يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
10/1/2009
فلسطين
أصدرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس بياناً أعلنت فيه مسؤوليتها عن قصف قاعدة بالماخيم الجوية الإسرائيلية بصاروخ غراد. وتقع القاعدة على بعد خمسين كيلومتراً عن قطاع غزة وتقع في وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وتعتبر هذه القاعدة مركزاً لصواريخ باتريوت وحيتس.
بثت وسائل الإعلام كلمة متلفزة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أكد فيها أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة فشل فشلاً ذريعاً ولم يحقق أهدافه. وأضاف مشعل أن هذه الحرب ليست كما يحاول الصهاينة تصويرها بأنها حرب على حماس بل هي حرب على الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية. ورأى أن الهدف من هذه الحرب هو فرض شروط الهزيمة وفرض تسوية مذلة في إطار المشروع الصهيوني الأميركي، وأكد أن المقاومة على أرض غزة بخير وسوف تنتصر. أما بشأن المبادرات المطروحة بشأن وقف العدوان، فطالب مشعل أولاً بوقف فوري للعدوان ثم الانسحاب من قطاع غزة ورفع الحصار وفتح جميع المعابر وفي مقدمتها معبر رفح، ورفض من ناحية ثانية وجود قوات دولية معتبراً أنها تأتي لحماية أمن إسرائيل وضرب المقاومة.
في اليوم الخامس عشر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استمر الجيش الإسرائيلي بتكثيف غاراته الجوية على مختلف المناطق في القطاع إضافة إلى القصف المدفعي. ومع تواصل عمليات القصف توالى سقوط الشهداء حتى وصل خلال اليوم إلى ثلاثين شهيداً، كان من بينهم أفراد عائلات. إذ استشهد ثلاثة أشقاء من عائلة سلمان، واثنان من عائلة النذر، وطفلتان شقيقتان من عائلة الحلو، وستة من عائلة عبد ربه، وشقيقان من عائلة عسلية. وذكر الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ إن عدد الشهداء ارتفع ليصل إلى 854 شهيداً، وأعلن أنه تم خلال اليوم انتشال 18 جثة من تحت أنقاض الأبنية المدمرة.
أصيب عدد من المواطنين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من منطقة في الضفة الغربية احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية بحق أهالي غزة. ففي محافظة طولكرم رشق شبان متظاهرون بالحجارة جنود الاحتلال المتمركزين بالقرب من البوابة الإلكترونية عند الجدار العازل غربي بلدة قفين شمال طولكرم. وقام الجنود بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين ما أدى إلى إصابة خمسة بحالات اختناق. وفي الخليل اندلعت مواجهات في المدينة وفي بلدتي سعير وبيت عوا حيث رشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة بينما أطلقت تلك القوات النار على المتظاهرين ما أدى إلى إصابة شابين بطلقات نارية نقلا في إثرها إلى المستشفى للعلاج ووصفت حالتهما بالمتوسطة.
العواصم والمدن الأوروبية تشهد تظاهرات حاشدة منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وكانت تظاهرة لندن هي الأضخم، إذ احتشد أكثر من 200 ألف متظاهر أمام السفارة الإسرائيلية بدعوة من عدة مؤسسات متعاطفة مع الشعب الفلسطيني. وقد انطلقت التظاهرة من منتزه هايد بارك باتجاه السفارة الإسرائيلية في لندن، حيث ردد المتظاهرون هتافات وشعارات غاضبة ضد العدوان الإسرائيلي في ظل تواجد كثيف لقوات الشرطة البريطانية. وأمام السفارة الإسرائيلية، قام المتظاهرون برمي الأحذية وتحطيم اللوحات الإعلانية وحاولوا اقتحام الحواجز الأمنية. وفي فرنسا سارت التظاهرات في باريس ونيس وبوردو وستراسبورغ، كما شهدت السويد وألمانيا والمجر واليونان تظاهرات مماثلة نددت بالعدوان على غزة وطالبت بالتدخل لوقف العدوان.
