مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
اقتحمت ثلاث آليات تابعة لحركة "حماس" تحمل كل واحدة منها نحو 300 كغم من المواد المتفجرة الجانب الإسرائيلي من معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم] يوم السبت، وذلك على ما يبدو، بهدف القيام بعملية قتل جماعي وخطف جنود. وانتهت العملية بمقتل ثلاثة من أعضاء "حماس" وإصابة 13 جندياً من الجيش الإسرائيلي، تراوحت إصاباتهم بين طفيفة ومتوسطة. وبدأت هذه العملية المركبة في السادسة صباحاً بهجوم استُخدمت فيه قذائف الهاون على كيبوتس كيريم شالوم، مع إطلاق نار من أسلحة خفيفة على قواعد الجيش الإسرائيلي. وتحت ستار الضباب الكثيف اقتربت من المعبر ثلاث آليات، عربة مدرعة وسيارتا جيب، تم تمويهها كآليات تابعة للجيش الإسرائيلي. وكانت الآليات جميعها مفخخة. واقتحمت العربة المدرعة بوابة المعبر، ثم تبعتها سيارتا الجيب. وبعد الاقتحام مباشرة انفجرت سيارة الجيب الأولى بالقرب من موقع للجيش الإسرائيلي، فأصيب عدد من الجنود إصابات طفيفة، كما لحقت أضرار بالموقع. وبعد اقتحام العربة المدرعة البوابة بدأ نائب قائد الكتيبة الرائد وحيد وجنوده مطاردتها، وأُوقف تقدمها عندما بلغت جداراً أسمنتياً على بعد بضع مئات من الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية. ثم لاحظ نائب قائد الكتيبة سيارة الجيب الثانية وعندما أدرك أنها غير تابعة للجيش الإسرائيلي صرخ في اتجاه الجنود "سيارة مفخخة، سيارة مفخخة"، فسارع هؤلاء إلى الدخول إلى سيارات جيب الهمر. وانفجر الجيب الثاني على بعد 6 ـ 7 أمتار من الجنود، واختفى من شدة الانفجار، وطارت مكعبات أسمنتية تزن أطناناً في الهواء بضعة أمتار. وبعد انفجار الجيب الثاني أطلق الجنود النار على [المقاوم] الذي كان يقود العربة المدرعة وأردوه قتيلاً.
وقال مصدر عسكري إن "حماس" خططت لخطف جنود بواسطة العربة المدرعة، بعد أن تكون سيارتا الجيب قد ألحقتا بالجنود أكبر عدد ممكن من الإصابات. ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن سيارة جيب رابعة كان من المفترض أن تنفذ عملية الخطف الفعلي لكنها لم تجتز الحدود.
وبعد فترة وجيزة شوهدت عربة مدرعة فلسطينية أخرى وهي في طريقها نحو السياج الحدودي بالقرب من حاجز سوفا الذي يبعد بضع كيلومترات عن كيريم شالوم، فأطلقت دبابة قذيفة عليها وفجرتها، وقتل سائقها.
وأعلنت "حماس" مسؤوليتها عن العملية، وقال الناطق بلسان الجناح العسكري للحركة أن "حماس" خططت لخطف جنود من أجل دفع المفاوضات بشأن إطلاق أسرى قدماً.
وقال قائد المنطقة الجنوبية اللواء يوآف غالانت: "إن الأمر يتعلق بهجوم على طول الجبهة لم نشهد له مثيلاً منذ الانفصال [عن قطاع غزة]، وبتوقيت دقيق، وقد تخللته محاولة القيام بعملية قتل جماعي وخطف جنود إلى أراضي غزة بواسطة العربة المدرعة".
