مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل على أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ على حدودها الشمالية وأنها لن تسمح لتنظيم "داعش" الإرهابي أو لجهات معادية أخرى بأن تكرّس وجودها بمحاذاة أي مناطق حدودية تحت غطاء الحرب الأهلية الدائرة في سورية.
وأشاد نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية في مدينة حيفا أمس (الأحد)، بأداء جنود الجيش الإسرائيلي الذين تمكنوا من صدّ هجوم ضد إسرائيل في مثلث الحدود الإسرائيلية –السورية - الأردنية في جنوب هضبة الجولان أمس.
وكانت قوة تابعة للواء "جولاني" تعرضت صباح أمس لإطلاق النار وقذائف هاون أثناء قيامها بنصب كمين خارج السياج الحدودي في جنوب هضبة الجولان وداخل الخط الأزرق بين مستوطنتي "نوف" و"أفني إيتان".
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه لم تقع إصابات في صفوف القوة.
وأضاف البيان أن أربعة مسلحين من "منظمة شهداء اليرموك" الموالية لتنظيم "داعش" أطلقوا النار من أسلحة رشاشة خفيفة أثناء وجودهم في سيارة، وردّ الجنود بإطلاق النار ثم قامت طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بقصف السيارة مما أسفر عن مقتل "الإرهابيين" الأربعة الذين كانوا في داخلها.
وشنّت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الليلة الماضية غارات على منشأة تابعة لتنظيم "داعش" في الشطر السوري من هضبة الجولان رداً على إطلاق النار باتجاه قوة من الجيش الإسرائيلي.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن المنشأة المستهدفة كانت مهجورة وكانت تابعة في الماضي للأمم المتحدة واستخدمها عناصر "داعش" لمهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي وتعزيز نشاطهم بالقرب من منطقة الحدود مع إسرائيل.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة إنها تنظر بخطورة بالغة إلى هذا الحادث وتشيد برد الفعل السريع للحفاظ على سيادة الأراضي الإسرائيلية.
وقال وزير البناء والإسكان الإسرائيلي عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية يوآف غالانت ["كلنا"] إن إسرائيل سترد بحزم وقوة على أي عملية ضد جنود الجيش الإسرائيلي، وسيتم خلال ذلك تدمير مصادر إطلاق النار.
وأشار غالانت إلى أن رغبة المنظمات "الإرهابية" بالمساس بدولة إسرائيل ليست ظاهرة جديدة.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية في حيفا أمس (الأحد)، إن موجة الحرائق التي اجتاحت إسرائيل خلال الأيام الأخيرة أكثر خطراً وتعقيداً من حريق الكرمل الذي اندلع سنة 2010.
وأضاف نتنياهو أن الحكومة تنوي إقامة قوة إطفاء دولية متعددة الجنسيات لمواجهة مثل هذه الحرائق في المستقبل، وأشار إلى أن قادة عدة دول في منطقة الشرق الأوسط أعربوا عن استعدادهم للانضمام إلى هذه القوة.
وذكر نتنياهو أن الحرائق لم تنته بعد مشيراً إلى أن بعضها يبدو كما لو أنه "يثور" مجدداً أي بفعل فاعل. وشدّد على أن الحكومة تعمل في جميع الساحات بما فيها ساحة فرض القانون، ما يعني أنها ستتعامل بمنتهى الشدة مع كل من يتسبب بالحرائق إما عمداً أو من باب الإهمال، وكذلك مع كل من يحرض على إشعال النار.
قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أمس (الأحد) بالإجماع شراء 17 طائرة مقاتلة أخرى من طراز "إف 35" ["الشبح"] التي تعتبر الأكثر تطوراً في العالم من شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية بالإضافة إلى 33 طائرة أخرى تم شراؤها في الفترة الماضية لتمتلك إسرائيل بذلك 50 طائرة من هذا الطراز.
ومن المتوقع أن تتسلم إسرائيل الطائرات الـ33 التي تم شراؤها فعلاً حتى سنة 2021، وستصل أول طائرتين منها يوم 12 كانون الثاني/ يناير المقبل.
