يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
20/3/2009
فلسطين
سجل وقوع عدد من الإصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين نتيجة إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال باتجاه المسيرات الأسبوعية التي تنطلق بعد صلاة الجمعة في مناطق الضفة الغربية. ففي بلدة جيوس أصيب مصوران صحافيان جرّاء إطلاق قوات الاحتلال لأعيرة معدنية خلال صدامات مع المواطنين خلال المسيرة الأسبوعية ضد الجدار العازل. وفي قرية المعصرة جنوب بيت لحم، أصيبت امرأتان برضوض عندما اعتدى الجنود الإسرائيليون على المواطنين المشاركين في المسيرة الأسبوعية ضد الجدار العازل والمستوطنات.
السلطات الإسرائيلية تعلن أنها ستمنع الفعاليات المتعلقة باحتفالات إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 التي تنطق يوم غد السبت. وكان وفدان من المملكة الأردنية الهاشمية والكويت وصلا إلى فلسطين للمشاركة في الاحتفالات على أن تصل غداً وفود من مصر وتونس والمغرب. يذكر أن سلطات الاحتلال بدأت بنشر قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة وحرس الحدود في مدينة القدس خاصة في المناطق المحددة لإقامة الاحتفالات. وعمدت قوات الاحتلال إلى تسيير دورياتها في شوارع المدينة خاصة الرئيسية منها وقرب الأندية والمسارح والجمعيات الفلسطينية. وتبرر السلطات الإسرائيلية إجراءاتها هذه، بأن الاحتفالات تخالف القانون الذي يحظر على السلطة الوطنية ممارسة أي نشاط رسمي في مدينة القدس. من جهتهم أعلن المسؤولون عن الاحتفالات تصميمهم وتأكيدهم إقامة الفعاليات المقررة يوم غد على أن تنطلق عندما يعطي الرئيس محمود عباس شارة البداية الرسمية من مقره في رام الله.
في حديث إلى إحدى الصحف الإسرائيلية، هدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بأسر مزيد من الجنود الإسرائيليين إذا لم تستجب إسرائيل لمطالب الحركة لإتمام صفقة تبادل الأسرى. وأضاف مشعل أن على إسرائيل أن تبدي مرونة أكثر كي يتم إطلاق سراح غلعاد شاليط، لأن استمرار التشدد والتعنت سيؤدي إلى أسر مزيد من الجنود الإسرائيليين. وبالنسبة للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية، دعا مشعل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إجراء تغيير جذري في السياسة الخارجية الأميركية فيما يتعلق بالشرق الأوسط ولا سيما بعد فشل سلفه جورج بوش في ذلك. وأعرب مشعل عن استعداد الحركة لفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة وأوروبا.
تناول الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، في خطبة الجمعة من المسجد الأقصى، موضوعي تبادل الأسرى والمخططات الإسرائيلية في مدينة القدس. وندد الشيخ صبري بتراجع الإسرائيليين عن إتمام صفقة تبادل الأسرى والحجج الزائفة التي ساقها والكلام عن رفض إطلاق فلسطينيين تلطخت أيديهم بالدماء، خاصة وأن الإسرائيليين أيديهم ملطخة بدماء آلاف الفلسطينيين. وأكد صبري أن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال ضد قيادات وكوادر حركة حماس ستزيد المشكلة تعقيداً. أما بالنسبة إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، فأكد صبري أن سلطات الاحتلال أقامت شبكات من الأنفاق موجهة نحو المسجد الأقصى من الجهتين الغربية والجنوبية ما أدى إلى حدوث انهيارات في سلوان والبلدة القديمة من القدس، وتشقق في الأماكن الأثرية والتاريخية وفي السورين الشرقي والجنوبي للمسجد. وأشار صبري إلى أن قوات الاحتلال ستقيم 5700 وحدة استيطانية في القدس و73 ألف وحدة في الضفة الغربية لإسكان أكثر من مليون يهودي في مدينة القدس، ما يؤدي إلى عزل القدس عن الضفة الغربية وتهويدها تمهيداً لإعلانها عاصمة للكيان الإسرائيلي.
