مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ألقى رئيس الحكومة إيهود أولمرت مساء أمس (الثلاثاء) كلمة أمام مؤتمر اللوبي اليهودي في واشنطن "أيباك"، قال فيها إنه إذا اختارت سورية إبرام سلام مع إسرائيل، وانفصلت عن محور الشر، فإن هذه الخطوة ستؤدي إلى تغيير دراماتيكي واستراتيجي في الشرق الأوسط برمته. وأضاف: "إن السلام مع سورية مصلحة إسرائيلية، لكنه أيضاً مصلحة سورية. إنني لا أستخف بالانتقادات وبالشكوك التي تكتنف المفاوضات، ولا يسعني إلا أن أعدكم بأن أي اتفاق سلام مستقبلي، إذا ومتى توصلنا إليه، سيُدعَّم بالضمانات الأمنية اللازمة".
وتناول التهديد الإيراني قائلاً: "إن إيران تشكل بلا شك أخطر تهديد لأمن العالم واستقراره... إن بصماتها واضحة في كل منظمة 'إرهابية' في الشرق الأوسط تقريباً، من 'حماس' والجهاد الإسلامي في قطاع غزة إلى حزب الله في لبنان". ودعا أولمرت أعضاء الكونغرس إلى العمل من أجل إدراج حزب الله في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات "الإرهابية" وإلى تشجيع دول أخرى على القيام بذلك. كما دعا إلى "وقف التهديد الإيراني بالوسائل الممكنة كافة".
وتطرق إلى المفاوضات الدائرة مع الفلسطينيين بقوله: "أعتقد أننا نقف الآن عند مفترق طرق حرج، وأنه يجب عدم تفويت هذه الفرصة. ربما يكون ممكناً الآن، لأول مرة في التاريخ، التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين... سيتعين على الطرفين اتخاذ قرارات صعبة في المستقبل القريب، وأعتقد أن شعب إسرائيل وقيادته مستعدون لهذا الأمر، وآمل بأن تستجيب القيادة الفلسطينية أيضاً للتحدي عندما يحين الأوان".
يعمل عضو الكنيست تساحي هنغبي، رئيس لجنة الشؤون الحزبية في كاديما، على تعيين موعد لإجراء الانتخابات التمهيدية في الحزب بالاتفاق مع الشخصيات الأربع المتنافسة في شأن رئاسته: وزيرة الخارجية تسيبي ليفني؛ وزير المواصلات شاؤول موفاز؛ وزير الداخلية مئير شطريت؛ وزير الأمن الداخلي آفي ديختر. وبدأ هؤلاء ببلورة اللجان الانتخابية التابعة لكل منهم.
وقد اقترح موفاز الذي التقى هنغبي إجراء الانتخابات التمهيدية في مطلع أيلول / سبتمبر، أما ليفني فمعنية بإجرائها في موعد أبكر. وسيتعين على لجنة الشؤون الحزبية أن تبحث أيضاً في مسألة مكانة أولمرت بعد إجراء الانتخابات: هل سيكون في وسعه البقاء في منصب رئيس الحكومة حتى انتخابات الكنيست، أم أن انتخاب خلف له سيكون في الواقع عبارة عن "إطاحة هادئة؟" ولا يتضمن نظام الحزب إجابة عن هذه المسألة، كما أنه لا يجيز عملياً إطاحة رئيس الحزب.
إن المناقشات الداخلية في شأن الإجراءات المتعلقة بالانتخابات التمهيدية، بالإضافة إلى الاستعدادات التي يقوم بها المتنافسون الأربعة، تدل على أن الحزب أصبح في خضم [معركة] الانتخابات الداخلية، على الرغم من أن موعدها لم يحدد بعد.
