مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
سيقوم وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بزيارة إسرائيل في الأسبوع المقبل. وتأتي زيارته هذه بعد فترة قصيرة من زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس واشنطن. ومن المفترض أن يصل غيتس إلى إسرائيل في 17 من الشهر الجاري، وأن يجري مباحثات مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع بيرتس.
وتعد زيارة غيتس أول زيارة يقوم بها وزير دفاع أميركي لإسرائيل خلال فترة ولاية الرئيس جورج بوش، وكانت آخر زيارة لوزير دفاع أميركي لإسرائيل قد جرت قبل 8 سنوات. وسيتصدر جدول أعمال غيتس الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط، كما سيبحث في عدة موضوعات متعلقة بالعلاقات بين المؤسستين الأمنيتين الإسرائيلية والأميركية. وتكتسب زيارته أهمية خاصة باعتبارها لبنة إضافية على طريق إنهاء الأزمة التي خيمت ظلالها على العلاقات بين المؤسستين الأمنيتين جراء بيع الصين معدات أمنية إسرائيلية.
وقالت مصادر أميركية لصحيفة "هآرتس" إن غيتس سيسعى لفهم موقف زملائه الإسرائيليين من الوضع في العراق، كما سيبحث معهم في الوسائل التكتية والخبرة الإسرائيلية فيما يتعلق بـ "العبوات المفخخة" التي تشكل السلاح الأكثر فتكاً في أيدي العناصر الإرهابية في العراق.
كذلك سيتم البحث في عدد من المسائل المدرجة في جدول الأعمال عن العلاقات بين البلدين، ومنها رغبة إسرائيل في الانخراط مجدداً في مشروع الطائرة الهجومية الأميركية الحديثة (JSF) الذي جرى استبعادها منه بعد الأزمة التي شهدتها العلاقات بينهما. وهناك موضوع آخر يشغل الطرفين هو معارضة إسرائيل بيع السعودية ودول الخليج نظم أسلحة متطورة.
تعقد لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست اليوم نقاشاً تاريخياً بمشاركة إبراهيم سليمان، المقرب من عائلة (الرئيس السوري بشار) الأسد، الذي مثّل الجانب السوري في محادثات غير رسمية أجراها مع المدير العام السابق لوزارة الخارجية ألون ليئيل. وخلفية اجتماع اللجنة ودعوة سليمان وليئيل إليه هي ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس" في كانون الثاني/ يناير الماضي بشأن المباحثات التي صاغ كلاهما خلالها ورقة غير رسمية (Non Paper) تتضمن إطاراً لتسوية سياسية بين إسرائيل وسورية. وسليمان رجل أعمال أميركي من أصل سوري. وسيعرض ليئيل أمام اللجنة التقارير التي نقلها إلى جهات رسمية في وزارة الخارجية وديوان رئيس الحكومة خلال فترة ولاية رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون. وتتجاهل وزارة الخارجية وديوان رئيس الحكومة الزيارة.
أما سليمان، الذي وصل إلى إسرائيل أول من أمس، فمن المتوقع أن يطلع اللجنة على علاقاته مع القيادة السورية. كما سيطلع أعضاء الكنيست على قيام (الرئيس) الأسد بتعيين جنرال سوري لمعالجة الملف الإسرائيلي، وهذا الجنرال يقيم سليمان اتصالاً دائماً به. وسيطلعهم على الرسائل التي يتلقاها من الحكم السوري ولا سيما من وزير الخارجية وليد المعلم أيضاً. وفي المحادثات التي أجراها سليمان في إسرائيل خلال اليومين الماضيين ذكر أنه سيقول لأعضاء الكنيست إن "هناك رغبة حقيقية لدى القيادة السورية قي بدء مفاوضات مع إسرائيل، ولذا يتعين على إسرائيل، على الأقل، أن تفحص جدية الموضوع وأن تبذل محاولة من جانبها".
وقد أعرب سليمان عن رغبته في لقاء جهات رسمية إسرائيلية أيضاً، وأرسل طلباً بهذا الخصوص إلى رئيس شعبة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية. وبعد مشاورات قرر المدير العام لوزارة الخارجية أهارون أبراموفيتش رفض الطلب. وذكر مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية أنه "لم يكن هناك رغبة في إعطاء انطباع وهمي بأن جهات رسمية تجري مفاوضات مع سليمان. قررنا أن الضرر سيكون أكبر من الفائدة. إذا لم يكن سليمان ممثلاً رسمياً فلمَ اللقاء به؟ وإذا كان فعلاً ممثلاً رسمياً وكانت سورية تريد المفاوضات فهناك طرق أخرى للقيام بذلك".
