مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إسرائيل تراقب بقلق التطورات الخطيرة في لبنان
الحكومة تدرس اقتراحاً مصرياً بفتح معبر رفح
سلاح الجو يستهدف موقعين لـ"حماس" في رفح
مقالات وتحليلات
دولة حزب الله على الحدود الشمالية
زيارة بوش لإسرائيل للمشاركة في عيد الاستقلال الـ 60
إسرائيل محاطة بقوتين مواليتين لإيران من الجنوب والشمال
قرار تسخين الحدود في يد حزب الله
بقاء حكومة أولمرت مسألة وقت فقط
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 12/5/2008
إسرائيل تراقب بقلق التطورات الخطيرة في لبنان

قال نائب رئيس الحكومة حاييم رامون في جلسة الحكومة التي عقدت أمس (الأحد) إنه يجب أن ننظر إلى لبنان على اعتبار أنه دولة حزب الله. وأضاف معقباً على الأحداث التي شهدها لبنان منذ نهاية الأسبوع، وعلى سيطرة حزب الله على بيروت: "لا توجد حكومة في لبنان. هذا خيال. ليس هناك إلا حزب الله. إنه مسؤول عن كل ما يجري هناك، وهو يسيطر على البلد تماماً". 

ودعا الوزير عامي أيالون إلى عقد اجتماع مستعجل للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للبحث في الوضع في قطاع غزة والصدامات العنيفة في لبنان، وقال خلال الجلسة إن "الوضع في الشمال حرج"، وإن هناك تهدئة في قيد التبلور في غزة، ولذا يتعيّن على المجلس الوزاري البحث في هذين الموضوعين. 

وأكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين خلال الجلسة أن لبنان يشهد أزمة سياسية وطريقاً مسدوداً منذ انتهاء ولاية الرئيس ]إميل[ لحود، وقال: "هناك رئيس توافقت عليه الأطراف كلها هو قائد الجيش ]العماد[ ميشال سليمان، لكن هدف المعسكر المتطرف يتجاوز مسألة الرئيس، ويريد إعادة السيطرة في لبنان إلى ما كانت عليه قبل ثورة المعسكر المناهض لسورية". وخلص إلى القول إن أحداث نهاية الأسبوع سددت ضربة أخرى إلى المعسكر المعتدل في لبنان في صراعه ضد المعارضة.

وقال الوزير يتسحاق كوهين خلال الجلسة إن "على إسرائيل أن تطلب من مجلس الأمن، وبسرعة،  إجراء مناقشة جديدة للقرار 1701".

وقال رئيس الحكومة إيهود أولمرت في هذا الصدد إن إسرائيل تتتبع ما يجري في لبنان.

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع إيهود باراك في احتفال بمناسبة ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية: "إننا نتطلع إلى السلام، لكن ليعلم الجميع بأن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يتابعان ويراقبان، وهما متأهبان لكل تحدٍ واختبار قد يفرض علينا. وفي هذه الأيام فإن عيناً لنا تتابع وتراقب ما يجري في قطاع غزة، بينما تراقب العين الأخرى ما يحدث في لبنان وسورية، وكلتاهما تراقبان أيضاً ما يجري في إيران". 

إن إسرائيل تراقب، بقلق، الوضع الإشكالي في لبنان (يديعوت أحرونوت، 11/3/2008)، ومع ذلك قرر رئيس الحكومة إيهود أولمرت عدم القيام بأي عمل في هذه المرحلة، وأن يُترك مجال الرد للأسرة الدولية. وخلال نهاية الأسبوع عُقدت سلسلة من المشاورات الأمنية والسياسية، وتلقى رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزيرة الخارجية تقارير استخباراتية وتقويمات أمنية بشأن الأحداث الجارية في لبنان.

وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس "... إننا نتلقى تقارير جارية عن كل ما يجري هناك، وإسرائيل قلقة لأنها قد تتأثر بالأحداث الخطرة، لكن لا يجوز لها أن تقود التحرك الدولي. ولذا فإننا لا نزال نمتنع من إصدار رد رسمي".

