يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
12/11/2008
فلسطين
شهدت مدينة نابلس اعتداءات إسرائيلية في أكثر من منطقة. ففي مدينة نابلس أقدمت قوة إسرائيلية متنكرة بزي مدني على اختطاف ثلاثة مواطنين واقتادتهم إلى جهة مجهولة؛ واقتحمت قوة عسكرية أخرى أحياء في المدينة واحتلت منزل أحد المواطنين وحولته إلى نقطة مراقبة بسبب موقعه المرتفع والمشرف على المدينة. وفي بلدة بيتا جنوب نابلس، أقامت قوة عسكرية إسرائيلية حاجزاً على الشارع العام للبلدة حيث قام الجنود بتفتيش السيارات والتدقيق في هويات المواطنين. وفي جنين اقتحمت قوات الاحتلال، المدينة وبلدتي ميتلون وكفر راعي، وأطلقت الأعيرة النارية وقنابل الصوت في شوارع وأزقة المدينة والبلدتين قبل أن تنسحب دون حدوث اعتقالات بين المواطنين.
نتيجة الإغلاق التام للمعابر الذي فرضته سلطات الاحتلال على قطاع غزة، بدأت الأزمة المعيشية تتفاقم، إذ لفتت المصادر الفلسطينية أن عدداً من السلع الأساسية بدأت تختفي تدريجياً من الأسواق والمحال التجارية خاصة في محافظة رفح، وفي مقدمة هذه السلع الألبان ومشتقاتها إضافة إلى مواد غذائية أساسية أخرى التي لا يتمكن المواطنون من الحصول عليها من خلال أنفاق التهريب. وتحدث مواطنون عن فقدان حليب الأطفال، متوقعين أن تتفاقم الأزمة خلال الأيام القادمة ما لم يتم فتح المعابر. وإضافة إلى فقدان السلع الغذائية، تبرز أزمة غاز الطهي، حيث تتكدس آلاف الأسطوانات الفارغة في مخازن الموزعين.
تحدث الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في مؤتمر صحافي عقدته المؤسسات الوطنية والدينية والمسيحية للتضامن مع المقدسيين، فأوضح أن المخططات الصهيونية باتت واضحة بالنسبة إلى تهويد مدينة القدس من خلال ممارسة سياسة التطهير العرقي والتي شهدت إحدى مراحلها في حي الشيخ جراح قبل أيام، مؤكداً أن هذا الحي سيبقى صامداً في وجه الاحتلال. وقال الشيخ صلاح مخاطباً المقدسيين الذين تم تسليمهم أوامر بإخلاء منازلهم في منطقة الشيخ جراح، أن المؤسسات الدينية والوطنية تقف إلى جانب هؤلاء المواطنين مشيراً إلى خيمة الاعتصام التي أقيمت بالقرب من منزل عائلة الكرد التي طردت من منزلها بالقوة من قبل القوات الإسرائيلية. وناشد الشيخ صلاح كل الضمائر الحية والحرة للتضامن في خيمة الاعتصام لمناصرة صمود هذه العائلات. وتوجه إلى المقدسيين داعياً إياهم لمقاطعة الانتخابات البلدية لأنها مهزلة، ولأن المحتل لن يقدم نفعاً لهم.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية منطقة القرارة في خان يونس جنوب قطاع غزة بمشاركة المروحيات مطلقة النار بكثافة ومحاولة التوغل حيث تصدت لها مجموعة من المقاومين ما أدى إلى استشهاد أربعة من كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد أن تعرضوا لقصف مروحي، وقد تمكنت الطواقم الطبية لاحقاً من نقل جثامين الشهداء والتعرف إلى هوياتهم. وذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت صواريخها باتجاه إحدى المدارس في بلدة القرارة، كما أطلقت المدرعات نيرانها باتجاه المنازل ما أدى إلى إصابة مواطن.
إسرائيل
انتهت الانتخابات البلدية في إسرائيل اليوم معلنة فوز المرشح العلماني نير باركات بمنصب رئيس بلدية القدس على منافسه المتدين مائير بوروش، وهي نتيجة عكست الانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي بين العلمانيين والمتدينين. وقد فاز باركات بنسبة 52% في مقابل 43% لمنافسه فيما حصل المرشح الثالث الثري أركادي غايدمك على نسبة 3,6% فقط من أصوات الناخبين. وأعلن باركات في خطاب الفوز بأنه سيكون رئيس بلدية لجميع المقدسيين، وأنه سيعمل لمصلحة مناصريه ومعارضيه، ولليهود كما للعرب من أهالي القدس. أما في تل – أبيب فقد احتفظ رئيس بلديتها بمنصبه لفترة خمس سنوات إضافية.
استضاف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، عدداً من الزعماء والقادة على مأدبة عشاء خلال مؤتمر حوار الأديان. وقد حضر هذا المؤتمر عدد من القادة العرب كما حضره الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس. وفي حديث مع الصحافيين قال كي - مون، إنه حدث فريد من نوعه أن ترى الرئيس الإسرائيلي بيرس وعدد من الملوك والقادة العرب يتناولون العشاء في مكان واحد. وأمل بأن تكون هذه المشاركة وهذا الاجتماع الدبلوماسي والاجتماعي فاتحة لتفاهمات قادمة. لكنه أضاف أنه لن يسعى إلى ترتيب لقاء بين الملك السعودي والرئيس الإسرائيلي. وأفاد أحد المصورين الصحافيين الذين سمح لهم بأخذ لقطات قبل بدء حفل العشاء، أنه لم ير مصافحة أو كلاماً مباشراً بين الملك السعودي والرئيس الإسرائيلي. وقد انتقد الأمين العام الممارسات غير الإنسانية التي تمارسها إسرائيل تجاه قطاع غزة، لكن بيرس أجاب أن المسؤولية في هذا الأمر تقع على حركة حماس، وأنها إذا توقفت عن إطلاق الصواريخ فإن قطاع غزة سيتمتع بالسلام والازدهار الاقتصادي. وأعرب بيرس عن أمله بأن يسفر هذا الاجتماع عن تشكيل تحالف ضد العنف والإرهاب في الشرق الأوسط.
رفض الاجتماع الوزاري الأمني الإسرائيلي تحويل مبالغ من الأموال لبناء غرف محصنة داخل عدد من المنازل الإسرائيلية التي تقع بمحاذاة الحدود مع قطاع غزة. وكان سكان المناطق الحدودية قد تقدموا بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لتمويل بناء هذه الغرف، إضافة إلى طلب مماثل تقدم به وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود براك، ونائبه ماتان فيلناي. وقد عارض رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ووزير المالية، روني بار- أون، أي تمويل إضافي لهذا الغرض، وقال أولمرت إن المحكمة العليا لا تستطيع أن تفرض على الحكومة عملية تحصين المنازل. وأصدر مكتب أولمرت لاحقاً بياناً أوضح فيه أن الحكومة قدمت أموالاً لتحصين المنازل في شهر شباط/ فبراير الماضي وأنها لن توافق على تمويل إضافي الآن.