يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
13/3/2009
فلسطين
جلسات الحوار الوطني في القاهرة تشهد مفاوضات صعبة. هذا ما كشفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال وضعه حجر الأساس في مركز درويش الثقافي في رام الله. وقال الرئيس إنه لا يريد أن يقول إن هناك ثغرات وعقبات، لكن المفاوضات صعبة وتحتاج إلى جهد وإرادة ونوايا حسنة ورغبة حقيقية للمصالحة. من جهتها، ذكرت مصادر مطلعة أن حوار اللجان يأخذ طابعاً جدياً وهو يتناول أدق التفاصيل وأوجه الخلاف جميعها. وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، المشارك في الحوار، أن أعضاء الوفود ستغادر القاهرة يوم غد السبت بينما يبقى الأمناء العامون لمتابعة تنسيق الجولة القادمة من الجلسات. وأضاف البرغوثي أن اللجان ستحيل جميع الملفات التي تم الاتفاق عليها وتلك التي لا يزال عليها خلاف إلى لجنة التسيير والمتابعة التي ستواصل عملها في القاهرة حتى إنجاز جميع الملفات وتحقيق المصالحة.
ذكرت معلومات إسرائيلية أن الوحدة الاقتصادية في شرطة تل – أبيب تحقق في قضية تتعلق بتزوير مستندات ووثائق لنقل أراض فلسطينية لليهود. وجاء في المعلومات أن عدداً من الجمعيات الاستيطانية والمؤسسات اليهودية تعمل منذ سنوات للاستيلاء على أراض فلسطينية ونقلها إلى اليهود، واكتشفت مصادر الشرطة في بعض الحالات أساليب غير قانونية في هذه العمليات، أكبرها تتعلق بأراض في مستوطنة جبعات زئيف وتبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات. وبحسب مصادر الشرطة، فقد تم اعتقال أربعة أشخاص بينهم أحد سكان المستوطنة وفلسطيني من سكان وادي الجوز بتهمة تقديم وثائق مزورة بهدف نقل أراض تعود لغائبين إلى شركات خاصة يهودية. وتتم هذه العمليات من خلال تسلسل مزور لملكية الأراضي عبر رجال عرب وهميين، بحيث يتم تحديد أراض مهجورة تعود لفلسطينيين غائبين، ثم تجري عملية البيع ليهود بواسطة عرب وهميين بأساليب غير قانونية فتنتقل ملكية الأرض إلى اليهود. وكشفت التحقيقات صفقة شراء ستة قطع من أراض في منطقة جبعات زئيف تمت بتلك الطريقة. وعلى الرغم من الكشف عن هذه المعلومات، إلا أن قاضي الصلح في تل – أبيب أوضح أن القضية معقدة وليس بالإمكان الكشف عن جميع تفاصيلها.
آليات عسكرية إسرائيلية تتوغل في منطقة شرق رفح. وأفاد مواطنون أن الآليات أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل المواطنين ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح. كما اعترض زورق إسرائيلي قوارب الصيادين في عرض البحر قبالة شاطئ منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، وأطلق نيرانه باتجاه القوارب. وأقدم الجنود الإسرائيليون على اعتقال خمسة من الصيادين تم اقتيادهم باتجاه ميناء أسدود.
شارك عشرات المواطنين من مدينة القدس وأراضي 1948 في صلاة الجمعة في خيم الاعتصام المقامة في المناطق المهددة بالهدم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وأبرزها في أحياء البستان ورأس خميس وجبل الزيتون والشيخ جراح. وتحدث الخطباء أثناء الصلاة عن الخطر الذي يتهدد هذه الأحياء والمخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تفريغ القدس وضواحيها من سكانها ما يؤدي بالنتيجة إلى إخلاء المدينة والاستفراد بالمسجد الأقصى وتنفيذ مخطط هدمه وإقامة الهيكل المزعوم في مكانه، ودعا الخطباء أهالي القدس إلى الصمود في منازلهم وعدم تركها. ونظمت القوى الوطنية والدينية تحركات وفعاليات قبل وبعد صلاة الجمعة في خيم الاعتصام، شارك فيها عدد من الشخصيات السياسية والدينية.
