يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
30/3/2009
فلسطين
طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في كلمته
أمام القمة العربية المنعقدة في الدوحة ببلورة استراتيجية عربية موحدة تصون المصالح العربية وتسترد الحقوق. ورأى عباس أن استراتيجيا كهذه تستطيع التأسيس لدور عربي فاعل يسهم ويشارك في صوغ نتاج الحراك في المشهد الدولي ويجعل من المستحيل على أي كان أن يتجاهله. كما طالب عباس القمة العربية بمواصلة دعم السلطة الوطنية الفلسطينية كي تتمكن من تحمل أعبائها التي تعاظمت نتيجة العدوان على قطاع غزة. وتطرق عباس إلى الحوار الوطني الفلسطيني فأكد مواصلته خلال الأيام القادمة للتوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق وطني شامل. أما بالنسبة إلى إسرائيل، فقال عباس إنه لا فائدة من المفاوضات في حال واصلت إسرائيل سياسات الاستيطان والعدوان والحصار، وإذا رفضت الحكومة الإسرائيلية القادمة الالتزام بمتطلبات الحل كما حددته قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
أحيا الفلسطينيون يوم الأرض في مختلف الأراضي الفلسطينية. وبهذه المناسبة نظم المجلس الشبابي ولجنة متطوعي الهلال الأحمر يوم عمل تطوعي في مدينة سلفيت برعاية محافظ المدينة تضمن غرس أشجار ودهان أسوار المدارس. وأكد محافظ سلفيت، منير العبوشي، أن يوم الأرض سيبقى علامة بارزة لصمود الأهالي داخل أراضي 1948 وفي الضفة الغربية وقطاع غزة ولترسيخ هويتهم الوطنية الفلسطينية وتمسكهم بأرضهم. من جهته، قال محافظ طولكرم طلال دويكات، إن يوم الأرض أصبح أكبر من مناسبة يحتفل بها الفلسطينيون، فهو يمثل للفلسطينيين صراع ثقافات وصراعاً بين أصحاب الأرض المتمسكين بها والمدافعين عنها متسلحين بقوة الانتماء وبين ثقافة الاقتلاع والتوسع التي يمثلها الاحتلال الإسرائيلي.
نبّه الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته أمام القمة العربية إلى أن السلام لن يتحقق مع عدو لا يؤمن بالسلام دون أن يُفرض عليه بالمقاومة. وأكد الأسد أن الرغبة في السلام يجب أن تكون دافعاً لدعم المقاومة الذي يعتبر واجباً وطنياً قومياً وأخلاقياً، وهو الخيار الوحيد في غياب الخيارات الأخرى. وبالنسبة إلى مبادرة السلام العربية، قال الأسد إن العرب الذين أطلقوا المبادرة العربية لا يجدون شريكاً حقيقياً في عملية السلام التي لا يمكن أن تنجز بطرف عربي فقط، ورأى الأسد أن المبادرة العربية غير فاعلة من الناحية العملية. ولفت إلى أن إسرائيل لن تقبل بمبادرة تستند إلى المرجعيات التي تعيد الحقوق إلى أصحابها، وهي التي قتلت المبادرة لا قمة الدوحة كما حاول البعض تسويقه. واعتبر الأسد أن طرح تعليق المبادرة العربية للسلام في قمة الدوحة خلال الحرب على غزة، كان رداً طبيعياً على استهتار إسرائيل بالسلام. ورأى الأسد في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة رسالة واضحة تقول إن السلام بالنسبة إلى إسرائيل هو مجرد خيار تكتيكي يهدف إلى التغطية على أهداف بعيدة أساسها عدم إعادة الحقوق التي اغتصبت من العالم العربي.