وكانت إسرائيل قامت أخيراً بتعيين قائد لأول سرب من طائرات "إف 35" بالإضافة إلى خمسة طيارين مقاتلين. وسيجري هذا الفريق تدريبات خاصة في الولايات المتحدة الأميركية في غضون الأشهر القليلة المقبلة كي يعمل لاحقاً على تدريب طيارين آخرين.
وقررت إسرائيل في أيلول/ سبتمبر 2010 امتلاك هذه الطائرة الأميركية المتطورة في إطار صفقة تتم على مرحلتين تنص على أن تتسلم إسرائيل في نهايتهما 33 طائرة بحيث تتسلم في المرحلة الأولى 19 طائرة وفي المرحلة الثانية 14 طائرة.
وبإمكان هذا الطراز من الطائرات المقاتلة أن يهبط عمودياً مثل الطائرات المروحية وأن يحلق من مدرج طوله 500 قدم وليس من مطار فقط. كما يمتلك قدرة الاختفاء عن شبكات الرادار.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن قوات الشرطة اعتقلت منذ بدء موجة الحرائق الأسبوع الفائت 23 فلسطينياً بينهم 16 مواطناً عربياً من إسرائيل بشبهة إضرام عدد من هذه الحرائق.
وأضاف البيان أن ممثلي الشرطة أبلغوا الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها الأسبوعي الذي عقد في حيفا أمس (الأحد) أن سكاناً من قريتي دير حنا في الجليل وأم الفحم في المثلث اعترفوا بقيامهم بإضرام النار عمداً.
وقال مصدر رفيع في الشرطة إنه يتم حالياً التحقيق في نحو 90 حادث إضرام نار حيث يعتقد أن ما بين 30 و40 من هذه الحوادث كانت بفعل فاعل.
ودعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] إلى هدم منازل الذين قاموا بإضرام الحرائق على خلفية تطرف قومي.
وقال إردان في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة قبل الماضية، إن إسرائيل تواجه "إرهاباً" من نوع آخر. ورأى أن التحريض والكراهية اللذين حفزا الأفراد الفلسطينيين على ارتكاب اعتداءات طعن ودهس يدفعانهم الآن إلى استغلال الأحوال الجوية الاستثنائية لمحاولة إحراق أشخاص أحياء وتجمعات سكنية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن 17 حادثة من إجمالي حوادث إضرام النار الـ110 خلال الموجة الأخيرة كانت بفعل فاعل.
وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة تفقدية قام بها صباح أمس في مستوطنة "حلاميش" شمالي غربي رام الله التي احترق الكثير من بيوتها، أن الرد على ذلك يجب أن يكون توسيع أعمال البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
وقال وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] خلال جولة تفقدية أخرى في مستوطنة حلاميش أمس، إن إسرائيل تواجه موجة "إرهاب" قومية هدفها قتل اليهود وزرع الرعب.
ورفض بينت التطرق إلى المساعدة التي قدمتها السلطة الفلسطينية لإخماد الحرائق وأشار إلى أن الذين قاموا بإضرام النار تعمدوا قتل السكان.
ووعد بينت بأن تقوم الدولة ببناء منازل كثيرة وكبيرة في المناطق [المحتلة] رداً على هذه الموجة "الإرهابية".
وقالت عضو الكنيست تسيبي ليفني من "المعسكر الصهيوني" خلال ندوة ثقافية في تل أبيب يوم السبت الفائت، إنه يجب معاقبة مشعلي الحرائق، لكنها في الوقت عينه دعت الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الامتناع قدر الإمكان عن الشعبوية وتبادل الاتهامات وأكدت وجوب الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأعلن في نهاية الأسبوع الفائت أن الحرائق الهائلة التي اندلعت في حيفا أدّت إلى إلحاق أضرار بنحو 1800 وحدة سكنية وأن 500 وحدة منها باتت غير صالحة للسكن. وتقدر خسائر المباني الخاصة فقط بنصف مليار شيكل.
