائيليين أوقفوا حافلتين تقلان طلبة جامعيين وموظفين من أبناء محافظة جنين بالقرب من المستعمرة حيث تم إخلاء الطالبات واقتياد الشبان إلى داخل المستعمرة. من جهة ثانية، أقدم جنود الاحتلال على ضرب شاب فلسطيني على حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس. وقد تم توقيف الشاب على الحاجز عند محاولته الخروج من المدينة وشرعوا بضربه قبل أن يعتقلوه.
أعرب الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، عن ترحيب الحكومة بأي مؤتمر ينعقد من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، على أن يكون الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني حاضراً في هذه المؤتمرات. وقال رزقة إن المجلس التشريعي المنتخب من قبل الشعب هو صاحب السلطة الحقيقية، ولفت إلى أنه لا إعمار بدون الحكومة والمقاومة التي خاضت الحرب في غزة. وأضاف رزقة أنه ليس متفائلاً من نتائج مؤتمر الدول المانحة الذي ينعقد في شرم الشيخ غداً، لأن قراراته ستكون نظرية وتشترط تشكيل حكومة التوافق الوطني التي قد يأخذ تشكيلها وقتاً طويلاً. وانتقد رزقة تصريحات خافيير سولانا التي اعتبرها منحازة، ودعا الذين سيحضرون المؤتمر إلى التعامل مع قضية الإعمار بإنصاف وعدالة وواقعية.
قام طوني بلير، المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، بزيارة إلى قطاع غزة لتفقد الآثار التي خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. ودخل بلير القطاع عبر معبر بيت حانون حيث بدأ بزيارة المناطق الحدودية خاصة منطقة عزبة عبد ربه شرق جباليا، فتفقد المنازل المدمرة واستمع إلى شهادات السكان الذين فقدوا منازلهم فشرحوا معاناتهم خاصة في ظل الشتاء والبرد القارس كما زار بلير مدرسة الأونروا في المنطقة. ودعا بلير إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة والسماح بإدخال جميع أنواع البضائع إلى القطاع. ولفت بلير خلال لقائه بوفد من مجموعة الوادية الاقتصادية إلى ضرورة تهدئة الأوضاع الميدانية والتوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين يؤدي إلى حل الدولتين ويحافظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
إسرائيل
لم يكد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الأميركي يعلن في مقابلة تلفزيونية أن إيران أصبحت تمتلك ما يكفي من المواد لتصنيع قنبلة نووية، حتى بادر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى الإعلان أن إيران ليست قريبة من امتلاك القنبلة النووية وهو ما يعطي الولايات المتحدة وغيرها من الدول الوقت لمحاولة إقناع طهران بالتخلي عن مواصلة برنامجها النووي. وقال غيتس إن هذه المحاولات لا زالت متواصلة منذ عهد الرئيس جورج بوش وسوف تستمر في عهد الرئيس الجديد باراك أوباما. يذكر أن إيران تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط.
رداً على سقوط صواريخ في أشكلون ومناطق أخرى في النقب الغربي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن إسرائيل لن تتحمل مزيداً من التصعيد وقد تتخذ إجراءات واسعة لتبعد الخطر عن المناطق الجنوبية. وأضاف أولمرت خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، أن الحكومة قد اتخذت قراراً بالإجماع يقضي بالرد بطريقة قوية ومؤلمة في حال استمر إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقال إن الحكومة ستطبق هذا القرار حتى تفهم المنظمات الإرهابية أن إسرائيل لن تخضع لإرادتهم، وأن إسرائيل لديها مجموعة كبيرة من الخيارات، وقد تضطر لاستخدام كل هذه الخيارات حتى تتمكن من إعادة الهدوء إلى مناطق الجنوب.
ذكر تقرير صحافي أن 20% من سكان سديروت يخضعون لنوع من العلاج النفسي جراء سقوط الصواريخ على المدينة. وجاء في التقرير الذي أعده أحد الصحافيين المتخصصين أن أربعة آلاف شخص في سديروت يخضعون للعلاج النفسي بطريقة أو بأخرى، فالسكان يعانون جراء القلق والخوف من الصواريخ، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام لم تعد تهتم بالهجمات الصاروخية التي لا توقع إصابات. وذكر التقرير أن أكثر من سبعين صاروخاً أصاب سديروت والمناطق المجاورة منذ نهاية عملية الرصاص المسكوب، بينما سقط أكثر من ثلاثين صاروخاً على مناطق أخرى من بينها أشكلون. وتصاعدت موجة القلق في المدينة بعد سقوط صاروخ على إحدى المدارس في أشكلون صباح يوم السبت دون وقوع إصابات بسبب العطلة الأسبوعية. وتساءل مدير المدرسة عما كان سيحدث لو سقط هذا الصاروخ يوم الأحد واصفاً ما حدث بالمعجزة.
انتهى اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بوزير الدفاع وزعيم حزب العمل إيهود براك للتباحث بشأن الائتلاف الحكومي. وبعد نهاية الاجتماع قال براك إن المناقشات تمحورت حول التحديات التي تواجه إسرائيل على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية. وأضاف براك أن الطرفين سيواصلان لقاءاتهما خلال الأيام القادمة. في حين قال نتنياهو إن المباحثات تركزت حول الخطر الإيراني والحالة الأمنية في الجنوب والأزمة الاقتصادية، وأضاف أن إسرائيل تقف أمام امتحان، فهي تواجه عدداً من التحديات لم تعرفها منذ عشرات السنين. وقال إن إسرائيل ليست ملكاً خاصاً لأحد لذلك يجب العمل على ضمان أمنها. يذكر أن نتنياهو يعرض على براك الاستمرار في تولي وزارة الدفاع، إلا أن حزب العمل لم يحزم أمره حتى الآن بشأن الانضمام إلى حكومة نتنياهو.