وفي هذه المرحلة اتُّخذ قرار بألاّ ترد إسرائيل أو تتطرق إلى المواجهات بين حزب الله والحكومة اللبنانية (هآرتس، 11/5/2008)، لكن جهات متعددة في المؤسسة السياسية أعربت عن قلقها إزاء التصعيد وانعكاساته المحتملة على الوضع على الحدود الشمالية. 

وهناك في إسرائيل تشاؤم كبير حيال التطورات المقبلة في لبنان، وخصوصاً حيال تقاعس الأسرة الدولية. وينبع شعور إسرائيل بالإحباط من أن مجلس الأمن لن يقوم، على ما يبدو، بأي عمل مهم لحل الأزمة، بسبب تركيبته الحالية. وقال مصدر سياسي في القدس إن كون ليبيا عضواً في المجلس يسبب له الشلل. 

 

وهناك خشية رئيسية أخرى لدى المؤسسة السياسية - الأمنية وهي أن يؤدي التصعيد في لبنان وسيطرة حزب الله إلى مغادرة قوة اليونيفيل البلد.

 

"هآرتس"، 12/5/2008
الحكومة تدرس اقتراحاً مصرياً بفتح معبر رفح

سيلتقي رئيس الحكومة إيهود أولمرت، خلال الشهر الجاري، الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة للتباحث في شأن الوضع في قطاع غزة، وفي مفاوضات الحل الدائم مع السلطة الفلسطينية. ومن المرجح أن يعطي أولمرت الرئيس مبارك خلال اللقاء رد إسرائيل على الاقتراح المصري للتهدئة مع الفصائل الفلسطينية في القطاع. واليوم سيجري مدير المخابرات المصري عمر سليمان لقاءات مع القيادة الإسرائيلية في القدس في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن التهدئة. 

ويقضي الاقتراح المصري بأن توافق إسرائيل على فتح معبر رفح، وربما أيضاً معابر أخرى، وتوقف كل الأنشطة العسكرية في منطقة قطاع غزة، في مقابل وقف "حماس" إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل، وامتناعها من القيام بعمليات انطلاقاً من القطاع. ولن تسري التهدئة على الضفة الغربية، لكن بحسب شروط "حماس"، ستعمل مصر على أن تسري أيضاً في الضفة بعد نحو ستة أشهر من التهدئة.

وكان أولمرت اتفق مع الرئيس مبارك على زيارة مصر بعد زيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش لإسرائيل.

وسيلتقي سليمان صباح اليوم كلاً من أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. ومن المرجح ألاّ ترد إسرائيل فوراً على الاقتراح المصري، وأن تطلب دراسة تفصيلات الاقتراح وإعطاء ردها في وقت لاحق. 

 

وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس إنه لن يكون في وسع إسرائيل الرد على الاقتراح المصري سلباً، كي لا تبدو وكأنها الطرف الذي يفشل التهدئة، وفي المقابل، ستقدم إسرائيل لسليمان مجموعة من الأسئلة بشأن اقتراحه، وتحفظاتها عليه. 

 

"هآرتس"، 11/5/2008
سلاح الجو يستهدف موقعين لـ"حماس" في رفح

قُتل أحد سكان كفار عزة يوم الجمعة بقذيفة هاون سقطت بالقرب من منزله، وأُطلقت في الحادث نفسه أربع قذائف هاون تسببت بإصابة جندي بجروح متوسطة، ومدني وجندي آخر بجروح طفيفة. وعقب إطلاق القذائف هاجم سلاح الجو موقعين تابعين لحركة "حماس" في منطقة رفح وقتل خمسة من أعضائها. وخلال يوم السبت استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وبلغ عدد ما أُطلق منها في نهاية الأسبوع 21 صاروخاً، سقط خمسة منها داخل سديروت، وأصاب أحدها منزلاً إصابة مباشرة وألحق به أضراراً كبيرة. وفي حوادث أخرى أصيب خمسة من سكان سديروت بجروح طفيفة جراء شظايا الصواريخ.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 12/5/2008
دولة حزب الله على الحدود الشمالية
مقال افتتاحي

•لا يمكن أن نعتبر عرض القوة، الذي قام به حزب الله، واستمرار الصدامات في جبل لبنان، ودفع البلد إلى حافة حرب أهلية، "شأناً لبنانياً داخلياً"، كما تحاول سورية أن تفعل. ولا مهرب من الإقرار أن الحكومة اللبنانية لا تسيطر على لبنان فعلياً، وأنها رهينة نزوات حسن نصر الله، الذي يعمل من منطلقات طائفية وشخصية، وطبعاً باعتباره مندوب إيران في لبنان. ولذا فإنه يشكل تهديداً خطراً، وخصوصاً على إسرائيل.