من ناحية أخرى استمرت في نهاية الأسبوع حال الطوارئ والاستنفار في صفوف طواقم الإطفاء خشية تجدد الحرائق وذلك بسبب الأجواء الجافة وهبوب الرياح. وعملت طواقم إطفاء من إسرائيل وقبرص الليلة قبل الماضية على إخماد بؤر نار كانت ما تزال مشتعلة في منطقة نتاف غربي القدس وحالت دون تجدد الحرائق.
وانضمت إلى جهود إخماد الحرائق الطائرة الأميركية العملاقة "سوبر تانكر" التي حطت الليلة قبل الماضية في إسرائيل.
كما وصل إلى إسرائيل طاقم من رجال الإطفاء الفرنسيين.
وأقر الأردن بمشاركته في عمليات إخماد الحرائق في إسرائيل.
وقالت إدارة الإعلام في المديرية العامة للدفاع المدني في عمان إنه بناءً على الطلب الرسمي الذي تلقته الحكومة الأردنية تمت المشاركة من خلال جهاز الدفاع المدني الأردني لتقديم المساعدة المطلوبة.
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتصل هاتفياً برئيس السلطة محمود عباس وشكره على إرسال ثمانية طواقم إطفاء للمشاركة في إخماد النيران. وشاركت طواقم الإطفاء الفلسطينية في جهود إخماد الحرائق في منطقتي حيفا والقدس. وقال مدير عام الدفاع المدني الفلسطيني اللواء يوسف نصار إن 41 من رجال الإطفاء شاركوا في مكافحة الحرائق وعادوا إلى الضفة الغربية بعد ثلاثة أيام من العمل المتواصل.
•الحادثة المحلية التي وقعت في جنوب هضبة الجولان وانتهت بنجاح عسكري للجيش الإسرائيلي، على الرغم من أنها بدت في البداية وكأنها تعثر تكتيكي محتمل، فإنها كشفت وجود خطر محتمل على الحدود الإسرائيلية - السورية. للمرة الأولى وبصورة علنية تشتبك قوة من فصيل محلي لتنظيم داعش مع قوات من الجيش الإسرائيلي. وإذا تحول هذا الاحتكاك في جنوب الهضبة من حادث لن يتكرر إلى ظاهرة أكثر تواتراً، فإنه يمكن أن يتطور إلى موضوع صداع عملياتي لإسرائيل.
•بدأت حادثة إطلاق النار هذا الصباح (الأحد) بكمين كانت تنصبه قوة من كتيبة لواء جولاني بالقرب من السياج الحدودي في هضبة الجولان. وهذه منطقة الأرض تقع تحت سيطرة إسرائيل: هناك مناطق أقيم السياج الحدودي فيها غربي الحدود لاعتبارات طوبوغرافية (تحول دون حركة متواصلة لقوات الجيش في منطقة صعبة للجيش من الناحية العملياتية). وعلى ما يبدو، فإن القوة التي نصبت الكمين اكتشفها العدو الذي أطلق نحوها نيران أسلحته الخفيفة. في ما بعد سقطت بالقرب من القوة قذائف هاون. من حيث المبدأ تعتبر هذه عثرة تكتيكية، فقد كان يتعين على قوة الكمين الوصول سراً إلى النقطة التي تقصدها وأن تفاجئ العدو لا أن تتعرض هي للمفاجأة.
•لقد انتهى تبادل إطلاق النار من دون إصابات، وفرت الخلية المسلحة في الجانب السوري من المكان، لكن طائرة سلاح الجو التي هرعت إلى المنطقة استطاعت مهاجمة السيارة التي فرّت فيها الخلية والتي كانت على ما يبدو تحمل رشاشاً ثقيلاً. ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن عناصر الخلية المحلية التابعة لداعش الذين كانوا في السيارة قتلوا في الهجوم. في إمكان الجيش الإسرائيلي أن يسجل لنفسه بارتياح أن الخطر زال من دون إصابة أي جندي، وأن القوة التي أطلقت النار على كمين جولاني أبيدت.
