يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
11/1/2009
فلسطين
أصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تقريره الذي يفصل الصعوبات التي تواجه الحياة في قطاع غزة، متناولاً كل ما يتعلق بقضايا الصحة والكهرباء والملجأ والغذاء. وشدد التقرير على الأزمة الإنسانية الكبيرة التي تزداد مع تواصل الاعتداءات والتي يدفع ثمنها المواطنون المدنيون. وأشاء التقرير إلى أن عشرات الآلاف من المواطنين غادروا منازلهم إلى منازل أقرباء لهم، يقدر عددهم بين 80 إلى 90 ألف نسمة بينهم 50 ألف طفل. أما بالنسبة إلى مراكز الأمم المتحدة فقد فتحت الأونروا أربعة مراكز جديدة لإيواء النازحين في مدينة غزة وجباليا ودير البلح، وبذلك يرتفع عدد المراكز إلى 31. وتؤمن هذه المراكز المأوى لأكثر من 25 ألف شخص، بحيث تزدحم المراكز بهؤلاء خاصة في جباليا إذ يؤوي مركزان بين 1700 و 1900 مواطن في كل مركز. وتوزع الأونروا في هذه المراكز مياه الشرب والخبز واللحومات المعلبة. لكن الأونروا لن يكون بمقدورها فتح مراكز جديدة وذلك لتعذر توفر الأمن اللازم. بالنسبة للمستشفيات ذكر التقرير استناداً إلى منظمة الصحة العالمية أن المستشفيات تتمتع بالتيار الكهربائي لمدة ثلاث أو أربع ساعات يومياً فقط، ومعظم هذه المستشفيات لديها ما يكفيها من الوقود لمدة خمسة أيام، بينما توقفت سيارات الإسعاف في مستشفى كمال عدوان بسبب نفاد الوقود. وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد تم نقل 189 شخصاً معظمهم من جرحى الحرب إلى مصر عبر معبر رفح في العاشر من هذا الشهر.
اليوم السادس عشر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مزيد من الضحايا والدمار. ومساء اليوم ذكر الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة أن 29 شهيداً سقطوا اليوم نتيجة عمليات القصف المستمرة على مختلف أحياء قطاع غزة. وبحسب الدكتور حسنين فإن عدد الشهداء وصل بذلك إلى 885 شهيداً بينهم 280 طفلاً و97 سيدة والجرحى 3688 نصفهم تقريباً من الأطفال.
في إطار الفعاليات الداعمة لأهالي غزة والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، نظمت حركة فتح في محافظة طوباس شمال الضفة الغربية مسيرات شموع شارك فيها مئات الأطفال، وتزامن هذا الحدث مع إطفاء الأنوار في جميع أنحاء المحافظة تضامناً مع أهالي غزة الذين يعيشون في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وفي قرية بلعين قضاء رام الله، سارت تظاهرة مماثلة شارك فيها أطفال القرية وهم يرتدون القمصان الملطخة باللون الأحمر إشارة إلى المجازر التي يتعرض لها أطفال غزة. وفي مدينة طولكرم نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية مسيرة نسوية حاشدة جابت شوارع المدينة شارك فيها محافظ طولكرم وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني وحشد من الأهالي. وفي محافظة بيت لحم، اندلعت مواجهات بين الشبان المحتجين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة تقوع. وذكرت مصادر في البلدة أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني والقنابل الصوتية والغازية باتجاه المواطنين ما أدى إلى إصابة العديد بحالات اختناق، كما قامت قوات الاحتلال باستخدام موظفي البلدية كدروع بشرية أثناء المواجهات.
