يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
2/11/2008
فلسطين
"حملة المليون توقيع لمقاضاة الحكومة البريطانية"، هذا هو اسم الحملة التي أطلقتها مؤسسة "وطننا" الشبابية في القدس بمناسبة ذكرى وعد بلفور. وتهدف الحملة إلى رفع دعوة قضائية ضد الحكومة البريطانية ومطالبتها بتعويض الشعب الفلسطيني عن وعد بلفور وتداعياته. الخطوة الأولى كانت في الجامعات، حيث بدأت عملية جمع التواقيع في جامعات الضفة الغربية، ثم تنتقل إلى قطاع غزة وبعدها إلى فلسطينيي الداخل ومخيمات الشتات. وبموجب التوقيع على العريضة، يتم تفويض المؤسسة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمطالبة بريطانيا بتعويض الشعب الفلسطيني سياسياً ومعنوياً ومادياً عن كل ما لحق به منذ إعلان وعد بلفور وحتى الآن. إضافة إلى التواقيع، أفادت مصادر مؤسسة وطننا، أن المؤسسة عملت خلال الأشهر الماضية من خلال الدائرة القانونية فيها، على جمع المستندات القانونية والشهادات الحية التي تثبت مسؤولية بريطانيا عن مأساة الشعب الفلسطيني.
في ذكرى وعد بلفور، انطلقت مسيرة سلمية في قرية نعلين قرب رام الله، وتوجه المتظاهرون نحو موقع جرافات الاحتلال التي تقوم ببناء الجدار العازل، وقام الجنود الإسرائيليون بالاعتداء على المتظاهرين مطلقين وابلاً من القنابل الغازية السامة والرصاص المغلف بالمطاط ما أدى إلى إصابة ثلاثة متضامنين أجانب بالرصاص. من جهة ثانية اقتحمت قوة عسكرية مؤللة مدينة نابلس وبلدة عصيرة الشمالية للمرة الثانية خلال 24 ساعة، وأفادت المصادر الفلسطينية أن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع وأحياء المدينة، وقاموا بعملية تفتيش واسعة مستخدمين الكلاب البوليسية.
رجال الدين اليهود يدخلون على خط المواجهات بين قوات الاحتلال والمستوطنين. فعلى خلفية المواجهة التي حدثت عندما حاولت القوات الإسرائيلية هدم سقيفة أقامها المستوطنون في مستوطنة "مزرعة فريدمان" قرب الخليل، أصدر حاخامات متطرفون فتوى ضد قوات الاحتلال التي تحاول إخلاء المستوطنات العشوائية. وفي تصريح عنيف لحاخام مستوطنة كريات أربع، قال إن أعمال الجنود الإسرائيليين ضد المستوطنات تذكره بأعمال النازيين في بولندا خلال الاحتلال النازي.
نظمت حركة حماس مسيرة في غزة بعد صلاة العشاء احتجاجاً على قيام الجنود الإسرائيليين بتدنيس المصحف الشريف أثناء مداهمة منزل أحد المواطنين في مخيم العروب شمال مدينة الخليل. وشارك في المسيرة آلاف المواطنين الذين هتفوا ضد الاحتلال والتعرض للقرآن الكريم، وتحدث خلال المسيرة إسماعيل رضوان أحد قيادي حركة حماس فحذر من اندلاع انتفاضة جديدة انتقاماً للقرآن الكريم، كما حذر من ردة فعل المواطنين بسبب تدنيس مقدساتهم، داعياً الأمتين العربية والإسلامية لحماية المقدسات والمسجد الأقصى.
إسرائيل
بعد تصريحات إيهود براك حول إجراء المفاوضات مع سورية، أعلن المدعي العام الإسرائيلي، مناحيم مزوز، أنه لا توجد عقبات قانونية تمنع إسرائيل من مواصلة المفاوضات مع سورية حتى في حال تحولت الحكومة إلى انتقالية. وأكد مزوز أن أي اتفاق دبلوماسي بهذا الخصوص يجب أن يحصل على موافقة وتصديق الحكومة الإسرائيلية والكنيست. من ناحية ثانية أعرب إيهود أولمرت عن رغبته بالتفاوض بشأن حدود هضبة الجولان مقابل إجراء مفاوضات مباشرة مع سورية. وقد عارض وزير الصناعة، رئيس حزب شاس، إيلي يشاي هذا الاقتراح بشدة معتبراً أن المفاوضات مع سورية تعطي شرعية لمحور الشر.
في مستهل الجلسة الوزارية الأسبوعية، تحدث رئيس الحكومة المستقيل إيهود أولمرت، وبعد أن تطرق إلى بداية العام الجامعي وقضايا أخرى، تحدث عن المواجهات بين المستوطنين وقوات الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقال أولمرت أن الغالبية العظمى من سكان يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يعيشون بشكل قانوني، إلا إن هناك مجموعة صغيرة من العصاة الفاسقين بحسب تعبير أولمرت، الذين أخذوا يتصرفون بشكل يهدد سيادة القانون ليس فقط في أماكن سكنهم بل مؤثرين في الأجواء العامة في إسرائيل، حيث يستحيل تحمل هذا الأمر، ولن تسلم به السلطات الإسرائيلية، خاصة وأن الانتهاكات للقانون تترافق مع ممارسات عنيفة ضد الدوائر الأمنية والجهات المعنية بفرض القانون. وشدد أولمرت على أن الاعتداء على الجنود الإسرائيليين وأفراد الشرطة وغيرهم من أفراد قوى الأمن هو أمر لا يمكن تحمله ولن تسلم الدولة بذلك تحت أي ظرف. وأنهى أولمرت كلمته بشكر كل من يوسي بيلين، الرئيس السابق لحزب ميرتس، وران كوهين الذي مثل الحزب لعدة سنوات في الكنيست، وذلك بعد إعلان الاثنين استقالتهما من العمل السياسي.
عشية الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، يتسحاق رابين، حذر رئيس جهاز الشين بيت، يوفال ديسكن، من احتمال قيام ناشطين من اليمين المتطرف باستهداف قادة إسرائيليين. وقال ديسكين في كلامه خلال جلسة مجلس الوزراء، إنه مع اقتراب ذكرى اغتيال رابين، أكشف جهازه عن معلومات تفيد باستعداد متطرفين من اليمين باستخدام السلاح ضد مسؤولين إسرائيليين. أما وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، فقد ذكر من ناحيته أن الاعتداءات في الضفة الغربية قد ازدادت بنسبة 10% منذ عام 2007، وأضاف أن قوات الشرطة لحظت استعداداُ متزايداً بين المتطرفين من الشباب للقيام باعتداءات ضد ضباط الشرطة والجيش.