دعا عضو الكنيست عن حزب كديما، أفيغدور يتسحاقي، السياسيين من اليسار واليمين إلى التزام جانب الصمت في كل ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى. وقال في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت"، رداً على سؤال عما إذا كان يعتبر مروان البرغوثي ورقة مساومة شرعية في إطار المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى: "في مفاوضات كهذه فإن كل معتقل يعتبر ورقة مساومة شرعية. كل شيء شرعي بهدف إعادة الأبناء إلى البيت".
وأضاف يتسحاقي: "يجب أن يكون جنود الجيش الإسرائيلي واثقين بأنهم إذا وقعوا في الأسر فإن دولة إسرائيل ستفعل كل شيء ممكن لإعادتهم إلى البيت. صحيح أن الأمر يتعلق بمعضلة جدية - كم معتقلاً نفرج عنه ومن أي رتب - ومن الواضح أن من الصعب بل من المؤلم الإفراج عن قتلة أياديهم ملطخة بالدماء وعن رؤساء عصابات مجرمين، لكن ليس هناك من كان راغباً في الوصول إلى هذا الوضع. إنني أسمع أناساً يقولون إن الإفراج عن معتقلين أمنيين سيشجع على عملية الاختطاف المقبلة، لكن في مقابل إعادة الأبناء إلى البيت علينا أن نتخذ هذه المجازفة أيضاً. ليس أمامنا أي خيار آخر".
· مرة أخرى في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي تقف إسرائيل أمام السؤال التالي: هل تجتاز الخطوط الحمر في حربها المريرة ضد الإرهاب؟ وتتخبط القيادة السياسية ـ الأمنية في مسألة هل إن إطلاق المئات من سجناء حماس ومنظمات فلسطينية أخرى، في مقابل الجندي الإسرائيلي المخطوف غلعاد شليط، سيضمن عدم تنفيذ عمليات اختطاف أخرى ضد جنود أو مواطنين إسرائيليين بعد هذه الصفقة.
· إن قائمة الأسرى الفلسطينيين التي سلمت لإسرائيل تنطوي على مطالب صعبة ومتمادية. ومن الواضح أن إسرائيل ستضطر إلى اجتياز خطوط حمر في هذه الصفقة. لكن السؤال هو: كيف يمكن إعادة شليط من دون التنازل عن معايير حيوية في الحرب على الإرهاب؟ ليس هناك خيار أمام إسرائيل إلا التفاوض في هذا الشأن مع حركة حماس. ولذا كان من الأفضل لو امتنع بعض القادة من الإدلاء بتصريحات متبجحة بأن إسرائيل لن تفاوض في شأن عملية الاختطاف ولن تكرر أخطاء ارتكبت في الماضي في إطار الجهد للإفراج عن أسرى إسرائيليين.
· هناك مصلحة مزدوجة لحركة حماس في إطلاق الأسرى، وهي إرباك الرأي العام الإسرائيلي، من جهة، وتعزيز مكانة الحركة في صفوف الجمهور الفلسطيني، من جهة أخرى. وكلما كبر إنجاز حماس في نظر الجمهور الفلسطيني تعرضت مكانة محمود عباس للضرر.
· إن خنوع إسرائيل لحماس في موضوع قائمة الأسرى سيلحق ضرراً كبيراً بقوة الردع الإسرائيلية في الحرب على الإرهاب، علاوة على أنه سيشجع المنظمات الإرهابية. وهذا ينسجم مع التصور الذي تبلور لدى بعض الدول العربية والقائل إن في الإمكان بهذه الطريقة، لا بحروب الجيوش النظامية، إلحاق الهزيمة بإسرائيل.
· لا يجوز الموافقة على أن تشمل قائمة مَن سيُفرج عنهم عرباً من إسرائيل يقبعون في السجن بسبب ارتكابهم أعمالاً إرهابية، إلا إذا تنازلوا عن مواطنتهم وانتقلوا إلى غزة أو الضفة.
· إن أعضاء مجلس الأمن القومي محقون في قولهم أن الصفقة يجب أن تتم في إطار خطوة أوسع. مثلاً في إطار تلتزم حكومة حماس بموجبه أن تفرض على جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي، احترام الوقف الكامل لإطلاق النار.
