يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
24/1/2011
فلسطين
بعد لقاء عقده مع الرئيس المصري، حسني مبارك، عقد الرئيس محمود عباس مؤتمراً صحافياً في مقر الرئاسة المصرية اعتبر فيه أن ما بثته قناة الجزيرة هو خلط مقصود بين المقترحات الإسرائيلية، وهي كثيرة، والمواقف الفلسطينية. وأكد عباس أنه ليس هناك ما تخفيه السلطة الفلسطينية، وهو ما تعرفه جميع الدول العربية مجتمعة أو منفردة، كما أن كل مفاوضات أو لقاءات أو كل قضية تطرح على الجانب الفلسطيني تقدم بتفاصيلها للدول العربية مشفوعة بالوثائق. أما فيما يتعلق بلقائه مع الرئيس المصري، قال عباس أنه بحث مع الرئيس مبارك عدة أمور أبرزها الاتصالات التي تتعلق بالعملية السياسية وما آلت إليه. وبالنسبة للموقف الأميركي، كشف عباس أن الأميركيين لا أجوبة لديهم حتى الآن. وأضاف أنه اتفق مع الرئيس المصري على الاستمرار في موضوع مجلس الأمن، وقد تم وضع القرار بالصيغة الزرقاء، أي أنه يمكن أن يقدم بعد ذلك إلى التصويت. وأوضح أن مشروع القرار الذي سيقدم لمجلس الأمن هو ترداد لما ورد في خطة خريطة الطريق، والاتفافيات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولخطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما في القاهرة، وما قالته وزيرة الخارجية الأميركية في معهد سافا، والتي اعتبرت أن مواصلة النشاطات الاستيطانية غير شرعي. وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي، قال عباس أن الموقف الأوروبي مهم ومتقدم إلا أن أوروبا لا تستطيع أن تحل مكان أميركا ولا تريد ذلك، مطالباً بأن يكون الموقف الأوروبي والروسي والعالمي إضافة إلى الأمم المتحدة، مسانداً للموقف الأميركي أو دافعاً له. ورداً على طرح الدولة ذات الحدود المؤقتة، قال عباس أن هذا الطرح مستحيل، مشيراً إلى أنه تم طرح هذا المشروع سابقاً، وتم رفضه. أما بالنسبة لتفجير الإسكندرية، فقال عباس، أن أيا كان من قام بهذا العمل فهو مجرم ويجب أن يأخذ عقابه، معتبراً أنها جريمة بشعة بكل المقاييس والمعاني. ورداً على سؤال حول ملف المصالحة الوطنية، قال عباس أن مصر هي من تتولى الملف، وقد وقعت حركة فتح على الوثيقة المصرية منذ عام وأربعة أشهر، موضحاً أنه بعد اللقاءات السابقة مع حركة حماس لم يتم أي لقاء جديد حول الملف.
لا زالت قضية الوثائق التي عرضتها قناة الجزيرة الفضائية والمتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، واليوم اعتبر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر أن ما كشفت عنه الوثائق فضيحة مدوية للسلطة وكارثة وطنية بكل المقاييس. وقال أن الوثائق بما حملته من معلومات لم تكن مفاجئة بالنظر إلى التسريبات المتكررة غير الرسمية التي تواترت خلال المفاوضات العبثية بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، والتي تحدثت عن تنازلات خطرة وغير مسبوقة في تاريخ الصراع. من جهته، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد قريع، اللجنة التنفيذية وقيادات الفصائل الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية لاجتماع لبحث الحملة المنظمة والموجهة التي تشنها قناة الجزيرة على القضية الفلسطينية، معتبراً أن ما تقوم به الجزيرة يصب في المصلحة الإسرائيلية.
في تصريح صحافي، جدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري فتواه بتحريم تبادل الأراضي، موضحاً أن ما نشرته محطة الجزيرة من شأنه إحباط أي تنازلات مستقبلية. وأضاف أن نشر الوثائق سيؤدي إلى إيقاف التجاوزات وكل الأخطاء التي رافقت مسار المفاوضات. وأكد أن موضوع المسجد الأقصى لا يخضع لأي تفاوض، وأنه فوق المفاوضات وفوق المحاكم والقوانين الوضعية. كما أكد رفضه لفكرة إنشاء لجنة تكون فيها دول غير عربية وغير إسلامية، أو دولة الاحتلال، في تشكيلة أي لجنة لها علاقة بالأقصى. وقال صبري أن مدينة القدس ليست كسائر المدن من النواحي الدينية والحضارية والتاريخية، ولا يجوز بالتالي التنازل عن أي شبر منها، مجدّداً فتواه بتحريم تبادل الأراضي. وأضاف أنه لا يجوز الاعتراف بالمستوطنات، لأنها غير شرعية، ولأن الاعتراف بها يعني التنازل عن أجزاء من المدينة المقدسة.
