يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
31/3/2009
فلسطين
أصدرت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة قراراً قضى بفصل 11 شخصاً من أفراد قوات الشرطة وإحالتهم إلى القضاء العسكري لاتخاذ الإجراء المناسب بحقهم بحسب القانون مع استمرار احتجازهم. وكانت لجنة تحقيق خاصة قد شكلت بعد وفاة أحد المواطنين في السجن قبل نحو أسبوعين. وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين إن الحكومة حريصة على حياة المواطنين والحفاظ على كرامتهم وأمنهم، وأن اهتماماً كبيراً يعطى للحد من هذه التجاوزات، وأكد أن الحكومة تتعاون في هذا المجال مع مؤسسات حقوق الإنسان كافة والمعنيين أيضاً بحقوق الإنسان من أجل الحد من مثل هذه الأعمال.
طلبت المحكمة الإسرائيلية من عائلات الكرد وحنون والغاوي تقديم الأوراق والمستندات التي تؤكد ملكية هذه العائلات للأراضي التي تضم المنازل التي أمرت السلطات الإسرائيلية بإخلائها في حي الشيخ جراح. وأوضح المحامي أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية أن محامي هذه العائلات استحضر الوثائق من تركيا بعد أن أجرت الرئاسة اتصالات مكثفة مع الأتراك بهذا الخصوص. وأكد الرويضي أن هذه الوثائق والمستندات الأصلية تثبت أن الأوراق التي قدمتها الجمعيات اليهودية الاستيطانية هي أوراق مزورة. وتنتظر العائلات الفلسطينية قرار المحكمة الإسرائيلية الذي سيصدر خلال 24 ساعة، وقال الرويضي إن العائلات قد تلجأ إلى القضاء الأردني إذا اضطرت لذلك باعتبار أن اتفاقية الملكية موقعة بين العائلات ووزارة الإسكان والتعمير الأردنية في مطلع الخمسينيات.
في كلمة ألقاها أمام القمة العربية اللاتينية في الدوحة، ذكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الجولة الجديدة من الحوار الوطني الفلسطيني ستبدأ في القاهرة كما كان مقرراً، وذلك بهدف التوصل إلى اتفاق ومصالحة وطنية تؤدي إلى تشكيل حكومة تمهد للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. وحذر عباس من الحكومة الإسرائيلية الجديدة قائلاً إن حكومة يمينية متطرفة في الانتظار، واشترط عباس على هذه الحكومة الاعتراف بالشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة وحل الدولتين ووقف النشاطات الاستيطانية والعودة إلى أوضاع ما قبل 28 أيلول/ سبتمبر 2000 قبل استئناف الحوار معها.
أعلنت كتائب عز الدين القسّام تصديها لقوة إسرائيلية حاولت التوغل شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وأطلقت الكتائب 18 قذيفة هاون باتجاه القوة المتوغلة. وقد اعترفت القوات الإسرائيلية بإصابة أحد جنودها نتيجة هذا القصف وتم نقله بواسطة مروحية إلى أحد المستشفيات للعلاج. كما أفادت مصادر في المنطقة، أن المقاومين أطلقوا عدداً من القذائف المضادة للدروع تجاه دورية عسكرية إسرائيلية تتمركز على الخط الفاصل ما أدى إلى إصابة سيارة جيب بشكل مباشر واشتعالها. وبحسب مصادر كتائب القسّام، فقد أدت الاشتباكات إلى استشهاد اثنين من المقاومين.
كشفت حركتا حماس وفتح عن لقاءات تجمع بين وفدي الحركتين قبل بدء جلسات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة. وذكر الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم أن اللقاء بين الوفدين سيتم برعاية مصرية بهدف تذليل العقبات العالقة خاصة وأن خلافات في وجهات النظر لا تزال قائمة حول عدد من الموضوعات وأهمها المتعلق ببرنامج الحكومة. وأضاف برهوم أن اللقاء سيسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الحركتين لتهيئة الأجواء أمام الحوار الوطني ثم استئناف هذا الحوار مع باقي الفصائل الفلسطينية المتحاورة للتوصل إلى مصالحة حقيقية. وأكدت مصادر حركة فتح من جهتها نبأ اللقاء بين الحركتين، وقال الناطق باسم الحركة، فهمي الزعارير، إن وفد الحركة وصل بالفعل إلى القاهرة وهو برئاسة أحمد قريع وعضوية عزام الأحمد وسمير المشهراوي وماجد فرج وسعدي الكرنز.
