يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
16/3/2009
فلسطين
كشف الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو وفدها في جلسات الحوار الوطني في القاهرة، أن ممثلي الفصائل المتحاورة سيعقدون اجتماعات مكثفة هذه الليلة لتذليل ما تبقى من عبقات أمام عمل اللجان والتي تتركز على برنامج وشكل الحكومة وقانون الانتخابات والصيغة التي تمكن حركتي حماس والجهاد الإسلامي من المشاركة في القيادة الفلسطينية في المرحلة الانتقالية التي تسبق الانتخابات التشريعية. وأضاف شعث أن اجتماعاً مرتقباً الليلة سيعقد بين وفدي فتح وحماس قبل اجتماع للفصائل الفلسطينية. وفي الإطار ذاته، قال رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، المشارك في جلسات الحوار، إن هذا الحوار دخل مرحلة حاسمة من خلال البحث في القضايا المفصلية. وأشار البرغوثي إلى الاتفاق الذي تم على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، والذي يعتبر اختراقاً مهماً على صعيد مناقشة الملفات المختلف عليها.
خلال استقبال رئيس كتلة حزب اليسار في البرلمان السويدي، قدم أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني شرحاً عن تطورات عملية السلام والعراقيل التي تضعها إسرائيل. وطالب النواب الفلسطينيون الإدارة الأميركية الجديدة والاتحاد الأوروبي التدخل للضغط على الحكومة الإسرائيلية وإجبارها على القبول بحل قائم على مبدأ الدولتين، وهو الحل الذي يمنح الشعب الفلسطيني دولة مستقلة وحقاً لتقرير المصير. كما طالب الأعضاء الاتحاد الأوروبي والحكومة السويدية بضرورة دعم القرارات التي تصدر عن جلسات الحوار الوطني في القاهرة. وأوضح النواب أن المشكلة الرئيسية التي يعاني جراءها الشعب الفلسطيني تتمثل بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية وسياسة الاستيطان وإقامة الجدار العازل وتهويد مدينة القدس.
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، تمسك حماس بثوابت الشعب الفلسطيني وعدم التفريط بحقوقه. كلام مشعل جاء خلال لقائه بملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في إطار زيارته الرسمية إلى دولة البحرين. وقدم مشعل خلال اللقاء، شكر وامتنان حركة حماس والشعب الفلسطيني للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً على الدعم الذي قدموه للشعب الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وتحدث مشعل عن جلسات الحوار الوطني في القاهرة، فقال إن الهدف من الحوار هو رأب الصدع في الساحة الفلسطينية مؤكداً حرص حماس على ترتيب البيت الفلسطيني وإيجاد معالجات جذرية للانقسام السياسي الذي يسود الساحة الفلسطينية.
بعد الأنباء التي تحدثت عن قرب تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية بقيادة نتنياهو، بدأت ردود الفعل الفلسطينية والعربية، وجاء أولها على لسان وزيري خارجية فلسطين ومصر. فخلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حذر وزير الخارجية والإعلام الفلسطيني رياض المالكي من تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية، مشيراً إلى أن الجامع المشترك بين الأحزاب اليمينية الإسرائيلية هو معارضتها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ورفض حل الدولتين وعدم القبول بالتفاوض مع الفلسطينيين للتوصل إلى سلام، وأكد أن حكومة من هذا النوع تؤمن باستخدام القوة وسيلة للحصول على المكاسب السياسية. ووصف المالكي حكومة كهذه بأنها معادية للسلام، كاشفاً أن الفلسطينيين ليسوا مهتمين بإجراء محادثات مع حكومة مماثلة. ودعا المالكي إلى ممارسة ضغوط دولية تجبر الحكومة الإسرائيلية الجديدة على الالتزام بالسلام مع الفلسطينيين. أما وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، فقال على هامش اجتماعات الجمعية البرلمانية الأوروبية المتوسطية في بروكسل، إن المنطقة تواجه عاملاً سلبياً أكيداً قد يتسبب بآثار مدمرة. وأعرب عن القلق المصري من تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، محذراً من عواقب ذلك على عملية السلام. أما رد الاتحاد الأوروبي، فجاء على لسان المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، الذي قال إن موقف الاتحاد سيكون مختلفاً في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة في حال رفضت الالتزام بمرجعيات السلام المعروفة.