وافتتح موفاز أمس حملته الانتخابية بجولة قام بها في هضبة الجولان، أكد خلالها أن السوريين غير جاهزين للسلام في الوقت الحاضر، وحذر من التنازل عن الهضبة. وبذلك فإنه يسعى لأن يتخذ لنفسه موقع الرمز اليميني في كاديما، وأن يميز نفسه من ليفني ـ خصمه الرئيسي ـ من خلال إعلان معارضته المفاوضات مع السوريين، والتي يقودها رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وصرح أيضاً خلال جولته أن "تجديد المحادثات السلمية مع سورية، هو بحد ذاته، أمر مهم، لكن هناك بوناً شاسعاً بين التحادث والتنازل". وأضاف قائلاً: "إن الجولان كان وسيبقى جزءاً من دولة إسرائيل، ويجب أن نقول ذلك بصورة واضحة وحازمة بحيث يفهمه أعداؤنا أيضاً".
قال وزير الدفاع إيهود باراك رداً على تصريح الرئيس السوري بشار الأسد الذي قال فيه إن على إسرائيل، في إطار أي اتفاق سلام، أن تنسحب من المناطق كلها التي احتلتها حتى بحيرة طبرية: "لا أعتقد أن أحداً ما في سورية، حتى الرئيس الأسد، يحسب أن المفاوضات تدور حول الانسحاب حتى بحيرة طبرية". وأضاف خلال جولة قام بها على قيادة المنطقة الشمالية: "هناك محاولات جس نبض جارية مع السوريين، الغاية منها أن ندرس ما إذا كان هناك إمكان لبدء مفاوضات لاحقاً. وطبعاً، يجب أن تكون هذه المفاوضات مباشرة وأن تتناول الموضوعات كافة. لكن بالنسبة إلى الموضوعات نفسها، كما في أي مفاوضات، يجب أن نتخذ قرارات صعبة ونقوم بتنازلات، وهذه مسألة ثنائية، أي أنها قرارات صعبة بالنسبة إلى الأسد وبالنسبة إلينا أيضاً".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان السوريون يواصلون دفق الأسلحة إلى حزب الله، قال باراك: "إن السوريين يعملون بتعاون وثيق مع حزب الله، وهم إلى حد ما مسؤولون أيضاً عن نقل المعدات والأسلحة إليه، وعن تعاظم قوته". وأضاف قائلاً: "من المفهوم أن المسؤولية العليا، في نظرنا، تقع على حزب الله نفسه، من جهة، وعلى الإيرانيين والسوريين، من جهة أخرى".
وعن انطباعاته فيما يختص بانتشار حزب الله على الجدار [الحدودي] وداخل القرى، قال باراك: "إن حزب الله يعزز قوته، سواء في القرى التي تقع هنا قبالتنا، أو في 150 قرية أخرى تقع في العمق، بوسائل قتالية وانتشار ومواقع محصنة، وهذا الأمر مناقض كلياً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وهو انتهاك واضح له".
· يرفض معظم أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية التهدئة مع "حماس"، بحجة أنها ستمكّن الأخيرة من التسلح، وهو ما سيجعلها تشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل. ولذا فإن هذه الأخيرة تطالب مصر، ومن خلالها الحركة، بتقديم تعهد واضح بعدم نقل أسلحة إلى القطاع.
· يمكن التقدير أنه لو كانت هذه هي الحجة الوحيدة لرفض التهدئة، لكان تم إيجاد حل لها، غير أن إسرائيل بدأت مؤخراً تضع شرطاً آخر، هو الإفراج عن [الجندي المختطف] جلعاد شاليط، في مقابل فتح معبر رفح. وبناء على ذلك، فإن المعادلة التي شكلت أساساً للتوصل إلى التهدئة إلى الآن، أصبحت أكثر تعقيداً. إن الإفراج عن شاليط، في نظر الطرف الآخر، هو صفقة منفصلة، غير مرتبطة بوقف إطلاق النار.
· من الصعب أن نقتنع بالمنطق الأمني وراء مطلب الربط بين الصفقتين ورهن الواحدة بالأخرى، لا سيما أن معارضي التهدئة لا يعرضون بديلاً آخر منها. فإذا كان هؤلاء يخشون تعاظم قوة "حماس"، فهل هم على استعداد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق على الفور؟ وإذا كانوا قلقين على سلامة شاليط، فهل هم على استعداد للإفراج عن الأسرى جميعهم الذين تطالب الحركة بهم؟
· إن ما يمكن افتراضه هو أنه بسبب عدم وجود سياسة قادرة على تقديم رد على هاتين المسألتين، فإن ما يخشاه معارضو التهدئة هو أن تبدو إسرائيل كأنها استسلمت لشروط "حماس"، وأن يكون قرار التهدئة دليلاً على إفلاس السياسة الأمنية الإسرائيلية في غزة وإفلاس المسؤولين عنها.