•في المدى الأبعد، ستفحص إسرائيل الآن ما إذا كان ما جرى منعطفاً في الواقع السائد على طول الحدود. لقد مرت أكثر من خمسة أعوام ونصف العام منذ نشوب الحرب الأهلية السورية، وفي السنوات الثلاث الأخيرة سيطرت تنظيمات المتمردين بصورة كاملة تقريباً على المنطقة القريبة من الحدود. وأصبح الجيش السوري موجوداً في ثلاث نقاط فقط: في بلدة القنيطرة الجديدة التي تبعد قليلاً عن الحدود، وفي قرية حضر الدرزية ، وفي السفوح الشرقية لجبل الشيخ. أما الجزء الأكبر من المنطقة جنوبي القنيطرة فتسيطر عليه ميليشيات محلية ينسب إلى جزء منها أن لديها تفاهمات غير رسمية مع إسرائيل، وأنها تحافظ على الهدوء على الحدود وتبعد عنها المتمردين المتطرفين وفي طليعتهم جبهة النصرة التي تنتمي إلى القاعدة. في المقابل تحرص إسرائيل على تقديم العلاج الطبي وأحياناً على تأمين الدواء والكساء والغذاء لسكان القرى، يستثنى من ذلك الجيب الجنوبي القريب من مثلث الحدود مع الأردن، حيث يسيطر التنظيم المعروف باسم "شهداء اليرموك" (الذي غيّر مرة أخرى في الفترة الأخيرة اسمه) ونقل ولاءه في السنتين الأخيرتين إلى داعش.
•عناصر "شهداء اليرموك" الذين يتقاتلون مع ميلشيات أخرى، هم بطبيعة الحال معادون لإسرائيل، لكنهم حتى الآن حافظوا بصورة عامة على الهدوء بالقرب من الحدود. وعملياً، فإن الأغلبية الساحقة من الحوادث التي وقعت بالقرب من السياج الحدودي في هضبة الجولان في السنوات الأخيرة كانت بين قوات الجيش السوري (وأحياناً بين خلايا إرهابية درزية يستخدمها حزب الله) وقوات الجيش الاسرائيلي. وفي معظم الأحيان وقعت هذه الحوادث نتيجة "انزلاق" قصف النظام (المدفعي غالباً) الموجه ضد مواقع المتمردين الى داخل أراضي إسرائيل بعد أن أخطأ هدفه ببضعة أمتار. وقد ردّ الجيش الإسرائيلي بحذر شديد على نظام الأسد من خلال هجمات محدودة على مواقع وقيادات تعود إلى الجيش السوري في هضبة الجولان.
•هذه المرة الظروف مختلفة. وسواء خطط "شهداء اليرموك" الهجوم بصورة مسبقة أم أنه استغل فرصة وجود قوة من الجيش الإسرائيلي في موقع مكشوف، ما حدث هو حادثة خطيرة أنهتها إسرائيل لصالحها، لكنها فتحت بذلك حساباً دموياً جديداً. ووفقاً لتقديرات مختلفة، فإن عدد "شهداء اليرموك" يراوح بين 700 إلى 800 مقاتل مسلح ينتشرون في القرى السورية في منطقة المثلث الحدودي. وهذا لا يوازي القوة التي يستطيع الجيش أن يستخدمها، لكنه يشكل قوة قادرة على إزعاج مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بالقرب من الحدود. وفي الفترة المقبلة سيتضح ما إذا كان هذا حادثاً لن يتكرر، أم أننا نشهد مؤشرات أولى لنشوء جبهة جديدة في جنوب الجولان- المنطقة التي نجحت إسرائيل في المحافظة على الهدوء فيها خلال السنوات الأخيرة.
•حادث إطلاق النار الذي وقع صباح أمس وقتل خلاله أربعة مخربين من تنظيم يتماهى مع تنظيم داعش على حدود هضبة الجولان، هو حادث تختلف سماته بالمقارنة مع حوادث سابقة وقعت في الهضبة. ففي هذا الحادث بادر مخربون إلى فتح النار من رشاش ثقيل محمول على سقف سيارتهم في اتجاه قوة من الجيش الإسرائيلي داخل أراضي إسرائيل، أي أن ما جرى هو مبادرة لإطلاق النار ضد الجيش الإسرائيلي وليس إطلاق نار عن طريق الخطأ أثناء قتال بين قوات متمردة وأخرى موالية للأسد.