•لا يدور الحديث عن واقع جديد، فتعاظم قوة حزب الله، ولا سيما بعد حرب لبنان الثانية، وسيطرته بصورة مطلقة على جنوب لبنان، وجزئياً على شرقي الدولة، لا يسمحان لقوات الأمم المتحدة [يونيفيل] بأن تؤدي دورها كما يجب. ولم يعد في الإمكان الحديث عن نزع سلاح حزب الله، الذي سبق أن كان حلماً داعب إسرائيل والحكومة اللبنانية.

•إن النتيجة هي وجود دولة على حدود إسرائيل الشمالية لا تسيطر حكومتها عليها وإنما تسيطر عليها منظمة خطرة. وليس في إمكان إسرائيل أن تفعل كثيراً في مقابل هذا الواقع في لبنان، لا على المستوى العسكري ولا على المستوى السياسي. غير أن لديها خياراً آخر، هو أن ندفع المفاوضات السياسية مع سورية قدماً، بصورة جادة وفورية.

•لا يجوز أن نتوقع قيام سورية بقطع علاقاتها بإيران أو بحزب الله، لكن عندما لا "تخجل" دولة تُعتبر حليفة لإيران وسنداً لحزب الله، من إعلان رغبتها في عقد معاهدة سلام وأمن مع إسرائيل، فإنها تعرض بديلاً استراتيجياً حقيقياً.

•إن الحالة مع حزب الله تنطبق أيضاً على الحالة مع غزة، وعلى إسرائيل أن تدفع المفاوضات مع السلطة الفلسطينية قدماً، حيال احتكار محاولة "حماس" العمل السياسي. لا تستطيع إسرائيل أن تبقى مكتوفة اليدين، أو أن تكتفي بالتحذيرات العسكرية في مقابل التهديدين اللذين يتربصان بها من الشمال والجنوب.

 

 

"هآرتس"، 12/5/2008
زيارة بوش لإسرائيل للمشاركة في عيد الاستقلال الـ 60
عكيفا إلدار - معلق سياسي

•لو كان جورج بوش صديقاً حقيقياً لإسرائيل لتذرّع بالتحقيق [البوليسي] مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، ولقرّر البقاء غداً في الولايات المتحدة. وإذا لم يكن هناك مفاجآت في جعبته فإن زيارته هذه ستكون الثالثة، خلال ستة أشهر، التي يؤكد فيها، للفلسطينيين وللعالم العربي برمته، أنهم يضيعون الوقت في محاولة وضع حد للاحتلال بالطرق السلمية.

•إن الأوضاع منذ مؤتمر أنابوليس [تشرين الثاني/ نوفمبر 2007] ازدادت سوءاً، ورؤية الدولتين باتت بعيدة أكثر فأكثر. ويبدو أن استقالة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في أعقاب الجمود السياسي القائم، أقرب من استقالة أولمرت.

•إن أي زيارة عقيمة لبوش للقدس الإسرائيلية ستؤدي إلى ابتعاد الجامعة العربية عن مبادرتها السلمية منذ آذار/ مارس 2002، وتوفر ذخيرة أخرى لإيران وسورية، في معركتهما ضد المحور السنيّ المعتدل في الشرق الأوسط. إن غزة ولبنان هما البداية فقط.

•يبدو أن بوش لا يدرك أو لا يهتم بما سيحدث هنا في الأشهر القليلة المقبلة، إذا لم يتدخل لإعادة المفاوضات [مع الفلسطينيين] إلى مسار كلينتون ـ طابا. إن المقربين من أبو مازن يضغطون عليه كي يوقف المفاوضات ويتخلى عن حل الدولتين. 

