يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
31/12/2008
فلسطين
في اليوم الخامس على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تواصلت الغارات الإسرائيلية مستهدفة المزيد من المباني الحكومية والمساجد ومنازل المواطنين. وقد أوقعت الغارات مزيداً من المجازر والإصابات بين المواطنين، حيث بلغت الحصيلة اليوم نحو 400 شهيد وأكثر من 2000 جريح إصابة 300 منهم خطرة، وكانت إحدى الغارات قد استهدفت طاقماً طبياً ما أدى إلى استشهاد طبيب ومسعف وإصابة آخرين. وأكد وزير الصحة الفلسطيني الدكتور باسم نعيم أن الإصابات مرشحة للارتفاع خاصة وأن عدداً كبيراً من الجرحى في حالة خطرة وحرجة، كما أن عدداً من الشهداء لا يزال تحت الأنقاض.
كشف مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس حاتم عبد القادر أن قوات الاحتلال قد اعتقلت نحو 350 شاباً مقدسياً خلال الأيام الخمسة الأخيرة وذلك خلال مشاركتهم في المسيرات الاحتجاجية ضد العدوان على قطاع غزة. وذكر عبد القادر أن 120 مواطناً أصيبوا جرّاء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الاحتلال ولا يزال عدد منهم قيد العلاج في المستشفيات. وأكد عبد القادر أنه على الرغم من ذلك، فإن عمليات الاحتجاج لن تتوقف في مدينة القدس، وأن ما يحدث الآن يذكر بالانتفاضة الثانية التي اندلعت في العام 2000. وأوضح عبد القادر أن طواقم من المحامين تقوم بمتابعة ملف هؤلاء المعتقلين.
تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزة، تواصل قوات الاحتلال حملات المداهمة والاعتقال في مدن وقرى الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية أن حصيلة الاعتقالات بلغت 22 مواطناً، ففي قرية حوسان قضاء بيت لحم اعتقل جنود الاحتلال خمسة عشرة شاباً، وفي قرية الخضر جنوب بيت لحم، اعتقل الجنود ثلاثة مواطنين، وفي مخيم الجلزون قضاء رام الله اعتقل الجنود أربعة مواطنين. وقالت مصادر الجيش الإسرائيلي أن الاعتقالات تمت لدواع أمنية.
ذكر مصدر في الاستخبارات الروسية أن حاملات الطائرات الأميركية المتمركزة في البحر الأحمر تقوم بمساعدة الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يشن غاراته على قطاع غزة وذلك من خلال تقديم الدعم اللوجستي والمعلومات. وأضاف المصدر أن البيت الأبيض صادق مؤخراً على تزويد الجيش الإسرائيلي بأسلحة حديثة الصنع شرط عدم الكشف عنها حالياً، كما أن وزارة الدفاع الأميركية اقترحت على الجيش الإسرائيلي القيام بعملية التفاف على قطاع غزة من الأراضي المصرية بحيث يتم تقسيم القوات الإسرائيلية إلى ثلاثة من أجل التقليل من حجم الخسائر المتوقعة بين صفوف الجيش الإسرائيلي.
أصدرت الأونروا نداء عاجلاً للحصول على مساعدات بقيمة 35 مليون دولار أميركي لتمويل الاحتياجات الطارئة في قطاع غزة. وقال مدير الإعلام والاتصال في الوكالة إن هذا النداء في حال تم تحصيله بالسرعة المطلوبة سيمكن الأونروا من توفير المعدات الطبية الطارئة المطلوبة بشكل عاجل إضافة إلى المساعدات الغذائية التي علقت الوكالة توزيعها في وقت سابق من الشهر الحالي بسبب الإغلاق المتواصل وبعد نفاد الاحتياط من الدقيق والمواد الأساسية الأخرى، كما أن هذا المبلغ سيمكن الوكالة من توفير الحاجات الأساسية لنحو 94 ألف فلسطيني من سكان القطاع الأكثر فقراً الذي تقدم لهم الوكالة مساعدات نقدية. وأضاف أن الدمار الهائل نتيجة القصف الإسرائيلي سيجبر الوكالة على تخصيص جانب من هذا المبلغ لإعادة إعمار المنازل المتضررة.
إسرائيل
أعلن الجناح الجديد في حزب ميرتس أنه قرر إطلاق حملة إلكترونية عبر الإنترنت لدعوة الحكومة إلى إيقاف عمليتها العسكرية في غزة والتراجع عن قرار إرسال القوات البرية إليها. وقد تم تحضير عدة شعارات لهذه الحملة منها "لن ندخل غزة" و "أوقفوا إطلاق النار فوراً" و "الدخول مجدداً؟" و "إصابات مجدداً". وقد شرحت عضوة في الحزب وفي الكنيست أن الهدف من هذه الحملة هو أولاً وقف إطلاق النار وثانياً وقف الاجتياح البري. وأضافت أن التجارب السابقة تقول إن ما لم يتم تحقيقه خلال 48 ساعة من بدء العملية لا يمكن تحقيقه في مراحل أخرى. ولهذا أدعو الحكومة إلى قبول المبادرة الفرنسية من أجل وقف القتال.
في أعقاب إطلاق وابل من الصواريخ على النقب، تقرر إبقاء المدارس مقفلة في محيط 30 كلم من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة بئر السبع. وكانت قذيفة بعيدة المدى قد سقطت في المدينة وألحقت أضراراً في روضة أطفال خالية. وكان عدد من الصواريخ انفجر في مناطق متفرقة في مدن أشكلون وأشدود وبئر السبع أكبر مدينة في النقب. ويوجد حالياً ما يزيد عن 700 ألف من سكان إسرائيل تحت تهديد مباشر في مدى أربعين كلم وهو مدى الصواريخ المطلقة من قطاع غزة.
الحكومة الإسرائيلية تقرر مواصلة عملية الرصاص المسكوب إلى النهاية. هذا ما بلغه رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت للاجتماع الوزاري الذي انعقد اليوم لمناقشة سير العملية العسكرية على قطاع غزة. وقال أولمرت بعد أن استمع إلى تقرير من المسؤولين العسكريين، إن إسرائيل لم تبدأ العملية كي تنهيها دون إيقاف إطلاق الصواريخ من غزة. وأضاف أن إسرائيل قد ضبطت النفس كثيراً لسنوات وأعطت المجال لكثير من الفرص للتوصل إلى الهدوء. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد رفضت اليوم اقتراحاً فرنسياً يقول بتهدئة لمدة 48 ساعة في قطاع غزة، بحيث يسمح خلالها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتم التوصل إلى قرار استئناف العملية من قبل "المطبخ الحكومي" الذي يضم كلاً من رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود براك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.