بعد ورود أنباء عن استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دولياً في حربها على قطاع غزة، طالب القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في بيان له بتحرك دولي عاجل وإرسال لجان تحقيق دولية تعمل على كشف الحقيقة بشأن قصف التجمعات المدنية الفلسطينية في قطاع غزة بأسلحة محرمة دولياً. ووفقاً للتقارير الواردة من الأطباء في مستشفيات غزة فإن الاحتلال يستخدم أسلحة متفجرة غريبة تسبب حروقاً تصل إلى عظام وأجسام الجرحى والشهداء، وأسلحة تطلق دخاناً وغازاً غريباً يؤدي إلى ضيق في التنفس خاصة لدى الأطفال. وأضاف بيان القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل المدنيين والدلائل واضحة من حيث الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، وطالب البيان بالتحرك الفوري والعاجل لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
في تحرّك جديد، أعلنت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة عن تسيير رحلة بحرية جديدة إلى غزة. ومن المقرر أن تغادر سفينة الإنسانية ميناء لارنكا القبرصي يوم الاثنين متوجهة إلى غزة في مهمة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة. وذكرت مصادر الحملة أن السفينة ستحمل على متنها عدداً من أعضاء البرلمانات الأوروبية وأطباء ونشطاء حقوق إنسان وصحافيين إضافة إلى كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية. يذكر أن قوات الاحتلال منعت سفينة الكرامة من الوصول إلى قطاع غزة وألحقت أضراراً بالسفينة وعرضت حياة ركابها للخطر ما أجبر السفينة إلى التوجه إلى الشواطئ اللبنانية. وأشادت مصادر الحملة بالجهود التي تقوم بها حركة "غزة حرة" والتي تتحلى بالجرأة والشجاعة والتحرك العاجل للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
إسرائيل
تواصل سقوط الصواريخ الفلسطينية على مناطق في جنوب إسرائيل. وأصاب أحد الصواريخ ملعباً في إحدى المدارس في مدينة أشدود، بينما سقط صاروخ آخر على بعد نحو 10 أمتار من منزل رئيس بلدية سديروت. وسقطت صواريخ أخرى في بئر السبع وأشكول وأشكلون ونتيفوت. والجدير ذكره أن الصواريخ تساقطت فيما أعلن عن استئناف الدراسة في مدارس المناطق الجنوبية، لكن بناء على تعليمات وزارة التربية، فإن الدراسة ستستأنف في مناطق محمية بحسب التعليمات العسكرية. وبلغ إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقت على المناطق الجنوبية اليوم 22 صاروخاً. من جهة ثانية ذكرت مصادر إسرائيلية أن عدداً من الجنود الإسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار بينما كانوا يعملون على السياج الفاصل بين سورية وإسرائيل، ولم يؤد الحادث إلى إصابات بين الجنود، واقتصر الأمر على أضرار لحقت بعدد من الآليات في الموقع.
في بداية جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، أدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بكلمة قال فيها إن دولة إسرائيل تخوض للأسبوع الثالث مجهوداً عسكرياً في قطاع غزة بهدف إحداث تغيير في الواقع الأمني السائد في الجنوب. وأضاف أن الحرب كانت من منطلق المسؤولية والواجب المفروض على المسؤولين الإسرائيليين بحماية الأطفال والسكان الذين أصبحت حياتهم لا تطاق. وقال أولمرت إن قرار الأمم المتحدة يرفض بشدة استمرار الاعتداء على المدنيين لكنه لا يحظر العمل الصارم ضد المعتدين. وأكد أن الجيش حقق حتى الآن إنجازات مؤثرة خلال العملية وقد حان الوقت لترجمة هذه الإنجازات على أرض الواقع. فإسرائيل تقترب من تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها، إلا إنه لا يزال هناك المزيد من الجهود المطلوبة سعياً لتحقيقها بصورة تغير بالفعل الواقع الأمني في المنطقة الجنوبية.
توقع المدعي العام الإسرائيلي مناحيم مزوز أن تواجه إسرائيل موجة من الدعاوى الدولية ضدها بعد نهاية الحرب في غزة. وقال مزوز نحن نستعد لهذه الدعاوى، وهي في حد ذاتها ليست جديدة، وأشار إلى أنه سيكون أمامهم الكثير من العمل بهد نهاية الحرب. وأكد مزوز أن المدعي العام يشارك في التصريح بشرعية كل ضربة تتم خلال عملية الرصاص المسكوب، لكن الكلمة الأخيرة تبقى لقيادة الجيش الإسرائيلي. ورأى مزوز أن ما يجري هو نسخة ثانية من حرب لبنان الثانية، فكل الأسئلة التي قد تواجهها إسرائيل قد تم توجيهها سابقاً، لذلك فإن القيادتين العسكرية والسياسية تملكان إجابات واضحة عندما يتعلق الأمر بمسائل الاغتيالات وإطلاق النار وإيذاء المدنيين. يذكر أن إسرائيل تواجه انتقادات حادة حول الهجوم على غزة والأزمة الإنسانية هناك، خاصة بعد قصف المدرسة التابعة لوكالة الأونروا والتي سقط فيها نحو 30 شخصاً.