مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إنفاذ خطة الليطاني بيد أولمرت وإعطاء فرصة للدبلوماسية
مقالات وتحليلات
تحصينات تحت الأرض تشكل صعوبات لم يعهدها الجيش الإسرائيلي
الوزراء يصوتون خارج رغبتهم خشية الرسالة الخاطئة إلى العدو والشعب
موافقة "الحزب" على نشر الجيش وعدم التنسيق مع دمشق انقلاب سياسي للسنيورة
خشية من إصابات كثيرة أثناء العملية البرية الواسعة
قادة إسرائيل يعتبرونها حربَ وجود ورامون لتسوية بنت جبيل بالأرض
السياسيون أقروا توسيع العمليات كي لا يُتهموا بعدم تمكين الجيش من النصر
عملية جوية–برية بكامل القوة يجب أن تنتج خفضاً للصورايخ
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 10/8/2006، الساعة 04:15
إنفاذ خطة الليطاني بيد أولمرت وإعطاء فرصة للدبلوماسية

وافق المجلس الوزاري المقلص للشؤون السياسية والأمنية أمس على اقتراح وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الأركان دان حلوتس على توسيع  العملية البرية للجيش الإسرائيلي في لبنان حتى نهر الليطاني. وأُقر الاقتراح بأكثرية تسعة مؤيدين  وثلاثة ممتنعين - نائب رئيس الحكومة شمعون بيريس، ووزير العلوم والثقافة والرياضة أوفير بينس، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة إيلي يشاي. ولم يكن هناك معارضون.

وخلال الجلسة نشبت مواجهة عنيفة بين بيرتس وسلفه في المنصب وزير المواصلات شاؤول موفاز، الذي اقتراح خطة عملانية بديلة أصغر حجماً يمكن لها حسب رأيه تحقيق الأهداف الإسرائيلية. وقاطع بيرتس كلامه ورد عليه بحدة موجهاً إليه كلمات شديدة اللهجة....

ونشبت مواجهة أخرى خلال الجلسة بين بيرتس ورئيس الأركان، الذي طلب الموافقة على ضرب بنى تحتية مدنية في لبنان. وقاطعه بيرتس قائلاً أن ذلك ليس جزءاً من الاقتراح الذي قُدم لإقراره، وحذف اقتراح رئيس الأركان من جدول الأعمال.

وبناءً على اقتراح المؤسسة العسكرية الذي أُقر أمس، سيعمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة الممتدة حتى نهر الليطاني، وفي أماكن معينة ما وراءه أيضاً، لكبح إطلاق صواريخ حزب الله القصيرة المدى. ولن تُنفّذ الحملة التي أقرت بصورة فورية، من أجل إعطاء فرصة إضافية للعملية السياسية قيد التبلور في مجلس الأمن. وفي هذه الأثناء، سيستمر نشاط الجيش الإسرائيلي في لبنان على نطاقه الحالي. وخوّل المجلس بيرتس وأولمرت تحديد توقيت توسيع الحملة وحدودها.

وبناءً على الاقتراح الأصلي، من المفترض أن تستمر الحملة الموسعة لمدة أسبوعين تقريباً. ومع ذلك قال الوزير إيلي يشاي في مقابلة أجرتها معه وكالة أ.ب. بعد الجلسة أن الحملة المخطط لها ستستمر لفترة 30 يوماً.

 

وقد بدأ النقاش الذي عقده المجلس في الساعة العاشرة صباحاً واتخذ القرار حوالي الرابعة بعد الظهر. وأثناء الاستراحة عند الظهر أجرى أولمرت مكالمة هاتفية مع وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليسا رايس. ولم تُبد الولايات المتحدة معارضة للقرار، مع أن البيت الأبيض أصدر مساء أمس بياناً يدعو إسرائيل لاتخاذ "أقصى درجات الحذر" لتجنب ضرب المدنيين أثناء توسيع العملية.

وبناءً على القرار، سوف تنفذ الخطط التي قدمتها المؤسسة العسكرية "من خلال ملاءمتها مع غايات تحقيق تسوية سياسية مستقبلية". كما تقرر أن تواصل إسرائيل جهودها للتوصل إلى تسوية سياسية، "وخاصة في إطار مجلس الأمن".

