مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أُضيفت أمس إلى العلاقات المتوترة بين إسرائيل ومصر أزمة جديدة، فقد علمت "معاريف" أن المسؤولين في مكتب مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان أبلغوا إلى رئيس الدائرة السياسية ـ الأمنية في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس غلعاد تأجيل اللقاء بين الطرفين إلى أجل غير مسمى. وأكدت مصادر في المؤسسة الأمنية هذا الأمر وقالت ان اللقاء أُجل بسبب فيلم "روح شاكيد" الذي بثته القناة الأولى وأثار عاصفة في مصر. وقد ادعى المصريون أن الفيلم يعرض قيام جنود من وحدة شاكيد بقيادة بنيامين بن إليعزر بإطلاق النار على أسرى مصريين، كانوا مكبلين وغير مسلحين، خلال حرب الأيام الستة (حرب حزيران / يونيو 1967). وبعد العاصفة التي أثارها الفيلم في البرلمان المصري ألغى وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعزر أول من أمس زيارة كان مخططاً لها إلى مصر.
وتنضم الأزمة الحالية إلى قضية أخرى نشبت بين السلطات المصرية والسفارة الإسرائيلية في القاهرة، إذ تدعي جهات رسمية مصرية أن إسرائيل حاولت إدخال شاحنة محملة بمواد مشعة إلى مصر تحت ستار مواد بناء. ويدعي المصريون أنهم أحبطوا خطة إسرائيل إدخال الشاحنة المشبوهة ويتهمونها بالقيام بنشاطات تضر بعلاقات البلدين. وأكد مصدر أمني رفيع لصحيفة "معاريف" أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة تجري أعمال ترميم في المبنى وقال: "إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تمنع وزارة الخارجية من شراء مواد البناء من مصر لأسباب أمنية، وتلزم الوزارة استيراد مواد البناء من إسرائيل. وبعد تفجر 'قضية التجسس' في مطلع شباط/ فبراير 2007 ادعت السلطات المصرية أن شاحناتنا كانت محملة بأسلحة غير تقليدية".
سُلّمت مسودة تقرير مراقب الدولة عن حماية الجبهة الداخلية في أثناء حرب لبنان الثانية إلى السلطات التي يتناولها النقد. ولم تبلور قيادة الجبهة الداخلية بعد ردها على التقرير، ولكن يبدو، مع ذلك، أن القيادة ستدعي أن رواية المراقب تتضمن أخطاء كثيرة وأموراً غير دقيقة.
وتراجع مراقب الدولة ميخا ليندنشتراوس عن نيته تضمين التقرير، الذي سيقدمه اليوم إلى لجنة الكنيست لشؤون مراقبة الدولة، استنتاجات بحق الشخصيات الضالعة في التقصير.
وقبل مناقشة التقرير في لجنة الكنيست لشؤون مراقبة الدولة ستبحث المحكمة العليا الاستئناف الذي قدمه قائد الجبهة الداخلية اللواء يتسحاق غرشون ووحدة الدفاع القانوني التابعة للجيش والذي جاء فيه أن من غير الجائز عرض استنتاجات التقرير قبل منح قيادة الجبهة الداخلية حق الرد على مسودة التقرير.
وقال المقربون من اللواء غرشون لصحيفة "هآرتس" إن اللواء وافق على ضم اسمه إلى الاستئناف لأن عليه الدفاع عن قائمة طويلة من الضباط الذين يحتمل أن توقع استنتاجات التقرير الضرر بهم. وقالت مصادر مطلعة على التقرير ان الموجز الأصلي الذي كان مراقب الدولة ينوي تقديمه إلى لجنة الكنيست لشؤون مراقبة الدولة تضمن كلاماً لاذعاً ضد قائمة طويلة من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية.