ستفرض إسرائيل مزيداً من التقليص على نقل السلع إلى قطاع غزة عقب سلسلة الهجمات التي نفذتها حركة "حماس" ضد المعابر الحدودية المؤدية إليه. وسيكون معظم المعابر مغلقاً اليوم، وربما يستمر الإغلاق بضعة أيام أخرى. ومع ذلك، قالت مصادر أمنية إن إسرائيل ستبقي المعابر مفتوحة بحد أدنى استجابةً لطلب الأسرة الدولية ولمنع تفاقم الأزمة الاقتصادية في القطاع. وعلى الرغم من عملية معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم]، فإن إسرائيل لا تنوي شن حملة عسكرية واسعة في القطاع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك رغبةً منها في عدم التشويش على أحداث عيد الاستقلال واحتفالات الذكرى الستين لقيام الدولة.
وبعد العملية هاجم الجيش الإسرائيلي بضع مجموعات من المسلحين في القطاع، وقتل ما لا يقل عن سبعة منهم. وخلال يومي السبت والأحد أُطلق 26 صاروخ قسام وعشرات قذائف الهاون على النقب الغربي، تسببت بوقوع أضرار، لكنها لم تسفر عن إصابات.
وفي إثر العملية قال مصدر أمني: "إن الفلسطينيين يحاولون استنزافنا من أجل خلق واقع جديد، لكنهم لن ينجحوا في ذلك" ("معاريف"، 21/4/2008). وتتحدث أوساط الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" عن "حرب معابر"، وعن زيادة الأنشطة العملانية في المنطقة. وفي هذه الأثناء ستغلق المعابر ابتداءً من اليوم.
وأمر قائد فرقة غزة، العميد موشيه تمير، بإغلاق المعابر على طول حدود غزة من أجل دراسة الترتيبات الأمنية عقب تهديدات "حماس" المتزايدة بمهاجمة المعابر كلها، وقد أكد مصدر عسكري هذا النبأ، على الرغم من أنه من المفترض أن يفتح اليوم معبر إيريز [بيت حانون] ومعبر الوقود في ناحل عوز. وأكدت أوساط الجيش الإسرائيلي أن ما جرى ينطوي على بعد جديد في ما تصفه حركة "حماس" بـ "حرب المعابر". وقال المصدر العسكري: "لقد وجهت ’حماس‘ رسالة واضحة عندما حاولت شن هجوم بهذا الحجم على كيريم شالوم، وهي تحمل معاني كثيرة. ومن ناحية أمنية فإننا نستعد لمحاولة الحركة رفع الضغط الإسرائيلي عنها".
وقال مصدر أمني: "لقد شن الجيش الإسرائيلي، حتى الآن، عمليات بقوات متفاوتة الحجم على طول السياج الحدودي لإبعاد التهديدات. إن الوضع الحالي يُلزم الجيش الإسرائيلي تعزيز القوات من أجل تكثيف الخطوط الدفاعية على طول السياج الحدودي، مع التشديد على المعابر. إن إسرائيل لن تتحمل عمليات لفترة طويلة، في الوقت الذي تقدم مساعدات إنسانية، فهذه الوتيرة ستجعلها تقوم بحملة واسعة النطاق في غزة".
وقبيل منتصف الليل (الأحد) هاجم سلاح الجو سيارة في رفح، وأدى الهجوم إلى مقتل شخصين ("يديعوت أحرونوت"، 21/4/2008). وذكرت مصادر في غزة أن القتيلين هما مدنيان على الأرجح. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمت مهاجمة مسلحين في جنوب القطاع وأنه جرى التحقق من وقوع إصابات. وسبق الهجوم إطلاق سبعة صواريخ قسام على النقب الغربي.
بلّغت إسرائيل السلطة الفلسطينية يوم الجمعة الفائت أنها ستوافق على فتح 20 مركزاً للشرطة الفلسطينية في أنحاء الضفة [الغربية]، في المنطقة "ب" التي من المفترض أن تكون خاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية، وذلك لأول مرة منذ سنة 2001. وفي هذه المراكز سيُسمح لرجال الشرطة الفلسطينيين بالعمل في الشؤون الجنائية، وخصوصاً في القطاع القروي. وسيضم كل مركز من 20 إلى 30 شرطياً. وقد أُعلنت هذه الخطوة أول مرة قبل نحو أسبوعين، خلال اللقاء الذي تم بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض. وتم في اللقاء الاتفاق على توسيع حرية عمل قوات الشرطة الفلسطينية في المنطقة "ب".