وقد  حُددت الأهداف التي يجب السعي لتحقيقها على النحو التالي: إعادة الجنديين المخطوفين فوراً و"بدون شرط"، والوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية من لبنان ضد إسرائيل وضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك وقف إطلاق صواريخ الكاتيوشا؛ التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1559؛ نشر قوة دولية فاعله في جنوب لبنان، سوية مع الجيش اللبناني، على طول الخط الأزرق؛ منع حزب الله من إعادة تأهيل قدراته العملانية، وبخاصة عن طريق منع نقل الأسلحة من سورية وإيران....

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 10/8/2006
تحصينات تحت الأرض تشكل صعوبات لم يعهدها الجيش الإسرائيلي
زئيف شيف - المعلق العسكري

·       من العدد الكبير لجرحى الجيش الإسرائيلي أمس ومن الأماكن التي أصيبوا فيها يمكن أن نستنتج أن حزام الحدود الضيق في الطرف اللبناني لم يتم احتلاله بعد، وأن الجيش الإسرائيلي لا يسيطر عليه. وذلك رغم أن هذه المرحلة من العملية البرية سبق أن استكملت، بهذا القدر أو ذاك.

·       هذه المعارك الأخيرة تكشف طريقة القتال لدى حزب الله.

·       العملية البرية المسماة "تغيير اتجاه 8" هدفها احتلال حزام الحدود. في البداية جرى الحديث عن اثنين إلى ثلاثة كيلومترات. فيما بعد وسعت المهمة لخمسة حتى ستة كيلومترات. وكان الهدف تفجير كل مواقع حزب الله وطرد قواته.

·       ما حصل في بنت جبيل تكرّر في عيتا الشعب. رغم أنه بدا أن القرية احتلت اتضح أن أفراداً من حزب الله موجودون فيها. ورغم احتلال القرية يختبئ أفراد حزب الله في تحصينات تحت الأرض مموّهة جيداً من الخارج. وقد تم تسريب كهرباء إلى هذه التحصينات. وبحسب أحد الأنباء فهي أيضاً مكيّفة. وعندما تهدأ ساحة المعركة يخرج أفراد حزب الله من الحصن وينصبون كمائن، بما في ذلك لآليات الجيش الإسرائيلي المدرعة.... وأحياناً فإن رجال حزب الله يطلقون من مكان قريب، من منطقة محتلة ظاهرياً، صاروخاً باتجاه إسرائيل.

·       أحد الاقتراحات يدعو لقصف هذه القرى قصفاً عنيفاً وحتى تدميرها. وفي جميع الأحوال، لا يكمن الحل في الدخول إليها مجدداً في هذه المرحلة. بمقدور الجيش الإسرائيلي أن يتقدم إلى الأمام، حسبما فعل خلال اليومين الأخيرين في منطقة مرجعيون. لكن المشكلة انه رغم التقدم في العمق يستطيع أفراد  حزب الله الذين بقوا في التحصينات إطلاق الصواريخ. إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل سيتم عندها من خلف وحدات الجيش الإسرائيلي التي تقدمت في العمق اللبناني. واضح أيضاً أن أفراد حزب الله الباقين من الخلف مزودون بأجهزة اتصال ويتلقون معلومات من رجال الرصد المختبئين قرب الحدود. هذا الواقع يفسّر صعوبات إدارة المعركة في جنوب لبنان والتي لم يصطدم بها الجيش الإسرائيلي في السابق.

"هآرتس"، 10/8/2006
الوزراء يصوتون خارج رغبتهم خشية الرسالة الخاطئة إلى العدو والشعب
ألوف بن - المعلق السياسي

·       نتائج التصويت في المجلس الوزاري المقلص الأمني لم تعكس الآراء الحقيقية للوزراء. يقول أحد الوزراء: "لو كان الجميع قد صوتوا بحسب ما تكلموا، لكانت هناك أكثرية ضد العملية". إذا كانت الحال هكذا فلماذا لم يعترض أحد؟ يجيب الوزير نفسه: "خشينا أن نظهر للجمهور وحزب الله أن هناك صدوعاً في الحكومة وفي دعمها للجيش الإسرائيلي". المشكلة أن هذه الصدوع قائمة ولا يجتهد أحد لإخفائها.

·       هناك صدوع بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس، وصدوع بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس هيئة أركان الجيش، دان حالوتس، وبين رئيس الموساد، مئير داغان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، عاموس يدلين، وبين بيرتس وسلفه شاؤول موفاز، وبين موفاز وآفي ديختر.