عقد رئيس الحكومة إيهود أولمرت أول من أمس مناقشة خاصة في شأن الرد الإسرائيلي على تنامي التهديد النووي الإيراني. واشترك في المناقشة كبار وزراء الحكومة واستمعوا إلى تقارير عن الميزانيات المخصصة لدعم الرد على هذا التهديد خلال السنوات المقبلة. وكان أولمرت اجتمع في الأسبوع الماضي مع أعضاء اللجنة الفرعية للشؤون الاستراتيجية التابعة للجنة الخارجية والأمن وتداول معهم في التطورات على الصعيد الاستراتيجي ـ الأمني.
وعرضت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أمس في اللقاءات التي أجرتها مع نظرائها الأوروبيين أهمية إقامة جبهة دولية لعزل إيران والضغط عليها كي توقف مشروعها النووي. وطلبت ليفني من الأوروبيين تجاهل الاعتبارات الاقتصادية في قراراتهم بشأن فرض العقوبات على إيران، لأن التهديد أكبر بكثير من الضرر الاقتصادي.
· يتجادل رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ومراقب الدولة، القاضي ميخا ليندنشتراوس، ويتخاصمان على موضوع مبدئي، لكنه ثانوي من حيث أهميته. السؤال الأكثر أهمية هو: هل الجبهة الداخلية الآن، بعد انتهاء حرب لبنان الثانية بسبعة أشهر، جاهزة بصورة أفضل لحرب من المؤكد أن العدو سيستخدم فيها كميات كبيرة من القذائف والصواريخ؟ الجواب هو: كلا وألف كلا.
· التغييرات نحو الأحسن في وضع الجبهة الداخلية منذ ذلك الوقت هامشية جداً. هناك الكثير من الكلام والتوصيات وأيضاً التقارير، لكننا اليوم في أوج تقصير وطني كبير. فإسرائيل ليست جاهزة على نحو أفضل. وهي غير مهيأة لمواجهة كوارث ربما تنجم عن إصابات جماعية، والخبراء يعرفون ذلك.
· بحسب تقديري فإن موضوع الجبهة الداخلية هو التقصير الأكبر في حرب لبنان الثانية، وهو أكبر من أي إجراء أو خطأ آخر ارتكب في أثناء الحرب. وهذا هو السبب الرئيسي للشعور العام في إسرائيل بالهزيمة في مستوى الوعي. لقد نسيت الدولة الجبهة الداخلية في الحرب، مع أن التقديرات كانت تشير إلى أنها ستقصف بصواريخ كثيرة.
· كشفت الحرب تقصيراً بحق البلدات العربية أيضاً. وقد برز فشل الحكومة هنا حتى في مجرّد أنها لم تزوّد البلدات العربية بصافرات إنذار.
· الفشل في الدفاع عن الجبهة الداخلية لم يبدأ في الشمال وإنما في الجنوب، في المواجهة المستمرة مع صواريخ القسّام. وفي كانون الثاني/ يناير 2006 نشر مراقب الدولة تقريراً قاسياً عن تحصين الجبهة الداخلية في الجنوب. ومع ذلك استمرت المماطلة في إصلاح الوضع.
· إذا كانت تقديرات الاستخبارات صحيحة، أي التقديرات التي تذهب إلى أن حزب الله يجدّد منظومة صواريخه وسورية تبني منظومة صواريخ وقذائف كبيرة وجديدة وحماس تواصل عمليات تهريب السلاح من سيناء، فلا مفر من الاستنتاج أن إسرائيل لم تتخذ أية خطوة عملية لتوفير حماية أفضل للجبهة الداخلية.
•الاستخبارات الأميركية هي المتهم المباشر باختفاء الجنرال علي رضا عسكري، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق. فقد أعلنت الولايات المتحدة، مؤخراً، أنها ستصعد المعركة في سبيل تقويض نظام آيات الله، بعد الكشف عن التورط الإيراني في الأحداث الدموية في العراق، وبعد السلوك الإيراني الفظّ في كل ما يتعلق ببرنامجها النووي الطموح.