تلا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى البيان الختامي الذي صدر عن الملوك والرؤساء العرب في الجلسة الختامية للقمة العربية المنعقدة في الدوحة. وتضمن البيان تجديداً لدعم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. ووجه البيان تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في تصديه للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وأكد ضرورة ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين دولياً لمحاسبتهم على المجازر التي ارتكبوها في قطاع غزة، وطالب برفع الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر كافة المحيطة بقطاع غزة، كما طالب إسرائيل بوقف جميع أشكال التوسع الاستيطاني وبناء الجدار العازل والضم العنصري. وبالنسبة إلى عملية السلام، جاء في البيان، أن التعامل مع إسرائيل لتنفيذ الاتفاقات الموقعة سيكون في إطار زمني محدد على إسرائيل الالتزام به. وأكد البيان ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للصراع العربي – الإسرائيلي يتضمن الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، ورفض كل أشكال التوطين. كما تضمن البيان رفض الزعماء العرب مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير مؤكدين تضامنهم مع السودان. وفي ختام الجلسة، أعلن الرئيس الليبي معمر القذافي، استضافته القمة العربية الثانية والعشرين في ليبيا.
لم تنته بعد ذيول أحداث أم الفحم التي انفجرت الأسبوع الماضي عندما منع سكان المدينة العرب المتظاهرين اليمينيين المتطرفين من تنظيم مسيرة استفزازية في شوارع مدينتهم. وقد قامت قوات الاحتلال في إثر المواجهات بحملة اعتقالات ضد المواطنين في أم الفحم. فاختطفت قوات الاحتلال ثمانية مواطنين من أم الفحم في القدس، وذكرت مصادر فلسطينية أن هذه العملية تأتي ضمن الاعتقالات التي لا زالت قوات الشرطة الإسرائيلية تنفذها ضد أهالي المدينة. وأوضحت المصادر أن عدد الشبان من أبناء أم الفحم الذين اعتقلوا وصل إلى 38 شاباً.
إسرائيل
في كلمة ألقاها أمام الكنيست الذي عقد في جلسة خاصة بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على توقيع اتفاقية السلام مع مصر، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تلبي نداء أي زعيم عربي يسعى إلى السلام، وأن حكومته ستبذل ما في وسعها للتوصل إلى سلام مع جيرانها. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل مستعدة لبذل جهود إضافية من أجل مناقشة سلام حقيقي على غرار ذلك الذي قدمه الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وقال نتنياهو إنه لا يمكن الحكم على السلام من خلال البيانات والخطابات، بل إن الحكم عليه يكون من خلال استمراريته، ولذلك فإن السلام مع مصر قد أثبت نفسه.
أكد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن بلاده لا تنوي إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وقال شافيز في حديث إلى قناة الجزيرة الفضائية، إنه قد يعيد النظر في قراره إذا توقف القادة الإسرائيليون عن لعب دور النخبة المجرمة التابعة للولايات المتحدة الأميركية. وفي رد على سؤال حول إعادة العلاقات، قال شافيز إن دولته لا تفكر في هذا الأمر حالياً، وأنه لا تلوح في الأفق أي بوادر لإعادة العلاقات المقطوعة. يذكر أن فنزويلا قررت قطع علاقاتها مع إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي في شهر كانون الثاني/يناير الماضي بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وبعد ثلاثة أسابيع قررت إسرائيل طرد الدبلوماسيين الفنزويليين من أراضيها رداً على الإجراء الفنزويلي. يذكر أنه لم يكن هناك سفير فنزويلي في إسرائيل منذ سنوات، وكان القائم بالأعمال يقوم بأعمال السفير. وتقوم السفارة الكندية في فنزويلا حالياً بالإشراف على المصالح الإسرائيلية هناك.
أصدر المدعي العام العسكري الإسرائيلي تعليماته إلى وحدة التحقيق في الشرطة العسكرية بإقفال ملف التحقيق فيما نسب إلى الجنود الإسرائيليين من إساءة تصرف ومخالفات جدية للقواعد العسكرية خلال عملية الرصاص المسكوب التي نفذت في قطاع غزة. وقال المدعي العام، إنه من سوء الحظ أن يكون الجنود الذين تحدثوا عن تجربتهم خلال الحرب في جلسة أكاديمية عسكرية خاصة وتم تسريبها لاحقاً إلى وسائل الإعلام، لم يتحلوا بالدقة اللازمة. وأضاف أنه سيكون من الصعب تقدير مدى الضرر الذي لحق بصورة وأخلاق القوات العسكرية في إسرائيل والعالم. وقال إن التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة العسكرية حول الشهادات التي أدلى بها الجنود الإسرائيليون، أظهرت أنها استندت إلى الشائعات وليس إلى التجربة الحقيقية.