•تدل المحاولة الطموحة والفاشلة للقيام بعملية مسلحة على معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم]، عشية عيد الفصح [العبري]، على أن حركة "حماس" مستعدة الآن لأن تجازف كثيراً، من أجل تحقيق هدفين هما: رفع الحصار الاقتصادي الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، والحصول على "أوراق مساومة" ـ جنود مخطوفين آخرين ـ من أجل تحريك مفاوضات الإفراج عن أسرى فلسطينيين في مقابل غلعاد شاليط.
•يبدو أن الإغراء العملاني بالنسبة إلى الجناح العسكري في "حماس" كان كبيراً، حتى في وقت يحاول فيه مختلف الوسطاء، بدءاً من مندوبي النظام المصري، وحتى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أن يحققوا وقف إطلاق النار في القطاع. وبحسب تقدير الجيش الإسرائيلي فإن عناصر الجناح العسكري، الذين بذلوا جهداً كبيراً في التخطيط لهذه العملية استمر أشهراً طويلة، اعتقدوا أنهم اكتشفوا ثغرة في نظام الدفاع الإسرائيلي.
•على الرغم من أن المعابر تعمل على نطاق محدود بعد الحصار الإسرائيلي، فإنها لا تزال نقاط الاحتكاك الرئيسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولذا تصبح هدفاً مفضلاً لـ"حماس". علاوة على ذلك، فإن التعرض لها يمكن أن يدفع إسرائيل إلى تشديد العقوبات، وهذا لن يكون تطوراً سيئاً من وجهة نظر الحركة، حتى لو اضطر مليون ونصف مليون إنسان إلى دفع ثمنه.
•إن تصعيد الأزمة يمكن أن يؤدي إلى تغيير في نهاية الأمر، مثلاً حدوث ضائقة كبيرة في القطاع تفضي إلى تدخل دولي يفرض على إسرائيل إعادة فتح المعابر. غير أن بعض المحللين في غزة يعتقد أن هذه العملية مرتبطة، أيضاً، بجهود "حماس" من أجل تحقيق تهدئة موقتة في القتال، ورغبتها في أن يتم ذلك من موقع قوة. إن قيادة الحركة تفهم الآن أن ليس في إمكان إسرائيل أن تقوم بعملية عسكرية واسعة في غزة، على الأقل في غضون الشهر المقبل، بسبب عيد الفصح [العبري] وعيد الاستقلال وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش بمناسبة احتفالات الذكرى الستين لقيام الدولة.
•إن ردة الفعل الإسرائيلية، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، ستكون على ما يبدو محدودة النطاق، غير أن إسرائيل ستجد صعوبة في الحفاظ على التوازن الدقيق إذا ما ارتفع عدد الضحايا المدنيين لدينا أو لديهم، إذ إن من شأن ذلك أن يشعل القطاع قبل عيد الاستقلال. وقدّر ضابط كبير في هيئة الأركان العامة أن يكرر الفلسطينيون قريباً محاولة القيام بعملية مسلحة كبيرة على الرغم من فشل عملية كيرم شالوم.
•كانت سلسلة المقابلات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بمناسبة عيد الفصح [العبري]، شحيحة بالمعلومات وغنية بالوعود التي لا رصيد لها. ومن هذه الوعود أن إيران لن تمتلك قنبلة نووية، وأن أولمرت سينتصر في الانتخابات المقبلة، وأنه سيتم التوصل إلى اتفاق سلام مع محمود عباس حتى نهاية هذا العام.