في تصريحات أدلى بها، أعطى ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان، انطباعاً إيجابياً عن جلسات الحوار الوطني المنعقدة في القاهرة. وقال حمدان إن الحوار يسير بشكل إيجابي وفي اتجاه تشكيل حكومة توافق وطني سيتم الإعلان عنها قريباً. وأضاف أن حل الخلافات سيأخذ وقتاً بعد مدة طويلة من الانقسام والإشكالات. وأكد حمدان أن حركة حماس تخوض الحوار من دون شروط مسبقة لكنها لا تتنازل عن ثوابتها، فموقف الحركة يؤكد ضرورة الأخذ بنتائج الانتخابات في تشكيل الحكومة القادمة التي يجب أن تكون مقبولة إقليمياً ودولياً وتعكس نزاهة وشفافية في الأداء، وتضم كفاءات قادرة على إنجاز المهمات المنوطة بها، وأهمها الإشراف على إعادة إعمار غزة، والإعداد للانتخابات وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
إسرائيل
ذكرت أنباء صحافية أن إسرائيل وافقت على إطلاق جميع السجناء الذين طالبت بهم حركة حماس وعددهم 45 مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط. وذكرت مصادر مقربة من المفاوضات الجارية في القاهرة، أن الخلاف الآن يدور حول مطالبة إسرائيل بإبعاد عدد من هؤلاء المعتقلين وعدم عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية. وأشارت المصادر إلى إصرار إسرائيلي على إبعاد عشرات المعتقلين إلى الخارج وإبعاد عدد آخر إلى قطاع غزة وعدم السماح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية. وبحسب المصادر فإن حركة حماس وافقت على إبعاد عدد قليل جداً إلى الخارج شرط موافقة المعتقلين لكنها رفضت إبعاد آخرين إلى قطاع غزة.
أعرب مسؤول أميركي كبير عن رفض الولايات المتحدة بشدة للقرار البريطاني القاضي ببدء الاتصالات مع حزب الله. وقال المسؤول إن إدارة الرئيس أوباما لا تعتبر حزب الله كياناً مستقلاً له أجنحة سياسية وعسكرية واجتماعية مستقلة. وقال المسؤول إن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للتحاور مع دول مثل سورية وإيران لكن هذا الأمر لا ينطبق على مجموعات تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب كحزب الله وحركة حماس. وأعرب مسؤول أميركي آخر عن استيائه للقرار البريطاني قائلاً إن هذا القرار لن يخدم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس أوباما لبدء التعاون في قضايا الشرق الأوسط التي تشمل إيران وسورية ولبنان والقضايا الإسرائيلية – الفلسطينية. وأكدت المصادر الأميركية، أن الولايات المتحدة لا تنوي أن تحذو حذو البريطانيين في إجراء اتصالات بحزب الله.
قالت مصادر مطلعة ومقربة من التطورات السياسية، أن وسيطاً سرياً نقل خلال الأيام القليلة الماضية رسائل بين قادة أحزاب الليكود وكاديما والعمل في محاولة لطرح إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم هذه الأحزاب. وعلقت مصادر في حزب كاديما أن هذه المباحثات تجري بين السياسيين بعيداً عن الأضواء. وفي حين أكدت المصادر علم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس بهذه المحادثات السرية، رفض مكتب الرئيس التعليق على هذه الأنباء كما رفض تأكيد أو نفي الأنباء التي تحدثت عن لقاءات جمعت الرئيس بزعماء الأحزاب الثلاثة. وتوقعت المصادر أن يطلب رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو من الرئيس الإسرائيلي مهلة إضافية لتشكيل الحكومة، بحيث يعقد جولة جديدة من المفاوضات لمدة ثلاثة أسابيع إضافية مع حزبي كاديما والعمل. وتحدثت المصادر عن شعور بالغضب داخل حزب الليكود على خلفية قبول نتنياهو بشروط زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان للاشتراك بالحكومة، وبدأ مسؤولون في الليكود الضغط على نتنياهو لإعادة درس احتمالات تشكيل حكومة وحدة مع كاديما، وقبول شروط تسيبي ليفني بإجراء مداورة في منصب رئاسة الحكومة.