يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
27/10/2008
فلسطين
تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية اليومية في مدن وبلدات الضفة الغربية. فصباحاً اقتحمت قوة إسرائيلية مدينة نابلس حيث انتشرت في البلدة القديمة وقامت بأعمال تفتيش فيها قبل أن تنسحب. وعمدت قوة أخرى إلى محاصرة مخيم بلاطة بعد أن كانت قوات خاصة دخلت المخيم قبل ذلك. وفي الجهة الأخرى من الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع جنوبي شرقي بيت لحم حيث داهمت المنازل وعبثت بمحتوياتها ثم اعتقلت الفتى يحي كايد جبريل البالغ من العمر 17 عاماً.
رصاص جنود الاحتلال يصيب طالبة فلسطينية. فقد ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت نيرانها باتجاه مدرسة شهداء خزاعة للبنات شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة ما أدى إلى إصابة إحدى الطالبات البالغة من العمر 15 عاماً بشظية في وجهها أثناء تواجدها داخل الفصل الدراسي، وعلى الفور تم نقل الطالبة إلى المستشفى للمعالجة فيما أصيب عدد آخر من الطالبات بحالة من الهلع. يذكر أن نيران الرشاشات الإسرائيلية قد أصابت المدرسة والأراضي الزراعية المحيطة بها والتي تبعد عن السياج الأمني الإسرائيلي نحو 500 متر.
لا يمر يوم من دون اعتداءات إسرائيلية على المزارعين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية. وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال والمستوطنين منعوا مزارعي قرية كرمة في محافظة الخليل من قطف ثمار الزيتون المحاذية لمستوطنة عتنائيل. ولم تكتف بذلك، بل قامت باعتقال عدد من المزارعين والمتطوعين بذريعة تواجدهم في منطقة عسكرية. يذكر أن اتحاد لجان العمل الزراعي ينظم حملة تطوعية لقطف الزيتون باسم الشاعر محمود درويش بدأت في 15 تشرين الأول/ أكتوبر وتنتهي في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر بمشاركة عدد من الجمعيات من بينها جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني الفرنسية، وتموّل هذه الحملة مساعدات الشعب النرويجي. وفي هذا الإطار، دعت مديرية الزراعة في بيت لحم المزارعين الذين لم يتمكنوا حتى الآن من قطف محصولهم في المناطق المحاذية للمستوطنات وللجدار العازل، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، إلى مراجعة المديرية للتنسيق مع الارتباط الفلسطيني لهذه الغاية.
الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يؤثر في الصحة النفسية للمواطنين. هذا ما ذكرته مصادر منظمة الصحة العالمية التي أعربت عن قلقها من الآثار السلبية التي يتركها الحصار على السلامة النفسية لسكان غزة. جاء هذا الكلام خلال مؤتمر دولي في غزة ورام الله نظمته منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع برنامج الصحة النفسية في غزة. وأوضح أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية أن عوامل الفقر والبطالة وانسداد الأفق وتراجع التعليم تعتبر من العناصر الأساسية التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض نفسية خاصة في صفوف الشباب. بينما تحدث أحد الأطباء الفلسطينيين المشاركين في المؤتمر عن ازدياد عدد الفلسطينيين الذين يعانون من الاكتئاب والأرق المزمن والاضطرابات النفسية والصدمات وصعوبة التركيز خاصة بين الأولاد. يذكر أن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح للأطباء الأجانب المشاركين في المؤتمر من الدخول إلى قطاع غزة.
إسرائيل
تتوقع المصادر الإسرائيلية أن يتأثر الاقتصاد الإسرائيلي سلباً بسبب الانتخابات المبكرة. إذ من المتوقع أن يدفع الاقتصاد الإسرائيلي نحو 2 مليار شيكل كنفقات مباشرة، إضافة إلى نفقات غير مباشرة تقع على عاتق دافعي الضرائب، كما أن موازنة الدولة ومشاريع التنمية سوف يتم تأجيلها بحجة الانتخابات. واستناداً إلى تقديرات الكنيست فإن تكاليف الانتخابات في حال أجريت أوائل العام القادم، تقدر بين 1,5 مليار و 1,9 بليون شيكل. وتوقعت مختلف القطاعات الاقتصادية خسائر كبيرة عليها نتيجة الانتخابات، ولهذا السبب دعت غرف التجارة الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى المحاولة من جديد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بدلاً من الذهاب إلى الانتخابات، على أن تكون هذه الحكومة انتقالية لمدة عام واحد ويشارك فيها الأحزاب الرئيسية الثلاث كاديما والليكود والعمل.
يبدو أن الأزمة المالية التي تضرب العالم قد يكون لها تأثير إيجابي على دولة إسرائيل. إذ من المتوقع أن يعود آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج، وتقدر المصادر الإسرائيلية أن يعود نحو 15 ألف إسرائيلي مع نهاية العام 2009. ويعلق أحد الإسرائيليين الذي يترأس البيت الإسرائيلي في نيويورك على الأمر قائلاً، أن هاتف المركز لا يصمت في جميع الفروع، فقد انتهى الحلم الأميركي لدى هؤلاء الإسرائيليين، لأنهم يريدون العودة. وبحسب هذه المصادر فقد عاد أكثر من ألفي إسرائيلي بين شهري آب/ أغسطس و تشرين الأول/أكتوبر بنسبة تفوق 50% عن العام الماضي. وفي هذا الإطار تنوي وزارة الهجرة الإسرائيلية إلى تنظيم حملة لتشجيع الإسرائيليين الذين لم يتخذوا بعد قراراً بالعودة، بحيث يكون هناك تقديمات مالية لتحفز هؤلاء على العودة. ويقول أحد المسؤولين في الوزراة، إنه على الرغم من الظروف السيئة إلا أنهم سعداء لرؤية عدد كبير من الإسرائيليين يعتزمون العودة.
بعد يوم واحد من تخليها عن تشكيل حكومة ائتلافية واختيارها الذهاب إلى انتخابات مبكرة، أظهرت استطلاعات أجراها أحد المراكز الإسرائيلية، أن ليفني قد تتفوق على زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات القادمة، بحيث يحصل حزب كاديما على 31 مقعداً مقابل 29 لحزب الليكود. أما حزب العمل بزعامة إيهود براك، فقد أظهرت الاستطلاعات أنه سيحصل على 11 مقعد في حال أجريت الانتخابات هذا الأسبوع. من جهته رفض براك نتائج هذه الاستطلاعات داعياً الإسرائيليين إلى التمعن بما سببّه حزب كاديما خلال ثلاث سنوات من تسلمه الحكم. ورفض براك التوقعات التي تحدثت عن إمكانية دخول حزبه في لائحة انتخابية مشتركة مع كاديما.