يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
27/2/2009
فلسطين
رحب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا بجهود المصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية مصر معرباً عن استعداد الاتحاد الأوروبي المشاركة في العمل بمعبر رفح عند إعادة فتحه وبتوافق الأطراف كافة. سولانا الذي يقوم بزيارة إلى قطاع غزة ، قال إن زيارته تأتي تضامناً مع السكان المدنيين ولتفقد الأضرار التي نجمت عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وأضاف سولانا أنه سينقل مشاهداته إلى اجتماع شرم الشيخ يوم الاثنين القادم. وتطرق سولانا إلى مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في مصر فأكد أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيحضران المؤتمر الذي سيخصص لجمع نحو 2,8 مليون دولار لإعادة إعمار غزة.
استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، حيث تباحثا في آخر التطورات على الساحة الفلسطينية. وحسب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، فإن عباس أكد لميتشل أنه مستعد للتعامل مع أية حكومة إسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية. أما ميتشل فأكد للرئيس عباس التزام الإدارة الأميركية بخطة خريطة الطريق وحل الدولتين.
رأى أحد السياسيين الألمان، رولف موتسينيش، وهو خبير الشرق الأوسط في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، أن على الاتحاد الأوروبي إعادة حساباته في شأن الحوار مع حركة حماس. وأشار إلى أنه من غير الممكن تجاهل منظمة تحصل على نسبة عالية من التأييد في الانتخابات التشريعية، لهذا فمقاطعتها غير مفيدة. وأضاف موتسينيش أنه لن يتم التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل من دون حركة حماس. ولفت إلى مطالبة الأطراف لحماس بالاعتراف باتفاقيات السلام المعقودة في وقت يتجاهل سياسيون إسرائيليون هذه الاتفاقيات. ورحب موتسينيش بالخطاب الذي وقعه 14 من وسطاء السلام في العالم ودعوا من خلاله إلى رفع العزلة عن حركة حماس. يذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، شلومو بن عامي، كان من بين الموقعين على هذه العريضة.
المفوضية الأوروبية تنوي تقديم 436 مليون يورو لدعم الفلسطينيين. هذا ما أعلنته مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، بنيتا فيريرو – فالدنر. وقالت فالدنر إن هذا المبلغ سيقدم خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد يوم الاثنين المقبل في شرم الشيخ. وأوضحت أن المبالغ ستخصص لدعم الشعب الفلسطيني على شكل مساعدات إنسانية، إضافة إلى مواصلة المفوضية دعم السلطة الوطنية الفلسطينية في تنفيذ خطط الإصلاح والتنمية، ودعم برامج الأونروا التي تركز على دعم اللاجئين الفلسطينيين. وأكدت فالدنر أن الأولوية الآن هي لإنقاذ الوضع الكارثي في قطاع غزة مشيرة إلى أهمية مؤتمر الدول المانحة الذي ترأسه مصر والنرويج ومشاركة دولية لإعادة إعمار غزة. ودعت إلى فتح جميع المعابر في قطاع غزة من دون شروط لتسهيل دخول البضائع والاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة.
طالب المدير الإقليمي للشرق الأوسط ووسط آسيا وأوروبا الشرقية ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، دالي بلقاسمي، المجتمع الدولي بتقديم تمويل عاجل لدعم عمليات البرنامج في قطاع غزة. وأوضح بلقاسمي أن الوضع الغذائي الذي كان سيئاً قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة بات أكثر سوءاً الآن خاصة وأن البرنامج يقدم مساعدات غذائية لنحو 365 ألف فلسطيني من غير اللاجئين في قطاع غزة. وقال بلقاسمي إن برنامج الأغذية العالمي بحاجة إلى 63 مليون دولار لتأمين المساعدات الغذائية العاجلة لقطاع غزة، وطالب بتأمينها في أسرع وقت ممكن.
أدت جماهير فلسطينية حاشدة صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام المقامة في حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى التي تتعرض لمخططات إسرائيلية لتهجير السكان وهدم المنازل. وشارك عدد من الشخصيات الدينية والرسمية في الصلاة من بينهم مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ومستشار رئيس الحكومة الفلسطينية لشؤون القدس حاتم عبد القادر والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي 1948. وتحدث الشيخ رائد صلاح خلال خطبة الجمعة مشيداً بصمود أهالي سلوان في وجه المخططات الإسرائيلية، مؤكداً أن هذه الممارسات ستؤدي إلى زوال الاحتلال قريباً. وأكد الشيخ صلاح أن بلدة سلوان كلها بما فيها عين سلوان وأرض البستان هي وقف إسلامي وجزء من وقف القدس.
