يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
16/10/2008
فلسطين
يوم حافل عاشته مدن الضفة الغربية في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية. ففي مدينة الخليل نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقلت في إثرها سبعة فتية تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاماً. وفي محافظة جنين داهمت قوات الاحتلال بلدة قباطية واعتقلت أربعة مواطنين، أما في بلدة كفر مالك قضاء رام الله فقد نفذ الجنود الإسرائيليون فيها عملية اقتحام وإطلاق نار أسفرت عن استشهاد شاب وإصابة آخر واعتقال ثالث. وذكرت المصادر الفلسطينية أن الشاب الشهيد أصيب برصاصتين في منطقة الحوض لكن قوات الاحتلال رفضت السماح لسيارة الإسعاف الاقتراب منه بل أبقته محتجزاً ومكبل اليدين لمدة ساعة ونصف حيث نزف حتى استشهاده، بينما أصيب الشاب الآخر برصاصة في صدره وحالته خطرة.
تحدثت مصادر إسرائيلية عن قيام مجموعات يهودية بنشر بيانات وأخبار وصور تظهر قيام اليهود بعملية اقتحام جماعي للمسجد الأقصى حيث قاموا بقراءة مقاطع من "التناخ" بصوت عال، وكان من بينهم أعضاء وقيادات يهودية سبق أن خططت لتفجير المسجد الأقصى في ثمانينيات القرن الماضي تحت اسم جماعة "العصابة اليهودية". وبحسب مصادر الجماعات اليهودية فإن دخول هذه الجماعات إلى المسجد الأقصى يوم الأربعاء تم بشكل سري وبحراسة الشرطة الإسرائيلية، حيث تم إدخالهم على شكل مجموعات بلغ عددها 20 مجموعة، وذلك خوفاً من معرفة المواطنين العرب بالأمر. وقد حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من تزايد هذه الظاهرة التي يتم فيها إقامة شعائر دينية يهودية داخل المسجد الأقصى. واعتبرت أن نشر الأنباء والصور حول ذلك يعتبر استفزازاً لمشاعر المسلمين في العالم وعدواناً على المسجد الأقصى يأتي في إطار خطط السيطرة على المسجد وتهويد القدس.
جاء في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، أن أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر أصبحت تشكل شريان الحياة بالنسبة إلى قطاع غزة بسبب الحصار المفروض على القطاع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية. وأضاف التقرير أن هذه الأنفاق قد تحولت إلى قطاع اقتصادي بحد ذاته، وأن آلاف الفلسطينيين يعملون حالياً في بناء هذه الأنفاق لاستخدامها في تجارة التهريب. يذكر أن عشرات المواطنين قد لقوا حتفهم بسبب انهيار هذه الأنفاق، وبسبب تكرر هذه الحوادث انتشرت عبارة "ضحايا الأنفاق" نسبة إلى هؤلاء الذي يلقون حتفهم داخلها أثناء محاولتهم تهريب البضائع إلى داخل قطاع غزة المحاصر.
كشفت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية نفذت مؤخراً تدريبات ومناورات تركزت داخل مياه البحر وعلى طول خط الهدنة غربي وشرقي محافظة رفح. وذكر مواطنون يسكنون قرب مناطق التدريبات، أن صفارات الإنذار تطلق صباح كل يوم ثم تبدأ بعد ذلك عمليات التدريب حيث تتحرك الدبابات وتنتشر على طول الخط المذكور ثم تبدأ بعدها بعمليات تمشيط موسعة وعمليات إنزال للجنود يليها أصوات انفجارات تسمع في أنحاء المنطقة. وتشارك الطائرات في المناورات بواسطة التحليق المكثف في سماء المنطقة. أما بحراً، فتشارك الزوارق الحربية بمناورات موسعة في مياه البحر يتم خلالها إطلاق قنابل ضوئية في الهواء، إضافة إلى إطلاق عشرات القذائف الصاروخية التي تسقط في المياه. وقد أعرب المواطنون عن خشيتهم من أن تكون هذه المناورات مقدمة لعدوان إسرائيلي على قطاع غزة.
إسرائيل
إسرائيل تعمل على تطوير نظام جديد يعتمد على الكومبيوتر للتنبؤ بمكان سقوط أي صاروخ في أراضيها بشكل دقيق جداً بعد قليل من إطلاقه، وهو ما يسهّل عملية إخلاء السكان إلى الملاجئ في منطقة سقوط الصاروخ. أما الهدف من هذا النظام فهو تحديد مناطق سقوط الصواريخ في منطقة ضيقة بحيث يتم تحذير وإجلاء أقل عدد من سكان المنطقة المستهدفة بدلاً من إجلاء مناطق أوسع، وهو ما يسمح لسكان المناطق الأخرى بممارسة حياة عادية بدلاً من النزول إلى الملاجئ. وقد صمم هذا النظام بشكل خاص لمواجهة الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي تطلق نحو إسرائيل كصواريخ سكود التي تملكها سورية أو صواريخ شهاب الإيرانية. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تطوير هذا النظام خلال 18 شهراً.
للمرة الأولى منذ سنوات، إسرائيل تتقدم على المملكة العربية السعودية في عمليات شراء الأسلحة في العام 2008 التي بلغت أكثر من 20 بليون دولار. وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية بعدما وافق البنتاغون على بيعها أنظمة سلاح بقيمة 18 بليون دولار، ثم حلت السعودية في المرتبة الثالثة بمبلغ 12 بليون. وكانت السعودية قد تصدرت قائمة الدول المستوردة للسلاح من الولايات المتحدة لعدة سنوات. وقد أوضح رئيس المؤسسة الوطنية للدراسات الأمنية، أن هذا العام شهد أكبر عمليات إنفاق على الأسلحة الدفاعية في تاريخ الشرق الأوسط، والسبب الرئيس في ذلك يعود إلى إيران. فالعديد من دول المنطقة يرى أن إيران تشكل تهديداً صريحاً لها خاصة بعد إعلان قرب امتلاكها للسلاح النووي، لذلك تسعى هذه الدول إلى امتلاك أكبر كمية ممكنة من الأسلحة بهدف حماية أمنها من الخطر الإيراني المحتمل.