إسرائيل
في كلمته أمام الكنيست الذي عقد للتصويت على الحكومة، حدد رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد بنيامين نتنياهو ثلاثة أهداف لحكومته وهي العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط والحد من طموحات إيران النووية واستعادة الجندي الإسرائيلي المختطف غلعاد شاليط. وأضاف نتنياهو مهدداً بأن حكومته لن تسمح لأحد بتهديد وجود إسرائيل، معتبراً أن الإسلام المتطرف والنظام الإيراني يشكلان التهديد الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل. إلا أنه استدرك ليشير بأن الإسلام هو دين عظيم وغني، وأن تاريخ الشعبين اليهودي والعربي شهد فترات مزدهرة من العيش المشترك. وأضاف نتيناهو أن إسرائيل كانت وما زالت تسعى للتوصل إلى سلام شامل مع الدول العربية كافة والعالم الإسلامي، واليوم تبدو هذه الحاجة أكثر إلحاحاً في نظر نتنياهو لوجود مصلحة مشتركة بين إسرائيل والدول العربية للتوحد في وجه العقبة المتطرفة الكبرى التي تهدد الجميع، مشيراً بذلك إلى إيران. وبالنسبة إلى الفلسطينيين، لم يشر نتنياهو في خطابه إلى الدولة الفلسطينية صراحة، بل أشار إلى أن الإسرائيليين لا يريدون أن يحكموا الفلسطينيين، وأنه بحسب اتفاقات الوضع الدائم، فإن الفلسطينيين سيتمتعون بالسلطة اللازمة لحكم أنفسهم. لكنه حذر السلطة الفلسطينية بأنها يجب أن تقوم بدورها في محاربة الإرهاب إذا كانت جادة بشأن السلام. وفي الشأن الداخلي تعهد نتنياهو بأن تعمل حكومته على حماية الأمن الوطني والشخصي للإسرائيليين والمحافظة على الطابع اليهودي للدولة واحترام أديان وتقاليد المجموعات الدينية الأخرى في إسرائيل. وبعد الانتهاء من خطابه، قدم نتنياهو حكومته المؤلفة من ثلاثين وزيراً.
في أول حديث لها كزعيمة للمعارضة، انتقدت رئيسة حزب كاديما، تسيبي ليفني، التشكيلة الحكومية التي قدمها بنيامين نتنياهو. ورأت ليفني في هذه التشكيلة، حكومة منتفخة بالوزراء وبحقائب لا معنى لها. وأضافت ليفني، أن هذه الوزارة ستشكل عبئاً اقتصادياً كبيراً على الإسرائيليين خاصة في ظل الأوضاع الحالية الدقيقة. وانتقدت ليفني أيضاً التوجه إلى إسناد وزارة الأمن الداخلي إلى حزب إسرائيل بيتنا فيما زعيم الحزب أفيغدور ليبرمان لا يزال يخضع للتحقيق من قبل الشرطة. ورأت ليفني أن نتنياهو لم يحقق أياً من وعوده التي قدمها للشعب سابقاً.
خلال الاحتفال بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ودّع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت السياسة قائلاً إنه لا يشعر بأية مرارة أو غضب، وبأنه يغادر منصبه بكل فخر وهو مرفوع الرأس يخامره شعور كبير بالامتنان لأنه حظي بفرصة لقيادة إسرائيل. وتحدث أولمرت عن الإنجازات العسكرية التي تحققت خلال حكمه، فرأى أن نتائج أي حرب تحدد بمرور الوقت، وأن الكلام عن خسارة حرب لبنان الثانية هو كلام خاطئ. وبالانتقال إلى عملية الرصاص المسكوب، قال أولمرت إنه من المبكر الحديث عن الإنجازات التي تحققت خلال هذه العملية، لكنه يؤكد أن الجيش الإسرائيلي هو أكثر جيش أخلاقي في العالم، كما أكد أن هذه الحرب أوجدت الردع المناسب لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وأن المستقبل سيثبت أنه كان على حق. أما بالنسبة لقضية غلعاد شاليط، فقال أولمرت إن حكومته بذلت كل ما في استطاعتها لاستعادته، إلا أن الحكومة لا تستطيع أن تتخطى الخطوط الحمراء، وأعرب عن قناعته بأن حكومة نتنياهو ستواصل الجهود لإطلاق شاليط. وأضاف أولمرت أن المفاوضات مع الفلسطينيين لم تصل إلى حد الاتفاقية، إلا أنه أصبح من الممكن تقليص الخلافات بين الطرفين. كذلك الحال مع سورية، إذ تمكنت حكومة إولمرت من الوصول إلى حدود المفاوضات المباشرة. ولفت أولمرت إلى الحكومة التي تسعى إلى السلام، كما فعلت حكومته، والحكومة التي تبادر والمستعدة لتقديم التنازلات من أجل السلام، ستحظى بدعم دولي.