يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
16/12/2008
فلسطين
أكثر من ثلاثة آلاف حاوية بضائع لتجار فلسطينيين تتكدس في الموانئ الإسرائيلية بسبب الحصار وإغلاق المعابر. هذا ما أكده النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار. وقال الخضري أن البضائع المتكدسة مدفوعة الثمن وقد تلف الكثير منها جراء حجزها لمدة طويلة، هذا إلى جانب حجز المساعدات الإنسانية المرسلة إلى القطاع. وأضاف الخضري أن ما يسمح الاحتلال بإدخاله من بعض الشاحنات يومياً لا تكفي القطاع سوى ليوم أو يومين، وتساءل الخضري لمن ستكفي بعض الشاحنات للقطاع الذي يحتاج مئات الشاحنات يومياً؟ وشدّد الخضري على ضرورة إنهاء هذه الجريمة الإسرائيلية التي تشكل عقاباً جماعياً بحق المواطنين في قطاع غزة.
بعد أن رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية الالتماس الذي تقدمت به عائلة أم كامل الكرد لعدم هدم "خيمة الصمود"، هدمت قوات الاحتلال الخيمة التي أقيمت في حي الشيخ جراح بعدما تم طرد عائلة الكرد من منزلها لصالح جماعة يهودية متطرفة. وأفادت المصادر أن الجنود الإسرائيليين هددوا باستخدام القوة ضد أم كامل الكرد وعائلتها والمتضامنين الذين حاولوا منع الجنود من هدم الخيمة. ونفذت عملية الهدم بواسطة آليات بلدية القدس المحتلة التي جرفت المنطقة بالكامل وأزالت كل المحتويات وخطوط المياه وذلك بحماية قوات كبيرة من الشرطة ثم اعتقلوا ثلاثة من المتضامنين. من جهته قال مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس حاتم عبد القادر الذي حضر إلى المكان، أن هدم الخيمة عمل يدعو إلى السخرية ووصف عملية الهدم بالمحاولة اليائسة من جانب قوات الاحتلال لإزالة معالم الجريمة. وفي وقت لاحق، ذكرت مصادر فلسطينية أن المواطنين أعادوا بناء خيمة أم كامل للمرة الرابعة بحضور عبد القادر، الذي أكد التمسك بهذه الخيمة لأنها أصبحت رمزاً لصمود المواطنين بحي الشيخ جراح.
نفذت قوة إسرائيلية خاصة من المستعربين عملية اغتيال بحق الشاب جهاد نواهضة، أحد قادة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بلدة اليامون قضاء جنين. وكشفت مصادر فلسطينية أن القوة حاصرت الشاب وأطلقت النار عليه فأصيب وسقط على الأرض، وقامت قوات المستعربين بإعدامه بعدما سحبه أفرادها إلى السيارة التي أقلتهم ثم رموا بجثته وفروا من المنطقة. ونعت سرايا القدس الشهيد نواهضة وتوعدت بالرد على جريمة الاغتيال. ولاحقاً أعلن عدد من الفصائل الفلسطينية إطلاق أربعة صواريخ على منطقة النقب الغربي، وذكرت المصادر الإسرائيلية أن الصواريخ أصابت تجمعاً استيطانياً في أشكول شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
توفي مواطن في الأربعين من العمر في قطاع غزة بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان وبعد منعه من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج. وبهذا يرتفع عدد ضحايا الحصار على قطاع غزة إلى 271 مواطناً بينهم عدد كبير من الأطفال. وأوضح مدير عام الإسعاف والطوارئ في القطاع أن الأيام القادمة ستشهد ارتفاعاً في عدد ضحايا الحصار خاصة من مرضى السرطان بسبب نفاد الأدوية. وكانت الأنباء خلال الأيام الماضية قد تحدثت عن اتجاه المرضى في القطاع إلى استخدام مسكنات الألم القوية في حال توفرها نظراً لانقطاع الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية وخاصة مرض السرطان.
إسرائيل
كشفت مصادر إسرائيلية أن سوريا وضعت مسودة للحدود في هضبة الجولان وتنتظر الجواب عليها من خلال الوسطاء الأتراك. وأوضحت المصادر، أن الخريطة المقدمة من الجانب السوري تضع الحدود على أساس ست نقاط جغرافية. وحسب وجهة النظر السورية، فإن موافقة إسرائيل على هذه الحدود سيساعد على توقيع اتفاق سلام العام القادم. إلا أن المصادر استبعدت رداً إسرائيلياً عاجلاً نظراً للوضع السياسي المضطرب الذي تمر به حالياً. وعلق نائب وزيرة الخارجية الإسرائيلية على هذه الأنباء، بأن على سوريا أولاً أن تقطع كل اتصالاتها مع إيران قبل أن يكون لها مطالب من إسرائيل.
أكدت مصادر اللجنة الرباعية أنه لا عودة عن المحادثات التي تديرها الولايات المتحدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين رغم أن هذه المفاوضات فشلت حتى الآن في التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين. وأضافت مصادر اللجنة الرباعية التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة كلاَ من روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أن المفاوضات التي انطلقت بعد مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي يجب أن تتواصل لإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل.
من المقرر أن توفد الحكومة الإسرائيلية مسؤولاً أمنياً رفيعاً، هو عاموس غلعاد، إلى موسكو غداً للإعراب عن قلق الحكومة حيال القرار الروسي القاضي بتجديد الاتصالات مع إيران لبيعها صواريخ متطورة مضادة للطائرات. وخلال الزيارة التي تدوم يومين سيقابل غلعاد عدداً من كبار المسؤولين الروس في محاولة لإقناع الكرملين بالعدول عن تزويد إيران بصواريخ من طراز أس – 300، التي تشكل عقبة في مواجهة أية ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة تستهدف المفاعلات النووية الإيرانية. وهذه الصواريخ بعيدة المدى، إلى حد 150 كلم، قادرة على إصابة أي طائرة على ارتفاع يصل إلى 30 ألف متر.