هاجم مستوطنون في مدينة الخليل مواطنة فلسطينية أثناء مرورها بجانب مستوطنة كريات أربع، ما أدى إلى إصابتها بجروح ورضوض نقلت على أثرها إلى المستشفى للعلاج. وأفادت مصادر طبية أن المواطنة البالغة من العمر 24 عاماً أصيبت بجرح في الرأس ورضوض في الجسم ناجمة عن تعرضها للاعتداء والرشق بالحجارة من قبل المستوطنين. أما والد الفتاة، فأشار إلى اعتداءات مستمرة يقوم بها المستوطنون ضد أفراد عائلته محاولين إجباره على الرحيل من المنطقة والاستيلاء على أرضه. وكانت منازل المواطنين في منطقة الرأس وحي واد الحصين المجاورة لمستوطنة كريات أربع قد تعرضت للرشق بالحجارة والقضبان الحديدية، ما أدى إلى أضرار بعدد من المنازل. وفي بلدة دورا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطناً بعد أن داهمت البلدة وسط إطلاق كثيف للنيران.
إسرائيل
بعد أجواء التفاؤل التي تحدثت عن قرب إعلان التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، أعلن رئيس جهاز الشين بيت يوفال ديسكين والموفد الخاص لإيهود أولمرت عوفر ديكل الليلة أن المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود. وبينما كان من المتوقع أن يبقى الموفدان في القاهرة لإتمام الصفقة، تقرر أن يعودا الليلة إلى إسرائيل. وأفاد ديسكين وديكل أن حركة حماس شددت من لهجتها في المحادثات بشأن تبادل الأسرى، ورفعت من سقف مطالبها وانقلبت على التفاهمات السابقة. ومن المقرر أن يتخذ أولمرت قراراً يتعلق بإمكانية عقد جولة أخرى من المفاوضات مع حركة حماس، على ضوء المعلومات التي سينقلها موفداه الليلة. وكان رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، قد قطع زيارته إلى الولايات المتحدة وعاد إلى إسرائيل للمشاركة في جلسة خاصة كان من المقرر أن تعقدها الحكومة الإسرائيلية للبت بشأن صفقة شاليط.
خلال اجتماعه بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، طلب رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو من بيرس المساعدة في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزبي كاديما والعمل. وكانت مصادر في حزب الليكود قد ذكرت أن المفاوضات مع حزب كاديما وصلت إلى طريق مسدود بسبب الخلافات الأساسية بينهما. أما زعيمة كاديما، تسيبي ليفني، فقالت إن موقف حزبها خلال المفاوضات لم يتغير، وأنها لو لمست رغبة جدية لتشكيل حكومة وحدة وطنية لما ترددت في دراسة الأمر. ويتعين على نتنياهو تقديم الخطوط العريضة لحكومته إلى شمعون بيرس يوم الأحد القادم، أو طلب مهلة إضافية لمدة أسبوعين.
خلال زيارة رسمية قام بها إلى الولايات المتحدة الأميركية، قال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إنه ما زال ممكناً تفادي الخطر الإيراني عن طريق العقوبات، إلا أن الخيار العسكري الإسرائيلي ما زال مطروحاً. وأضاف أشكنازي أن القرار الأخير بشأن أي تحرك إسرائيلي بخصوص إيران يتخذ من قبل الحكومة الإسرائيلية، لكنه، كرئيس لأركان الجيش، طلب منه تقديم الاحتمالات المختلفة بالنسبة للموضوع، وهو توصل بنتيجتها إلى وضع العملية العسكرية الإسرائيلية كخيار محتمل، مشيراً إلى عدم فاعلية العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران حتى الآن. والتقى أشكنازي خلال الزيارة، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايمس جونز، وتباحثا في العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة ونتائجها، كما ناقشا تطبيق القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن في أعقاب حرب لبنان الثانية.