الجيش الأميركي يزود إسرائيل بالذخيرة. فقد أظهرت بعض وثائق مناقصات معينة، أن قيادة النقل البحري التابعة للبحرية الأميركية قررت إرسال سفينة تنطلق من ميناء استاكوس اليوناني باتجاه ميناء أسدود وعلى متنها 325 حاوية تحمل ذخائر. وأظهر بيان حمولة السفينة أنها تحوي مادة خطرة تضم مواد متفجرة. ونفى المتحدث باسم البنتاغون أن يكون للشحنة علاقة بالحرب على قطاع غزة، وقال إن هذه الذخيرة هي مخزون أميركي يخزن في إسرائيل، إذ أن الجيش الأميركي يضع مسبقاً مخزوناً من الذخائر في بعض الدول لاستخدامه بشكل سريع عند الحاجة.
إسرائيل
ذكرت مصادر إسرائيلية أن عدداً من الصواريخ سقط على المناطق الجنوبية. وأصابت الصواريخ مناطق أشكلون وأشدود. ففي أشكلون أدى أحد الصواريخ إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح فيما عولج ثلاثة وعشرون من الصدمة فيما أحدثت هذه الصواريخ أضراراً مادية في بعض المباني. من ناحية ثانية أفادت المصادر الإسرائيلية أن 16 من الجنود الإسرائيليين أصيبوا بجروح خلال المعارك مع حماس وتم نقلهم إلى المستشفى حيث تمت معالجتهم وبقي فقط ستة منهم قيد العلاج.
نظم نشطاء من حركة السلام الآن ومن الجناح اليساري في حزب ميرتس تظاهرة أمام مجمع وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل - أبيب للاحتجاج على الحرب في قطاع غزة. وقال رئيس حركة السلام الآن إنهم اجتمعوا اليوم لدعوة إسرائيل للتفكير مرتين قبل توسيع العملية في غزة، وأضاف أنهم يتظاهرون لأنهم يهتمون بجنود الجيش الإسرائيلي. وأشار إلى أن عدداً من المتظاهرين هم من الصهاينة الحقيقيين الذين يخشون من السلام في المنطقة، لكن صهيونيتهم لا تعني أنهم تواقون للدماء والحرب.
تقوم عدة مجموعات يهودية بتمويل حملة كبيرة تدعو للعودة إلى قطاع غزة تحت شعار: "هناك حل، العودة إلى غوش قطيف". وقد تم وضع هذا الإعلان على أكثر من 1500 باص، وسيتم وضعها قريباً على لوحات الإعلان في مختلف المناطق الإسرائيلية. ويقول أحد القائمين على هذه الحملة إن الهدف هو تغيير طريقة تفكير الرأي العام الإسرائيلي حول غزة، وذلك عن طريق إقناع الإسرائيليين بأن العودة النهائية إلى غزة، هي الحل الوحيد لحل مشكلة الإرهاب هناك. وأضاف أن مجموعة من القاطنين السابقين في غوش قطيف يتهيئون للعودة. يذكر أن سكان غوش قطيف قد تم إخراجهم منها قبل ثلاث سنوات تنفيذاً لخطة فك الارتباط مع غزة عام 2005.
عقب مناقشات أمنية أصدر وزير الدفاع إيهود براك أوامره إلى الجيش بتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة. وفي هذا الإطار قال مسؤول عسكري رفيع المستوى، إن حماس قد تلقت ضربة موجعة، وفقدت كثيراً من الرجال وتعرضت بنيتها التحتية لخسائر كبيرة، ولذلك فإن على الجيش مواصلة عمليته، خاصة وأن قوات الاحتياط التي تم استدعاؤها قد أتمت تدريباتها وتنتظر الأوامر في قواعدها. وأضاف المسؤول العسكري أن وقف العملية عند هذه النقطة سيكون بمثابة خطأ كبير على المدى الطويل. وذكرت مصادر إسرائيلية أن كلاً من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، ووزير الدفاع إيهود براك ووزيرة الخارجية تسيبي لفيني مصممون على مواصلة العملية العسكرية حتى تحقق أهدافها وحتى تتمكن المساعي الدبلوماسية من التوصل إلى حل يضمن وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وضمان عدم تهريب الأسلحة.