 

"هآرتس"، 11/5/2008
إسرائيل محاطة بقوتين مواليتين لإيران من الجنوب والشمال
عاموس هرئيل، مراسل عسكري - آفي سخاروف، مراسل الشؤون الفلسطينية

•ليس من المفروض أن تؤثر الحرب الأهلية المصغرة، التي اندلعت في لبنان خلال الأيام القليلة الفائتة، والتي توقفت بصورة موقتة على ما يبدو، في أوضاع إسرائيل الأمنية فوراً. فحزب الله، كما يظهر، مهتم، في الوقت الحالي، بتحسين مكانته في الساحة اللبنانية الداخلية، وبحسب ما بدت الأمور عليه، على الأقل في نهاية الأسبوع الفائت، فإنه لا يبحث عن مواجهة فورية ومباشرة مع إسرائيل.

•غير أنه على المدى الأبعد يتعين أن تقضّ الأحداث في بيروت مضاجع المسؤولين في إسرائيل، لأن من شأنها أن تغيّر الوضع على الجبهة الشمالية، وأن تقوّض الإنجاز الناجم عن إبعاد حزب الله (جزئياً) عن جنوب لبنان، كجزء من القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي تتباهى حكومة إيهود أولمرت بأنه أهم إنجاز حققته في أعقاب حرب لبنان الثانية.

•رُفعت، في نهاية الأسبوع الفائت، حالة التأهب لدى مختلف منظومات الجيش الإسرائيلي، وبينها الاستخبارات وقيادة المنطقة الشمالية، غير أن شعبة الاستخبارات العسكرية لا تتوقع اندلاع مواجهة مع حزب الله، في الوقت الحالي.

•يجوز أن حزب الله لا يزال يمتنع من خوض صدام جديد مع إسرائيل، لكن يمكن ملاحظة أنه قام بعملية ترميم مهمة لقوته، وأن عدد صواريخه تضاعف ثلاث مرات منذ الحرب، بينما لا تزال عمليات تهريب الأسلحة إليه عبر الحدود السورية مستمرة من دون أي عائق. ومع ذلك فإن هدفه الحالي هو تصعيد الضغط على خصومه في لبنان بالتنسيق مع إيران.

 

•قال رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، أمس، إن حزب الله أصبح مشكلة لبنان كله، غير أن هذه المشكلة ليست لبنانية فقط. لقد أصبحت إسرائيل الآن محاطة، من الجنوب والشمال، بقوتين مواليتين لإيران، وتبدو المواجهة معهما مسألة وقت. إن ما يحدث في لبنان يعتبر تحدياً صعباً، لكن توقيته غير مريح لإسرائيل بتاتاً. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 11/5/2008
قرار تسخين الحدود في يد حزب الله
أليكس فيشمان - معلق عسكري

•تُعتبر الأحداث، التي شهدها لبنان في نهاية الأسبوع الفائت، تذكيراً مؤلماً بأن إيران ستصبح رسمياً، وبعد عام واحد، موجودة على حدودنا الشمالية، ويجب أن نعتاد ذلك. وإذا لم تحدث مفاجآت فإن الانتخابات في لبنان بعد نحو عام، ستسفر عن سقوطه في قبضة حزب الله، وسيصبح مستعمرة إيرانية، وسنكون مجرد متفرجين، لأن الفترة الحالية ليست سنة 1982 [سنة الاجتياح الإسرائيلي]، ولا رغبة لدينا أو قدرة على التدخل، كما أن لا حلفاء أقوياء لدينا في لبنان.

•لا شك في أن فؤاد السنيورة وسعد الحريري، اللذين يقفان على رأس التحالف الذي طرد السوريين من لبنان، يلفظان أنفاسهما الأخيرة في تاريخ المنطقة، وهما يدركان ذلك. وقد آل كلاهما إلى هذه الحالة، ضمن أمور أخرى، بسبب السياسة الخطأ التي تتبعها [وزيرة الخارجية الأميركية] كوندوليزا رايس. فمن جهة، منعت الإدارة الأميركية السنيورة من التوصل إلى حل وسط مع حزب الله، كان في إمكانه أن يتوصل إليه، كما أنها من جهة أخرى، لا توفر له السند العسكري والسياسي اللازم لمواجهة التحالف الإيراني ـ السوري. لقد تصرف الأميركيون بالطريقة نفسها مع الشيعة في العراق بعد حرب الخليج الأولى [سنة 1991]، إذ دعوهم إلى التمرد على صدام حسين، ثم تركوهم يواجهون مصيرهم بمفردهم.