· بعد ثلاثين عاماً من مثول الرئيس المصري أنور السادات أمام الهيئة العامة للكنيست، الأمر الذي مهد القلوب في إسرائيل للتنازل عن سيناء لقاء السلام، سيمثُل اليوم إبراهيم سليمان أمام لجنة الخارجية والأمن، في محاولة لإقناع الجمهور الإسرائيلي بأن سورية تعرض عليه صفقة مماثلة.
· غير أن سليمان دخل إسرائيل بجواز سفر أميركي. وهو يشدد في كل مناسبة على أنه ليس مندوباً رسمياً عن دمشق. وسليمان، ابن الطائفة العلوية الحاكمة في سورية وأحد الأصدقاء القدامى لعائلة الأسد، لم يأت لإجراء مفاوضات سلمية. وهو يعرف أن الكنيست ليس المكان الملائم لإجراء مباحثات بشأن الحدود، وأن رئيس الحكومة إيهود أولمرت لا ينوي أن يرى وجهه.
· يأتي سليمان، الذي خصص جلّ وقته طوال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة للاتصالات السرية بين إسرائيل وسورية، إلى القدس الغربية بعد مضي أقل من أسبوعين على قمة الرياض. والرد الإسرائيلي الفاتر على المبادرة العربية عزز الرأي السائد في دمشق أن أولمرت حالة ميئوس منها. وقد دفع تقرير بيكر - هاملتون وزيارة وفد الكونغرس برئاسة نانسي بيلوسي، سورية إلى تركيز جهودها في واشنطن. أما الأمل بأن تمهد إسرائيل الطريق أمام السوريين إلى أميركا أخلى مكانه للسعي لتمهيد أميركا الطريق للسوريين إلى إسرائيل.
· لا حاجة إلى انتظار تقرير لجنة فينوغراد كي نفهم أن الجيش الإسرائيلي يواجه محنة. القيادة العليا جيدة، لكنها تفتقر إلى الإبداع. والقيادة المبتدئة واعدة، إلا إن ثقتها بالنفس متدنية. المقاتلون لا يزالون متحمسين، لكن بعضهم يائس. الوسائل المطلوبة ليست متاحة دائماً. هناك نقص في الإبداع، ونقص في التصميم، وليس هناك شعور بالتميز. المنظمة بيروقراطية بصورة مفرطة والانضباط ضعيف. إن الجيش الذي يجد نفسه يخوض حرباً صعبة يجب ألا يبدو على هذا النحو.
· منذ الفشل في لبنان، قام الجيش الإسرائيلي بما لم تقم به سائر مؤسسات الدولة. لقد أجرى تحقيقات داخلية وأدخل تحسينات وتحمل المسؤولية. إنه يحاول إعادة تأهيل نفسه.
· لكن الجيش الإسرائيلي وحده لا يستطيع القيام بهذه المهمة. ومن دون دعم المجتمع المدني لا يستطيع جيش سنة 2007 العودة إلى روح جيش سنة 1967. ومن دون التعاون الوثيق مع الجبهة الداخلية لا يستطيع الجيش أن يتحول من جيش جريح تعرض لضربة إلى جيش منتصب القامة ومنتصر. والسبب في ذلك بسيط، وهو أن الجيش ليس المسؤول عن الأمراض التي سيطرت عليه. وهو ليس المسؤول عن كون مهمته الرئيسية منذ 40 عاماً هي احتلال، ومنذ 20 عاماً تمنع الدولة عنه خيرة أبنائها والجزء الأكبر من مواردها.
· هناك مجال لانتقاد الجيش الإسرائيلي. لكن النقد يجب أن يكون ضمن سياق. والسياق هنا هو السياق الاجتماعي- الثقافي. إن الأخلاقيات الجديدة في المجتمع الإسرائيلي تتسم بالفردية المتطرفة وطغيان الرأسمالية والعدمية. هذه الروح تمزق التضامن الاجتماعي وحس الشراكة في المصير الوطني وتفسد السياسة وتزعزع تماسك الجمهور. كما أنها تمنع جيشاً شعبياً مثل الجيش الإسرائيلي من الاستمرار في أداء دوره.
· على المجتمع الإسرائيلي أن يدرك أن من المستحيل البقاء في هذا المكان من دون فهم أهمية الشراكة والتجند للقضية. ولن يكون من الممكن الاعتماد على حقيقة أن الجيش سيكون ممتازاً من دون أن يخدم فيه خيرة الشعب. لن يكون من الممكن أن نعيش حياة المتعة والرخاء هنا من غير أن ندعم الجيش الذي يدافع عن كل ذلك.