•إن طريقة الحكم الجديدة التي اتبعها أولمرت، بوحي من [رئيس الحكومة السابق] أريئيل شارون، تتميز بكون المخفي فيها أكثر من المعلوم. فهو لا يشعر بالحاجة إلى مكاشفة الجمهور العريض، ولا يدلي بمقابلات عفوية، وإنما يلقي خطابات مكتوبة فقط، كما أصبحت تقاريره المقدمة إلى الكنيست مقلصة للغاية إلى درجة تمس هيبته.
•إن فن إخفاء المعلومات يخدم الحكومة بصورة جيدة، لأنه يوجِد انطباعاً أن هناك أموراً كبيرة تحدث في السر، ولذا يجب منح الحكومة فرصة لمواصلة طريقها. وليس من قبيل المصادفة أن أولمرت معجب بشخصية [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] يتسحاق شمير، وهو الزعيم الذي عمل في السر، واستقر في ذاكرة الإسرائيليين باعتباره مَنْ أفشل اتفاق لندن [مع الأردن] في سنة 1987، وتسبب باندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبتخلي الملك حسين عن الضفة الغربية [فك الارتباط].
•ربما حان الوقت، بمناسبة عيد الاستقلال الستين لدولة إسرائيل، كي تقرر الصحافة الإسرائيلية انتهاء عهد المقابلات الاحتفالية مع رئيس الحكومة [تجري عشية كل عيد فصح عبري]. لقد اتضح، خلال حرب لبنان الثانية، أن حملات العلاقات العامة والظهور المكثف للناطقين الرسميين ليسا بديلاً من الصحافة الجادة، وأن الصحافة المصطنعة لا تخدم الجمهور العريض ولا المهنة في حد ذاتها. إن رئيس الحكومة أعد نفسه بصورة جيدة للمقابلات الصحافية بمناسبة عيد الفصح، وهدف من ورائها أن ينقل آمالاً لا طائل فيها، ووعوداً زائفة.
•كانت الرسالة التي تلقيتها في أثناء وجودي في واشنطن، قبل نحو أسبوعين، واضحة للغاية، وتنطوي على قدر من المرارة، وفحواها: "لماذا يوجد عندكم أشخاص، وخصوصاً وزراء، يواصلون التلهي باعتقاد لا أساس له، هو أن الأوضاع مهيأة لتحقيق سلام بين إسرائيل وسورية؟" إن السؤال المطروح في ضوء ذلك هو: هل يجدر بإسرائيل أن تأخذ هذا الموقف الأميركي في الاعتبار أو لا تأخذه؟
•من الواضح أننا غير ملزمين أن نسير بصورة عمياء وراء البوصلة الأميركية في الموضوعات كلها، غير أن الاستهتار بالمصلحة الأميركية هو تصرف لا عقلاني، وقد يعتبر نكراناً للجميل. إن أهداف واشنطن في الوقت الحالي، والتي أصبحت أهداف باريس أيضاً في الآونة الأخيرة، هي عزل دمشق، وضمان استقلال لبنان، وتقويض قواعد "الإرهاب" في لبنان وسورية، وضرب مسار منفذي العمليات "التخريبية" من سورية إلى العراق. ألا تشكل هذه الأهداف مصلحة إسرائيلية أيضاً؟
•إن أحد الأوهام الراسخة لدينا هو أن التوصل إلى اتفاق سلام مع دمشق سيؤدي إلى انفصالها عن تحالفها الوثيق مع طهران. لا يوجد أي أساس لهذه النظرية في الواقع، ذلك بأن إيران تشكل، ضمن أشياء أخرى، شهادة ضمان لنظام الأقلية العلوية في سورية ضد خطر الأغلبية السنية.
•علاوة على ذلك فإن الذي يحافظ على مكانة سورية في لبنان هو حزب الله، الذي ينفذ أوامر إيران، فهل سيتخلى [الرئيس السوري بشار] الأسد، بسهولة، عن هذه الدعامة لنظامه؟