أجرى مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان مباحثات في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي جيمس جونز وعدد من المسؤولين الأميركيين. وفي ختام الزيارة التي دامت ثلاثة أيام، قال االناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود، إن المباحثات بين سليمان وكلينتون تناولت عدداً من القضايا الخاصة بالمنطقة والشرق الأوسط بما فيها غزة، لكنه رفض الكشف عن أية تفاصيل أخرى. وكانت معلومات قد ذكرت أن سليمان ناقش ضرورة إبداء حكومة الرئيس باراك أوباما مرونة تجاه تشكيل حكومة فلسطينية بمشاركة حركة حماس دون إلزامها بشروط اللجنة الرباعية التي تتضمن الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل.
إسرائيل
في خطوة جديدة وغير مسبوقة، وجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة مسجلة إلى الإيرانيين بمناسبة عيد النيروز، اقترح فيها بداية جديدة في العلاقات الدبلوماسية لطي صفحة عقود من الخلافات بين الدولتين. وقال أوباما إن إدارته ملتزمة بالحوار الدبلوماسي لحل عدد كبير من القضايا العالقة بين الطرفين وللشروع بإقامة علاقات بناءة. وخاطب أوباما القادة الإيرانيين والشعب الإيراني قائلا إن العلاقات لا يجب أن تقوم على التهديدات بل على الصدق والاحترام المتبادل مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تريد لإيران أن تأخذ مكانها الصحيح بين الأمم لكن عليها أن تقوم بما عليها لتحقيق التسوية. وفي الإطار ذاته، وجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس رسالة تهنئة للإيرانيين متمنياً لهم عاماً سعيداً بمناسبة عيد النيروز وحاثاً الشعب الإيراني على استعادة مكانته بين الأمم المتحضرة.
بعد لقائه بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، حصل رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو على مهلة إضافية لمدة 14 يوماً لتشكيل حكومته. وبلغ نتنياهو الرئيس الإسرائيلي أنه كان بإمكانه تقديم تشكيلته الحكومية يوم الأحد لكنه فضل أن ينتظر ويبذل مزيداً من المساعي في محاولة لتشكيل حكومة وطنية موسعة كما وعد الإسرائيليين عشية فوزه في الانتخابات التشريعية. وأعرب نتنياهو عن أمله أن يعيد كل القادة النظر بالعرض الذي قدمه لهم بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة. ويسعى نتنياهو حالياً إلى الاتفاق مع زعيم حزب العمل إيهود براك على الانضمام إلى تشكيلته الحكومية، وقد انضم زعيم حزب شاس إيلي يشاي إلى هذه الجهود محاولاً إقناع قيادات حزب العمل بالانضمام إلى حكومة نتنياهو.
أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت في نسختها العبرية تقريراً يؤكد انتصار حركة حماس في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، ويؤكد من جهة ثانية فشل إسرائيل في تحقيق الأهداف المرسومة للعمليات العسكرية. وطالبت الصحيفة القيادات الإسرائيلية الاعتراف بخسارة الحرب والابتعاد عن الأوهام التي تحاول زرعها في الجيش، فإسرائيل لن تتمكن من تحرير غلعاد شاليط لا بالضغط على حماس ولا بعملية عسكرية تقوم بها القوات الخاصة في قطاع غزة. وطالبت أيضاً بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية فالجانب الإسرائيلي سيتكبد خسائر أكبر من حركة حماس نتيجة فشل صفقة تبادل الأسرى، لأن حماس ستبذل جهوداً كبيرة لأسر جنود آخرين لممارسة ضغط أكبر على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. ونبهت الصحيفة إلى أن إسرائيل هي الخاسر ويجب أن يتوقف المسؤولون الإسرائيليون عن لعب دور الأبطال على حساب شاليط.