•في السابق قام بهجمات المبادأة ضد القوات الإسرائيلية فقط وحدات تابعة لحزب الله في هضبة الجولان، ساهم في إنشائها جهاد مغنية وسمير القنطار قبل موتهما، وتركزت تلك الهجمات بصورة أساسية في القسم الشمالي من هضبة الجولان. لكن المنطقة التي وقع فيها هذا الحادث تسيطر عليها فصائل تابعة لمتمردين سوريين يتماهون مع تنظيم داعش، ومن بينها تنظيم "أحرار الشام" و"جيش خالد بن الوليد". وقد امتنع هذان التنظيمان الراديكاليان في الماضي عن المبادرة إلى هجمات ضد الجيش الإسرائيلي، وركّزا على القتال ضد قوات الأسد وعناصر معارضة تخاصمها.
•هذه المرة سارعت التنظيمات المتماهية مع تنظيم داعش إلى إعلان مسؤوليتها عن إطلاق النار، بينما هي امتنعت في السابق عن ذلك عندما كان يقع إطلاق نار من طريق الخطأ. وحتى الآن ليس واضحاً من هو المستوى الذي اتخذ قرار تنفيذ الهجوم، هل هو قيادة تنظيم داعش، أم قيادة التنظيم في المنطقة، أم أن ذلك جاء بمبادرة من الخلية التي قامت بإطلاق النار؟ يمكن العثور على أدلة ما يبرر هذه الاحتمالات الثلاثة.
•يخوض تنظيم داعش صراعاً وجودياً في العراق وفي سورية. وقد خسر التنظيم في العراق أغلبية المدن التي كان يسيطر عليها وهو يخوض حالياً معركة مصيرية في الموصل. وفي سورية خسر التنظيم مناطق جغرافية كثيرة، وبدأت المعركة تتقدم نحو عاصمة الخلافة في الرقة. في مثل هذه الظروف، على الرغم من أزمة التنظيم العسكرية، وربما تحديداً بسببها، فإن العمليات الإرهابية ضد إسرائيل من شأنها أن تساهم في تعزيز مكانة التنظيم ونزع الشرعية عن نظام الأسد، الذي بدلاً من محاربة العدو الصهيوني يحارب مقاتلي الإسلام الذين يحاربون إسرائيل.
•في المدة الأخيرة عُيّن قائد جديد للتنظيمات الإسلامية في المنطقة هو أبو محمد المقدسي بعد مقتل القائد السابق في تفجير سيارته في تشرين الأول/أكتوبر. ومن المحتمل أن القائد الجديد يريد بعد توليه منصبه تغيير قواعد اللعبة والمبادرة إلى حوادث على الحدود مع إسرائيل. وانطلاقاً من وجهة النظر هذه، فإن الهدف من حادثة إطلاق النار هو فحص رد إسرائيل.
•ولكن من المحتمل أن يكون ما جرى هو مبادرة محلية من خلية المخربين وليس تغييراً في سياسة التنظيم. وإذا كان هذا التقدير صحيحاً، فإننا لن نشهد في المستقبل القريب هجمات أخرى للتنظيم.
•إن رد الجيش الإسرائيلي وتدمير السيارة وقتل المخربين ينسجم مع سياسة إسرائيل التي مفادها عدم القبول بإطلاق النار عليها من وراء الحدود، والرد السريع والحاسم هو بمثابة رسالة صحيحة وواضحة بشأن إصرار إسرائيل على الدفاع عن حدودها.
•قد يكون من السابق لأوانه القول بأن ما جرى حادث لن يتكرر أو أنه تغيير في سياسة تنظيم داعش وفروعه في هضبة الجولان. وإذا ما شهدنا مواصلة للهجمات من جانب هذه التنظيمات، فإن دولة إسرائيل ستضطر إلى فحص سياستها الحالية التي تقوم على الامتناع عن التدخل في القتال في سورية، ستقوم بالرد الحاد والمباشر على أي إطلاق نار نحوها- بغض النظر عن الطرف الذي يُطلق النار.