•إن فرار جنرال كبير يمتلك معلومات دقيقة ومفصلة عن الأسرار الخفية لنظام آيات الله يلائم عملية متدحرجة "لتقويض نظام". كما أن فرار طرف ما إلى طرف آخر هو انتصار دعائي بارز.
•في سنة 1966 هبط طيار عراقي بمحض إرادته في إسرائيل وجلب معه جائزة ثمينة للأميركيين عبارة عن طائرة ميغ 21 الحديثة الصنع آنذاك. وإذا نزل اليوم أفراد قسم العمليات التابع لوكالة CIA إلى القبو ونفضوا الغبار عن رف الوثائق العائدة لعام 1953 فلا بد أن يكتشفوا ملفات كثيرة عن عملية ناجحة أدارها أسلافهم لإطاحة رئيس الحكومة الإيرانية محمد مصدّق.
•لكن إذا كان الحديث يدور عن اختطاف فتلك قصة أخرى. فقد حذفت، منذ انتهاء الحرب الباردة، أية محاولات ومخططات لاختطاف مسؤول رفيع المستوى من قائمة عمليات أجهزة المخابرات الغربية. صحيح أن الأميركيين خطفوا، منذ أيلول/ سبتمبر 2001، عشرات الأشخاص وسجنوهم في قاعدة غوانتانامو، لكن هؤلاء جميعاً كانوا نشطاء إرهابيين وليسوا جنرالات أو نواب وزراء في دول ذات سيادة ولها مندوبون لدى الأمم المتحدة.
•عملية اختطاف من هذا القبيل تعتبر عملاً حربياً. وإذا اختطف الجنرال الإيراني فعلاً، أكان ذلك بسبب المعلومات التي في رأسه أو كورقة مساومة، فالمسؤولون عن هذه العملية ينبغي البحث عنهم في الدول التي تشعر بأنها مهددة مباشرة من إيران. وقد يعتقد زعماء هذه الدول أن خطوة كهذه تستحق الثمن الذي ستتم جبايته من الإيرانيين لاحقاً.
•خضعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية لحرب كان السيناريو المتعلق بها قد عُرض على الحكومة بكل تفصيلاته. لم تقع أي مفاجأة. فقبل الحرب أوضح رجال الاستخبارات لأرباب الدولة أن ما بين 100 إلى 150 صاروخ كاتيوشا سيسقط يومياً. إذن ليأت رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة وقائد الجبهة الداخلية وغيرهم، وليشرحوا، لا لمراقب الدولة وإنما لنا، أي للجمهور العريض، ما هي الخطة التي تمّ تفعيلها من بين الخطط المحفوظة في الأدراج والتي أعدت وتم التدرب عليها استعداداً لحرب تطال الجبهة الداخلية؟
•نطالب بأن يحكي لنا المسؤولون كيف عملت حكومة إسرائيل وكيف خططت وفكرت وقررت في موضوع العناية بالجبهة الداخلية. هل في إمكان الوزراء أن يقولوا بضمير مرتاح إنهم عرفوا في أثناء الحرب ما يحدث في الجبهة الداخلية؟ وليأخذوا الوقت الكافي لذلك لتقديم الجواب، ونحن سننتظر.
•حتى لو كمّوا فم مراقب الدولة وحتى لو نجحوا في تصويره كمن يسعى لخطف الأضواء، وجعلوه عدواً للشعب، فإن أي شخص لن يفلح في تغيير الحقيقة المرّة، وهي أن الجبهة الداخلية استبيحت خلال حرب لبنان. فهي لم تكن جاهزة كما يجب قبل الحرب، ولم تتم العناية بها كما يجب في أثناء الحرب. وتقرير المراقب يأتي لإظهار الإخفاقات من أجل البدء بإصلاحها. ولذا ينبغي الكف عن إزعاجه.