يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
9/11/2008
فلسطين
شهدت مدينة القدس اليوم عملية تأتي في إطار مخططات التهويد المتواصلة التي تشهدها المدنية وجوارها. فقد أقدمت سلطات الاحتلال على طرد عائلة أم كامل الكرد من منزلها في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس تحت تهديد السلاح، وأعلنت الحي منطقة عسكرية مغلقة مانعة اقتراب المواطنين منها تمهيداً لتسليم المنزل لجماعات يهودية متطرفة. وقام جنود الاحتلال بتقييد أم كامل بالسلاسل الحديدية قبل أن يقذفوا بها وبزوجها المقعد والمريض إلى خارج المنزل. وتحدث مستشار رئيس الحكومة لشؤون القدس، حاتم عبد القادر، عن الوضع فذكر أن قوات الاحتلال منعته من الوصول إلى منطقة المنزل واصفاً هذا التصرف بأنه لصوصي خاصة وأن عملية الإخلاء تمت قبل أن تبت المحكمة الإسرائيلية بالتماس قدمه محامي العائلة، وأكد أنه سيتم العمل على تأمين مأوى بديل للعائلة، إضافة إلى العمل على إعادة العائلة إلى منزلها. وفي الإطار نفسه سلمت قوات الاحتلال سبع عائلات مقدسية تقيم في عقارين في حي الشيخ جراح إخطارات بضرورة إخلاء المنازل لصالح جماعات يهودية متطرفة.
أعلن النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، في مؤتمر صحافي، أن قطاع غزة مهدد بانقطاع تام في التيار الكهربائي. وأوضح الخضري أن سلطات الاحتلال تغلق المعابر لليوم السادس على التوالي وهو ما يمنع دخول الوقود إلى القطاع. ونبّه الخضري من توقف جزء من محطة التوليد نظراً إلى نقص الوقود، موضحاً أن توقف المحطة بشكل كامل يعني كارثة إنسانية وبيئية وصحية ستطال كل شيء وخاصة الجانب الصحي وآبار المياه. ورأى النائب الخضري أن إسرائيل تتعمد بعد نجاح كل رحلة يقوم بها متضامنون إلى القطاع، إلى التضييق أكثر على سكان غزة وإغلاق المعابر وتشديد الحصار، ودعا العرب على الصعيدين الرسمي والشعبي لموقف سريع وحاسم من أجل إنقاذ قطاع غزة.
في ختام اجتماعات اللجنة الرباعية في شرم الشيخ، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية، وضرورة مواصلة اللجنة لدورها في عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. من ناحيته رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أن اللجنة تعبر عن اهتمامها بجهود الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي اللذين أكدا استمرار عملية السلام والنية في التوصل إليه. ودعت اللجنة الرباعية إلى تجميد النشاطات الاستيطانية مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على إتاحة المجال لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط.
أصدر الشيخ جمال بواطنه وزير الأوقاف والشؤون الدينية بياناً شدّد فيه على أهمية الوجود المسيحي في فلسطين، مؤكداً أن المسيحيين هم شركاء حقيقيون في الأرض والقرار، وأن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تمثل المسلمين والمسيحيين واليهود السامريين في نابلس، وهي لا تفرق بين مسلم ومسيحي إلى على أساس الانتماء الوطني لهذا الشعب. وذكر بواطنه أن من يشكك في وطنية المسيحيين هو زارع للفتنة يجب أن يتصدى الجميع له لأنه يعارض أحكام الشرع الحنيف ويقضي على مبادئ التعايش المشترك بين أبناء الشعب الواحد، وأكد أن الوزارة استطاعت أن تعزز أواصر المحبة والتعاون بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين.
إسرائيل
بعد انتهاء أعمال اللجنة الرباعية في شرم الشيخ، صرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، بأن إسرائيل تدرك مدى أهمية قيام دولة فلسطينية شرط ألا تموّل الدولة الفلسطينية المستقلة الإرهاب. وأوضحت ليفني أنها توصلت مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى جملة اتفاقات منها الحاجة إلى مفاوضات ثنائية مباشرة ومتواصلة ومستمرة. وقالت ليفني في تصريح إلى إذاعة الجيش قبل مغادرتها إلى مصر، إنه إذا تأكد أعضاء اللجنة الرباعية من صدقية إسرائيل بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، فإنهم لن يقوموا بالضغط على إسرائيل لتحديد وقت معين أو الدخول في تفصيلات المفاوضات الآن.
انتقد وزير الصناعة والتجارة والعمل، ورئيس حزب شاس، إيلي يشاي، تصريحات وزير الدفاع إيهود براك التي أدلى بها خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلي يتسحاق رابين. وقال يشاي خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، إن تصريحات براك لم تكن موفقة، وإنها تضمنت تحريضاً ضد فئة عظيمة من الشعب، طالباً من براك أن يعتذر ويعبر عن ندمه لهذه التصريحات. يذكر أن براك حذر في إطار الاحتفال بذكرى اغتيال رابين، من اليمين المتطرف ومن إمكان قيامهم باغتيالات سياسية جديدة.
في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، توقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، عند الذكرى السبعين لما يعرف في التاريخ اليهودي باسم ليلة الكريستال، وهي الليلة بحسب التاريخ اليهودي، التي قامت بها السلطات النازية بتدمير الكنس اليهودية والمحلات اليهودية في كافة أنحاء الرايخ الألماني. ثم تطرق أولمرت إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية معرباً عن قناعته بأن الرئيس المنتخب باراك أوباما سيواصل السياسة التقليدية إزاء دولة إسرائيل. ولم ينس أولمرت توجيه الشكر إلى الرئيس الأميركي جورج بوش ذاكراً أنه سيلتقي به في زيارة وداعية بعد أسبوعين. وتطرق أولمرت إلى الخطابات التي ألقيت في اليوم السابق بمناسبة ذكرى اغتيال يتسحاق رابين، فرأى أن المناخ السائد لا يختلف عن المناخ الذي ساعد على اغتيال رابين، وأن الأوضاع ليست بأفضل مما كانت عليه حينها. وقال إن الإسرائيليين كانوا يأملون طيلة هذه السنوات أن يحدث تغيير في الخطاب السياسي العام داخل الدولة، وهو أمر مشكوك فيه بعد ما حدث في ميدان رابين ليلة أمس.