·       رئيس الحكومة لم يؤيد الخطة الكبيرة التي طبخها له وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش في الأسبوع الماضي. لكن تحفظ أولمرت كان مناقضاً لموقفه المبدئي الذاهب إلى أن القيادة السياسية ينبغي ألا تتدخل في الاعتبارات العملانية، وعليها أن تستند إلى توصيات الجيش. وللخروج من ذلك أتاح أولمرت لموفاز أن يعرض على الوزراء خطة خاصة به. لكن ذلك أدى إلى تسخين الأجواء في الاجتماع. وفي نهاية المطاف أعلن أولمرت أن الحفاظ على النفوذ والمسؤولية يلزمه بعرض خطة قيادة الجيش فقط على التصويت.

·       لكن الخلاص جاءه أخيراً من كوندوليسا رايس. فقد اتصلت هذه لتبلغه بأن هناك تقدماً متوقعاً في الاتصالات الدبلوماسية لإنهاء الأزمة. وقدّرت بأن يصوّت مجلس الأمن هذا المساء على وقف القتال. وهذا أتاح لأولمرت وليفني، التي طالبت بـ "مهلة سياسية" كشرط لتأييد العملية، أن يقنعا بيرتس بوجوب إرجاء العملية 48 ساعة على الأقل.

"هآرتس"، 10/8/2006
موافقة "الحزب" على نشر الجيش وعدم التنسيق مع دمشق انقلاب سياسي للسنيورة
تسفي بارئيل - معلق الشؤون العربية

·       إن فؤاد السنيورة خبير وذو حنكة كبيرة في إدارة المفاوضات المتعلقة بالأعمال والمفاوضات السياسية. لقد عرف رئيس الحكومة اللبناني أن اقتراحه نشر الجيش اللبناني في جنوب الدولة إنما هو اقتراح أولي يستوجب مزيداً من الصياغة والتكييف حتى يصبح اقتراحاً عملياً. من هنا فإن الخشية من انهيار العملية السياسية سابقة لأوانها، لأن الجديد في اقتراحه لا يكمن فقط في الانقلاب الذي أحدثه في لبنان، وإنما في موافقة حزب الله، أول مرة، على نشر الجيش فعلياً في "منطقته".

·       لقد انتزع السنيورة باقتراحه الخلاف من الساحة اللبنانية وحتى من الساحة العربية، التي لا يعوّل السنيورة عليها، ونقله إلى الصعيد الدولي. وهكذا، ومن وضع كان فيه مشروع القرار الأميركي – الفرنسي البضاعة الوحيدة في السوق، نجح السنيورة في دق إسفين بين فرنسا (وربما روسيا) من جهة وبين واشنطن من جهة أخرى. إن هاتين الدولتين منقسمتان في مواقفهما من اقتراح السنيورة، والمفاوضات الآن تدور بين دولتين تتمتع كل منهما بحق النقض في مجلس الأمن. ونتيجة ذلك أنه في حين كان موقف لبنان، قبل اقتراحه، ليس بذي أهمية، وكان موقف إسرائيل فقط يحدد فعلياً شكل الاقتراح الأميركي – الفرنسي، لم يعد الآن بإمكان أي طرف تجاهل الموقف اللبناني، كونه يحظى بالتأييد من قبل فرنسا وروسيا. ولأول مرة، ينجح لبنان في طرح موقف مستقل غير مرتهن بموافقة سورية. وهنا كمن الإغراء الآخر في اقتراح السنيورة، بالنسبة لمن يتطلع إلى رؤية لبنان دولة مستقلة لم تعد بحاجة للتنسيق مع دمشق.

·       غير أن على السنيورة الآن الانتقال من مرحلة الاقتراح النظري "المثير للاهتمام" إلى مرحلة التطبيق، التي تتطلب منه الحصول على تنازلات من حزب الله. صحيح أن "الحديث" المتلفز الذي أجراه نصر الله أمس مع المشاهدين يعطي صفة علنية لموافقته على نشر القوات، لكنه ليس بإمكانه أن يشكل بديلاً من الضمانات، ذلك لأنه من الواضح للجميع أن الجيش اللبناني ليس مؤهلاً للنزاع مع حزب الله. وحتى لو امتلك القوة العسكرية اللازمة، سوية مع القوات المتعددة الجنسية، فلن توافق حكومة السنيورة على أمر الجيش بمحاربة حزب الله، مخافة نشوب حرب أهلية جديدة.