شهد حي سلوان مواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين المقدسيين، وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أربعة مواطنين مقدسيين من بينهم عضوي لجنة الدفاع عن أراضي خيمة البستان في الحي، كما اعتدت قوات الاحتلال، على اثنين من المسنين بالضرب المبرح. وأوضحت مصادر المواطنين أن قوات الاحتلال اقتادت المعتقلين إلى جهة مجهولة للتحقيق معهم. وأضافت مصادر المواطنين أن قوة مستعربة برفقة القوات الخاصة الإسرائيلية اقتحمت أحد المحال التجارية في حي بئر أيوب وأقدمت على الاعتداء بالضرب المبرح على الشيخ موسى عودة ورجل مسن آخر في السبعين من العمر، كما قامت بإلقاء الغاز المسيل للدموع على وجهه.
في حديث لإذاعة صوت فلسطين، اعتبرت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن كثرة إطلاق المبادرات الإسرائيلية هو بمثابة خطة استباقية اعتراضية وضعها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بهدف تكريس الوضع الراهن في الضفة الغربية. وأشارت إلى أن إسرائيل تريد أن يوافق الفلسطينيون على إقامة دويلة ممزقة الأوصال على نحو 42% من مساحة الضفة الغربية المحتلة. وحذرت عشراوي، من الخطة الإسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية بحدود موقتة، مشيرة إلى أن هذه الخطة تهدف إلى قطع الطريق على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين التي ستقام على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وللقول للعالم أن إسرائيل معنية بالسلام وبإقامة دولة فلسطينية بينما يرفض الفلسطينيون ذلك. وأضافت عشراوي، أن المبادرات الإسرائيلية المختلفة، تؤكد وجود انقسام في إسرائيل واختلاف في المواقف خاصة في الحكومة الائتلافية التي تضم أحزاب سياسية مختلفة.
إسرائيل
تعليقاً على الوثائق التي نشرتها محطة الجزيرة، اعتبر مساعدون لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن مطالبة السلطة الفلسطينية بوقف عمليات البناء في القدس، أثبتت أنها سخيفة. وكانت محطة الجزيرة قد كشفت عن 1600 وثيقة حول محادثات السلام مع إسرائيل، والتي تغطي أكثر من عقد من هذه المفاوضات. وحسب الوثائق، فإن التسريب الأكبر لهذه الوثائق السرية في تاريخ الصراع، كشفت أن المفاوضين الفلسطينيين وافقوا سراً خلال المفاوضات مع رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، على أن تحتفظ إسرائيل بالقدس الشرقية فيما عدا ضاحية هار حوما. واعتبر مساعدو نتنياهو أن مطالبة الفلسطينيين على مدى عام ونصف بتجميد الاستيطان في القدس الشرقية سخيفة، بعد أن ظهر بوضوح أن الفلسطينيين قد تنازلوا عن الضواحي المذكورة في عهد حكومة أولمرت.
اعتبرت زعيمة المعارضة، تسيبي ليفني، رداً على ما تم نشره من وثائق حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، أن هذا الأمر يعني أن العملية السلمية لم تنته. وأشارت إلى أنه لم يكن مسموحاً للعملية بالنضوج إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق، وذلك بسبب الانتخابات في إسرائيل والحكومة الحالية التي اختارت عدم مواصلة المفاوضات. وأضافت ليفني أنها كانت تتكتم عما يجري خلال المفاوضات على مدى أشهر عدة، وذلك بهدف زيادة الفرص للتوصل إلى اتفاق، حتى لو كان ذلك على حساب وضعها السياسي الشخصي. وقالت ليفني أنه بات واضحاً الآن أنه خلال فترة الحكومة السابقة، تم بناء عملية جادة ومسؤولة كانت ستؤدي إلى إنهاء الصراع، مع حماية كل المصالح الإسرائيلية.
خلال مؤتمر الأسير الذي انعقد في المغرب، اعتبر النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي أن الفلسسطينيين المعتقلين في إسرائيل هم مقاتلو حرية. وطالب النائبان أحمد الطيبي ومحمد بركة خلال المؤتمر، المجتمع الدولي بوضع السجناء الفلسطينيين على قائمة أولوياتهم. وانضم النواب العرب في الكنيست، إلى المشاركين في المؤتمر في غناء النشيد الوطني الفلسطيني. وبالنسبة لغلعاد شاليط، اعتبر الطيبي أنه ليس من العدل أن يصبح السجين الذي تم أسره خلال خدمته العسكرية، أشهر جندي في التاريخ فقط لأنه إسرائيلي، بينما يقبع الفلسطينيون في السجون ولا يسمع العالم شيئاً عنهم ولا يعرف حتى أسماءهم. وقال النائب بركة، أن السجناء الفلسطينيين لديهم أيضاً عائلات وأسماء وآمال.