· عندما تقلد إيهود أولمرت منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية كانت أوضاع إسرائيل سيئة، وهي الآن أكثر سوءاً وهو يوشك أن يترك منصبه. فعلى الصعيد الأمني، أتاح لـ"حماس" أن تسيطر على نصف السلطة في مناطق السلطة الفلسطينية، وعلى السلطة الكاملة في غزة. كما أن منظمة حزب الله أصبحت، في نهاية عهده، أقوى مما كانت عليه قبل عامين ونصف عام.
· غير أن ميراث أولمرت يشمل أيضاً محادثات عقيمة مع محمود عباس، ومحاولات جس نبض غير مباشرة مع سورية، تفتقر إلى أي جوهر حقيقي.
· ليس في الإمكان التوصل إلى اتفاق مع القيادة الفلسطينية، التي جاءت بعد ياسر عرفات. إن سلطة محمود عباس في الضفة الغربية رهن بوجود الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام هناك. وإذا كان هناك إمكان للسلام مع الفلسطينيين، فإن المطلوب، إسرائيلياً، أن يظهر قائد من طينة أخرى، لا يتهرب حتى من ضرورة تقسيم مدينة القدس.
· لقد سبق أن قال [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول] دافيد بن ـ غوريون، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية في كانون الثاني/ يناير 1950، إنه "لو كان في الإمكان تطبيق تسوية مع الملك [الأردني] عبد الله الأول، يحصل بموجبها على أشياء منا، ونحصل في المقابل على البلدة القديمة في القدس، أي على القسم اليهودي حتى حائط المبكى [البراق]، لكنت سأعتبر ذلك أمراً عظيم الشأن". إن أياً من ورثة أولمرت لا يرقى إلى مكانة بن - غوريون، لكن بعد الفترة الهامشية التي أضافها أولمرت إلى تاريخ إسرائيل، يتوجب الانتقال إلى صفحة جديدة على وجه السرعة.
· يُعقد مساء اليوم [في واشنطن] لقاء بين شخصين توشك حياتهما السياسية أن تنتهي، الأول، [الرئيس الأميركي] جورج بوش الذي تنتهي ولايته بعد سبعة أشهر ونصف شهر، والثاني، [رئيس الحكومة الإسرائيلية] إيهود أولمرت الذي قد تنتهي ولايته خلال فترة أقصر. إن هذا الأمر يجعل من الصعب عليهما اتخاذ قرارات بعيدة المدى، غير أنه يحررهما من الخوف من استطلاعات الرأي العام.
· عندما يلتقي بوش وأولمرت سيكون على جدول أعمالهما موضوع وحيد، هو إيران. إن بقية الموضوعات لا تبرر زيارة يقوم بها رئيس حكومة إسرائيلية لواشنطن، بعد أقل من شهر على استضافته بوش في القدس.
· إن السؤال الكبير الذي يحيط بهذه الزيارة هو: هل يمتلك بوش الرغبة والقدرة على أن يفرض القيام بعملية عسكرية ضد إيران على مؤسسته الأمنية، وعلى أغلبية مجلسي النواب والكونغرس، وعلى الرأي العام الأميركي؟ ليس هناك أي سابقة لقرار من هذا القبيل في التاريخ الأميركي كله.
· سيقدم بوش لأولمرت وسائل دفاع صاروخي متقدمة، غير أن هذه الوسائل لن تمنع الإيرانيين من امتلاك السلاح النووي، ونُظم الصواريخ التي يمكن أن يصل مداها إلى أوروبا. لن يواجه بوش وأولمرت صعوبة في الاتفاق على شدة الخطر الإيراني، وعلى الحاجة إلى كبحه، غير أنهما سيجدان صعوبة كبيرة في منعه.