·       لربما يكون باستطاعة السنيورة الاعتماد على التوافق السياسي الوطني في لبنان لتكبيل أيدي حزب الله، غير أن هذه الضمانة ليس في وسعها إقناع إسرائيل أو الولايات المتحدة. ولعله سيمكن إيجاد الحل عن طريق تحديد جدول زمني تدريجي على غرار الجدول الذي حدد في حينه في خريطة الطريق التي اقتُرحت على إسرائيل والفلسطينيين، حيث يشكل تنفيذ كل مرحلة خطوة لبناء الثقة على طريق الخطوة التالية. ويمكن لهذا أن يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، كما يريد لبنان وفرنسا، ونشر قوة متعددة الجنسية تباشر مرحلة الانسحاب الإسرائيلي، وانتشار الجيش اللبناني مع الانسحاب.

"معاريف"، 10/8/2006
خشية من إصابات كثيرة أثناء العملية البرية الواسعة
عمير ربابورت - المعلق العسكري

·       رغم خيبة الأمل في الجيش من جراء تجميد تنفيذ قرار توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان. فإن التقديرات لدى الجيش هي أن القرار سينفذ قريباً.

·       المرحلة في عمليات الجيش التي أقرها المجلس الوزاري المقلص هي عملياً نقطة البدء بالحرب في لبنان.... حتى الآن تعلقت القيادة السياسية وقيادة الجيش بأمل عبثي، وهو هزم حزب الله بواسطة هجمات جوية فقط أو بواسطة عملية برية محدودة.

·       إذا تحرينا الدقة فإن الجيش الإسرائيلي يعود 24 سنة إلى الوراء، إلى خطة "أورانيم" التي شكلت المرحلة الأولى من حرب "سلامة الجليل".... لكن الخطة الجديدة معدّة لإبعاد حزب الله فيما وراء الليطاني فحسب، وتتكلم عن السيطرة على منطقة بعمق 25 كم.

·       عندما تخرج القوات إلى الحرب من المهم فهم أن عملية التصعيد التي تنجرّ إسرائيل إليها من شأنها ألاّ تقف فقط عند الليطاني.  ولدى الجيش الإسرائيلي خطط لتعميق العملية فيما خلف ذلك أيضاً. من الصعب أن نصدّق، لكن ضباطاً كباراً يتكلمون في الأيام الأخيرة حتى عن إمكانية الوصول إلى بيروت "إذا ما أطلقوا علينا صاروخ زلزال من هناك". وفي كل الأحوال وحتى دون الاقتراب من بيروت، ثمة خشية كبيرة من سقوط العديد من الإصابات خلال السيطرة على المناطق الجديدة.

·       لم يستكمل الجيش بعد عملية تطهير الحزام الأمني. فقد بقي مئات العناصر داخل المنطقة، وهو ما يسمى باللغة العسكرية جيوب مقاومة.

"معاريف"، 10/8/2006
قادة إسرائيل يعتبرونها حربَ وجود ورامون لتسوية بنت جبيل بالأرض
بن كسبيت - المراسل السياسي

·       مرّ شهر، ويمكن أن نقرّ بكل تأكيد: هذه ليست "عملية" وهي ليست "عملية برية" ولا يوجد هنا "قتال". يجري الحديث عن حرب وجودية، مصيرية كحرب الاستقلال، قاسية كحرب يوم الغفران.... ورغم الألم والدموع من المحظور علينا نسيان ما يلي: في حرب الاستقلال ضحّت إسرائيل بنسبة واحد بالمائة من سكانها. وهو ما يوازي حوالي 70 ألف قتيل في أيامنا. وفي حرب يوم الغفران خسرنا، فترة اقصر، حوالي 3 آلاف جندي. حتى في حرب الأيام الستة قتل أكثر من مائة جندي في اليوم.

·       رئيس الموساد ورئيس أمان ورئيس جهاز الأمن العام (شاباك) عادوا وقالوا، خلال الاجتماعات المقصلة التي عقدت أمس وأول من أمس، إن نتائج الحرب ستنعكس على مستقبل إسرائيل ومصيرها. وإذا لم يكن هناك حسم واضح فسيبقى الحديث عن خطر وجودي ملموس متراكم. ورئيس هيئة أركان الجيش، أول من أمس، عندما أسمعت أمامه التقديرات بشان سقوط مئات القتلى بين صفوف الجيش الإسرائيلي، قال بلهجة جافة: "وماذا في ذلك. هذا مؤلم، هذا مريع، لكن البديل أسوأ بكثير".