إسرائيل
لم يفلح رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، بنيامين نتنياهو، بإقناع زعيمة كاديما ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بتشكيل ائتلاف حكومي واسع برئاسته، ما يرجح خيار الائتلاف الضيق الذي يقتصر على أحزاب اليمين والأحزاب الدينية المتطرفة التي ترفض تقديم تنازلات بشأن عملية السلام. وكان نتنياهو أعلن عقب انتهاء اجتماعه بليفني فشل المحادثات موضحاً أنه عرض على ليفني شراكة كاملة إضافة إلى وزارتين رئيسيتين، لكن ليفني رفضت العرض. وأضاف أنه بلغ ليفني بنيته مواصلة عملية السلام مع الفلسطينيين وإجراء إصلاحات في الحكومة. وقال نتنياهو إنه قدم هذا العرض لليفني اقتناعاً منه بضرورة التنازل من أجل التوصل إلى وحدة وطنية، وأنه كان مستعداً لتقديم تنازلات أبعد من ذلك في حال وافقت ليفني. أما ليفني فأعلنت عقب اللقاء، أن نقاط الخلاف بين الطرفين لا زالت كبيرة ولا تعطي مجالا لكاديما بالانضمام إلى حكومة موسعة برئاسة نتنياهو.
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عدم مشاركتها في مؤتمر دربن الثاني لمناهضة العنصرية الذي يعقد في شهر نيسان/ أبريل القادم، ما لم يتم تغيير الوثائق التي ستناقش في المؤتمر بحيث تحذف كل الإشارات المسيئة إلى إسرائيل. وكانت الإدارة الأميركية الجديدة قد أوفدت ممثلين اثنين عنها إلى جنيف الأسبوع الماضي لحضور المناقشات للتوصل إلى وثيقة نهائية حول المؤتمر. وكان دبلوماسي إسرائيلي قد صرح بداية هذا الأسبوع أن مسودة القرار المعدة لمؤتمر دربن الثاني، تعتبر مشكلة بالنسبة لإسرائيل وللديمقراطيات الغربية بشكل عام.
تلقى "المعسكر الوطني" في إسرائيل بغضب ما ورد على لسان زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان حول تأييده لدولة فلسطينية. ورأى العديد من أقطاب هذا المعسكر أن تصريح ليبرمان يعتبر تخل عن مواقفه السابقة بخصوص هذا الموضوع. وقالت اللجنة الخاصة بحركة "ماتوت آريم" أنه لو كان ليبرمان أدلى بتصريحاته المؤيدة للدولة الفلسطينية قبل الانتخابات، لكان عدد المقاعد التي حصل عليها حزب إسرائيل بيتنا انخفض من 15 إلى 9 فقط. وأضافت أن الحزب سلم اللجنة قبل الانتخابات بياناً خطياً واضحاً يعارض إقامة دولة فلسطينية. بينما قال النائب أريه إلداد عن حزب الاتحاد الوطني إن تصريحات ليبرمان ليست مستهجنة، وأن الجاهلين فقط هم من يستغربون تصريحاته. فحزب الاتحاد الوطني قال منذ البداية إن ليبرمان ليس يمينياً حقيقياً، وأن خطته الدبلوماسية تتضمن تحويل أجزاء من دولة إسرائيل إلى دولة فلسطينية.
وجّه عدد من الوزراء الإسرائيليين انتقادات عنيفة للحكومة بعد الأنباء التي تحدثت عن تحويل أموال من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية لدفع رواتب الموظفين الفلسطينيين. وقال وزير الصناعة والتجارة والعمل، وزعيم حزب شاس، إيلي يشاي إن الرغبة في إيجاد شريك فلسطيني أدت إلى حالة سخيفة ومثيرة للغضب، إذ قامت دولة إسرائيل بتعويض الفلسطينيين عن عملية الرصاص المسكوب قبل أن تقدم تعويضات لسكان المناطق الجنوبية الإسرائيلية. وأضاف زعيم شاس أن قرار تحويل هذه الأموال يعتبر بمثابة إمداد الإرهاب بالوقود بدلاً من بناء الثقة مع السلطة الفلسطينية، وأضاف أنه لن يُسمح باستمرار هذا الوضع في المستقبل. وقال يشاي، إن القرار الإسرائيلي يعتبر آخر مسمار في نعش رغبة الإسرائيليين بالتعاون مع الفلسطينيين.