•إن الخطوة التي أقدم حزب الله عليها كانت محسوبة ومتزنة ومخططة. صحيح أن القوة السياسية التي تحركه هي الحكومة الإيرانية، غير أن الرأس المدبر هو، على ما يبدو، في دمشق، التي لا تزال ضالعة حتى النخاع في كل ما يحدث في بيروت.

•هناك مصلحتان لإسرائيل في الوقت الحالي: الأولى استقرار حدودها مع لبنان، والثانية عدم تحوله إلى قاعدة إيرانية. ويمكن تحقيق هاتين المصلحتين من خلال طريقين: طريق سياسية، مثلاً بواسطة محادثات مع السوريين، غير أن الأميركيين لا يسمحون لنا بأن نتحدث معهم بشأن لبنان، وطريق عسكرية، لكن من المشكوك فيه أن يكون هناك مسؤول إسرائيلي واحد يرغب في أن يقضي على القاعدة الإيرانية بواسطة القوة العسكرية.

•إن حزب الله هو الذي سيقرر متى يتم تسخين الحدود، وسيكون قراره مرتبطاً، بصورة مباشرة، بالمحاولات الإيرانية الرامية إلى امتلاك سلاح نووي. إن ما يجدر أن نتذكره هو أن قدرة إسرائيل على مواجهة القاعدة الإيرانية في الوقت الذي لم تمتلك إيران سلاحاً نووياً بعد، تختلف جوهرياً عن قدرتها عندما تمتلك سلاحاً كهذا. ولذا فإن السؤال المطروح هو: متى يجب مواجهة هذه المشكلة، إذا كان يجب مواجهتها أصلاً.

 

 

"يديعوت أحرونوت"، 9/5/2008
بقاء حكومة أولمرت مسألة وقت فقط
ناحوم برنياع - معلق سياسي

•من المشكوك فيه أن يكون في إمكان إيهود أولمرت البقاء في منصبه بعد التحقيق الحالي. وإذا لم يحدث ذلك بسبب قضية الرشوة، فإنه سيتم بسبب التأثير المتراكم لقضايا التحقيق الكثيرة معه.

•إن كرسي أولمرت لا يزال مستقراً في هذه الأثناء، فحزب شاس وثلثا حزب المتقاعدين وحزب العمل برئاسة إيهود باراك لا تنوي الاستقالة من الحكومة بسبب التحقيق الجديد. إن الخطر المباشر، الذي يتهدده، هو من زملائه في حزب كديما، إذ يتطلع ثلاثة منهم لوراثته في هذا المنصب. وسيكون من الصعب عليه أن يضمن سكوتهم، إذا لم يكن لديه سند جماهيري واسع.

•يقال في محيط أولمرت إن التحقيق الجديد والضجة المثارة حوله أديا إلى وقف الخطوات السياسية كلها المدرجة في جدول أعمال الحكومة. من شبه المؤكد أن يقوم عمر سليمان، وزير المخابرات المصرية، الذي يبذل وساطة مع "حماس" من أجل وقف إطلاق النار والإفراج عن الجندي غلعاد شليط، بزيارة إسرائيل قريباً، لكن من المشكوك فيه أن يستطيع أولمرت دفع اتفاق مع "حماس" قدماً. كما أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيزور إسرائيل، غير أن زيارته ستكون احتفالية فقط. 

 

•إن أولمرت مصر على أن يصارع من أجل إثبات براءته والاستمرار في منصبه، على الرغم من أن بعض أفراد عائلته يضغط عليه كي يقدم استقالته. إن روحه القتالية تثير الاحترام، غير أن الشعب في إسرائيل بحاجة إلى رئيس حكومة يقوم بوظيفته على أكمل وجه، ويستطيع أن يتخذ القرارات المطلوبة.