·       في جلسة المجلس الوزاري المقلص عاد الوزير حاييم رامون بقوة أكبر إلى طرح أسئلة من قبيل: لماذا لا يتم تدمير بنت جبيل عن بكرة أبيها؟ لماذا لا تسوّى بالأرض كل بيوت القرى في جنوب لبنان، التي تحولت إلى مقابر لجنود الجيش الإسرائيلي؟

"يديعوت أحرونوت"، 10/8/2006
السياسيون أقروا توسيع العمليات كي لا يُتهموا بعدم تمكين الجيش من النصر
ناحوم برنياع - كبير المعلقين السياسيين (من جنوب لبنان)

·       ما نراه هنا، عميقاً في جنوب لبنان، لا يرونه للأسف من هناك، من مكاتب الجنرالات في هيئة أركان الجيش، ومن نوافذ مكتب رئيس الحكومة. إننا نضيع في مطاردة نصر غير موجود.

·       حسب تقرير الاستخبارات يوجد في قرية راس البياضة 8 – 10 من أفراد حزب الله. يختبئون في مكان ما بجوار جنود الجيش الإسرائيلي. السؤال: كيف في مقدور فئة قليلة من الحزب اللاهيين – كما يسميهم الجنود – أن تواصل إثارة جنون دولة إسرائيل رغم الوجود القريب لقوات الجيش الإسرائيلي؟

·       يجب أن ترى الأمر على حقيقته حتى تفهم.... المصادمات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تعيد إلى الأذهان أفلام الصور المتحركة المشهورة "توم وجيري". توم هو قط قوي وطموح. وجيري هو فأر ضعيف وذكي. جيري ينكل بتوم، وتوم يردّ الصاع صاعين. في جميع المصادمات بينهما ينتصر جيري الفأر.

·       الأجواء في صفوف الجنود المقاتلين تعيد إلى الأذهان (حرب) يوم الغفران. والوزراء الذين التقوا أمس مع قيادة الجيش الإسرائيلي في إطار المجلس الوزاري المقلص فقدوا ثقتهم بإمكانية تحوّل الجيش الإسرائيلي من توم إلى جيري. مع ذلك فقد صوتوا مع اقتراح الجيش بتوسيع العمليات البرية. لا يثق أي منهم بنجاح هذه العمليات لكن لم يكن لديهم خيار، إنهم يخشون أن يتهموهم بأنهم لم يمكنوا الجيش من أن ينتصر.

·       إضافة قوات برية للقوات العالقة في لبنان لن تؤدي إلى الانقلاب المأمول في المقامرة اللبنانية. ثمة لإسرائيل أمل بعد، بدعم أميركا، في أن تخرج من هذه الحرب بإنجازات لا بأس بها. خذ ما يقترحونه عليك يا أولمرت. خذ واهرب بجلدك.

"يديعوت أحرونوت"، 10/8/2006
عملية جوية–برية بكامل القوة يجب أن تنتج خفضاً للصورايخ
أليكس فيشمان - المعلق العسكري

·       الفصل القادم من العملية الإسرائيلية (توسيع الاجتياح البري) ينبغي أن تكون له نهاية واضحة. فليس أمامنا موعد آخر لتصحيح ما نرتكبه من خطأ. انتهت التسويغات بأننا لجأنا إلى "الجوّ فقط" وبعد ذلك إلى "الجوّ مع قليل من البرّ". الآن هذه عملية جوية – برية بكامل القوة. النتيجة ينبغي أن تكون حاسمة وغير قابلة للتأويل: كمية إطلاق الصواريخ يجب أن تنخفض، على أفراد حزب الله أن يغادروا الجنوب ت أحياءً أو أمواتاً – وأن يخلفوا وراءهم بنى تحتية مدمرة. نقطة.

·       الحزام الأمني ليس الإنجاز المطلوب في هذه الحرب. ولذا لا مكان للبقاء والموت فيه. وإذا ما كان علينا أن ندفع ثمناً باهظاً، فليكن هذا الثمن الباهظ على الأقل في سبيل الإنجاز المطلوب.

·       الإدارة الأميركية لم تطلب من إسرائيل أن تنتظر. وإذا كان هناك انتظار فهو لسبب آخر: المزيد من التنظيم الجيّد للجيش الإسرائيلي استعداداً للقتال.